• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
15 سنة سجن وغرامة 3 مليون ريال عقوبة التحرش في السعودية
الموضوع اللي فات
وقفة بتطالب بقفل محلات بيع الحيوانات الأليفة

"لازم دايمًا نغامر بالفن وإلا هنفضل مكاننا".. حوار مع تانيا صالح

خليك فايق، خليك واعي، الحالة وسخة .. وسخة كتير

من قديم الأزل والحرب والفن ليهم صلة وثيقة ببعض وبينهم تفاعل أبدي، والفنانين وحدهم هما اللي بيلمسوا الأوتار الحساسة وبيحولوا المعاناة اللي بيعيشوها لفن بيعكس الأوضاع اللي بتحصل، تانيا صالح صوت شهد على كل الأحداث اللي حصلت في لبنان والعالم العربي وخرج من آثار ووجع الحرب وحاول يوصل فكرة، ويستخدم فنه في وصف الأحداث والحكي عن الأوضاع بحلوها ووجعها.
بتقولنا "تانيا": "الحرب في لبنان علمتني الإستقلالية وحب الحياة، وإني أكون قاسية مع نفسي وإن "أي شي معقول يصير" بأي وقت، ومافيش أكتر من الألم والعذاب يولدوا أعمال فنية. أغنية "عمر وعلي" مثل صغير على عمق الشرخ في مجتمعنا، وده لو حكينا عن الدين الإسلامي بس، لكن احنا 18 طائفة، وكل واحد فاتح على حسابه دكان، بس الشيء الإيجابي دايمًا إن فيه شيء نحكي عنه، وعلى قد ما في مصايب .. ما بيخلص الحكي"

"تانيا" دايمًا ماشية في طريق معاكس لتيار الفن الهابط، عندها قصة تتكلم عنها، وفكرة ووجهة نظر عايزة توصلهم للناس، وده بتعرف تثبته بإختيارها لأغانيها وألبوماتها، بتقولنا: "أغرب شيء هو ازاي بتيجي الأفكار، طول الوقت باحس إنه مش أنا اللي باعمل كل ده، وكإن فيه شئ أكبر مني بيحركني"
وده شُفناه بدايةً من ألبوم "تانيا صالح 2002"  اللي كانت بتحكي فيه عن سلبيات المجتمع العربي بشكل ساخر، فـ تقول:
"بكرة منجيب له تاتا .. لما بيتقل دمه
كل ما يبكي تحط له هالمصاصة في تمه
تغسّل له وتعشيه
تغيّر له وتدشّيه
وهو مش داري بشي"

مرورًا بألبوم "وحدة 2011" اللي كان تجربة مميزة من حيث المزيكا والتوزيع والكلمات، اتكلمت فيه عن الحب في أغنية "راح الحب"، والطائفية في أغنية "عمر وعلي" والمشاكل السياسية في المجتمع العربي، ولبنان بشكل خاص، وده حصل في أغنية الألبوم "وحدة"، اللي بتدور فكرتها عن وضع لبنان، من خلال قصة بنت لبنانية اسمها "وحدة" بتحلم بوطن آمن، خالي من الطائفية.
واتكلمت عن المشاكل الاجتماعية في أغنية "لازم"، وفي آخر حفلة ليها، قالت للجمهور: "المجتمع العربي بيحاصر المرأة بقيود، وتعليمات مجبرة دايمًا إنها تنفذها، وبيقولها "لازم" تعمل ده وده وده"،رغم المسافة الكبيرة بين ألبوم "تانيا صالح 2002"وبين "وحدة 2011"، تانيا كان ليها مبرراتها: "كنت بربي أولادي، وبحاول أكون زوجة صالحة وباشتغل شغل دوام كامل، وكنت باموّل ألبوماتي بنفسي .. الوضع كان صعب".

 أخر ألبوم لـ"تانيا" كان اسمه "تقاطع" واللي يعتبر تجربة فنية بصرية قدرت فيه إنها تجمع بين عوامل كتير عشان تطّلع في النهاية صورة فنية نادرة متكاملة.
السؤال هنا: "تقاطع".. الاسم ده جه منين؟ بتقول تانيا إن "تقاطع" بيخلينا نسأل نفسنا في عز المشاكل اللي احنا فيها.. على فين رايحين؟، وبتكمل كلامها لينا وبتقول: "بالنسبالي مفيش جواب، طالما احنا كعرب مش موحدين، وأنظمتنا معظمها مريضة والتطرف الديني أقوى من أي وقت عدّى. يبقى الأمل الوحيد إن تحصل معجزة للشباب اللي جاي بعدنا، ويكونوا هما التغيير".

ألبوم "تقاطع" هو فكرة بتخلي الجمهور يلمس فيه الإختلاف والتطور الفني اللي وصلت له تانيا، فقررت تختار كلمات الأغاني من قصايد لـ شعراء زي بيرم التونسي وصلاح جاهين وجبران خليل جبران وأحمد فؤاد نجم ونزار قباني ونازك الملائكة، "تانيا" بتقولنا: "اخترت الأشعار اللي اتكتب في أخر 100 سنة عن الشارع العربي، (كل شاعر من منظار بلده) لإن بعد زوال الدولة العثمانية كنا فاكرين إننا هنتوحد كـ عرب، بس اللي حصل عكس ده، والدليل هو الشعراء اللي كانوا بيقولوا نفس الشيء رغم اختلاف الأزمنة والأماكن"
لكن "تانيا" مش بس اختارت القصايد اللي هيتبني على أساسها الألبوم، هي كمان لحنت أغلب أغاني الألبوم، وكتبت أغنيتين فيه، وفكرة تحوّيل قصيدة -نوعًا ما- قديمة، لأغنية ألحانها بتناسب المزيكا العصرية اللي قريبة من الناس الفترة دي، ويكون سهل عليهم يسمعوها ويدندنوها، ده بيحتاج طاقة إبداعية كبيرة، فالمزج ده ماكنش سهل، بتشرحلنا "تانيا": "كان تحدي كبير إني أقدر ألحن أشعار العظماء دول، وكنت خايفة جدًا ماكُنش قد الحِمل، بس لازم دايمًا نجازف بالفن وإلا هنفضل مكاننا، وقرار إني أمزج القديم مع الجديد كان مهم جدًا عشان أقدر أوصل للشباب، لإن في النهاية هما اللي هيعملوا التغيير مش إحنا".

"تانيا" بتحاول توصل للجمهور بكل الطرق وأسهلها، فـ اختارت "الجرافيتي" أو "فن الشارع" عشان يكون السبيل لتحقيق هدفها في إنها تعكس الوضع الحالي في الوطن العربي، واعتمدت على دراستها للفن التشكيلي في إنها تخرج بفكرة تساعدها على تكوين الألبوم، فـ اختارت إنها ترسم على حيطان في بعض المدن في الوطن العربي.
فـ بتحكيلنا: "بما إن الأشعار اللي اخترتها بتحكي عن الشارع، كان لازم الرسومات تكون في الشارع، وأنا بحب فن الجرافيتي وبنتمي لِيه كـ فن حديث أكتر بكتير من المعارض الفنية اللي الفن بمعظمها بينتمي للفن الإستهلاكي اللي ماليش علاقة بيه، لكن فن الشارع مابيهدفش الربح، الفن للفن"
وبتكمل: "رسمت جداريات زي "الهوية"، "الخضوع والحرية"، "اللجوء"، "العمالة الأجنبية" في مصر. لكن مش كلهم ليهم علاقة بمصر"

بتوضحلنا "تانيا": "ماحبِتش أربط الرسمة بالبلد، حبيت أربطها بالشِعر، واللي أوحاه ليَّا من أفكار، يعني مثلًا رسمة "الجهل" في المغرب، مابتعنيش إن الجهل بس بالمغرب، لإننا كـ عرب كلنا في الهوا سوا والحمدلله!"

الرسومات موجودة في بيروت، القاهرة، تونس، الرباط، الدار البيضاء، أوسلو.

الفنان الشاطر هو اللي يعرف يسوّق لفنه، ويوصل صوته ورسالته لأكبر شريحة ممكنة من الناس، سواء اختلفت الطريقة أو الأسلوب، بس وحده الفنان المجتهد هو اللي بيعرف إزاي يقدم الفن ده على طبق مفيهوش مكوّن ناقص أو غلطة بسيطة، فـ لما تكون قدام فنان قدر يختار فكرة مناسبة للألبوم، وكلمات تم اختيارها بالشعرة، وألحان جديدة، وفكرة بصرية. يبقى ناقصك حاجة؟
من وجهة نظر "تانيا"، كان فاضل تجمع كل المكونات اللي حضّرتها، فعملت فيلم قصير مدته 15 دقيقة عن كواليس الرسومات، ونبذة عن أغاني الألبوم، بتقولنا: "الفكرة جت لي مع الوقت وأنا باعمل المزيكا، حسيت إن ماينفعش أعمل فيديو كليب لأغنية واحدة، لإن الألبوم كله فكرة واحدة متكاملة، ولازم توصل كلها مش جزء منها بس، وبعدين لإن كل الجدران اللي رسمتها كانت موثقة ومتصورة وكان لازم يتشاف إزاي اتعملت من الألف للياء، عشان يصدقوا الناس إني ماكنتش باكدب لما كنت بقول إني برسم كمان".

- طب أنهي خطوة من بين كل الخطوات دي كانت الأصعب؟
بتجاوب "تانيا": "كله كان صعب، بس مرحلة الفيديو كانت الأصعب لإنه كان شيء أول مرة باعمله ولازم يكون الصوت متكامل مع الصورة. والفضل الكبير للمخرج إيلي فهد اللي خاض التجربة معايا بكل محبة وجرأة، ولخليل جدران (الموزع الموسيقي) اللي فضل يدعمني فنيًا ومعنويًا لآخر لحظة"

من بين كل أغاني الألبوم، الأغنية المقربة لقلب تانيا هي "فرحًا بشيء ما" للشاعر محمود درويش، ومن وقت ما بدأت مسيرتها الفنية لحد النهارة، أقرب أغنية ليها هي "الجيل الجديد".

ناس كتير مايعرفوش إن اللي كتب كلمات أغاني أفلام المخرجة "نادين لبكي" زي "هلأ لوين؟" و"سكر بنات" هي "تانيا صالح"، فـ سألناها عن تجربة تأليف أغاني للأفلام؟ وليه التجربة دي بالتحديد هي التعاون الوحيد اللي حصل؟
فـ بتجاوبنا: "نادين إنسانة حقيقية وأنا بحب الناس الصادقة، أغنية "مرايتي يا مرايتي" بتعبر عن مشاعر المرأة الصادقة مع نفسها بس، في النهاية هي طلبت مني أكتب أغاني أفلامها، وأنا بحترمها وبحبها، ولو فيه حد تاني بحبه وبحترم شغله ومقتنعة باللي هو عايز يقوله ممكن طبعًا أكرر التجربة"

رغم إن "رشا رزق" غنت الكلمات اللي تانيا ألفتها، زي "يمكن لو"، "كيفو هالحلو؟" و"حشيشة قلبي"، لكن ده مامنعش "تانيا" من إنها تغنيها في حفلات حيَّة، بتقولنا "تانيا": "رشا رزق فنانة عظيمة وليا الشرف إن يرتبط اسمي معاها، بس أنا غنيت الأغاني في حفلة حيَّة عشان حبيت الأغاني تكون موجودة بصوتي كمان للتاريخ، ولو كان عندي وقت وامكانيات مادية وقتها كنت سجلتهم أحسن من كده"

"تانيا" بتقولنا إن الحب هو المحرك لكل شي فيها، والطاقة اللي بتاخدها منه بترجع تديها للناس، وبتتمنى إنها تشتغل مع موسيقيين وفنانين كتير، بس في الوقت الحالي بتفضّل إنها تكتب كلمات أغانيها بنفسها وبتبرر ده بإن فيه حاجات كتير لسه ماقالتهاش، وعشان كده هي شغالة على ألبوم جديد وداخلة في مغامرة تمثيلية وبتشتغل على كليب مصوّر لفرقة من الفرق العربية.

Shoots by @MO4Network's #MO4Productions
Photo Credit:Cairo Zoom

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home