"شيخ جاكسون".. الفيلم الأخير لعمرو سلامة، وبطولة أحمد مالك وأحمد الفيشاوي، من بداية طرح إعلان الفيلم الناس بتتكلم عنه، فكرة الفيلم مش سهلة خالص، بداية من اسمه لحد مشاهد رقص جاكسون جوّه المسجد، ماحدش يقدر ينكر إن فكرة الفيلم جريئة حتى لو اختلفت معاه أو حبيته أو كرهته، الأكيد إنك هتحترم صناعه إنهم عملوا تجربة مختلفة عن السينما السائدة في مصر. في مهرجان الجونة كان العرض الأول للفيلم قدام جمهور مصري، وهناك قابلنا المخرج عمرو سلامة اللي حكالنا أكتر عن الفيلم وكواليسه.

"فرق كبير بين عرض الفيلم في تورنتو والجونة"، دي كانت بداية كلام المخرج عن إحساسه بالعرض المصري، لأنه ببساطة حسب تعبيره "في تورنتو بكون وسط ناس ماعرفهاش، لكن الحضور هنا نصه من صناع السينما والنقاد اللي أنا مهتم أعرف رأيهم أكتر، وعلشان كده كنت متوتر أكتر بكتير من تورنتو بصراحة". أكتر رد فعل كان مستنيه عمرو سلامة، هو رد فعل المخرجين الكبار زي يسري نصر الله وداود عبدالسيد، "الاتنين عجبهم الفيلم جدًا وداود عبدالسيد كان هيخليني أعيط من كتر ما قال كلام حلو عن الفيلم" بيقول "سلامة".

فكرة الفيلم بدأت من 3 سنين عند السينارست عمر خالد، لكن عمرو سلامة لقى فيها نفسه جدًا، "أنا سألت عمر خالد أنت عمرك كنت سلفي؟ طيب عمرك كنت بتحب مايكل جاكسون، فقالي لأ، قلتله ازاي الفكرة دي جتلك طيب ومجتش ليا" ده اللي دار في دماغ المخرج اللي قرر فورًا إنه يكتب الفيلم ده، علشان حسب حكايته لينا: "أنا كنت في فترة من الفترات سلفي، وكنت بحب مايكل جاكسون في المدرسة، فطول الوقت عندي أزمة الهوية دي، إني بحب الفن جدًا بس عايز ابقى ملتزم في نفس الوقت".

«أزمة الهوية» الفكرة الرئيسية اللي بيدور حواليها الفيلم، بين التدين والفن، أو بين الانتماء للدنيا أو الانتماء للآخرة، أزمات بنمر بيها كلنا وعلشان كده عمرو سلامة شاف إن الناس هتلاقي نفسها في الفيلم ده وتتعلق بيه، وعلى الرغم من صدمة رقص جاكسون جوّه المسجد على إيقاع الأغاني الغربي، بيقول المخرج: "الناس ممكن تتخض لما تسمع عن الفيلم، بس لما يشوفوه فعلًا مش هيلاقوه مستفز ولا حاجة، علشان المشاهد دي جوه السياق، بل بالعكس هيحسوا إن الفيلم بيتكلم عنهم".

خطوات الرقص المحسوبة جدًا على أغاني أسطورة البوب مايكل جاكسون هي أكتر حاجة بتعلق في دماغك لما تشوف الفيلم، يعني أنت مش هتشك للحظة إن مالك وفيشاوي مش بيحبوا مايكل جاكسون فعلًا أو مش بيرقصوا على أغانيه، بيحكيلنا عمرو سلامة "الرقص كان من أصعب الحاجات اللي قابلتنا في الفليم ده، فضلنا شهرين تلاتة نتعلم ونتدرب وكان أمر مرهق جدًا بس أنا سعيد بالنتيجة في النهاية".

على الرغم من صعوبة الرقص، لكن المرحلة الصعبة فعلًا هي كتابة الفيلم اللي بيوصفها عمرو سلامة إنها "دمرته نفسيًا" وبيكمل: "أنا كتبت الفيلم ده 11 مرة، كل مرة مختلفة عن التانية علشان كنت عايز أحكي حاجات كتير ومش عايز أحط كل حاجة في قالب واحد، فكنت حقيقي محتاج اتعالج نفسيًا بعد الكتابة"، سألنا "عمرو" هل الأسهل إنك تكتب فيلم من تأليفك أو تخرج فيلم من كتابة سينارست تاني، وقالنا "أنا بيهمني أعمل فيلم حلو، نفسي أعمل فيلم من كتابة حد تاني وأحبه اكتر من كتابتي بس لحد دلوقتي ده ماحصلش".

بعد عرض الفيلم في "الجونة"، بدأت الناس تعلق عليه: هل النهاية اتكروتت؟ طيب كان ممكن تبقى أحسن؟ طيب فيه مشكلة في القفلة؟ احنا نقلنا كل الأسئلة دي للمخرج عمرو سلامة اللي رد ببساطة: "أنا متفهم ردود الأفعال دي بس دي الطريقة اللي أنا عايز احكي بيها الفيلم، وشايفه بالشكل ده"، يعني نقدر نقول "المخرج عايز كده".

أكبر نقد بيتوجه لأفلام عمرو سلامة زي "أسماء" و "لا مؤاخذة" إنها "تنمية بشرية" وفيها رسالة ووعظ، ويمكن ناس بتشوف إن دي فايدة وناس تانية بتشوف إن ده تشويه للفن، الموضوع ده منتشر خصوصًا بسبب تصريحات المخرج في بداياته عن السينما النظيفة، لكن "عمرو" بيقولنا: "الفن مش تنمية بشرية ومش رسالة، أنا أفلامي كلها بتحاول تطرح أسئلة، حتى لو جاوبوا على أسئلة أحيانًا، لكن أنا بعمل أفلام عن أسئلة مش عن أجوبة".

المخرج عمرو سلامة بيستعد لمسلسل من تأليف محمد دياب وإنتاج محمد إمام وبطولة عمرو يوسف، والفيلم المنتظر "القناص العراقي" اللي بيرد على الفيلم الأمريكي American sniper، "الفيلم مش رد على قد ما هو عن التعامل مع الآخر على أساس إنه إنسان، والفرق بين المقاوم والإرهابي" بيقولنا المخرج اللي مابيفكرش الفيلم متوجه للعرب ولا الغرب، لكن المهم إنه هو شخصيًا يتأثر بيه لو شافه كمشاهد، علشان يكون عالمي ويوصل لكل الناس.