"جميع الحقوق محفوظة لستموني"

يا حلو بانت لبتك … اول ما دابت قشرتك

تحرم عليا محبتك … وراح اتوب عن سكتك

القلب منك مليان جفا … و الصبر من قلبى اتنفى

وضاع معاه كل الصفا … ضيعته بعندك يا قفا

يا قفااااااااااااااااااااااا اه يا قفااااااااااااااااااااااا

الناس ممكن يكون عندها مشكلة مع الكلمات دي بسبب إنها مش شايفة فيها هدف أو لإنها بتجرح الشعور العام عشان كلمة قفا، أو مثلا ملهاش شكل محدد أو تافهة أو شايفة إن الكلمات دي ما ينفعش تكون في أغنية والناس تسمعها.

"نضف ودانك يا قانونجى بالمزيكا اللى تشفى الأنارخ وتكيف"

بس أنهي مزيكا اللي بتشفي الأنارخ؟ الأغنية اللي كلها كلام في الحب ولا الأغنية اللي فيها المطربة أو المطرب بيحاول يوعظ الناس ولا الأغنية اللي فيها كلام طالع من فكرة في دماغ الفنان؟ ممكن نختلف على الأغنية من ناحية المحتوى الكتابي والمضمون اللغوي واتجاه الأغنية والغرض منها، ده طبيعي، مش دي المشكلة، المشكلة إن في ناس عايزة تحط الأغنية أو الفنانين في قوالب محددة وترسم اتجاهات معينة للأغنية تمشي عليها. أنا هنا بتكلم على المحتوى الكتابي في الأغنية، يعني الكلمات والموضوع وسبب الوجود، مش المزيكا اللي طالعة من الآلات الموسيقية.

في شوية قوالب الناس فرضتها على الأغنية بمساعدة الفنانين نفسهم، زي أغاني المواسم والأزمات الإنسانية والتوعية البشرية والوعظية، وكل اللي بيندرج تحت تعديل السلوك غير السوى عند المستمع، بمعنى إن أي فنان وفنانة لازم يكون عندهم رصيد من الأغاني اللي تشفع له عند الناس وفي يوم الآخرة.

يا مسلمين اطمنوا اطمنوا يا مسلمين اطمنوا اطمنوا

ربي كريم رحمن بالسنه والقران

بيقولكم اطمنوا اطمنوا

الأغاني الدينية هي أكتر أغنية الناس بتدافع عن وجودها وأهميتها في المجتمع، عشان دينية، يعني تخصهم من الآخر وأي تجريح و نقد فيها يعتبر نقد في معتقدات الناس، رغم كده ما يمنعش إن في أغاني دينية اتعملت بطريقة وحشة، كمان مافيش مشكلة في الأغاني الدينية من نوعية "مدد يا رسول الله"، عشان دي أغنية في حب الرسول ومافيهاش كلمات تدل على إن محمد منير شايف حاجة الناس مش واخدة بالها منها، على عكس إيهاب توفيق، باعتبار إنه واخد توكيل إلهي وبيطمن الناس وبيقول كلام مافيهوش جديد ولا إبداع. مش شغل المطرب أو المطربة إنه ينبه الناس بميعاد الساعة.

كمان أغنية مدد يا رسول الله لفريق الحضرة، مافيش مشكلة من وجود فرق موسيقية كل أغانيها دينية في حب الدين والرسول وربنا.

"ادينى فى الهايف وأنا احبك يا فاننس" الأغاني الهادفة

أول ما تقول كلمة "اه بس فيها هدف" أو "بس بتناقش قضية إنسانية"، تعرف إنك وصلت لحارة سد وإن مافيش مفر غير في نقاش ساخن مع صاحب المقولة. أنت هتكون حجتك إن مش عشان هي أغنية هادفة تبقى حلوة، لا عادي ممكن يكون موضوع الأغنية كله عن مأساة إنسانية وكارثة، بس الأغنية اتكتبت غلط واتعملت بشكل خالي من الإبداع.

مش معنى كلامي إني ضد فكرة الأغنية اللي بتحمل هدف واضح أو حتى غير واضح، المشكلة إن الناس بتقدس الموضوع وتربط كله ببعضه من غير ما تفرز العمل الفني. أغنية " القدس هترجع لنا" كمثال، هي أغنية قبيحة، مش معنى كده إن فكرتها وحشة، لكن التنفيذ هو القبيح واتنفذت غلط، خصوصًا إن الفنانين داخلين في الموضوع بشكل استفزازي، ومش وجودهم اللي هيدي قيمة للموضوع أصلا ولا للأغنية، بس هي فكرة إن احنا فنانيين، فلازم نتكلم ونعمل حاجة بقى عشان شكلنا يا جماعة"

لو عايز تعمل أغنية عن مأساة فلسطين أو أي مأساة عمومًا، مافيش مانع، بس لازم تتعمل صح وإلا بلاش منها. للأسف المشهد الموسيقي العربي مفتقد إنه يعمل أغنية مستواها الفني عالي ومش مجرد معتمد على أصوات الفنانين (عشان الاغنية مش صوت بس) أو شكلهم حلو أو التصوير أو الفكرة، من غير ما نهتم بطريقة التنفيذ؛ في حاجات لازم ننتبهلها، زي إن طريقة كتابة الأغاني بقت عاملة زي ما يكون موضوع تعبير، مجرد كلام آخره قوافي بتلقط في الودن.

تيجي تقول لحد: "بس الأغنية دي مش حلوة" الرد بيكون "الأغنية فيها رسالة". في ربط ما بين وجود رسالة في الأغنية وبين الجودة الفنية، مش عشان في رسالة تحملها الأغنية يبقى نتغاضى عن كل حاجة تانية. أغنية مكي "واقفة ناصية"، اللي بيحاول يلعب في نقطة النوستالجيا وإن "الله فين أيام الزمن الجميل"، للأسف الجملة دي اختراع مرتبط بكل جيل يكبر في السن وهيفضل كل جيل يترحم على أيامه اللي راحت خلاص.

إنتي أصلاً مش فارقة عنده
أناني وبيفكر في نفسه
يومين وهيقول لك سلام
اوعي تبكي مهما شوفتي
في الحياة مكتوب يا بنتي
نتجرح عشان نشوف

الربط بين حب الناس لفنان زي حمزة نمرة وبين دوره الفني أثناء الثورة، خلى الناس تصفق وتقول الله على أي حاجة تطلع منه، خصوصًا لو تحت عنوان "الهدف- الرسالة- التوعية". زي أغنية "زهرة"، والغريب بالنسبالي هو ازاي حمزة يوافق على الكلمات دي أو إنه يطرح الموضوع بالشكل ده أو يعبر عنه بالشكل ده.

"لازم ندوش الدوشة بدوشة أدوش من دوشتها عشان ماتدوشناش" من اقوال الحكيم سواق التاكسي

وعشان ندوش الدوشة لازم يكون موسم الدوشة أصلاً، وأنا أقصد بالموسم هنا هو موسم الجوع أو موسم الأمراض أو موسم الفقر والتبرعات والتحرشات والثورات، الموضوع مش في أهمية وجود الأغنية من عدمه أو تأثير الأغنية، ولكن في فكرة الموسم،  وفي حكمة سواق التاكسي "مش عشان ماتدوشناش ولكن عشان نعلى احنا ونبان". يعني لو مافيش سوريا كنا عملنا إيه؟ هل كنا عملنا أغنية عن الفقر والمناطق العشوائية ولا إيه؟

أغنية عيش سكر وطن

أغنية شرين ما شربتش من نيلها (اللي سفت عليها بعد كده) وبعيد عن أى بلهارسيا، لكن واضح إن الأغاني الوطنية هي سبوبة، أو بمعنى آخر الفنانين بيشتروا نفسهم بيها.

ماينفعش نتغاضى عن حاجات في الأغنية زي الكلمات والحشو اللغوي بحجة إن الأغنية هادفة وليها رسالة أو دينية أو وطنية أو بتحمل معنى إنساني، أو إن الفنان ده بنحبه. في أغاني وحشة كتير وده طبيعي، لكن اللي مش طبيعي إن الناس تدافع عنها عشان الحاجات اللي قولناها من شوية.