• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
بطل ألعاب قوى مصري اتوقف سنتين بسبب المنشطات عمل استئناف فبقوا 4 سنين
الموضوع اللي فات
دار الإفتاء: استخدام البيتكوين حرام

"لو كانوا سألونا قبل ما يولدونا".. حكايات بنات اختاروا مايخلفوش

مبسوط يا بابا آدم؟ مبسوطة يا ماما حوا؟

مش عارفة الموضوع بدأ امتى، اللي فاكراه ذكريات بعيدة عقلي مش قادر يتلم عليها، رغم إنها مش من سنين كتيرة خالص. وقتها كان بيتوجهلي أسئلة زي: "عايزة تخلفي ليه؟" "بجد عايزة 4 بنات؟!" "هيهدوا حيلك!"، وكانت إجابتي بتبقى إني عايزة بنات عشان أولًا هما أحلى من الولاد، وأحن كمان، ثانيًا مش مهم 4، بس لو كتير هيبقى أحسن عشان يبقوا مع بعض ومايكبروش لوحدهم، وعمومًا عايزة أخلف عشان بحب العيال! أسباب كافية ومنطقية جدًا وقتها.

في الدنيا بصفة عامة، وفي مجتمعنا بصفة خاصة، في حاجات بتيجي في شكل Package كده، الحكومة والفساد، السحلب والشتا، الأمهات والعدس، البنات و"غريزة الأمومة". نركِّز في آخر نقطة دي، أنتي بنت؟ يبقى أكيد هتموتي وتخلّفي، ممكن تبقي مش مهتمة بالجواز أصلًا ولا لقيتي شريك حياتك حتى، بس أكيد الخلفة واحدة من أهم أحلامك.

- بالعافية؟

= بالعافية!

"دينا عبدالله"، في فيلم "الحفيد"، كانت بتتمنى تتجوز بس تخلّي جوزها هو اللي يخلِّف، ورغم إنها كانت طفلة وقتها والجمهور اتعامل مع مشهدها بضحك، إلا إنها قالت جملة سابقة عصرها كانت بتدينا إنذار من خلالها بحجم التغيرات اللي هتحصل في دماغ البنات، والحقيقة إن الموضوع ماتغيرش في دماغ البنات بس، يعني مثلًا دلوقتي بقى في صفحة عليها آلاف من المصريين والعرب اسم.ها "ضد التناسل" وبيقولوا بشكل صريح إنهم عايزينا ننقرض.

الموضوع دلوقتي تطور والوضع اتغيير خالص يا برايز، وبقى في بنات مش عايزة حد يخلِّف خالص. سواء هي اللي هتحمل وتولد ولا جوزها، إيه اللي وصلهم لكده؟ تعالوا نشوف.

هدم الثوابت الجزء الأول؛ الأمومة مش غريزة فطرية

مين قال كل بنت عايزة تبقى أم بدافع الفطرة؟ ومين يقدر يحدد إذا كانت الرغبة دي غريزة فطرية ولا رغبة مدفوعة بتقاليد المجتمع وتشجيعه وإلحاح/ضغط الأهالي والصحاب والأحباب؟

نرجع شوية لتعريف كلمة "غريزة"، الغريزة هي سلوك تلقائي، أوتوماتيك يعني بتنزل بيه، مش محتاجة تدريب وغير قابل للتعديل. حاجة زي الأكل كده؛ أي كائن حي أيًا كان سنه بياكل، مش محتاج يتدرب على الشعور بالجوع عشان يميز إنه جعان فـ ياكل، ولا ينفع يعدِّل سلوكه ويبطَّل ياكل، دي غريزة غير قابلة للتعديل. هل الخلفة بقى ليها نفس الصفات؟ الدراسات الاجتماعية والنفسية الحديثة بتزعم إن الأمومة مش شيء غريزي عند كل بنت. وعلى العكس، هي احتياج بيتغذى على عادات المجتمع والبيئة المحيطة. 

"م. م." مثلًا بتقول إنها عمرها ما اتمنت تبقى أم، "أنا أساسًا بتعصب من وجود أي طفل في محيطي، بتعصب من فكرة إنهم مش فاهمين. يعني إيه أطلب منه حاجة أو أوجهه ومايفهمش؟!"، عشان كده قررت من سنين طويلة، يمكن من وهي طفلة لسه، إنها مش عايزة تبقى أم.

بس طبعًا بما إننا في مصر، كلنا عارفين حجم الضغوطات المجتمعية اللي بتبقى على كل واحدة عشان تخلِّف من أول شهر جواز. في الحقيقة الموضوع مابيبدأش بعد الجواز بس، ارجعي بالذاكرة لأول لعبة جت لك، عروسة بترضّعيها تقريبًا؟ فاكرة السعادة اللي كان فيها كل اللي حواليكي وأنتي بتسمِّيها وبتهتمي بيها ووخداها معاكي في كل حتة؟ وقتها بالظبط بدأ المجتمع يهيئك لإنك تبقي أم. طيب يعني مانجبش للبنت عروسة لعبة عشان نتفادى عملية التنمّيط اللي بتحصل؟ نجيب لها دكتور في عيادة؟ ما كده هنبقى بنحصرها في إطار معين برضه! كحل سريع، ممكن نرجع خطوة لورا ونقف في خانة المتفرج ونسيب البنت تختار لعبتها لوحدها.

ودلوقتي نرجع نكمِّل قراية.. بما إن الدنيا والمجتمع والناس نفسهم البنت تبقى أم وشايفينها في الدور ده، ليه ممكن البنات ماتحبِّش تخلِّف؟ ورقة وقلم واكتبي ورايا يا ست الكل:

خايفة من المسؤولية

في كام واحد بياكل ويشرب ويروح مدرسته/جامعته بس حاسس إنه ناقصه حاجة وإن أهله ماعملوش اللي عليهم كفاية؟ تقريبًا كل اللي خلِّفوا، بالذات الأمهات، بيقولوا "الأمومة مش سهلة بس مستاهلة". طيب الأمومة اللي مش سهلة دي عبارة عن أكل وشرب وفلوس بس؟ احتياجات الأطفال النفسية دي مين بيلبّيها؟ هل الأمهات أصلًا مدركين حقيقة وجودها؟

"ه" بتحكي عن خوفها من المسؤولية وبتقول "عشان أكون أم لازم أبقى مرّيت بتجارب كتير أوي عشان أقدر أنقلها لطفلي، لو ماعشتش التجارب دي لسه، هانقله إيه؟". "س" بتشاركها نفس المخاوف: "فكرة إني أبقى أنا عالمهم دي مرعبة! أنا مصدر معرفتهم الأولي والأساسي، هاعمل كده ازاي؟". الأمومة مسؤولية فعلًا، رحم الله امريء عرف قدر نفسه.

ظروف مادية

"كل عيل بيجي برزقه" أومال ليه بنشوف مجاعات في دول قريبة مننا؟ كل الأطفال دول ماجوش برزقهم ليه؟ عشان تخلِّف، محتاج تآمِّن لطفلك مدرسة تضمن له فيها الحد الأدنى من الحياة الآدمية، مستشفى كويسة وعلاج يشفيه مش يمرضه أكتر، أماكن للترفيه اللعب فيها مش خربانة وممكن تموِّته، المخيف بقى إن بعد حتى لو قدرت توفَّر كل ده، مش شرط تضمن سلامته. لو مش معاك، هتقولهم ازاي أنا مش معايا؟

"ه" شايفة إن خوفها من الخلفة مش مرتبط بظروف البلد الاقتصادية، "أنا لسَّه بعيد تربية نفسي وتأهيلها، أخلِّف ازاي؟"

شغلها الأولوية

ممكن ابدأ الفقرة دي بنسبة المرأة المعيلة في مصر، وأقول إن شغل الست مابقاش خيار في وسط الظروف الاقتصادية الحالية والعيشة الضلمة. لكن مين قال إن الست محتاجة مبرر عشان تختار شغلها وتخليه أولويتها قبل الخلفة؟ "م."، اللي اتكلِّمنا معاها وهي برّه مصر، بتقول "بسافر مرّتين في السنة تبع شغلي، وفي العادي بشتغل مش أقل من 10 ساعات يوميًا. لو خلفت هارجع ماعنديش طاقة اتكلِّم معاهم حتى". سواء الست عايزة تشتغل عشان ظروفها الاقتصادية بتجبرها على ده، أو عشان تحقق ذاتها وتوصل لأهداف عملية معينة، في الحالتين ده قرارها الشخصي اللي طبيعي نحترمه.

في وسط ظروف العمل الحالية، لو أم فكَّرت تجيب دادة لطفلها عشان توازن بين شغلها وابنها، مش هتسلم برضه من نقد المجتمع اللي ما هيصدق يتهمها بإنها أم مستهترة و"بتخلِّف وترمي".

خايفة على جسمها

في الأفلام العربي لمَّا يحبّوا يقللوا من شخصية نسائية في العمل، بيجيبوها رافضة تخلِّف عشان جسمها مايبوظش، كأنها كده مثال للأنانية والقسوة. رغم إن ده ببساطة اختيارها الشخصي اللي مابتضرش بيه أي حد. بتوصف "م" إزاي التفصيلة دي في الدراما بتحسسها بالذنب وبإنها أنانية: "وزني دلوقتي فوق الـ 100 كيلو وباعمل كل اللي أقدر عليه عشان أنزله، مش متخيلة إني بعد ما أخس وأوصل لوزن طبيعي، المفروض أضحي بمجهودي وأحمل وأتخن عشان أجيب طفل أنا أساسًا مش مهتمة بوجوده! هجيبه بس عشان أسكِّت الناس".

هي مش عايزة تخلِّف بس غيرها عايز وهيعمل ده، وبكده نضمن استمرار البشرية وإنها مش هتتسبب في انقراضنا ولا حاجة. فين المشكلة بقى؟ ملحوظة جانبية، اللي بتقرر ماتخلِّفش عشان جسمها عندها له أولوية، أحسن من اللي بتخلِّف وتقعد عمرها كله تذل ولادها وتعايرهم إنهم السبب في ترهلات جسمها. ملحوظة جانبية تانية لصانعي الأفلام، في أمثلة كتير للأنانية والقسوة غير الست اللي مهتمة بجسمها ومش عايزة تخلِّف، ياريت تركِّزوا فيها.

لو كانوا سألونا قبل ما يخلِّفونا.. عارفين كنا نقول إيه؟

"بقف كتير واسأل نفسي؛ عايزة أبقى أم عشاني ولا عشانهم؟ أنا أنانية؟"، بتبدأ "ل" كلامها بالجملة دي، هي شايفة إن الخلفة قرار أناني بناخده عشان نلبّي احتياج عندنا من غير ما نفكَّر في الأحسن للأطفال المحتملين دول. بتشاركها الرأي "ه." اللي بتقول "أنا خايفة من الوحدة من دلوقتي، هاخلِّف بس عشان أملى فراغي؟ ما ده ظلم ليهم! وبعدين إيه ضمَّني إنهم يفضلوا جنبي؟ ما هيكبروا ويسافروا أو يتجوزوا".

أعتقد لو فكَّرت أخلِّف في وقت هسأل نفسي أسئلة زي: هل هقدر أقدم له حب غير مشروط بسماعه لكلامي أو الدرجات الكويسة في المدرسة؟ ولو قرر يمشي طريق أنا مش راضية عنه 100% هدعمه ولا هبدأ تهدديه بـ "هاغضب عليك"؟ وهاحكي لهم ازاي تجارب ماعشتهاش؟ اختارهم ولا اختار راحتي ومتعتي الشخصية؟ طيب أفهمهم ازاي إن ممكن ناظر المدرسة يلعب معاهم عريس وعروسة ويدمر حياتهم وأنا ماقدرش أحميهم؟ أحميهم ازاي من مجهول مرعب مستنيهم كل يوم؟ أسئلة كتير بتواجه كل واحدة بتفكر ماتخلِّفش، وبتبقى مش مستنية لوم أو سخرية، على الأقل لحد ما تلاقيلها إجابة.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home