• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
عروض الأفلام القصيرة في مهرجان يوسف شاهين هتبدأ الأسبوع الجاي
الموضوع اللي فات
السعودية هترمم كنيسة أثرية

عبادات الجيل الرابع: السوشيال ميديا بديل للمسجد والكنيسة؟

الأزهر والكنيسة ليهم صفحات رسمية، مممكن نسمع الخطبة سكايب؟
«من فضلك اغلق الهاتف المحمول» لافتة بنلاقيها في المساجد والكنايس، واحترامًا للأماكن المقدسة بنعمل التليفونات "صامتة" على الأقل، ماهو أنا ماينفعش أكون بصلي وبفتح اقرأ شات أو ابعت رسالة مهمة! لكن على الرغم من كدة، علاقة الأديان بالتكنولوجيا اختلفت تمامًا، يعني مثلًا أنا ممكن أكون ببحث عن "آية" بعينها على الموبايل، أو بكتب دعاء، أو يمكن الموبايل هو اللي فكرني بميعاد الصلاة. العلاقة المتشابكة والمعقدة دي لسه ماحدش وصل فيها لفتوى واحدة.

على مر العصور كل ما حاجة تطلع جديدة المؤسسات الدينية بياخدوا فترة وبعدين يصدروا قرارهم في الموضوع، الأمر ده حصل من أول الشمس هى اللى بتلف ولا الأرض، لحد الراديو والتليفزيون والموسيقى، فمثلًا مانقدرش ننسى فتوى الشيخ شلتوت بإجازة الاستماع للموسيقى ودراستها وتعليمها، وازاي ده فرق في تاريخ الإذاعة المصرية.. ولأن دلوقتي العالم كله بيتكلم عن السوشيال ميديا والانترنت والموبايلات، فده الأمر اللي المفروض المؤسسات الدينية تناقشه وتحدد موقفها منه وتستغله لصحالها.

BBC نشرت تقرير بعنوان «كيف تغيرت المسيحية بفضل الهواتف الذكية ومواقع التواصل الأجتماعي» قال فيه "بيت فيلبس" -مدير مركز للأبجاث في مجال اللاهوت الرقمي بجامعة دورهام في بريطانيا- إنه لما دخل كاتدرائية دورهام في 2008 وكان بيقرأ الإنجيل على موبايله، طلب منه شخص يخرج من الكنيسة لأنه ممنوع يستخدم الموبايل، طبعا الشخص ده ماكنش يعرف إنه بيقرأ الانجيل أو إنه بيستخدم الموبايل في العبادة. "بيت" نفسه رغم إيمانه إن الموبايل ممكن يستخدم في الصلوات، إلا إنه شايف إن قراءة الإنجيل كده تخليه نص عادي مش مقدس بالنسبة للناس، كأنهم بيقروا ويكبيديا مثلًا.

السؤال هنا: أنا لو دخلت بورقة وقلم هتطرد؟! طيب ليه الموبيل لأ؟ وهل استخدام التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي في الدعوة للأديان والصلاة والعبادة مواكبة للعصر؟ ولا تقليل من قدسيتها؟!

الكنائس في مصر بتتعامل مع الموضوع بشكل ممكن يبان فيه تناقض، معظم كنائس القاهرة فيها شاشات عرض وأجهزة كمبيوتر، ومتتفاجئش لو دخلت الكنيسة ولاقيت القسيس ماسك في إيده "Tablet" بدل ما يمسك الإنجيل الورق، لكن في نفس الوقت صعب إن الناس تتقبل واحد ماسك موبايله بيقلب فيه في وسط الكنيسة، وغالبا هيتقابل بالرفض.

المعضلة دي في التعامل ظهرت في تطبيقات العبادات والأدعية، تطبيق "القرآن الكريم" على Play store  تخطى عدد مرات تحميله 5 مليون، أما تطبيق الإنجيل بالعربية والإنجليزية تخطى عدد مرات تحميله 100 مليون، ده غير تطبيقات تاني زي "سنن" اللي وصل لـ100 ألف تحميل، وتطبيق مواعيد الآذان، والتطبيق المسيحي يلا بينا اللي وصل 10 آلاف تحميل، هل تعامل الناس مع التطبيقات دي استسهال ولا رغبة في إنهم يتعبدوا بشكل أسهل؟ بسؤال 10 أشخاص من أعمار مختلفة نصهم مسيحين ونصهم مسلمين، أجمعوا إن التطبيقات دي خلت قرايتهم للنصوص المقدسة أسهل في المواصلات أو الطرق أو الشغل، وإنها مابتغنيش عن الذهاب لدور العبادة ولا بتبعدهم عنها.

هل فعلا التطبيقات دي بتخلي الناس "تستسهل" العبادة؟ ولا بتقربهم أكتر لربنا؟

د.عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء قالنا: «كل شئ في الدنيا يمكن أن يستخدم للنفع أو للإثم، فإذا استخدم لقراءة القرآن أو لذكر الله أو للمعرفة عن الدين فهو أمر صالح، ومن يستخدمه استخدام سيئ يصبح آثماً»، أما عن استخدام الموبيل جوّه المسجد لقراءة القرآن أو للاستماع للخطب والعظات، بيقولنا الشيخ: «في المسجد توجد لافتة اغلق الهاتف المحمول لأنه لا يجوز استخدام الهاتف والتشويش على المصلين، ولكن إذا وصل المصلي قبل موعد إقامة الصلاة بفترة ويريد أن يقرأ بعض الأحاديث أو يستمع للقرآن بصوت أحد المشايخ، يجوز ذلك بشرط أن يستخدم سماعة ولا يشوش على غيره من المصلين أو الذاكرين لله ولا يجعلهم يلتفتوا له، ولا يستخدم الهاتف لمصالح دينيوية، لأن بيوت الله لذكر الله « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ ».

وسائل التواصل الاجتماعي ممكن تخلي الخطبة أونلاين؟

على الرغم من كل الهيئات الحكومية بقى ليها حسابات أونلاين من بعد 2011، إلا إن الأزهر فضل برّه الحكاية دي لحد سنة 2015 لما أعلن بشكل رسمي عن صفحته على الفيسبوك وأكونت تويتر وقناة يوتيوب. صفحة الفيسبوك هي الأكثر نشاطًا، بوست واحد بمعدل كل ساعة تقريبا، وعلى الرغم من إن لغة الصفحة «وقورة» أكتر بكتير من المتداول على السوشيال ميديا، إلا إنها مليانة حكايات مش مجرد أخبار. اللى بيدير صفحة الأزهر الرسمية شركة متخصصة في الصفحات، وبينشروا قصص من التراث وحكايات من الدين وفتاوى بلغة سهلة، وكمان صفحة دار الإفتاء الرسمية بترد على طلبات الفتاوى إلكترونيًا.

وعلى الجانب المسيحي المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية القس بولس حليم ليه صفحة رسمية بينشر فيها التصريحات من 2013، لكن كمان كل مجموعة أو "اجتماع" في كنيسة بقى ليه جروب وصفحة وتصريحات. احنا سألنا مجموعة مختلفة من الشباب المسيحين وقالولنا إنهم بيعرفوا اللي حصل في الاجتماع لو ماراحوش من خلال الفيسبوك وإن ده بيسهل تواصلهم.

أكونتات الشيوخ والقساوسة والرهبان كانت ولا زالت محل جدال، خاصة لو قالوا رأيهم السياسي أو في النواحي الاجتماعية المختلفة، أشهر الأكونتات دي كان "الحبيب علي الجفري" على تويتر اللي تخطى عدد متابعينه 4 مليون، والقس سامح موريس راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة اللي وصل عدد متابعيه أكتر من 70 ألف، وشيوخ وقسس وخدام كتير الناس بتتناقش في جدوى وأهمية كلامهم وصحته، الأغلب بيستخدم الحسابات للوعظ أو النصيحة.

هل ممكن في يوم نلاقي «خطبة أونلاين»؟! المساجد بتنقل بعض صلواتها من خلال الإذاعة والتليفزيون، لكن ماشفناش مسجد مصري بينقل خطبة أو درس "أونلاين"، إلا إن الكنائس المسيحية كمثال كنيسة قصر الدوبارة بينقلوا كل الاجتماعات أونلاين وتقدر كمان تحمل كل الوعظات والترانيم من خلال الموقع الرسمي للكنيسة.

ده هيخلي الناس ماتروحش بيوت ربنا وتقعد تسمعهم في البيت؟! أو تصلي على الفيسبوك؟!

"ربي اصلح حالي، ارسلها لـ5 أفراد" ممكن تبقى في البيت وتلاقي الرسالة دي جايالك على الـWhat’s app  الصبح، لإننا شعب متدين بطبعه، فالأغلب بيستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاء والصلاة، يعني سهل جدًا تلاقي بوست "يارب"، أو أي دعاء.. الناس بتنتقد ده لكن للقس جوناثان رفعت رأي، بيقول «هو ليه الناس فهمت إني بشجع إننا نصلي في الفيس وبلاش صلاة المخدع؟ طب هو بالعقل يعني هل يعقل إني أقول كدة؟! اأنا بقول لو لقيت واحد بيصلي في الفيس بلاش تدينه لكن صليله إنه يختبر صلاه المخدع». وبيختم القس كلامه إن ربنا هيبص على هدفك وأنت بتشير الحاجة مش كتبتها فين؟!

على الرغم من اختلاف الآراء في الموضوع ده، إلا إن الـ10 اللي اتكلمنا معاهم قالولنا إنهم لما بيكتبوا على الإنترنت بيكونوا بيعبروا عن إحساسهم وهما عارفين إن ربنا بيسمعهم من غير ما يكتبوا، ولكنها مجرد وسيلة للتعبير عن مشاعرهم. من سنتين اتنشر على الفيسبوك هاشتاج بعنوان «غرد_كأنك_في_زمن_المسيح»، الهاشتاج خلى الناس تتخيل لو المسيح موجود أيام وجود الفيسبوك وتويتر إيه اللى هيحصل؟ وعلى الرغم من ارتفاع عدد المشتركين فيه، إلا إن في ناس اعتبرته تقليل من قدسية نبي، وبالتوازي مع الهاشتاج ده كان فيه فيديو اتنشر في أمريكا بيتكلم عن التكنولوجيا ممكن تأثر ازاي في قصة المسيح؟!

وده بيفضل سؤال مطروح التكنولوجيا وسيلة ممكن نستخدمها في العبادة أو الدعوة أو المشاركة؟ ولا هى شر لازم نتجنبه ونبقى حريصين في التعامل معاه؟

بعد بحث علشان نعمل التقرير ده، عرفنا إن المؤسسات الدينية ادركت -حتى لو متأخر- أهمية التكنولوجيا واستخدامها في الدعوة ونشر الدين والعبادة، ويمكن قريب نلاقي "App" للأزهر والكنيسة، أو بث رسمي على الإنترنت، ما أنت لو عايز توصل للشباب لازم توصل بطريقتهم ولغتهم وأسلوبهم. 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home