• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
فيديو: المطافي أنقذت كلب من حريقة في إسكندرية
الموضوع اللي فات
النيابة أمرت بالقبض على "ريهام سعيد" بعد اعتراف عصابة خطف أطفال عليها

"شغلي كله بيخلص بمشوار واحد".. ازاي السوشيال ميديا سهلت الشغل على ستات البيوت؟

الشاطرة تغزل

زي ما في ثورة بدأت وبقى ليها قوام على السوشيال ميديا وبفضلها، في ناس لقت فرصة كويسة للتسويق لشغلهم -أو تأسيسه من العدم- برضه على السوشيال ميديا، أيًا كان بقى الشغل نفسه ايه، فـ من أول الشركات العالمية لحد الصناعات الصغيرة، لو ماتسوقش للشغل صح هيبقى زي قلته.

ودلوقتي، والفضل لمارك زوكربيرج ولساعي البريد، التسويق بقى أسهل من زمان بكتير. يعني بما إننا كلنا على السوشيال ميديا طول الوقت، فـ ماحدش محتاج يعمل لك إعلان ورقي ولا في التلفزيون مثلًا، وده اللي أدركته مؤخرًا شركات عالمية، زي كوكاكولا وبيبسي، وبدأت تعمل إعلانات كاملة على السوشيال ميديا بس. وده مش نقص موارد أكيد، هما عرفوا بس من أين يأكل الكتف.

بشكل عام الستات كان ليهم نصيب الأسد في الشغل اللي معتمد على السوشيال ميديا لأسباب كتير منها إن في مصر لسّه فيه ستات صعب تنزل للحياة العملية سواء لرغبتهم الشخصية وللا لرغبة المحيطين بيهم. "فايقة" و"هند" و"نورا" حكوا لنا ازاي السوشيال ميديا  فتحت ليهم باب للشغل في كاريير جديد بعد ما كانوا فقدوا الأمل في الموضوع ده.

"فايقة" الأم والجدة، صاحبة الـ 45 سنة وصاحبة "لقمة توحة"، خرجت من بيت والدها لبيت جوزها، وزي أغلب بنات جيلها كان سلاحها في الحياة مباديء معينة وخبرة كبيرة في عالم الأكل. "الفضل يرجع لوالدتي. في الوقت ده كانت كل البنات بتتعلم الطبخ بس هي علمتني ازاي أحب الموضوع واعمله بنفس ومزاج."

على الرغم من إن ولادها اتعوِّدوا على الأكل الحلو منها، إلا إن ابنها "أحمد" مع تزايد عدد الساعات اللي بيقعدها على السوشيال ميديا حس إن والدته أكلها لازم يوصل لعدد أكبر من الناس، خاصةً إن الموضة في رأيه دلوقتي هي الأكل الشرقي. عشان أسرة "فايقة" بياخدوا القرارات مع بعض وعشان هي كانت مترددة في الأول، ساعد في إقناعها البيت كله، من أول جوزها وبناتها وجوز بنتها لحد حفيدتها "فريدة"، اللي دلوقتي بتساعدها في تغليف الأكل دلوقتي.

بطبيعة الحال "فايقة" ماكنتش تعرف كتير عن عالم السوشيال ميديا والتغيير اللي ممكن يعمله، بس أول ما الجروب اتعمل وبدأت بنتها في إدارته الموضوع اختلف، "في الأول قولت أجرَّب، والموضوع هيبقى أسرة وللا اتنين مش مشكلة. لكن لقيت العدد بيزيد وبدأت أخاف."

من 10 سنين كان الآباء بيطلبوا من عيالهم يسيبوا "الزفت اللي في ايدهم"، وبعد الثورة وانتشار السوشيال ميديا في مصر بقى العيال هم اللي يطلبوا من آباءهم كده، الوضع عند "فايقة" دلوقتي مختلف تمامًا وماحدش بيقول لحد سيب الموبايل عشان هو "أساس شغلهم".

بتوصف ازاي بقيت العائلة كلها مُسخَّرة لإنجاح مشروع "لقمة توحة"، اللي لمَّا سألناها عن اسمه قالت "توحة هي والدتي، وبالمناسبة الجروب اتعمل وهي عايشة." لمَّا ولاد "فايقة" سألوها عن الإسم اللي عايزة مشروعها يكون عليه، قالت إن الفضل في موهبتها في الطبخ هي والدتها، "توحة"، وعشان كده أي نجاح لازم تكون هي مشاركة فيه حتى لو بالإسم. "هي توفت من شهر ونص، بس أنا عارفة إنها فرحانة باللي باعمله وبيّا دلوقتي."

 

بفرحة شاب صغير عينه بتلمع من نجاح مشروعه وصفت لنا "فايقة" ازاي أسرتها وولادها هما سر نجاحها، على عكس أسر كتير بيكون الأطفال والزوج هما سبب التضحية بالكارير. من أول بنتها اللي بتدير الجروب لحد ابنها اللي بيوصل الطلبات بنفسه جنب شغله الأساسي، وهي بتنزل مشوار واحد بس زي ما بتقول عشان تجيب مكونات الأكل. أسرة "فايقة" طموحهم كبير في تحويل "لقمة توحة" لمطعم بنفس الإسم، "ولادي عايزين الجروب يكبر ويبقى مطعم، لسّه مش مقتنعة أوي بس هما مطمّنيني."

"نورا" أصغر من "فايقة" بعشرين سنة، يمكن ده اللي خلّاها هي نفسها على دراية كافية بأهمية السوشيال ميديا وبإنها ممكن تشتغل من عليها من غير ما تحتاج تنزل وتسيب بنتها اللي عندها 3 سنين.

وزي ما الموضوع عند "فايقة" كان أساسه السوشيال ميديا، فكرت مشروع "نورا" نفسها جت لها من السوشيال ميديا لمَّا شافت بوست واحدة بتطلب فيه أرقام بنات ممكن يقعدوا مع بنتها لمدة 5 ساعات ضروري، وعشان "نورا" ماكانش معاها رقم تساعد بيه، عرضت على الأم تجيب بنتها -اللي قد بنت "نورا"- وتقعد بيهم هما الاتنين. "في الأول الست كانت خايفة ومش فاهمة. مين دي اللي عايزة تقعد ببنتي من غير فلوس ومافيش حد يسمع عنها أصلًا في مجال الـ Baby Sitting" فـ موافقتش، وده حقها بصراحة زي ما بتقول "نورا".

نسيت "نورا" الموضوع لكن بعد شهور قليلة ومع تزايد اكتئابها بسبب قعدة البيت رجعت تفكَّر في الموضوع تاني، لكن بعدم اقتناع أوي نتيجة للصورة النمطية اللي واخدينها عن المُربيات، فكَّرت "نورا" ازاي أبقى مهندسة وأشتغل في الأخر جليسة أطفال؟! لكن بسبب الاكتئاب والكسل اللي صابها وهي مابتشتغلش قررت تجرَّب "في الأول كنت شايفاها مهنة مش مناسبة دراستي وشهادتي، لكن كانت وقتها سد خانة."

الأطفال كانوا بييجوا لـ "نورا" البيت، اللي بالوقت بدأت تجهزه عشان يبقى فيه جزء أشبه بالحضانة. لعب ملونة وأرقام تتلزق على الأرض وسبّورة، كلها حاجات جابهم جوز "نورا" على مضض، على الرغم من إنه في الأساس سبب كبير من لجوء "نورا" للوظيفة دي، بعد ما رفض شغلها خاصةً بعد الولادة.

"نورا" ماكانتش عارفة تستخدم السوشيال ميديا صح في الأول، يعني عملت البيج خلاص، وشيرتها، وبعدين؟! بتقول "في الأول قعدت 4 شهور بيجي لي طفلين تلاتة بس، قولت الموضوع هيفضل كده" لكن بمساعدة كذه صديقة في التسويق للبيج وكتابة ريفوهات عنها، وترشيح "نورا" لصحابهم، العجلة بدأت تدور وبدأ يبقى في أطفال أكتر. "اتعلمت أنزل صور يومية على الصفحة، الأهالي بيفرحوا لمّا يبقوا قاعدين في شغلهم ويلاقوا صورة لإبنهم بيضحك ويلعب".

لسّه "نورا" مش مقررة هي عايزة تفضل في الكاريير ده وتكبَّر الحضانة المنزلية دي وللا لأ، بس حتى لو ماكمِّلتش، هي شايفة إن الشغل ده قدِّم ليها كتير. بتوصف ازاي الشغل حلّ ليها المعادلة الصعبة زي ما بتوصفها وبتقول "لو قعدت في البيت هتلام عشان سايبة شغلي وكاريري وقاعدة بالبنت، ولو نزلت الشغل هيقولوا رامية بنتي، في كل الحالات هابقى مُلامة. دلوقتي قدرت أشتغل من البيت وبنتي معايا."

ملحوظة: لأسباب شخصية رفضت "نورا" إني أسيب أي كونتاكت ليها يساعد اللي عايزين يلاقوا مكان آمن لأطفالهم.

مع "هند" الموضوع كان مختلف عن "نورا" و"فايقة" في إنها كان متاح ليها تنزل تشتغل حتى بعد الولادة، ولقت دعم من أسرتها لده، لكن المشكلة كانت فيها هي، زي ما بتقول "في أسئلة بنخاف نسألها لا يتقال علينا رجعيين ومش مع حقوق المرأة، بس بعد ولادتي أنا فكرت؛ بعد 10 ساعات شغل في اليوم هاجيب منين دماغ لبنتي؟ ما طبيعي هابقى مش قادرة ليها."

لكن برضه فضلت مش سعيدة بقرار القعدة في البيت، خاصة إنها اشتغلت أكتر من خمس سنين قبل ما تخلف وحققت نجاحات في مجال إدارة الأعمال. النقطة الفارقة عندها كانت لمّا اتشخصت باكتئات ما بعد الولادة، "ماكنتش عارفة أعمل ايه، باختار بين خيارين شايفاهم أصعب من بعض، والكل شايف إني سهل أختار وأنا اللي باتدلع!"

كطبيعة الاكتئاب، كانت "هند" مش جاهزة لاستقبال أي دعم ولا قادرة على رعاية بنتها، عشان كده اتفق عليها، لمصلحتها، جوزها وأصحابها. "كانوا في زيارة ليّا ولقيتهم بيقولوا لي مش انتي بتعملي ميك آب حلو؟ ياللا اعملي صفحة وهتجيب لك شغل كتير."

الموضوع عدى بهزار بينهم، وعملت "هند" الصفحة كتحدي ليهم، لكن المفاجأة إنها نسيت الموضوع وماخدتهوش على محمل الجد، لحد ما صحيت تاني يوم. "صحيت تاني يوم على  نوتيفيكاشن إن فلان عمل لايك للبيج، وأنا مش فاكرة ايه البيج دي أصلًا!" بعد فترة استيعاب ومكالمات بينها وبين صحابها، افتكرت اللي حصل وحسّيت "إني اتدبست".

لمدة شهر ماكنتش "هند" بترد على أسئلة الناس اللي عاملة لايك للبيج، اللي هما صحاب أصحابها في الأساس وعاملين لايك عشان جالهم ريكويست. "مع كل رسالة كانت في حتّة بتنوَّر في دماغي وتقوللي جرَّبي، مش هتخسري حاجة". وفعلًا بدأت التجربة، وبنت جابت اللي بعدها، صور بتنزل وتجيب لايكات والبنات تمنشن بعض. "الأسعار تعتبر رخيصة مقارنةً ببره، زائد إني مابطلبش أنزل صورة Before and After وده طلب بنات كتير. شرطي الوحيد إنهم يجوا البيت أعمللهم الميك آب هنا."

بعد سنة من الشغل مع البنات، قررت "هند" إن ده الكارير اللي عايزة تكمل فيه بس بشكل احترافي أكتر، لمَّا سألناها ازاي قالت "هاسافر لبنان أخد كذه كورس في الميك آب، مش عايزة الموضوع يقف عند كونه هواية وباسلّي وقت فراغي".

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home