• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هتعمل أول علبة تونة مصرية 100 %
الموضوع اللي فات
كفاية برفانات ومحافظ .. هدايا مختلفة للرجالة في عيد الحب

شيخ جاكسون.. اعيش دلوقتي عشان هموت بعدين، ولا اموت دلوقتي عشان هعيش بعدين؟

هتعمل إيه لو الحاجة الوحيدة اللى كانت بتحسسك إنك عايز تعيش متحرمة عليك؟

"خالد" -أحمد الفيشاوى- شيخ جامع، متجوز "عائشة" -أمينة خليل- ومخلف بنت. دي عائلة متوسطة، ومتشددة دينيًا. الفيلم بيحكى رحلة "خالد" من ثقة معدومة فى نفسه بسبب تسلط أبوه، لمرحلة  اللاجدال و اللا نقاش مع خاله بإسم الدين، ومن خوف من الدنيا لخوف أكبر من الاخرة،  لحد لحظة لما عرف بالصدفة بوفاة مايكل جاكسون، اللى كان قدوته وخلاصه من الواقع وهو صغير، ده خلاه يفقد شئ من إيمانه، وبطل يحس بالرهبة و الخشوع فى كل صلاة، و فقد القدرة على البكاء.

 الفيلم سؤال: الدنيا ولا الآخرة؟ أعيش دلوقتي عشان هموت بعدين؟ ولا أموت دلوقتي عشان أعيش بعدين؟

والسبب: غلطة الأب -ماجد الكدواني- لما قسي على "خالد"  بعد وفاة أمه بدل ما يكون له أب وأم.
والوسيلة: الهروب لخاله المتشدد دينيًا، والتحول من مراهق متلخبط لشيخ وإمام مسجد، وبدل ما بقى بيخاف من أبوه بقى بيخاف ربنا. 

ولأن ثقتة ف نفسه تكاد تكون معدومة، كان بيهرب من مواجهة أبوه، و فشل في علاقته بأول بنت حبها و فى الأخر إتشكل بالشكل اللي خاله عايزه. بس بعيدًا عن كل ده، اللحظة اللي "خالد" كان بيحس فيها إنه عايش كانت لما بيسمع "مايكل جاكسون"، لأن مزيكته هي الحاجة الوحيدة اللي اختارها وحبها بإرادته. كان بيحبه لدرجة إن جاله الجرأة ينصب على أبوه عشان يشتري شريطه الجديد، و لما البنت اللي كان بيتمنى منها كلمة سألته لو ينفع تستلف الشريط .. اتردد، حبه لدرجة إنه اتكسف يبوسها بس مكانش مكسوف يعمل قدامها سحبة مايكل في مسابقة رقص. 

الفيلم بيشدك من أول دقيقة، عشان بيجاوب على أسئلة كتير جوانا بس مش دايما بنقولها بصوت عالى. بيرجعك تفتكر فترة فى حياتك، لما التدين كان موضة، لما كنت بتسمع شرايط عمرو خالد، لما إتحجبتى عن إقتناع ونزلتى التراويح وعيطتى، لما كنت بتروح دروس دين تتأثر بكل كلمة وتحس الملايكة حاضرين، وإختبار فالتاني فالتالت، تنتكس دينيًا عشان الدنيا مش مساعداك.

منكرش إنى اتفاجئت من جرأة الفيلم، بس اتبسطت. لأن زى ما فيه ناس ملطوطة دنيا، بيدوروا على الراحة والسلام النفسى، و ممكن يلجأوا للمخدرات أو لدكاترة نفسين -ودول متعملش أفلام تقريباً إلا عليهم-، فيه ناس كمان ملطوطة أخرة، عايشين زى الأموات لأن كل حاجة حرام. بس "خالد" حتى لما باع الدنيا وإتجه للدين اللى بيوعد بالنفس المطمئنة، متطمنش. و أخيرًا حد عمل فيلم عن كدة، عن الناس اللى تدينت، اتكسرت، خشعت لما استحضروا عظمة الله و هيبته،استشعروا قربه، لجأوا له هو وبس... و ملقوش راحة.

هتعمل إيه لو الحاجة الوحيدة اللى كانت بتحسسك إنك عايز تعيش متحرمة عليك؟ 

أحمد الفيشاوي بيمثل دور "خالد" وهو شيخ، وأحمد مالك بيمثل دوره وهو مراهق في المدرسة و الأدوار متفصلة عليهم ، وعمرو سلامة كان ترزى شاطر، ماجد الكدوانى بيلعب دور الأب، ومش محتاج ترزي.. تلبيسته سهلة و كل حاجة بتيجى علي مقاسه عشان ممثل عظيم. غضبه فى مشاهد الأب مع ابنه هتخوفك كأنك انت اللى بتواجهه،  وأحمد مالك هيقلب عليك المواجع، لأنه بيمثل شخصية فى مرحلة انت عديت بيها أو شفتها وعارفها.
أحمد مالك وأحمد الفيشاوي الاتنين ادائهم ميتخيرش عن بعض، كل حاجة وصلالك و هتجيبك هتجيبك. هتحس بحيرة فيشاوي و تبقى نفسك تساعده، زي ما هتحس بأحمد مالك وهو مهزوم وتبقى نفسك تاخده ف حضنك.  

الدور غالبًا لايق على فيشاوي عشان هو نفسه كان إلتزم دينيًا ف فترة ما، قبل الهيصة اللي هو عاملها دلوقتي. و بعيداً عن الفيلم دي أكتر حاجة عجباني فيه.. إنه حقيقي. وإنت هتعوز إيه من ممثل غير إن تمثيله يبقى حقيقي؟ بس للأسف احنا عايزين الممثل يبقى حقيقي لما يمثل، ويمثل لما المفروض يبقى حقيقي. بس كده كده بعد الأداء ده والفيلم ده... براحته. 

أنا كنت عارفة إن أحمد مالك من أعظم ممثلين الجيل الجديد بعد فيلم "إشتباك"، بس فيه فرق بين لما يبقى فريق عمل كامل ادائهم عالي فبيقوموا بعض وبالتالي يقوموا الفيلم، وبين لما اداؤه هو لوحده يقوم فيلم كامل خصوصا لو الأدوار النسائية فيه مخجلة، ده ببساطة لأن سلمى أبو ضيف مثلًا في حتة تانية، أكيد أداءها لدور حبيبة "خالد" في فترة المراهقة أحسن من أدائها في مسلسلات رمضان، بس لسة مش كفاية.. أو لسة بدري. 

أمينة خليل لسة مزنوقة في شخصية بتمثل بيها كل الشخصيات من ساعة ما قررت تمثل. ياما قبلها ممثلين زي الورد وقعوا ف نفس الغلطة، زي منة شلبي: قوية بس مسكينة، دموعها دايماً سابقة كلامها المرصوص وبتنزل بزرار و هى باصة و مركزة مبتتحركش، والأمثال كتير زي "ويجا" و "إنت عمري" و "عن العشق والهوى" و "أحلام عمرنا" و"هي فوضى" و"أسف على الإزعاج" و"أحلى الأوقات". 


ياسمين رئيس ودرة وبسمة وجودهم في الفيلم كان زي عدمه، بس دة ميمنعش إن أغنية ياسمين رئيس حلوة، ممكن تكون حطت مجهودها كله فيها بدل ما تحط شوية في التمثيل. 

الاسكريبت حلو ومش متكلف ومش بيحاول يبقى فيلم "deep" بالعافية. فيه غلطة عبيطة بس رجعتني للواقع وانا تحت تأثير الفيلم وعايشة جواه، بنت "خالد" في الفيلم بينادوها بإسمين، في الأول أبوها قالها "روضة"، وأمها بتناديها بـ"رضوى"، فصلتني! مشاهد أحلام "خالد" كانت سيئة لأنها ضعيفة، كان نفسى بدل ما اتفرج على الـVFX الفقير ده، البطل يحكيلى و يسيب خيالى اللى يقرر الكواليتى. 

 فيه شوية أسئلة فرضت نفسها عليا فى أخر الفيلم (مش بطريقة حلوة):

  • * ماجد الكدوانى إزاى مستواه المادى تحول من العيشة فى شقة شبه شقة جدتى اللى فى عابدين لفيلا بحمام سباحة فيها مطبخ فى الجنينة؟ -مع العلم انه احتفظ بالشقة-
  • * أمينة خليل اللى جوزها كان بيقولها "أكتر حاجة بحبها فيكى إنك بتحبى ربنا أكتر منى" ليه رجعت سلك النت و مبقتش متشددة فى أخر الفيلم زى ما كانت فى أوله؟ 
  • * ليه سلمى أبو ضيف بتتكلم فى التسعينات زى ما إحنا بنتكلم دلوقتى؟ 
  • * ليه سلمى أبو ضيف بتمثل أصلا؟ 
  • * أنا فاهمة إن المزيكا مكانش ينفع تتاخد زى ما هى عشان حقوق الملكية، بس فين المزيكا اللى تنفع؟
  • * إزاى فى النهايه كل حاجة بقت كويسة الحمد لله و كأن شيئا لم يكن؟ 

 انطباعى و أنا بتفرج كان مليان «ماذا لو؟» عشان فيلم حلو بس كان ممكن يكون أحلى، لكن بصراحة كان بقالى كتير متفرجتش على فيلم عربى فى السينما و قعدت أفكر  فيه بعدها. 

الفيلم ده و إنت بتتفرج عليه عامل زى لما تبقى بتصلى و تسرح فى حاجة مينفعش تسرح فيها، أفكارك و نفسك بتتحداك، انت عايز تصلى، و خايف صلاتك متتحسبش، فبتيجى على نفسك، فالموضوع بيبوظ أكتر، زى لما ضرسك يوجعك فتضغط عليه فيوجعك أكتر. يمكن تطلع من "شيخ جاكسون" مصدوم أو مكتئب أو مرتاح، كله متوقف عليك، بس كدة كدة هيفكرك إن كل الناس بتموت بس مش كل الناس بتعيش. 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home