• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
عصابة في قنا أفرجوا عن صيدلي خاطفينه بعد ما وصفلهم علاج للضعف الجنسي بدل الفدية
الموضوع اللي فات
السودان وأثيوبيا هيعملوا قوات مشتركة علشان يحموا سد النهضة

اللي مجربش ميعرفش...حكايات ناس سافروا برة مصر ورجعوا أشخاص تانيين

مين اللي قدامي دا واحد معرفوش

 في حد حكيم -أو مش حكيم أوي يعني- قال إنك عمرك ما هتعرف نفسك على حقيقتها الا لما تنعزل عن كل العوامل اللي بتأثر على شخصيتك، تكون في مكان ماحدش يعرفك فيه أو مجتمع مش هيحاسبك على تصرفاتك، هتلاقي نفسك حر تعمل اللي أنت عايزه في الوقت اللي أنت عايزة بالطريقة اللي أنت عايزها وعمر ما حد هيعرف. سألنا مجموعة أشخاص عن تجربتهم مع السفر وإيه اللي اتغير فيهم من الناحية الدينية والثقافية والاجتماعية، وازاي ثوابتهم اتهزت أو اتغيرت والتغير عاش معاهم لحد النهاردة، خلونا نشوف.

“أنا قبل ما أسيب مصر كنت متدين جدًا، بميل للسلفية وبحضر دروس دين. لما سافرت السعودية وشوفت الناس اللي بتنفذ الدين بجد، حسيت إن دي حاجة مرعبة فبقيت بفكر في أديان تانية”. "مصطفي" بيحكيلنا عن تجربته مع السفر وازاي صدمته في تنفيذ الدين خليته يقرر يشوف ديانات تانية، زي الهندوسية والبوذية، لدرجة إنه سافر الهند عشان يعرف أكتر عن الديانة هناك. دلوقتي “مصطفي” بقاله سنتين في ألمانيا وبالنسباله الدنيا بقت مش دين بس. بيكمل ويقولنا: “الإنسان الكويس بيبقي كويس والوحش بيبقى وحش، شيل كلمة دين أو الحلال والحرام، الدنيا بتبقى أجمل بين الناس”. مصطفى أكدلنا إنه ماعندوش أي مشاكل مع إيمان أي شخص، بس الأهم من كل ده، إن كل واحد يبقى مؤمن بنفسه وباللي بيعمله، “ممكن نتجمع طلبة من كل البلاد ماحدش يعرف ديانة اللي جنبه إيه”. 

“مصطفي” كلمنا عن حاجات تانية دابت -على حد تعبيره- لما ابتدى حياته في ألمانيا، منها “البنت اللي لحد دلوقتي مرتبط بيها إسرائيلية الجنسية، دي عمري ما كنت أتخيل إنها ممكن تحصل”. لما حد في مصر بيسمع كلمة "إسرائيل" أو "إسرائيلي"، بيترعش من جواه أو بيحس إن دول ناس وحشة، بس “مصطفى” بقى عنده أصحاب كتير إسرائيلين والبنت دي أقرب واحدة ليه في الدنيا. بيشرحلنا أكتر:“هم ناس أكتر من عاديين، أذكياء جدًا ومهتمين جدًا بشغلهم ومش مهتمين خالص بفلسطين ولا القضية، كل اللي يهمهم النجاح”. من وجهة نظر “مصطفي”، الإسرائيلين ماعندهمش حتة الانتماء أوي، سواء لأهل أو لبلد، كل واحد بيطلع لوحده وبيبقى عايز يبقى أحسن واحد في مجاله.

سارة كانت من العناصر النسائية القليلة اللي عرفت تكسر حاجز المجتمع وتسافر، حبها للسفر ابتدى ومن هي صغيرة، لما كانت بتطلع رحلات مع المدرسة الأجنبية اللي كانت فيها، وكل مرة بترجع كان بيتغير فيها حاجة جديدة، بتبقي متفهمة أكتر وإقبالها على التجربة والحياة بيزيد بشكل عام، بس في مرة خدت خطوة ماتوقعتش إنها ممكن تعملها وحكيتلنا عنها، “كنت ماشية على شاطئ في عز الصيف بالحجاب في بلد غربي وشفت واحد بيبع مايوهات بكيني، وقفت شوية بصاله وبعدين رحت اخترت أكتر مايوه عجبني، اشتريته وروحت الفندق لبسته وعليه شورت ونزلت الشارع اتمشى لحد الشاطئ تاني”. سارة وصفتلنا إحساسها بإنه أكتر شئ مبهج ومؤلم حست بيه في نفس اللحظة، إحساسها بالذنب إنها عملت حاجة هي عارفة إنها حرام، وإحساسها بالحرية اللي عمرها ما جربتها من سنين. بتكمل وتقولنا: “أنا ندمت كتير بعدها علشان حسيت إني ضعفت، ودي حاجة كرهتني في نفسي، بس مع الوقت اتعلمت إن مفيش حاجة بعيدة عن التجربة وإنك ماينفعش تقول لحاجة لا من غير ما تمر بيها”.

مؤمن مر بتجربة مختلفة شوية في البرازيل، حكالنا أكتر عنها وقال: “في مصر أي حد بيعمل حاجة مختلفة بنعتبرها غلط، لما سافرت شفت الدنيا بالعكس، افرض هم اللي ماسكين مش أنت اللي ماسك؟ بقيت في موقف إن هم اللي بيسمحولي اعمل حاجة ضد معتقداتهم، فازاي لمّا أنا اللي ابقى أغلبية، ماديش الناس الحق إنهم يختاروا؟”. مؤمن ابتدى كلامه معانا بالجملة دي، لما سألناه عن الثوابت اللي اتغيرت عنده بعد سفره للبرازيل، رجع مقتنع إن كل واحد حر يعمل اللي هو عايزة، حتي لو كان ضد الدين، واكتشف إن أغلب الحاجات اللي الدين بيحرمها مش هي الاساس اللي بيخلي المجتمع متقدم أو متخلف، بالعكس، هم هناك حياتهم أحسن بكتير، بس ده مايمنعش إنك ليك الحرية تقتنع إنها حرام. مؤمن بيكمل: “بقى عندي تساؤلات ازاي مركزين على حاجات زي البوس والأحضان واللمس وسايبن مصايب أكبر؟ حاجة زي الأحضان مالهاش أي اتجاه جنسي وبتحسسك بالراحة، بصة الناس ليها في مصر بتخليني قرفان”.

إيمان “مؤمن” بالحرية وصل لمراحل متطورة شوية، وحكالنا ازاي ممكن حاجة صغيرة تحصلك في فترة قصيرة تغير عندك مفهوم كنت فاكر إنه مستحيل يتغير، زي إنه انتقل من مرحلة “القرف من المثلية الجنسية” لمرحلة اعتبارها حرية شخصية وتقبلها بشكل عام، "حاجة زي دي أنا ماكنتش متقبلها بأي شكل، فكرة إنك تتعرف أو تسلم على حد زي كدة، حاجة ماقدرش استحملها وبقرف منها”. بيكمل: “بعد ما سافرت الموضوع بقي عادي جدًا بالنسبالي، هو زيه زي أي حد ولا بيفرق معايا اهتمامته الجنسية إيه، لا هي حاجة وحشة ولا حاجة حلوة”. اللطيف في الموضوع إن أثناء إقامة مؤمن في البرازيل، البنت اللي ساكن معاها كانت مثلية الجنس.

“يارا” كانت فاكرة نفسها شخص عادي ومابتعرفش تتكلم وتتصرف خارج الدايرة المريحة ليها، بس لما سافرت قدرت تكسر تقاليد كتير وتتعرف على ناس أكتر وتعتمد على نفسها، والأهم من دا كله، إنها مرت بتجربة جديدة بتحكيلنا أكتر عنها: “الظروف حتمت عليا إني أبات مع ولاد في نفس الأوضة وكنت بحاول ابقي محافظة علي المساحة الشخصية لسريري، ده غير إني حضنت ولاد كانوا معايا”. “يارا” قالت إنها ندمت بعدها عشان زي ما كانت مراعية ربنا في كل حاجة في مصر، المفروض تعمل كدة وهي مسافرة، بتوصف إحساسها: “كانت تجربة جديدة بالنسبالي وحاجة مختلفة بس بحس إني عملت حاجة غلط”.

“وأنا في مصر ماكانش عندي أحلام، كان حلمي إني أموت، كنت بخطط إني أنهي حياتي”. "مودي" كان وصل لمرحلة خلت فكرة السفر إنقاذ لحياته، فكرة إنه يتخرج في مصر ويدخل الجيش، ينسى كل اللي درسه، أو بمعني أصح، يدخل في الدوامة اللي كل المصريين بيدخلوها، كانت سبب كافي بالنسباله إنه ينتحر، لكن لما سافر أمريكا فكره اتغير تمامًا وحكالنا عن إحساسه: “أنا هنا واحد بيحلم، أخدت المخاطرة وماهتمتش، لإن مافيش حاجة هتبقى أكتر من الرعب اللي كنت عايش فيه في مصر، أنا قادر إني أحلم، قادر أوصل لكل اللي عاوزه، جايز كل حاجة محتاجة مجهود، بس مافيش حاجة ماتنفعش، لكن مصر كل حاجة مستحيلة مش بس صعبة، مصر قاتلة الأحلام زي ما بيقولوا”.

مش كل الناس السفر غيرها، في ناس الآية اتقلبت معاهم ومن كتر ما عاشوا برّه مصر، اضطروا يغيروا عادتهم أو ثوابت عندهم لما رجعوا، عشان يعرفوا يتأقلموا أكتر، من الناس دي "عبد الرحمن"، اللي كان ليه تجربة مختلفة شوية مع السعودية، بيكلمنا عنها: “أنا روحت السعودية وأنا صغير، اتعودت على حاجات هناك، فمصر بالنسبالي اللي كانت تغيير”. حياة "عبد الرحمن" الاجتماعية واهتماماته اتضربت في مقتل لما رجع مصر، بيقول: “في السعودية كان عندي أصحاب وبخرج ألعب كورة كتير، في مصر أغلب الخروجات معاكسات، مرة أصحابي هنا نزلوا اتمشوا في الشارع لحد ١١ بليل وخططوا خروجة كاملة عشان يروحوا لترزي يظبطوا بنطلونات!”. "عبد الرحمن" اضطر يبطل يلعب كورة، لمجرد إن صحابه في مصر شايفنها مملة، وقرر يتنازل عن اهتماماته، عشان محتاج يتأقلم وإلا هيبقى لوحده. بيكمل: “الناس في مصر عندهم قناعة إن اللي عاش برّه عنده انتماء للبلد اللي كان فيها أكتر من مصر، يعني في ناس سألتني هشجع مصر ولا السعودية في كاس العالم، ده غير إنهم شايفين أي حد جاي من السعودية شيخ”.

المرة الجاية لما تيجي تحكم على حد أو تشوف تصرف فتقرر إن اللي عمله ضعيف، فكر الأول وحط نفسك مكانه، في حد مش حكيم أوي برضه، قال إننا ممكن في يوم وليلة نتحول للأشخاص اللي كنا بنستنكرهم أو بنكرهم زمان، حضر شنطتك وافتح booking.com شوفلك هوستل في الحنين، ومايخسرش تفتح تدور علي تذاكر طيران، وممكن تروح دولة مش محتاجة فيزا عشان تكبر دماغك، ولما ترجع يبقالنا الكلام.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home