• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
شاطىء "شرم اللولي" بمرسى علم في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط
الموضوع اللي فات
الأمم المتحدة أطلقت برنامج المساعدات الشتوية للاجئين في مصر

فيلم "ليل خارجي".. ليه بنحب القاهرة وليه بنهرب منها؟

رغم عدم وجود موسيقى شريط الصوت أعظم حاجة في الفيلم
ليل خارجي

لقطات شوارع القاهرة الصبح في زحمتها وبليل في روقانها وجمالها اللي بتشوفها في الأغاني الوطنية وتحسسك بشوية حنين وبعدين تنساه أول ما تحتك بالواقع، بتتجسد بشكل حي في فيلم "ليل خارجي"، الفيلم اللي هتشوف فيه أصحابك والناس اللي بتقابلهم في الشارع وبتخبط فيهم في زفة على الكورنيش أو لما نفسك تهفك على أكلة كوارع في مسمط في السيدة، "ليل خارجي" هو خامس تجارب المخرج أحمد عبدالله اللي بدأ مسيرته بفيلم "هليوبوليس" ومن يومها بيقول "أنا بعمل أفلام مختلفة".

"ليل خارجي" هو أقرب أفلام "عبدالله" للشارع لكنه مش أجمل أفلامه، الفيلم بيحكي عن مخرج حطته الظروف مع سواق تاكسي اللي حطته الظروف مع فتاة ليل وبيقضوا يوم في شوارع القاهرة وحواريها، أحمد عبدالله بينقد نفسه وبينقد جيله ولو على استحياء في شخصية "مو" المخرج اللي نفسه يعمل أفلام مستقلة وليها ألف رسالة بس مبيكملهاش، اللي دايمًا بيقول أنا بتكلم عن الناس البسيطة بس لما احتك بيهم ماكنش فاهمهم، الدور ده مثله بسلاسة كريم قاسم اللي كان مذاكر الشخصية كويس اوي وعارف امتى يقول ايه. اكتشاف الفيلم كان سواق التاكسي أو شريف الدسوقي اللي كل الناس خرجت من القاعة تسأل مين ده؟ متناقض وعنصري ورغاي زي المصريين وخصوصًا سواقين التاكسي، لكنه كمان دمه خفيف فتحبه وتتعلق بيه، أما العظيمة منى هلا فعملت دور "توتو" ببراعة، البنت القوية اللي فاهمة ازاي تتعامل مع الرجالة لكنها كمان بترضى تنكسر احيانًا عشان مقدمهاش حل تاني.

الشوارع حواديت

الفيلم "فيلم شخصيات" بتحتك بالناس اللي فيه وتتعلق بيهم، بتفهم صراعات المخرج اللي رغم إنه بيتحدى سوق السينما وأفكاره لكنه بيقرر يسكت وميدخلش مع سواق التاكسي في حوار عن حرية التعبير عشان "مفيش فايدة"، وبتعرف اللي بيدور في عقل "توتو" اللي رغم إن شغلها كفتاة ليل بيحطها في صورة معينة، إلا إنها طيبة وغلبانة وقوية في نفس الوقت، ولما لاقت فرصة إنها تتجوز وافقت فورًا رغم إنه كان قرار مجنون، وبتتعلق بـ"مصطفى" سواق التاكسي اللي بيحرم ويحلل ويمنع ويصلي ويتقي ربنا بس يشرب بيرة ويستلف حشيش من السواق اللي جنبه بكل اريحية، المؤلف كتب تفاصيل الشخصيات بسهولة وبراعة كأنه عاش وسطهم وقت طويل، لكنه كمان وحسب حوار الأبطال أحمد عبدالله كان بيسيبلهم فرصة للارتجال عشان تطلع الشخصيات صادقة كده، أحمد عبدالله عنده طريقة إخراج مميزة وهي انه بيعيد كل المشاهد مرة تانية لكن صامتة، وعشان كده فيه مشاهد كتير هتلاقي نفسك بتسرح في عيون الأبطال ونظراتهم وردود أفعالهم.

واسمعي يا حلوة لما أضحكك

شريط الصوت بطل أساسي في الفيلم اللي مافيهوش موسيقى تصويرية، كلاكسات العربيات مع أغاني شيرين في التاكسي وأم كلثوم في المسمط والمهرجانات على الكورنيش، كلها بتحسسك إنك ماشي في الشارع وسامعهم وحاسس بيهم.

بجانب الأبطال الرئيسيين كان فيه الأدوار التانية، أحمد مالك اللي بيتطور كل يوم عن اللي قبله، الولد اللي عنده موتوسكيل وبيصور وعنده صفحة على الفيسبوك، شخصية "مالك" هتشوفها وتعرفها كويس لو بتنزل تتمشى على كوبري الجامعة أو كوبري عباس، وعمرو عابد في دور "بذرة" بلطجي المنطقة، اللي الناس انتقدت دوره عشان جسمه الضعيف، لكن لو نزلت الطالبية وشفت البلطجية اللي هناك هتلاقيهم زي "بذرة" وارفع.

وفي خط موازي للقصة الرئيسية بنشوف قصة الفيلم اللي بتدور في عقل "مو" المخرج عن البطل اللي بيحاول يهرب ويهاجر هجرة غير شرعية، زي "مو" اللي بيهرب من عالمه الضيق ويخرج لعالم واسع فاكر إنه هيلاقي فيه حياته بس بيلاقي نفسه هيغرق، طول الوقت بنشوف الأبطال بيحبوا تفاصيل المدينة وبيهربوا منها، بتقسى عليهم الحياة بس بيحايلوها ويعيشوها عشان مفيش حل تاني، فنضحك معاهم حتى على أحزاننا.

حوادية الحب فيها وحوادية عفاريت

زي مالفيلم مليان إيجابيات لكنه فيه سلبيات هامشية زي الجمل العميقة اللي بيقولها "بذرة" والشعر اللي بيحفظه عشان يعمل مثقف، أو الجمل العميقة اللي مش لايقة مع شخصية "توتو" فتاة الليل لما تقوله: "مش قادر تتخيل انك تبقى ست"، أو قصة الروائي اللي اتحبس أحمد ناجي، اللي أنا شخصيًا حسيت إنها محشورة في الأحداث عشان نتكلم عن "ناجي" صديق المخرج وكأنه بينفذ تفاصيل السيناريو لما طلبت صديقة "مو" البطل منه إنه يتكلم عن القضية في فيلمه وهو رفض، لكن رغم إن قصة أحمد ناجي بعيدة عن الأحداث لكني قبلتها وحبيتها وتقبلت إننا ممكن نتكلم عن مخاوفنا ومشاكلنا ومشاكل جيلنا بالطريقة المباشرة دي في فيلم من أفلامنا خصوصًا في وقت الكل بيسكت فيه، وكان اختيار موفق استخدام الاقتباسات من الرواية في الفيلم.

في الأمر لعنة أخرى من لعنات القاهرة، لا توجد علاقات يمكنها أن تنتهي بعد أن تبدأ في القاهرة، حتى إذا أغلق كلا الطرفين الباب في وجه الآخر فسوف يلتقيان ربما في إشارة مرور، مطعم شاورما، مطعم على النيل، حفلة موسيقية، قهوة في الغورية
 أحمد ناجي رواية - استخدام الحياة

والشارع ده زحام وتيه بس لازم نستميت

الفيلم فيه جرأة وكلام عن حاجات سكتنا عنها، حرية التعبير في قصة أحمد ناجي، "مو" اللي لما دخل القسم قال للظابط إنه خلاص مش هتعملوا زي زمان تاني وإن لينا حقوق، وفي الآخر اخد فوق دماغه. مأمور القسم اللي شايف انك طول مانت بعيد عن الناس اللي من الشارع دول وابن ناس خلاص حياتك هتستمر، والبلطجة اللي بتسيطر علينا في كل حاجة، حتى ألفاظ الفيلم زي "فشخ" و"الشخرة" الرقابة سمحت بيها وعديتها، وكأن الفيلم صوت عالي وسط هدوء أفلام السوق.

أحمد عبدالله في كل أفلامه بيجرب، مرة يجرب يعمل فيلم عن الفرق المستقلة ومختلف عن كل اللي موجود على الساحة زي "ميكروفون"، مرة يجرب يعمل فيلم صامت زي "فرش وغطا"، مرة تانية يخليه أبيض وأسود زي "ديكور"، وفي كل أفلامه سواء استعان بشركات إنتاج او ماستعناش زي الفيلم ده، لكنه دايمًا بيتكلم عن السينما المستقلة، لازم تلاقي خط في الفيلم بيتكلم عن الصناعة دي.

السينما المستقلة في مصر بالنسبة للناس هي اللي مبيفهماش غير المخرج و3 أصحابه، رغم إن تعريفها على ويكبيديا بيقول إنها "الأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها خارج منظومة الاستوديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع الكبرى التي تتحكم في هذه الصناعة"، وده بالظبط اللي عمله مخرج "ليل خارجي"، معدات من كانون، أغاني من اف ام، وممثلين بأجور مش عالية و21 يوم تصوير خلال 8 شهور لما يكون معاهم فلوس، بس فيلم يفهمه كل الجمهور ويضحكوا على ايفهاته، تجربة إنتاج الفيلم تديله نقطة إضافية عشان هي مساحة تجريب بتثبت إنك ينفع تعمل فيلم للناس ومن الناس من غير شركة إنتاج كبيرة ولا نجوم الناس بتدور على أفلامهم.

ممكن تقرأ حوارنا مع أبطال الفيلم من هنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home