• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
أول مركز للألعاب الرياضية بتقنية الـ"VR" في دبي
الموضوع اللي فات
أجور الفنانين في رمضان 2018

يا نساء العالم اتحدوا: حوار مع صاحبة مبادرة لدعم المطلقات نفسيًا

نسوان هجوم

"أبغض الحلال إلى الله الطلاق": الجملة دي تقريبًا مافيش حد ماسمعهاش سواء في فيلم أو في مسلسل في لقطة الطلاق، الراجل ومراته قاعدين والمأذون بيحاول يصلَّح بينهم بالحديث ده. طب هي من الأساس صح؟ وليه هو أبغض حلال؟ ايه اللي بيوصل ليه؟ وازاي الراجل والست بيقدروا يتعاملوا معاه باعتباره محطة في حياتهم؟

بس الأول، هو يعني ايه أبغض الحلال؟ 

حسب أخر احصائية مركز الوزراء ودعم اتخاذ القرار لسنة 2017، في حالة طلاق بتحصل كل 6 دقائق في بيوت مصر، بمعدل 240 حالة كل يوم، الكلام ده كان في 2016، بس دلوقتي بقت حالة طلاق كل دقيقتين و40 ثانية، ودي أعلى نسبة طلاق في العالم. ده غير إن وفقًا للتعبئة والإحصاء، معدلات الطلاق بقت أعلى من معدلات الطلاق! وبشكل عام المجتمع بيرسم قيود للستات في تفاصيل حياتهم اليومية، حدة القيود دي بتختلف حسب المستوى المادي والاجتماعي والثقافي لكل ست، فـ اللي عايشة في القاهرة غير اللي عايشة في قنا، واللي بتشتغل في بنك غير المجبرة على إنها ماتشتغلش. بس كقاعدة عامة، مافيش ست مابتقابلش قيود ومابتحسش بالوصمة بعد ما تشيل لقب "مطلقة". عشان مايبقاش كلامنا مرسل ومبني على مسلسلات الدراما ومبالغات بعض النسويات، قابلنا 3 مطلقات من وسط 2.5 مليون مطلقة في مصر عشان يحكوا لنا ازاي المجتمع اتعامل معاهم بعد الطلاق، وقابلنا "نجلاء عيَّاد" المطلقة وصاحبة مبادرة "بداية جديدة" اللي بتعتبر أول مبادرة عربية لدعم السيدات "نفسيًا" بعد الطلاق.

اعرف أكتر عن احصائيات الطلاق في مصر ومصاريف الجواز من الفيديو ده 

لمَّا اتناقشنا مع "نجلاء"، مؤسسة "بداية جديدة"، قالت إن نظرة "خرَّابة البيوت" دايمًا بتطول أي ست مهتمة بمساعدة السيدات ودعمهن، على الرغم من إنهم على عكس المتوقع كتير بيرجعوا ستات لأجوازهم؛ "إحنا مابنشجعش على الطلاق خالص، في أسر بتيجي لنا في المرحلة اللي قبل الطلاق عشان نساعدهم من خلال الدعم الاستشاري والنفسي، وده بيحصل فعلًا ورجَّعنا أزواج كتير لبعض". "نجلاء" عارفة إن خطوة الطلاق كبيرة ومحورية في حياة الست، ومش سهل تشج غيرها عليها إلا لو حاولت تساعدها تكمِّل بس لقت الحياة بين الزوجين مستحيلة.

المبادرة بدأت بكتابة كلمة "مطلقة" على صفحتها الشخصية على الفيسبوك، "الكلمة بالنسبالهم صعبة، انتي ازاي كتبتي كده! ودخلوا ينصحوني اشيلها عشان مابقاش مطمع". وقتها كنت ناوية أعمل المبادرة بس مش عارفة ازاي، كان هدفي الاقي ستات زيي ونحاول سوا نتخطى "توابع" الطلاق.

بتحكي "نجلاء" عن بداية المبادرة وبتقول إنها أول ما بدأت صفحة "بداية جديدة" قعدت تنزل بوستات شخصية نوعًا ما أو إرشادات، ولقت الستات بدأوا يحكوا مشاكلهم واللي محتاجينه، واللي في الغالب بيبقى طرق ياخدوا بيها نفقتهم ونفقة عيالهم، فـ النفقة المشكلة الأبرز اللي بتقابلها "نجلاء" في المبادرة لحد دلوقتي. وقتها أول لمبة نوَّرت في دماغها وقالت "أنا محتاجة محاميين" كتبت بوست تطلب من خلاله محاميين متطوعيين طبعًا، وبالفعل بدأ محاميين يتصلوا بيها ويعرضوا خدماتهم.

بس ايه اللي المطلقات محتاجينه؟

"أسماء" من مستوى اجتماعي مش قليل، بتشتغل، عندها علاقات ناجحة في حياتها، طلاقها تم بسلاسة نوعًا ما، ايه نوعية المشاكل اللي ممكن تكون قبلتها من المجتمع؟ بتجاوب وتقول إن الطلاق طلاق حتى لو هي بنت مين، "بتشوفي بقى مصمصة الشفايف من القرايب ومحاولات الصلح بينكم حتى لو الموضوع منتهي، وده بيبقى شيء مرهق جدًا عشان في الوقت اللي بتبقي مستنية تتخطي فيه علاقة بتلاقي اللي حواليكي رافضين وبيرجَّعوكي تفكري وتحاولي". يمكن ده بسبب إن قرايبها من فئة عمرية كبيرة شوية، طيب والصحاب دورهم إيه؟ "أسماء" كانت محظوظة بثلاث صديقات بس والباقي بقوا يخافوا منها وشايفين إني خرَّابة بيوت؛ "مش زي الأفلام بقى خافوا إني أخطف أجوازهم وكده. بس خافوا أأثر عليهم وبقى يتقالهم إني مستبيعة وخربت بيتي ولو فضلت قريبة منهم هاسخنهم على أجوازهم ومش هاهدى غير لما يتطلقوا زيي".

"أسماء" اتجوزت بعد حب 6 سنين، واطلقت بعد سنة ونص بس. أول سؤال جيه في بالي هو إزاي قدرت تكمل في علاقة حب أطول ما كملت في علاقة جواز من المفترض إنها مستقرة أكتر؟ بتقول "في الصحوبية والخطوبة كل المشاكل اللي كنت بقابلها كنت باقول إنها هتتغير بالوقت، وبالجواز. لكن بعد ما اتجوزت ولقيت العيوب هي هي، والمشاكل هي هي، عرفت إن دي أخر مرحلة خلاص، ومافيش تغيير جاي". الحب اللي قبل الجواز سهِّل حاجات كتير في طلاق "أسماء"، حسب وصفها هي ماشافتش "بهدلة الطلاق" اللي بتسمع عنها من قرايب وصحاب كتير، حقوقها خدتها وحقوقه خدها، "الموضوع مشي بأقل قدر من الخناق، بس الحلو مابيكملش". ازاي؟ بتشرح وتقول إن الأصعب من الانفصال هو الاستمرار بعد الطلاق، "خاصة في مجتمع زي مجتمعنا".

ازاي المستوى الثقافي بيفرق؟

30.8%  من المطلقات في مصر معاهم شهادة متوسطة.

 "حنين"، اللي اتطلقت مرتين، واحدة من أصحاب الشهادات المتوسطة اللي مستواها المادي والاجتماعي ممكن يكون سبب من أسباب شعورها بالوصمة الذاتية. هنا بيجي دور مبادرة "بداية جديدة" والأطباء والمحاميين المتطوعين فيها.

"الطلقة الأولى غير التانية غير التالتة" بتوصف "حنين" تجربة طلاقها التانية بالأصعب، "مش عشان ظروف الطلاق نفسه ولا عشان علاقتي بجوزي التاني مثلًا، بس عشان بتحسي إنك في فيلم كئيب وكل حاجة بتتكرر وتعيد نفسها". تقبُّل المجتمع كمان بيكون أصعب من وجهة نظرها، "الناس بتبقى شايفة إن اللي تتطلق مرَّة يمكن تبقى مظلومة، لكن لمَّا تجرب تاني وبرضه تتطلق يبقى العيب منها". عشان كده قررت من الأول ماتقولش لحد إنها انفصلت، قعدت من الشغل وقللت علاقاتها باللي حواليها وركَّزت بس في تربية ابنها ذي الاحتياجات الخاصة. على ذكر ابنها، اهتميت أعرف ايه دور والده في حياته بعد الانفصال، بتقول "حنين" إن النفقة كل شهرين 400 جنيه، بس دي مش نفقة المحكمة عشان هي في الأساس مارفعتش قضية، لمَّا سألتها ليه، خاصةً إنها في أشد الحاجة لمشاركته ماديًا في علاج ابنهم وتأهيله، قالت إن اخواتها التلاتة الذكور شغَّالين في المحكمة اللي هتبقى تابعة ليها القضية؛ "مش عايزة يتعرف هناك وسط زمايلهم وصحابهم إني اتطلقت للمرَّة التانية". الغريب والقاسي أكتر في حكاية "حنان" هو إنها هي اللي رافضة تحط اخواتها "في الموقف ده"، دي مش رغبتهم ولا طلبهم هما، لكن هي اللي شايفة طلاقها للمرَّة التانية وصمة محتاجة تتدارى سواء في أوساط اخواتها أو حتى وسط دوايرها هي، "لما حد بييجي لي البيت ومايلاقيهوش باقول إنه مسافر في شغل". "حنين" بقالها 9 سنين ماشية بحياتها بالطريقة دي.

"نجلاء" شايفة إن الجواز مرَّة تانية بتبقى محاولة هروب؛ "في أحيان كتير المطلقة لمَّا بتيجي تتجوز تاني بتكون للهروب مش أكتر، لا بتركز في الاختيار ولا في شخص اللي هتتجوزه، بتبقى كأنها عاملة عار وبتهرب منه بالحصول على لقب متزوجة مرَّة تانية بس". الأهل كمان دورهم كبير ويا بيطلع سابع سما يا بينزل سابع أرض حسب وصفها؛ "بدل الأهل ما يبقوا السند، كتير منهم بيبقوا العبء، وبيجبروها على الجواز من أي حد".

 احترام ولا انتقام؟

"نجلاء" قدرت تتخطى توابع الطلاق بشكل شخصي، لكن اللي بيسبب لها أزمة حاليًا هو نظرة البعض، خصوصًا الرجالة، ليها إنها "معقدة" وجاية تخرب بيوتهم. شعارنا في المبادرة "احترام لا انتقام" عشان أول خطوة في التعافي من أي علاقة سابقة هي التخطي وإننا مانستناش أذية الطرف الأخر، وطبعًا عشان مصلحة الأطفال في المقام الأول.

عشان مصلحة الأطفال وعشان يقدروا يتخطوا مرحلة انفصال أهلهم، "أمل"، صاحبة الـ 32 سنة، بتصرف شهريًا حوالي 2000 جنيه على جلسات طفلينها النفسية، "المبلغ كبير وتقريبًا نص مرتبي، وبسبب تكلفة الجلسات أنا مضطرة أعيش مع أهلي عشان ماتحملش كمان فلوس إيجار". لكن مع توفير استشارات مجانية من المبادرة، هيبقى قدام "أمل" فرصة في إنها تستقل زي ما بتتمنى. 

"أمل" اتطلقت وهي عندها 29 سنة، ودي متوسط سن السيدات المطلقات في مصر.

 

من المشاكل المتكررة اللي بتقابلها "نجلاء" مع المطلقات هي مشكلة الاختطاف في جلسة الرؤية، يعني الأب يخرج مع أطفاله اللي في حضانة أمهم ومايرجعهمش. ده غير مطالب حزب الوفد اللي طرحها مؤخرًا لتعديل قانون الرؤية، واللي اتكلمت عنها "نجلاء" باستفاضة في الفيديو ده

مؤخرًا تم اختيار "نجلاء" للمنافسة مع 20 متسابقة في برنامج "ملكة المسؤولية المجتمعية"، اللي بيتعمل في الأردن للستات الرائدات في المجالات الاجتماعية المختلفة. بس لحد دلوقتي مافيش مقر ثابت للمبادرة، بس في مجموعات على الأرض في محافظات مختلفة. مع الاستشاريين النفسيين بيتم عمل جلسات علاج جماعي، عشان الستات اللي مش قادرة تتخلص من اضطراب ما بعد الصدمة، وعن طريق المستشار القانوني للحملة بيتم عمل ندوات وجلسات حوار عشان السيدات يعرفوا حقوقهم القانونية أثناء وبعد الانفصال. المبادرة توسعت عشان تشمل كمان أبناء المطلقات، اللي وصل عددهم في أخر احصائية لـ 9 مليون طفل، عن طريق جلسات مع الاستشاريين النفسيين والمدرسيين، اللي كلهم بيشتغلوا مع الطفل والأم ببلاش.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home