• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تأييد حبس تامر عبد المنعم 3 سنين في القضية اللي رفعها محمد فؤاد عليه
الموضوع اللي فات
أشرف عبد الباقي هيعمل "مسرح السعودية" زي "مسرح مصر"

سفر المسيحين للقدس تطبيع ولا فرض ديني؟

المسيحي المصري اللي يسافر القدس لازم سنه يعدي الـ45 سنة

"على فين يا مقدسة بتوبك القطيفة، رايحة ازور المسيح واعول الضعيفة" أغنية بتسمعها بلهجة صعيدي وأنت شايف جلابية بيضا ماتفرقش عن جلابية الحج غير صليب مرسوم عليها، وضحكة منورة وش الأقباط اللي بيعيشوا عمرهم بيحلموا بالسفر للقدس، عشان يمشوا في الأماكن اللياللي عاش فيها المسيح، وبالرغم من الحرب على أرض فلسطين من سنين، ومحاولات الاستيطان وإعلان ترامب اعتراف امريكا بالقدس عاصمة إسرائيل السنة دي، رحلات المسيحين المصريين ماوقفتش لهناك.

قبل سنة 1967 كان المصريين –بكل أديانهم- بيسافروا للقدس ويتباركوا بيها، اتغير الوضع بعد احتلال السلطات الإسرائيلية للجزء الشرقي من القدس، واتوقف السفر لهناك، وزاد الموضوع تعقيد في سنة 1970، لما قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت دير السلطان التابع للكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر وسلمته للرهبان الأحباش وطردت منه الرهبان المصريين، وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وبدء التطبيع المصري مع إسرائيل، رفض البابا شنودة عودة سفر الأقباط للقدس وصدر قرار المجمع المقدس في سنة 1980 اللي قال: «قرر المجمع المقدس عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميا لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائيا طالما أن الدير لم يتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك»، لكن برغم من القرار ده، كان المسيحين المصريين بيسافروا للحج في القدس، سواء كانوا تابعين للطائفة الأرثوذكسية أو لغيرها.

موقف البابا شنودة كان واضح من زيارة القدس وأعلنه في برامج تليفزيونية أو عظات، ورفض إنه يسافر هناك وقت تنصيب المطران ابراهام مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى –اللي من أصل مصري-، لكنه أرسل وفد بالنيابة عنه، والبابا تواضروس سافر سنة 2015 عشان يحضر جنازة نفس المطران، والبعض أعتبر ده مخالفة لقرار البابا شنودة، لكن الحقيقة إن السماح بالسفر للقدس كان بيتم في عهد البابا السابق وإن كان هو مبيسافرش لكن الوفد النائب عنه بيسافر. الكنيسة المصرية رفعت قضايا وأثبتت أحقيتها في الدير، لكن لحد اللحظة دي السلطات الإسرائيلية رافضة تسلمه.

مفيش أي كلام موثق في الكنيسة بيقول انه لازم يتطبق الحرمان من التناول –وهو طقس كنسي- كعقاب على الأقباط لو سافروا القدس، لكن كان فيه كهنة بيعتبروا السفر مخالفة لقرارات المجمع المقدس اللي بتحظر السفر لحين استعادة دير السلطان فبيطبقوا الحرمان. "سلوى" ست مصرية مسيحية أرثوذكسية، سافرت القدس في 2006، سألناها وقالتلنا: "ماحصلش أي مشاكل في الكنيسة، أنا كنت خايفة لو اتحرمت من التناول عشان دي حاجة كبيرة، بس "سيدنا" أو البابا كان متساهل معانا"، وبالرغم من إن السفر للقدس مش فرض بتفرضه الديانة المسيحية لكن الناس بتستنى "تتبارك" بيه.

السفر للأراضي المقدسة كان بيتم في 3 مواسم مهمة هما عيد الميلاد، عيد القيامة، وعيد العدرا، وبمرور الوقت بقى فيه رحلتين بيخرجوا من مصر، هما الرحلة المريمية ورحلة القيامة، لحد ما وصل الموضوع لرحلة واحدة بس، بيقرها الأمن المصري ويوافق عليها في الأسبوع اللي قبل عيد القيامة –أسبوع الالآم-، ولحد سنة 2012 كان فيه رحلات برية عن طريق طابا، لكن بعد زيادة العمليات الإرهابية في سيناء، السفر بقى يتم جوي بس.

السفر للقدس ليه شروط أمنية من مصر أولها السن، اللي كان متحدد 60 سنة وقل لـ 50 وحاليًا وصل لـ 45 سنة، وثانيها إن الأمن المصري والقوات الإسرائيلية لازم يوافقوا على أوراق المسافرين المصريين، ولو جهة منهم رفضت، ماينفعش الشخص يسافر، وعمره ما هيكتسب لقب "مقدس" اللي بيتقال عليه لما يروح الحج للقدس، لو أنت أصغر من السن المسموح بيه وعايز تسافر، يبقى لازم تكون مسؤول عن فوج وطالع بصفة "مرشد"، أو تقدم على فيزا إسرائيلية بشكل طبيعي في السفارة في أي وقت في السنة، بس في الحالة دي غالبًا هتتعرض لاستدعاء الأمن المصري وهتكون قدام تهمة "التطبيع" بشكل مباشر.

طيب المسيحين المصريين اللي بيسافروا مش بيطبعوا؟

في السفر البري كان بيتعرض المسافرين لنقط التفتيش المصرية العادية اللي بيعدي عليها أي مصري مسافر لطابا وتفتيش المعبر عشان يدخل للأراضي الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، فيه آراء كتير مقتنعة إن ده تطبيع، لكن المسافرين بيقولوا إن دي ممكن تكون فرصتهم الأخيرة إنهم يزوروا القدس وإنهم مابيتعاملوش مع السلطات الإسرائيلية بشكل مباشر، مافيش ختم إسرائيلي بيتحط في الباسبورات المصرية، وكل التصاريح بتكون على ورقة منفصلة بيتسلم نسخة منها للأمن المصري بعد الرجوع، مع تقرير عن الرحلة من مسئول شركة السياحة. سألنا "أشرف" اللياللي سافر القدس جوي 3 مرات وقالنا: "احنا بنقيم في فنادق كل اللي شغالين فيها عرب، وكل أماكن الزيارات وإن كان بيأمنها جيش اسرائيلي، لكن ماحدش بيكلمنا أو يفتشنا، غير خلال السفر على الطريق من مدينة لمدينة تانية".

المصريين حاليًا بيسافروا من خلال طيران "اير سيناء" اللي مصر للطيران بتمتلك أغلبه، وبيخصص رحلات يومية مخصوصة لتل أبيب عشان تنقل الحجاج المصريين اللي عددهم في 2018 حوالي 4 آلاف قبطي، وده اقل من رقم السنة اللياللي فاتت بحوالي 20%، لكن السبب اللياللي منع المسيحين من السفر ماكانش سياسي، فبحسب كلام "أشرف": "الأسعار غليت عن السنة اللياللي فاتت أضعاف، في 2012 السفر البري اتكلف ألف جنيه، والجوي كان بيتكلف حوالي 10 آلاف والسنة اللي فاتت كان من 15 لـ20 ألف، لكن السنة دي وصل لـ30 ألف".

أركان الرحلة

"إن نويت يا مقدس خد أبيض وشيله، عند بحر الشريعة يا محلا غسيله"، ده بالظبط اللي بيعمله المسيحين المصريين قبل سفرهم وبيشتروا الجلاليب البيضا أو لبس التقديس من الأماكن المخصصة لده والمنتشرة في شبرا أو بعض الكنايس، عشان يستعدوا لرحلتهم اللي بتبدأ لحظة وصولهم لمطار "بن جوريون" في تل أبيب.

القدس مدينة ليها سور وأبواب، بيدخل الفوج من باب "الأسباط" وبيستقر في فندق من الفنادق المتوزعة في كل المدينة، عشان يبدأوا الرحلة اللي بيكون فيها زيارة "نهر الأردن" اللي اتعمّد فيه المسيح على إيد يوحنا المعمدان –بحسب الاعتقاد المسيحي-، وعشان يحييوا الذكرى بيلبسوا الجلاليب البيضا وينزلوا المياه.

الرحلة بيكون فيها كمان زيارة جبل الزيتون اللي موجود فيه "كنيسة الصعود"، اللي صعد منها جسد المسيح بعد القيامة، وكنيسة الدمعة، المكان اللياللي بكى فيه المسيح على "أورشليم" وهو شايفها من فوق، وكنيسة قبر مريم العذراء، وكنيسة المهد، مكان ولادة المسيح وكل الأماكن اللياللي مشي فيها المسيح أو زارها في معجزاته لحد كنيسة العشاء الأخير.

"وا حبيبي وا حبيبي، أي حالٍ أنت فيه؟" بيبكي صوت "فيروز" على المسيح وهي بتغني بلسان مريم العذراء، بحسب الاعتقاد المسيحي برضه، "يسوع" اتقبض عليه بعد العشاء مع التلاميذ ليلة الخميس "خميس العهد" واتحاكم بليل، وفي صباح يوم الجمعة اتجلد 39 جلدة بحسب القانون الروماني، لكن الناس صرخت "اصلبوه اصلبوه" فشال صليبه على كتفه عشان يمشي "طريق الآلام" أو "طريق الجلجثة".

"مثل شاه تساق للذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها لم يفتح فاه" ده الوصف اللي بيقوله الإنجيل عن "يسوع" وهو ماشي طريق الآلام، وزي ما حصل من سنين، بتتكرر الصورة ويتشال الصليب في مسيرة "جُناز المسيح"، "أشرف" اللي سافر السنة اللي فاتت بيحكيلنا: "فيه ناس بتمثل اسكتش باللي حصل زمان وبيلبس واحد زي المسيح وناس بتلبس جنود، ورغم كل التعب في الطريق واحنا ماشيين، مافيش حاجة بتعادل آلام المسيح".

 

"سبت النور"، ده اليوم اللي بيؤمن فيه المسيحين إن القبر الفاضي الموجود في كنيسة القيامة بيطلع منه نار تولع الشمع لكنها ماتحرقش، ونور بيشوفه كل اللي يؤمن بيه، وتفضل النار آمنة تمامًا لمدة 33 دقيقة زي عمر المسيح اللي عاش 33 سنة، أساطير كتير اتقالت عن كدب "المعجزة" دي أو صدقها، لكن في الآخر بيفضل ده أهم حدث في زيارة "أورشليم". يوم السبت الصبح بيتفتش "القبر الفاضي" من العائلة المسلمة اللي بتحرس كنيسة القيامة والشرطة الإسرائيلية، عشان يتأكدوا إن مافيش أي مواد قابلة للاشتعال.

 "آه يارب ما أموت ولا يدفنوني، لما أشوف نور المسيح وأوفي ديوني"، بالأغاني الشعبية بيستنى المصريين لحظة دخول بطريرك الروم الأرثوذكس، القبر وخروجه بالشمع منور. زغاريد مصرية وصيحات من الكشافة الفلسطينين اللياللي ماسكين طبلة ودف لما الكنيسة بتنور وتنتقل النار من شمعة للتانية لكل الناس الموجودين، ويجري القساوسة على ساحة كنيسة المهد، عشان اللي ملحقش يحضر النور في "كنيسة القيامة" يلمسه في مكان تاني، وبعد ما يطفي الشمع بيفضل هدية غالية، بتقولنا "سلوى": "كان معانا شمع صغير كتير نورناه بالنور المقدس، ورجعنا ادناه للأهل والحبايب وهو فيه البركة".

رغم اعتراض الكتير على سفر المسيحين المصريين للقدس، لكن المحكمة الدستورية العليا حكمت في فبراير 2017 بأحقية الموظفين المسيحين في شهر إجازة عشان "يقدسوا"، مابيتخصمش من المرتب ولا من رصيد الإجازات، ويبقى سفرهم قانوني ورسمي.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home