• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
فتح باب الحجز لشقق العاصمة الإدارية وأقل سعر مليون و363 ألف جنيه
الموضوع اللي فات
تخفيض الحد الأدنى للقبول في الكليات 2% لطلبة شمال سيناء

"جوزي ساب شغله عشان يشتغل معايا": حوار مع عيلة بتصمم بدل رقص شرقي

10 سنين شغل، وهانفضل نحب اللي بنعمله لأخر لحظة

في أوضة في بيت قديم في منطقة السيدة عائشة بقاله أكتر من 70 سنة، ورشة ماتتعداش 20 متر، بمجرد ما تدخلها بتشوف دواليب من الترتر والخرز والخيوط والقماش وماكينة خياطة قديمة ومانيكان معروض عليه بدلة رقص شرقي. بيشتغل زوجين في تفصيل بدل الرقص، بعد ما قرروا يدخلوا المجال ده بدون حسابات وبدون خبرة ولا تعليم تحت إيد حد، الموهبة حددت هدفهم.

قابلنا أم آية صاحبة الـ (53 سنة) وبتشتغل في تفصيل بدل الرقص من 15 سنة. وبدأت تحكي البداية في المهنة دي، بتقولنا: "البداية لما عرضت عليا واحدة تعرفني إني أعبّي الخرز في أكياس، وفضلت اشتغل الشغلانة دي شهور، لحد ما فاجئتني وجابت لي بدل جاهزة وقالتلي إنها محتاجة تطريز بس. قلت أحاول لإن كان عندي موهبة على قدي وأنا صغيرة، جربت وعجبتها أول بدلة وبقت بتجيبلي أكتر من بدلة في الأسبوع، وبقيت بنفذ المطلوب تنفيذه في البدلة وأسلمها الشغل، وتسلمني حقي وهي تبيعه لتاجر"

بعد سنة عرضت الست على "أم آية" إنها تقص تصميم البدلة نفسه، واتفقت معاها يكونوا شركاء بالنص، بحيث تدفع الخامات وهي تفصل وتطرز. وبالفعل الشراكة بدأت لكن بتحكلينا أم آية إنها بدأ يتم التلاعب بيها، "بقت بتعمل فيا مواقف مش كويسة زي إنها ماتدينيش حقي، لحد ما التاجر اللي بتديله الشغل قرر يوصلي عشان نتعامل أنا وهو سوا مع بعض، وحصل، وبقى تعاملنا سوا".

من تسلية في وقت فراغ لـ ورشة وصنايعية ومشروع:
بعد مرور الوقت اللي بقت بتفصل فيه "أم آية" وطلب الشغل زاد عليها، ده خلاها تلجأ لإنها تفتح ورشة صغيرة وصنايعية شغالين تحت إيديها، بتقولنا "أم آية": "ترزي بيقعد على ماكينة الخياطة، وصنايعي بيساعد في تشطيب البدلة، في الأول كان الموضوع ماشي كويس لكن بعد 8 شهور لقيت نفسي بخسر نتيجة إهمال الصنايعية والمماطلة في تنفيذ الشغل، والشغل بقى فيه غلطات، وحسيت إن شغلي الأول لوحدي كنت بشتغل أحسن وبكسب أكتر، مع إن المفروض العكس هو اللي يحصل". وده خلى "أم آية" تفكر في أفكار جديدة تساعدها تحل مشكلتها مع الصنايعية، "جوزي كان بيقف معاهم بعد ما يرجع من شغله، ويسهر لحد 2 بالليل لحد ما يطلعوا الشغل كله. وبقيت بسأل نفسي إنتوا بتاخدوا مرتبات، هو يقف معاكم ليه؟ وليه الترزي ياخد 1600 جنيه، في الوقت اللي جوزي بيقبض فيه 850 جنيه، يبقى مين أولى بالشغل معايا؟" والسؤالين دول بيوصلونا لسؤال تالت وأهم:

850 مرتب ثابت في قطاع خاص، ولا صنايعي بـ 1600 جنيه؟

محمود علي حسن (55 سنة) بيقولنا: "طول حياتي شغال سواق في قطاع خاص، وقت ما بدأت "أم آية" شغل تفصيل البدل كان لازم أقف جنبها، مساعدتي في الأول كانت عبارة عن إني بقف فوق دماغ الصنايعية اللي كانوا مقصرين في حق الشغل، صبرت عليهم لحد ما اتعلمت منهم وبقيت بعمل حاجات مع نفسي، ومرة على مرة لقيت نفسي باتقنها فقررت أسيب شغلي الأساسي، وأفتح ورشة مستقلة بيا".
 
وبتكمل "أم آية": "بقينا إحنا الصنايعية وبقينا بنعمل الشغل من الألف للياء، وكده جوزي بقاله 10 سنين شغال معايا، وساعدني كتير وأخد هو الورشة دي يشتغل فيها لوحده وأنا بسلم في أتيليه أخدته عشان الزباين ييجوا يستلموا فيه وده أحسن كتير طبعًا.

شكل البدلة على المانيكان، بيخليك تسأل إيه مراحل تفصيلها؟ وبتاخد وقت قد إيه؟

"باخد مقاس الجزء السفلي والوسط وتحت الصدر وفوق الصدر، دي المقاسات الأساسية اللي لازم أعرفها قبل تفصيل كل بدلة، وبعد ما باخد المقاسات بديها لجوزي. وبيكمل "محمود" شرح المرحلة اللي بيستلم فيها شغله: "أنا بفصل الحزام من الفازلين (المادة اللي بيتعمل منها الحزام) والجزء العلوي للبدلة، وهما بياخدوا الشغل ويطرزوا عليهم، يعني البدلة بتبدأ من عندي، لكن المراحل بتعدي على أكتر من شخص، وغيري ممكن يعمل شغلي، بس فيه حاجات مالهمش قوة تحمل فيها قدي، يعني التطريز ماليش طولة بال عليه والعكس، هما مالهمش صبر على قص الحزام وتفريغه"

بعد ما "محمود" بيسلم الحزام لـ "أم آية" عشان تتولى مهمة التطريز عليه، بتديه لبنت من البنات عشان تقوم بالمهمة وبيرجع لها مرة تانية عشان يكون التقفيل والمرحلة النهائية من عندها.

ده خلانا نسأل "أم آية"، عن مهمة تطريز البدل، لإن الشغل اللي البدل متطرزة بيه، بيوضح إن أكيد فيه أكتر من شخص واحد ورا إخراج قطعة واحدة وتكون تحفة فنية بالشكل ده، وده جاوبتنا عليه بإن بناتها بيساعدوها بشغل التطريز، ومش بس هما، ده معاهم 15 بنت كمان، "أم آية" بتديلهم البدل ويستلموا هما شغل التطريز، مفيش مكان محدد بيشتغلوا فيه كلهم سوا، كل واحدة بتشتغل في بيتها، وبتسلم الشغل في الوقت اللي بتحدده "أم آية"، "أنا بدي للبنات يعملوا حاجات معينة، لكن مابديلهمش بدلة كاملة يعملوها، أو مابخليهمش يشطبوا بدلة، عشان ماياخدوش فكرة البدلة ويدوها لحد برّه، فـ دايمًا فيه حاجة ناقصة بتكمل وبتخلص من عندي، عشان مش أي حد يعرف آخر البدلة دي رايح على فين". وشاورتلنا على بدلة فيها شغل فراشات وخرز وترتر، وقالت إنها لما بتطلعها للبنات عشان يقوموا بمهمتهم، بتديلهم حاجات معينة، زي انهم يطرزوا الفراشات نفسها، وهما مايعرفوش هي هتعمل إيه بالأجزاء اللي بيشتغلوها، عشان باقي البدلة وأهم شغل فيها بيرجعلها هي.

الرك على البدلة ولا على القالب؟

معايير كتير بتحدد شكل بدلة الرقص، "بحكم الخبرة، لما بشوف واحدة باعرف إيه البدلة المناسبة ليها وهتبقى حلوة فيها من شكل جسمها، لإن شكل الجسم بيحكم حاجات كتير، زي الطول والوسط" وبتكمل: "مش بس الجسم، لكن كمان اللون المناسب للبشرة بيفرق، يعني لو هي بيضا فكل الغوامق هتكون حلوة عليها، تبين لونها، والبدلة كمان هتنطق عليها، يعني اللون الأورانج مايمشيش مع أي واحدة بشرتها بيضا، لازم يكون لونها أغمق شوية، عشان هي والبدلة يبانوا. اللون بيدي إضاءة للبشرة كمان".

البلدي دايمًا يوكل:

في تقرير عملته نيويورك تايمز من أسبوع، بتقول فيه إن الرقص الشرقي في مصر في خطر بسبب هيمنة الراقصات الأجنبيات على مشهد الرقص الشرقي في مصر، واعتبر إن آخر راقصة شرقية محترفة هي دينا، وده كان نفس رأي "أم آية" لإنها شايفة إن أغلب الرقصات الأجنبيات اللي هنا كويسين لكن مش فنانات، وبتشرح أوسع: "فيه واحدة تبقى بترقص قدامك، تحسسك إنها بتعمل فن وبترقص وليها حركات معينة تخليكي تحسي إن ده فن حقيقي، ولو رجع بيا الزمن أكيد هافصل لـ نعيمة عاكف وسامية جمال".

مهنة تفصيل بدل الرقص الشرقي بتتطور بتطور الوقت، وكل يوم بيظهر فيها جديد، بتحكيلنا "أم آية": "بدل زمان كان معظمها فرنشات وخرز وترتر كتير، لكن دلوقتي ظهر الألماظ بالألوان وكريستالات وحاجات كتير دخلت في الشغل، وبقت تفرق عن الأول. حتى شكل البدلة، حزام وفرنشات نازلة منه، ودلوقتي قليل لما تلاقي رقاصة لابسة زي دي، وبالنسبالي، التطور اللي عملته هو إني دخلت حاجات زي الألماظ وحطيت كريستالات على الترتر والخرز، وعملت حزام متكون كله من ألماظ ملونة، يعني حاجات كتير في البدلة طورتها، وماوقفتش على قصَّة معينة"، وبتكمل: "الحاجة بتفضل هي هي الحاجة بس الفرق في الخامات اللي بتتحط على الحزام، ده بيكون الاختلاف".

وبتوضحلنا إنها بتتابع التطور ده بإنها بتنزل تلف على المحلات اللي بتبيع إكسسوارات البدل، وبتدخل على النت تشوف الموديلات الجديدة وتعمل زيها وتزود عليها حاجات من دماغها، "عشان أوقات باشوف المويدلات دي ناقصة إيه وباكمله بفن وحرفية مني، طبيعي أي شغل محتاج متابعة عشان تعرف الجديد، لإن دماغك لوحدها مش هتجيب كل حاجة".

الدين بيقول إيه؟

من قديم الأزل، ومافيش نص شرعي واضح بيحرم الرقص صراحة، لكن هو أمر محرم بالاتفاق بين الفقهاء في حالة لو رافقته أمور محرمة شرعًا، زي إن يكون الرقص بيشكف عورة أو بيحصل أثناء اختلاط مع غير محارم، تقدر تقرا الفتوى من هنا.
وفي نفس الوقت مافيش فتوى بتحرم تفصيل بدل الرقص، وده خلانا نسأل "أم آية"، بتتعرض لمواقف بيتقال لها فيه إن اللي بتعمله حرام؟ "الشغلانة دي ناس كتير قالولي إنها حرام، لكن أنا بحسبها على أساس إنه حرام لو البدلة دي أنا رايحة أوديها لرقاصة شغالة في كباريه، وروحتها وأخدت مقاسات وفصلت وعملت، لكن أنا باشتغل للسوق مش لواحدة معينة، واللي تشتري مني، تاخدها لجوزها، ماليش دعوة، تعمل بيها حاجة تانية، برضه ماليش دعوة، وفي نفس الوقت الرقاصة النهاردة بيقولولها فنانة وكل الناس بتحترمها، ولو جتلي رقاصة تطلب مني تفصيل بدلة، مش عارفة وقتها هيكون موقفي إيه، رغم إني عارفة إنه حرام أعمل ده".

من رأي الدين لكلام الناس، لإن تفصيل بدل الرقص الشرقي زي أي مهنة معرضة إن يحصل عليها جدل من الناس، وده واجه "أم آية" وجوزها بالفعل، لكن بيبقى عندهم الرد حاضر، فـ بيقولنا "محمود": "أنا عمري ما اتكسفت من مهنتي، واللي بيسألني بتشتغل إيه بقولها صريحة، بشتغل في تفصيل بدل الرقص، وبيبقى معايا التليفون واللي يقوللي طب فرجني بفرجه وعندي الفيديوهات والصور، وفيه ناس كتير ييجوا يقولولي عايزين نعمل لمراتي كذا، بابعتهم لمراتي وهي بتتعامل". أما بالنسبة لأم آية فهي بتجاوب الناس بإنها بتفصل بدل رقص، وعمرها ما شافت الشغلانة دي وحشة رغم إنها أوقات بتشوف إن الناس بيبصولها على إنه شغل مش كويس، وبتقولنا:"مابتكسفش من شغلي عشان مش أي حد يقدر يشتغلها لإنها فن مش أي شغل وخلاص، شغلتي فيها اللي بيخترع ويبتكر، وفيه اللي يقلد وبس، ومش أي حد بينجح فيها، اللي بينجح هو اللي بيعرف يدي الروح للبدلة، وأنا حاسة إني موهوبة وبحب شغلي واحنا معرضين لـ ده في أي شغل بنشتغله".

30 سنة جواز بتجمع "محمود" و"أم آية"، و15 سنة منهم شغل مع بعض، ماحصلش بينهم خلافات بسبب الشغل لإن كل واحد عارف دوره، عدى عليهم زباين من كل الفئات، من تجار بدل الرقص الشرقي لأصحاب البازارات لـ عرايس بيجهزوا لـ مدارس بيتعمل فيها عروض فنية، لأجانب بياخدوا الشغل ويبيعوه برَّه مصر، وبعد كل الوقت ده لسه بيحلموا بالإستقرار في صنعتهم، وإن فترة الركود دي تعدي، وإن شغلهم يتنقل من ورشة في بيت قديم، لمصنع كبير وخط إنتاج وصنايعية بيستفيدوا. 

.Shoot by @MO4Network's #MO4Productions

.Photography by Ashraf Hamed 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home