الشارع هو الحكم والفيصل النهائي في المهرجان، كل ما الأغنية تتسمع أكتر في الشارع "المواصلات و المحلات"، كل ما نجاح المغني يكبر، بس مش معنى كده إنها ناجحة فنيًا. وعشان الشارع هو مربط الفرس، بتكون الخناقة على مين ملك الشارع هي اللي بتاخد الحجم الأكبر مهما كانت الخلافات الشخصية ما بين مغني المهرجانات.

تخيلوا كده واحدة ست صاحبة محل، قدامها محل تاني ببيع نفس البضاعة وبياخد زباين منها، طبيعي إن الست اللي في المحل الأول تعمل حاجة عشان ترجع الزبون بتاعها، اللي هو شغل المنافسة الشريفة في السوق، وده بيحصل في المزيكا، بس مثلاً مع عمرو دياب وتامر حسني والناس اللطيفه اللي بتغني حاجات كلها لطافة، لكن في أنواع موسيقية مافيهاش الكلام ده، فيها حروب على طول، خصوصًا لو الموضوع متعلق بسرقة لحن أو كلمات، هنا بقى الموضوع مختلف.

"لو أنت عايز ترجع الشارع قولي وأنا أرجعك الشارع" جُملة أو رسالة قالها "حمو بيكا" مغني مهرجان من الإسكندرية في لايف على الفيسبوك، لمغنين تانين هما "زيزو النوبي" و"فيلو"، جوهرها إنه هو دلوقتي ملك الشارع وإن الزمن اتغير بعد ما كانوا هما النجوم قبل ما يظهر، بس دي كانت الجُملة الختامية للفيديو، بداية الفيديو أنه اتهمهم بسرقة لحن من أغنيته الحوت الازرق.

لحن مسروق أو لأ، هو ده الظاهر أو اللي المفروض يظهر للناس عشان الباطن غير كده، الحقيقة تكمن في الصراع بين جيلين مختلفين عن بعض، "جيل أصحاب المدرسة القديمة" اللي بدأ المهرجان و "جيل المدرسة الجديدة" اللي عايز يغير المهرجان وشكل المهرجان والجمهور منقسم ما بين مؤيد ومعارض، و سواء كده أو كده، ده مش هيكون مانع إن "حمو بيكا" ينزل مهرجان "اهدا يا ابن ماما"

هجوم مفاجئ لأي لاجئ

شغله جايه غلط وياك

احنا مبنخافش ولا نهيب

الا ربك فوق في سماه

يعني نلعب وياه الديب

الأسد مين يتحداه

القانون الثالث من قوانين الحركة لنيوتن بيقول "لكل فعل رد فعل" وفي حروب المزيكا المغني له مطلق الحرية في الرد أو التجاهل، في حالة التجاهل ده مش هيقلل منه في شئ، لكن لو قرر يرد لازم يكمل القانون "مساوي له في المقدار وعكسه في الاتجاه" وإذا أمكن كمان يغير القانون في إن الرد يكون أقوى، وقوة الرد والحكم عليه متروك للجمهور والموضوع بتكونله مقاييس، مش موضوعنا هنا.

احنا الاصل انتوا القصاير

المهرجان لعبة احنا أسسها

العوايد احنا خلق فخمة

في الحروب بنبقى شوكة رخمة

المحتوى و المضمون اللغوي في الحروب ما بين جيلين بيكون معروف رايح فين، زي جُمل:

"حاول تطور وتجدد"

"واحد عجوز والتاني إنعاش"

في مهرجان "الهلي بلي" لفريق المدفعجية في ردهم على مهرجان "سكلي" و "كوكب القرود" لسادات و فيفتي (بغض النظر إن حسب كلام السادات إن مهرجانين دول مش عليهم بس هما أخدو الكلام عليهم بقى)

بس مش معنى إن "السادات" جيل قديم يبقى يرد ويقول احنا الأساس، ولكن الرد إنه اه قديم بس يقدر يعمل اللي الجيل الجديد مايعملوش

ظهور مفاجئ من غير ميعاد

بلاش كلام فين افعالكم بطولي سايق اشكالكم

بتعيبوا ع الاشكال

طب بص في المراية يا فلاحين المجال

كل ده نبذة عن الحروب اللي دايرة في المهرجانات، عشان كل ما تتعمق في الموضوع بيتفرع ويتشعب، من أول الخلافات الشخصية لحد مين ملك الشارع، يعني الحرب اللي كانت بين السادات والمدفعجية والسادات وأوكا وأورتيجا، أو الحرب اللي شغالة بين حمو بيكا وزيزو النوبي وفيلو، دي كلها حروب بسبب الصراع على مين اللي يستحق يكون الأفضل، حتى لو كانت بسبب خلافات شخصية أو غير شخصية، لكن في الأول هي منافسة في السوق والصراع بيكبر ويشتعل لما يكون في فرق في السن وإن مغنى المهرجان ده من الجيل الجديد.

على عكس مشهد الراب المصري اللي الموضوع فيه ممكن يتطور للشارع والناس تروح تضرب بعض أو رابر يعتزل بسبب الإهانة أو بسبب إنه مش قادر يستمر في المنافسة وصناعة أغاني قوية، في المهرجانات الموضوع مختلف، وعلى حسب كلام "إيفا الايراني" واحد من نجوم المهرجان الصاعدين:"لا متوصلش للضرب خالص ف الأول وفي الآخر كلنا أخوات وولاد جهة واحدة وكله بيخلص"

يمكن أسوأ نتيجة يوصلها الموضوع إنه المهرجان ينتشر بحكم شعبيته، طبعًا يعني مهرجان "الشرع محلل اربعة" وصل ل 10 مليون، اما مهرجان " الهلي بلي" وصل لـ22 مليون وده رقم كبير في المزيكا. وأخيرًا الحروب في المهرجانات مختلفة عن الراب تمامًا بس خلينا نستنى الجزء التالت في حروب المزيكا عشان نتكلم على الفرق ما بين الأنواع الموسيقية في الحروب، خصوصًا الراب والمهرجانات.

صورة الموضوع الرئيسية: @real.inspires