• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مزاد "معيز" فى الأردن سعرها وصل لـ 19 ألف دولار
الموضوع اللي فات
مطافي دبي هتخلي سرعة الاستجابة للبلاغات 30 ثانية بدل 6 دقايق

"ورثت الصنعة دي من أول واحد بدأها في مصر".. حوار مع صاحب ورشة تصنيع مانيكان

ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا أسرارها، دنيا الفنون دي جميلة وانتوا أزهارها

في كل فن وشغل بتشوفه قصادك، بتبقى عارف إن مفيش حد يقدر يعمل الشغل ده إلا لو كان متخصص فيه، دارس، واتعلم كتير لحد ما بقت عنده خبرة وصلته لمرحلة إتقان الفن أو الشغل ده، طب لو لقينا نفس الشخص بيحاول يعمل نفس الصنعة بس بشكل مختلف شوية،
وقتها بتبقى عارف إن بس "موهبته" و"ذكاءه" هما الحاجتين اللي بيساعدوه يعمل نفس الشيء. يعني رغم اختلاف الخبرة والأدوات والدراسة بين النحات وصانع المانيكان، بس ده مايمنعش إن صانع المانيكان، هو فنان ونحات له رؤية من نوع خاص. 

قرية "الخرقانية" في محافظة القليوبية، بيرتكز فيها أكتر من 10 ورش لصناعة المانيكان، منهم اللي شغال في الصناعة دي من أكتر من 25 سنة، بيقولنا "حمادة الشبيني" صاحب ورشة تصنيع مانيكان: "كان عندي 19 سنة لما اتعلمت الصنعة دي من أخويا الكبير محمد الشبيني، هو كان من أوائل الناس اللي اتعلمت على إيد الحاج حسني، أول واحد دخّل الصناعة دي مصر، وبدأها في القاهرة، لما كانت لسه بتتعمل بالجبس"، بيكمل: "أخويا علمني الشغلانة، ومن هنا اتنقلت الصناعة من القاهرة للقليوبية، وحاليًا مافيش حد في القاهرة بيصنعها، هو الحاج حسني بس وبيعمل صيانة للمانيكان"

صناعة المانيكان عشان تفضل مستمرة وتواكب التطورات في صناعة الملابس الجاهزة، لازم تتطور هي كمان، ولازم كل يوم يبقى فيه جديد، بيوضحلنا "حمادة": "المانيكان أول ما اتعمل خالص من أكتر من 25 سنة، كان بيتعمل بالجبس، وبيتنحت، بس كان صعب على صاحب محل الملابس الجاهزة إنه يشيله ويلبسه، ولو وقع منه، بيتكسر، وشكرًا على كده، وقتها ظهر المانيكان الصيني والمستورد، فـ قررنا نطور شكل المانيكان، فـ عملنا مانيكان مطابق بالظبط لِيهم بمادة الفايبر جلاس، ودي أحدث مادة بنستخدمها في صناعة المانيكان.

بيحكيلنا "حمادة" إن تصنيع المانيكان بالشكل ده ليه مميزات كتير، المانيكان بقى خفيف وسهل في تلبيسه، وبيعيش أكتر، وتقفليه بيكون أحسن. ودلوقتي هما بيشتغلوا بجودة تنافس السوق الصيني.

بالنسبة لـ"حمادة"، فـ أغرب الحاجات اللي بيقابلها في شغله لما بيعمل موديلات جديدة، بيشرحلنا:"أنا باحب أعمل كل سنة موديلات حديثة، وأجدد عن السنة اللي قبلها، بحيث تعجب التجار وأصحاب المحلات، فـ بطلع كل سنة موديلات جديدة وبانزّل موديل باسم السنة، يعني موديل 2018، وبيكمل: "بحس إن أحلى وأغرب حاجة في شغلي إنه دايمًا بيحتاج مجهود وفن، باعمل وقفات مختلفة، وشغل مايخطرش على بال حد، بحاول على طول أطور وأحسّن من شغلي".

كل يوم بتتطور فيه الصناعة دي، وبتشوف الإبداع في تفاصيل المانيكان والفن في طريقة عرضه، بيبقى فيه سؤال مهم: المانيكان في حد ذاته هدف ولا وسيلة عرض؟ وإيه هي المراحل اللي بتمر بيها التحفة الفنية دي؟

بيجاوبنا "حمادة": "المانيكان المصري أو الشعبي زي ما بنقول، كل يوم بيتطور، وبقى بينافس المانيكان المستورد في الجودة والتقفيل والسعر، وبيكمل: "تصنيع المانيكان بيعدي على حوالي 10 مراحل، بتبدأ بمرحلة صب القالب، وفيها بنديله وش أولاني، وبعدين بنفرش الصوف، وده مهمته يمسك االمانيكان في بعضه، وبعد كده اللحام، ويطلع من القالب، ثم مرحلة التجليخ، بنشيل فيها الزيادات اللي طلعت معاه، ثم مرحلة الدهان، اللي بيتصنفر فيها المانيكان، وبعد كده التلقيط عشان لو لقينا أي عيوب، وبعد كده مرحلة التجميع، ثم مرحلة الرش، ودي بنديله فيها وش بطانة، ووشين تانيين تشطيب. وبكده بتخلص صناعته، بيبقى فاضل بس نحطه في الكراتين ودي المرحلة النهائية".

"حمادة" بيحكيلنا عن الوقت اللي بيكلفه صناعة مانيكان واحد، فـ بيقولنا إنه بياخد حوالي ساعتين ونص، وبشرح أوسع: "مرحلة الصب بتاخد ساعة، ومرحلة التجميع بتاخد نص ساعة، ومرحلة الـ Finish/ أو التقفيل النهائي بتاخد ساعة برضه، ويكون المانيكان خلص في ساعتين ونص. بس بتختلف المدة بإختلاف نوع وشكل المانيكان، يعني في المانيكان الجالس بياخد وقت أكتر عشان أوضاعه بتبقى عايزة تتظبط أكتر من المانيكان الواقف"


على ذكر مراحل انتاج المانيكان، فـ سألنا "حمادة" عن العدد اللي بينتجه يوميًا والألوان اللي بنشوف بيها المانيكان، فـ بيقولنا: "في اليوم بننتج حوالي من 8 لـ 10 مانيكانات مصرية و5 مانيكانات مستوردة، وبالنسبة للألوان فـ بتبقى على حسب احتياج التاجر أو الزبون، فيه اللون الأسود، والأبيض، والبني، بس أكتر حاجة بتتطلب مننا هي اللون الأبيض، وحاليًا الأسود ماشي موضة".

طب المانيكان له مدة وتنتهي صلاحيته؟ وأسعاره؟

بيجاوبنا "حمادة": في المانيكان المصري، مدة صلاحيته بتبقى من سنة ونص لـ سنتين، وبيتعمل له صيانة تاني، والمانيكان المستورد بيقعد حوالي 5 سنين". حماده بيحكيلنا كمان عن أسعار المانيكانات: "الشغل المصري سعره بيتراوح من 300 لـ 1000 جنيه، والمستورد سعره بـ يبدأ من 500 لـ 1000 جنيه".

السؤال اللي بيدور في دماغ أي حد لما بيسمع عن شغل تصنيع المانيكان، هل هي حلال ولا حرام؟ بعد بحث شوية على الإنترنت لقيت إن أغلب الفتاوى بتحرّم بيع الملابس على "التماثيل"، لأنها ذوات الأرواح، وإن ده أمر محرم وغير جائز. تقدر تقرأ الفتوى كاملة من هنا، وبعض الفتاوى بتبيح بيعها وصنعها لو "مقطوعة الرأس"، وبشرط إنه مايكونش مجسم للعورات بشكل يثير الغرائز.تقدر تقرأ الفتوى كاملة من هنا.

لكن بيقولنا حماده: "لما الناس كانوا بيسألوني أنت بتشتغل إيه، كنت بقولهم باصنع مانيكانات، فـ يردوا عليا: هي الشغلانة دي مش حرام؟ شككوني في صنعتي، وحسيت إني لازم أروح أسأل في دار الإفتاء لو فيه حرمانية في الشغل ده، واتقاللي من كذا شيخ إن تصنيع المانيكان مش حرام، وإنها في الأول والآخر آلة عمل، ووسيلة عرض"

من حوالي 3 سنين، انتشر فيديو لراجل كبير بيتحرش بالمانيكان وبرضه صورة تانية لشخص تاني بيعمل نفس الفعل. وقتها ردود أفعال الناس كانت عبارة عن استغراب وشعور بالاشمئزاز، فـ لما سألت "حماده" عن رأيه في الظاهرة دي، قاللي: "أنا ماشُفتش الفيديو والصور، بس الأكيد إن اللي بيعمل كده مريض نفسي وتعبان، مفيش حد طبيعي يقدر يعمل ده، في الأول وفي الأخر دي آلة ووسيلة عرض بنستخدمها، ماينفعش نستخدمها بالشكل المهين ده" 

لما تدخل البيت اللي بيتصنع فيه المانيكان، هتلاقي دورين، الدور الأول فيه حوالي 8 أو 9 صنايعية بيشتغلوا في المراحل اللي حكينا عنها قبل كده، والدور اللي فوقيه، بيشتغل فيه صنايعي واحد، ومن ملامحه تحس إنه أكبر منهم سنًا.
ده خلانا نسأل، إيه الحكاية والفرق؟ بيجاوبنا "حماده": "أنا معايا 10 شباب شغالين معايا هنا، وفيهم ناس بقالهم ييجي أكتر من 15 سنة، وأجدد واحد فيهم بقاله 5 سنين، واللي بيبدأ الشغلانة بيبدأها وهو سنة 12، 13 سنة، وأنا ماجمعتهمش بإرادتي، اللي بدأ معايا بس هو ابن خالي، ولما بدأنا جاب صحابه، وصحابه جابوا صحابهم، وعملنا الورشة بالطريقة دي"، وبيشرحلنا إزاي الصنايعية لسه مكملين معاه لحد دلوقتي، "هما حابين المجال والشغل هنا، بيتعرض عليهم يشتغلوا مع ناس تانيين ومابيرضوش يخرجوا عشان هنا إحنا بنتعامل كأخوات، مفيش حد أعلى من حد ما دام كلنا قلبنا على الشغل".


"محمد شكري" أكبر صنايعي في الورشة (32 سنة) بيقولنا: "أنا ابتديت الشغلانة وأنا عندي 18 سنة، كنت باجيب الطلبات والحاجات اللي بيحتاجوها، بس كنت باقف أشوف بيعملوا إيه وكنت بركز معاهم، ومن هنا حبيت الشغل وقررت أبقى صنايعي شاطر، واشتغلت من الصفر، يعني أول مرحلة، مرحلة الصب، بعد كده بقوا بيحتاجوني في المرحلة التانية، ثم دخلت على التالتة، لحد ما ربنا كرمني واتعلمت الـ 3 مراحل، ووصلت لإتقان كل مرحلة، ودلوقتي بشتغل الشغل الاستثماري/ المستورد، مش المصري".

على عكس "حمدي" اللي شغال في تصنيع المانيكان المصري، ومابيحبش يقول عليه "شعبي"، ولما سألته ليه مابتشتغلش في الشغل المستورد؟ قالنا:" الشغل المصري بيحب الإنجاز، على عكس الشغل المستورد بيحب طولة الصبر، وكده كده مابيتطلبش مننا عدد كبير منه وده راجع لسعره، فـ "شكري" يقدر يعمل عدد قليل منه بس بيطلع بمنتهى الدقة والضمير، واحنا بنعمل الشغل المصري اللي بيبقى مطلوب مننا بكمية أكبر، فـ بننجز فيه أكتر".


وبالمناسبة، لما سألتهم على مراحل تصنيع المانيكان اتقاللي حاجة لطيفة، وهي إن كل صنايعي بيعمل مرحلة ما من المراحل، مفيش حد بيشيل شغل حد، ومفيش صنايعي يقدر يشتغل مرحلة مختلفة عن المرحلة اللي متخصص فيها، وبرروا ده بإنهم حابين إن شغلهم يطلع بمنتهى الدقة، وماحدش بيشيل شغل حد إلا في أضيق الحالات لو فيه ضغط شغل مثلًا.


شكري وحمدي وحمادة وشباب تانيين معاهم بيحاولوا يعملوا فن، مش واخدينه على سبيل أكل العيش بس."حماده" بدأ بورشة بسيطة لحد ما بقى عنده بيت فيه دورين كل دور لنوع محتلف من أنواع المانيكان، وحلمه وطموحه إنه يعمل مصنع كبير ينافس بيه المنتج الإيطالي والألماني، اللي هما أعلى جودات في العالم، مش بس ينافس المنتج الصيني.

 

.Shoot by @MO4Network's #MO4Productions
.Photography by Ashraf Hamed

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home