• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
كاتب سعودي اتحول للتحقيق بعد ما قال إن الآذان "مزعج"
الموضوع اللي فات
غلق حمام سباحة الجامعة الأمريكية بعد غرق طالب فيه

ماله الكول سنتر؟ تعمل إيه بشهادة الجامعة لو ماشتغلتش بيها

العيب في النظام يا بهايم

سألتهم: درست إيه واشتغلت إيه؟

1: درست حقوق واشتغلت في شادر بيع خضار

2: درست آثار واشتغلت Sales

3: درست آداب إنجليزي واشتغلت بياعة في محل ملابس

4: درست علوم سياسية واشغلت Call Center

دول كانوا 4 من 10 أشخاص سألتهم درسوا إيه، وهل الشهادة الجامعية اللي معاهم أهلتهم لسوق العمل وللا كان زيّها زي قلتها؟ الـ 10 أشخاص بلا استثناء، وعلى اختلاف كلياتهم، ماشتغلوش بشهادتهم. فيه اللي شايف إن ارتباط الدراسة بمجال الشغل ده شيء ظالم، خاصةً إننا بنحتكم لمكتب التنسيق مش امتحان قدرات، وفيه اللي شايف إن الدولة هي المسؤول الأول والأخير عن عدم اشتغال البعض في وظايف مناسبة لدراستهم، وفيه اللي شايف سلبيات الموضوع، بس بيحمِّل الأشخاص نفسهم المسؤولية، وشايف إنهم مأهلوش نفسهم كفاية. الأكيد من وسط كل ده واللي ماعليهوش خلاف، إننا مش "بلد شهادات" خالص!

مش شغلتنا بس أحسن من قعدتنا

من شهور قليلة، أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة "غادة والي"، عن صرف إعانة بطالة 1200 جنيه لغير العاملين، طبعًا بعد استيفاءهم لشروط كتيرة. وبما إن عدد العاطلين في مصر بيتجاوز الـ 3.5 مليون حسب آخر تقرير للتعبئة والإحصاء، فـ كام منهم هيستوفي شروط وزارة التضامن الاجتماعي، عشان يقدر ياخد الإعانة، ده غير إنه لو خدها، الـ 1200 جنيه، هيكفّوه في إيه أصلًا؟ وعليه، بيتجه الشباب من الجنسين، سواء من حملة الشهادات العليا أو المتوسطة للعمل في أي مجال، استنادًا على مبدأ  "مش شغلتنا بس أحسن من قعدتنا".

البيضة ولا الفرخة

في حوالي 10 سنين، اتحول "محمد ف" من خريج حاسب آلي ونظم ومعلومات لـ Data Entry و Call Center ومساعد صيدلي. أول ما اتخرَّج "محمد"، دخل لعبة البيضة والفرخة، الخبرة ولا الشغل؟ "أول ما اتخرجت كانت كل الفرص في مجالي محتاجة خبرة، وأنا لسه متخرج هجيب خبرة منين؟!"

لمَّا سألته عن صعوبة رجوعه لمجاله الأصلي دلوقتي، قال إن الموضوع مش سهل حتى لو توفرت فرصة، "مجال دراستي أصلًا بيتغير بسرعة، ودلوقتي لو عوزت اشتغل فيه هحس إن فايتني حاجات كتير وهيبقى كل اللي درست له مالهوش لازمة".

مشكلة الخبرة اللي بتطلب من شباب حديث التخرج، قابلت "مي م" برضه بعد ما دخلت كلية الآثار، برغبتها مش عشان مكتب التنسيق، واتخرجت منها وبدأت تدوَّر على شغل في مجالها. بالنسبة لـ "مي"، هما بيقولوا الخبرة عشان يعجَّزونا، رغم إن اللي بيتقبلوا ماعندهمش خبرة برضه بس عندهم الأهم، الواسطة. بتقول "لمَّا سألت على فرص في المتحف المصري الجديد اللي هيفتح في الرماية، قالوا لي عايزين ناس من الوزارة".

شرط الخبرة ماقبلهوش "محمد م"، عشان هو مالقاش فرص محتاجة خبرة أصلًا! بعد ما درس خمس سنين علوم لوجيستية في الأكاديمية البحرية، اتخرج ومالقاش شغل، مالقاش فرص أصلًا يفاضل بينها.

اللي بيصرف يقرر Who pays controls

بعد التخرج فكرة إن أهلك يصرفوا عليك بتبقى غير مقبولة للولاد ولنسبة معينة من البنات، بتسأل نفسك هما هيفضلوا يصرفوا عليا لحد امتى؟ طيب ما هما طول ما بيصرفوا عليّا هيفضلوا متحكمين في قراراتي! وهتفتكر كل خناقة بينكم هددوك فيها يبطَّلوا يصرفوا عليك، أو في أحسن تقدير، اتكسفت أنت تروح تطلب منهم فلوس وانتوا مابتتكلموش. لشباب كتير الاستقلال المادي بيكون العامل الأول والأهم في قبول وظائف مش مرتبطة بدراستهم.

نزلت اشتغل Call Center عشان المرتب كويس، بس كل يوم بسأل نفسي أنا بعمل إيه هنا؟ ده مش مكاني.

"آلاء. ا" معاها دبلومة علوم سياسية واشتغلت Call Center عشان تعرف تستقل ماديًا. بعد ما درست علوم سياسية في جامعة إسكندرية وعملت فيها دبلومة، وكانت الأولى على دفعتها بس ماتعينتش، "اتعينت مكاني بنت سقطت في مواد أصلًا، بس عشان معاها واسطة الموضوع عدى". بعد فترة صدمة قضّتها آلاء، ركِّزت في الكتابة، شغفها القديم، وبدأت تكتب مقالات في مواقع مختلفة. لكن عشان الحلو مايكملش، العائد المادي من الكتابة كان بيوصل لـ 2000 جنيه، الرقم ده مامكنهاش من الاستقلال المادي عن والدتها. "نزلت اشتغل Call Center عشان المرتب كويس، بس كل يوم بسأل نفسي أنا بعمل إيه هنا؟ ده مش مكاني".

"أسماء. أ" العائد المادي القليل برضه حكم عليها تغيَّر مجالها بالكامل، فـ بعد ما درست آداب إنجليزي، اشتغلت فترة في التدريس وأدت دروس خصوصية، لكنها "ماكانتش جايبة همها". بعد فترة من التعب وساعات الشغل الطويلة، قررت تشتغل في محل ملابس، كبياعة. لمَّا سألتها على العائد المادي، قالت إن في المحل أعلى، خاصة في أيام الأعياد والمناسبات اللي بيكون فيها حركة أكتر.

أومال مين بيتشغل في مجاله؟!

بما إننا آكلين شاربين نايمين على الفيسبوك، قولت اسأل عليه: مين يا جماعة ماشتغلش في مجاله؟ في حوالي ساعة كان في أكتر من 50 شخص، من دوايري الشخصية بس، بيحكوا لي عن أسباب ودوافع مختلفة خلِّتهم يبلّوا شهاداتهم الجامعية ويشربوا ميتها، حرفيًا. لو أنت محظوظ شوية ومالقتش فرصة عمل في مجالك، ممكن تتجه للعمل الخاص، ده اللي عمله "محمود. و" خريج تجارة إنجليزي اللي استمثر فلوس عيلته وفتح محل بيع سجاد، وبعد حوالي سنة شايف إن المحل أحسنله، سواء على مستوى العائد المادي أو تحقيق الذات.

"محمد. م" عمل نفس الشيء بعد ما قضّى سنة كاملة بيدوَّر على شغل بس. بدأ يشوف فيديوهات تعليم طبخ من بلاد مختلفة، واستغل سفره لشيكاغو كتير عشان يعرف أشهر الأكلات هناك، ورجع مصر فتح مع مجموعة شركاء مطعم وبقى الشيف الأساسي فيه، تقدروا تشوفوا الأكلات الحلوة للمطعم من هنا.

عاملة نفسها نايمة

في اتجاه من الإعلام والدولة والمجتمع والناس -اللي منهم شباب بالمناسبة- لدعم المشاريع الصغيرة للشباب، حتى لو خارج مجال دراستهم، على سبيل المثال، شارع مصر في مساكن شيراتون اللي فيه أكتر من 15 "عربية أكل" واقف عليها شباب أغلبهم حملة شهادات متوسطة وعليا، وشارع الشروق في مدينة الشروق اللي فيه الشيء نفسه. خلطة سهلة وبسيطة، كشك ملوِّن وعليه رسومات بيتعمل فيه أكلة سريعة أو مشروبات، من حمص الشام للسوشي، يتصور وينزل على الفيسبوك، بعدها بيومين يجي في كل القنوات مع خطبة تشجيعية طويلة للشباب اللي "اضطر" يقبل بوظيفة أقل من قدراته.

غريب بالنسبة للبعض، وليّا، إن الدولة والإعلام يشجعوا مهندس أو مدرس إنه يقف على عربية أكل أو يستخدم عربيته الشخصية عشان ينقل مواطنين في مقابل أجر مادي أو يشتغل في أي وظيفة أقل من قدراته واللي يقدر يقدمه. الأغرب هو احتفاءهم بيه ومعاملته كمثل يحتذى بيه، وعلى النقيض معايرتهم ليه في حالة رفضه بالشباب السوري اللي بيشتغل أي وكل حاجة.

لقيت إن مفيش أمل من الكبار لا هيفهموا ولا هيحاولوا يتغيروا. فالحل إننا نطلع من الأول بني آدمين كويسة.

انطلاقًا من ممارسات الإعلام الغريبة -ساعات- للبعض، اتجهت "يارا. ط" و"سارة. ج" للتدريس، على الرغم من تخرَّجهم من كلية الإعلام، يارا بتقول "لقيت إن مافيش أمل من الكبار، لا هيفهموا ولا هيحاولوا يتغيروا. فالحل إننا نطلع من الأول بني آدمين كويسة".

"مارينا. س" برضه سابت مجال دراستها، الإعلام، واشتغلت Receptionist في فندق وهي طالبة، بعد التخرج اشتغلت في موقع صحفي لفترة مش طويلة، وسابته ورجعت للفنادق تاني؛ "في مجال الإعلام، خاصةً الصحافة، بيبهدلوا الصحفيين ويستنزفوهم من غير تأمين ولا مرتبات محترمة".

العيب في النظام

بالنسبة للبعض التاني، عدم ارتباط الدراسة بمجال العمل حاجة كويسة وبتفتح قدام الواحد مجالات كتير. "آية. م" مهندسة معمارية سابت مجال الهندسة بعد ما اشتغلت فترة فيه وبقت Content writer في مجالات مختلفة. على عكس معظم اللي كلمتهم، هي شايفة إن "العيب في الثقافة" وإن مصر هي الدولة الوحيدة اللي شايفة الشهادة شيء ذو قيمة، رغم إننا عارفين إن الكليات بتخرَّج دفعات غير مؤهلة لسوق العمل. "في دول بتعتمد على الـ Career Shift ومابتربطش مهنة الشخص بالشهادة اللي معاه".

الكلية فيها آلاف الطلاب، على أي أساس لما اتخرَّج أشتغل في وظيفة كويسة؟ مميز في إيه أنا عن باقي الدفعة؟

"محمد. ك" درس 4 سنين في كلية تجارة وطلع منها جرافيك ديزاينر قد الدنيا. "محمد" شايف إن الطلبة بيبقوا عارفين إن اللي بيدرسوه مش هيدخلهم سوق العمل، وعليه فـ الحل في إيدهم إنهم "يشتغلوا على نفسهم". بيشرح أكتر وجهة نظره وبيقول "الكلية فيها آلاف الطلاب، على أي أساس لما اتخرَّج أشتغل في وظيفة كويسة؟ مميز في إيه أنا عن باقي الدفعة؟"

في نظر "محمد" الكورسات والتدريب في سنين الدراسة بيساعد أي طالب عشان يشتغل في مجاله بعد ما يتخرَّج، لمَّا سألته ليه ماعملش هو ده، قال إنه مش حابب مجال التجارة أصلًا. "لو لقيت دلوقتي وظيفة في مجال التجارة مش هاروحها عشان هفشل فيها"

Home
خروجات النهاردة
Home
Home