• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
ملكة جمال مصر: وزني كان ٩٩ كيلو والناس كانت بتوصفني بألفاظ مؤذية
الموضوع اللي فات
46 مصري في قايمة فوربس لأشهر 100 شخصية عربية

«اللي حصل في الهيلتون» فيلم بيحاول يبقى مصري «بالعافية»

أنا ابن بلد ومدقدق

في مايو 2017 نزل إعلان فيلم "حادث النيل هيلتون" فاكرة وقتها إن كل دايرة معارفي ماكنش ليهم سيرة غير الفيلم اللي شكله مش مصري ده، بس الممثلين فيه بيتكلموا عربي، كلنا كان عندنا فضول نشوفه، زاد الفضول مع معرفة تفاصيل أكتر عن الفيلم. مخرج الفيلم طارق صالح، سويدي من أصل مصري، قرر يعمل فيلم بتدور أحداثه في مصر وبالتحديد في فندق النيل هيلتون لما اتقتلت مغنية واتهم في قتلها رجل أعمال وعضو مجلس شورى مصري، القصة المستوحاة من قضية قتل سوزان تميم اللي حصلت في دبي واتهم فيها هشام طلعت مصطفى وعملت جدل في مصر.

في نهاية يناير فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان صندانس للسينما المستقلة بالولايات المتحدة، وده خلانا مستنينه. تم الإعلان إن الفيلم هيكون في بانوراما الفيلم الأوروبي في مصر، وفجأة اتشال الفيلم من الجدول واتلغى عرضه واتقال إنه ممنوع في مصر من غير أي قرار منع رسمي، وده زود فضولنا اننا نشوفه.

بيبدأ الفيلم بمقدمة مكتوبة بخط عربي لاسم المخرج واسم الفيلم "اللي حصل في الهيلتون"، عشان يقولك ده فيلم مصري جدًا ولهجته مصرية، وممكن لو أنت مش بتحب الخط العربي أوي يعني، هتعدي إن الخط مكتوب وحش جدًا. مشاهد واسعة للقاهرة من فوق ولشوارع العتبة ووسط البلد تحديدًا، بتقولك إن منع تصوير الفيلم في مصر واضطرار المخرج إنه يصور في المغرب ماكانش مشكلة، عشان تحس إنك جوّه شوارع الأحداث الحقيقية اللي بتبدأ في نايل هيلتون.

حادثة قتل لمغنية مغمورة في فندق كبير، ماحدش شاف الجريمة غير بنت سودانية بتنضف الأوض، وهرب القاتل ووصلت الشرطة عشان تحقق. من أول لحظة بتعرف إن الشرطة دي فاسدة، الظابط البطل "نور الدين" اللي قام بدوره الممثل اللبناني فارس فارس، بيفتش شنطة القتيلة ويسرق فلوسها ووصل استلام صور من استديو، اللي بنعرف بعد كده إن دي صور للممثلة مع رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى اللي كل الشكوك بتحوم حوله، بس كل السلطات في مصر رافضة اتهامه، والشرطة نفسها خايفة توجهله أي اتهام.

فجأة الظابط الفاسد نور الدين قرر يمشي ورا القضية ويطارد رجل الأعمال، في البداية بياخد منه فلوس ورشوة ويسكت، بس بعد كده بيقرر يفتح القضية تاني لدرجة إنها بتوصل لأمن الدولة! المخرج مادناش أي سبب حقيقي لتطور الشخصية، ليه الظابط ضميره صحي فجأة؟ طيب وهو صاحي على طول الخط ولا في القضية دي بس؟ ماعنديش فكرة حقيقية وكنت مستنية طول الفيلم إجابة وملقتش.

الموسيقى التصويرية للفيلم عبارة عن شوية أغاني إما بصوت المغنية اللي اتقتلت أو صاحبتها، أو أغاني مصرية بصوت ناس زي عبد الحليم وعبد الوهاب. الحقيقة أنا شخصيًا ماعرفش المخرج آخر مرة نزل مصر كانت أمتى عشان يحس إن دي المزيكا اللي بتعبر عن المصريين، بس لما سمعت أغنية "مافيش صاحب يتصاحب" حسيت إنه جه مصر 2015 فسمعها فقرر يحطها في فيلمه رغم بعدها تمامًا عن الأحداث وتوقيتها. الغلطة العبيطة بتاعة إن الفيلم أحداثه بتدور في 2011 وفيه أغنية في 2015 مش هتكون عبيطة للمصريين اللي فاكرين كويس أحداث يناير 2011، فاكرينها يمكن أكتر ما هما فاكرين أساميهم إيه.

الفيلم لو بصتله من بعيد كده تحس إنه بيتكلم عن فساد الشرطة، الشتايم الصريحة في الفيلم زي "عرص" وغيرها تحسسك إنه فيلم جرئ، خصوصًا إن بخلاف فيلم "18 يوم" مافيش حاجة تاني كان فيها الشتايم بالصراحة دي. مشهد سواق التاكسي مع الظابط وهو بيحكيله عن حادثة خالد سعيد وبيقوله الناس هتنزل يوم 25 يناير "عشان توري ولاد الوسخة دول رأي الشعب فيهم"، وكمل وسأله "أنت هتنزل ياباشا" قاله "لازم أنزل علشان أنا واحد من ولاد الوسخة دول"، ده المشهد الوحيد اللي حسسني بالثورة بجد طول الفيلم.

مشهد عابر كده في النص لثورة تونس يحسسك إنك قربت من الأحداث اللي هتحصل في مصر، وبتكمل الأحداث لحد ما بيتكتب على الشاشة في النص التاني من الفيلم إن ده يوم 23 يناير 2011، الثورة قربت أهيه، ليل ورا ليل وبنصحى الصبح نلاقي الناس بتصلي في الشارع واعلام مصر منتشرة والثورة فجأة بتقوم وأنت تتصدم بقى! أنا ماعرفتش المخرج قصده ده يوم 25 يناير ولا 28 يناير! مافيش أي مشاهد للثورة قبل المشهد ده، فده يحسسك إن المشاهد في 25 يناير، خصوصًا إن الأبطال كلهم ظباط فاكيد الثورة مش هتقوم من وراهم أو مش هياخدوا بالهم منها، بس صلاة الناس في الشارع وأوامر ضرب النار واستسلام الأمن المركزي وحرق الأقسام، كلها أحداث بتقولك لا ده يوم 28 يناير، بس ما بين كتابة التاريخ على الشاشة والمشاهد دي مفاتش اكتر من يومين.

لخبطة الأحداث ومشكلة التوقيت خلتني أفقد كل حماس إني أشوف الثورة بعيون مصرية أجنبية، حتى اللافتات المرفوعة ماحسستنيش بأي حنين ومشاهد ضرب النار ماحسستنيش بأي تعاطف، لكن الفيلم كان واضح إن إطلاق الرصاص كان بأوامر مباشرة بالضرب في المليان.

المخرج وهو بيحضر للفيلم اتنشر كلام إنه قال إنه بيحضر لفيلم ضد السلطات، والفيلم بعد عرضه بره مصر اترفع عليه قضايا بمنع عرضه وتشويه سمعة مصر وسمعة الشرطة، لكن أنا مافهمتش فين التشويه؟ هو حتى ماقربش من الثورة في مصر من جواها ولا جاب سيرتها بشكل حقيقي، ولو شيلنا مشاهد الثورة اللي في نهاية الفيلم، الأحداث مش هتختل في أي حاجة، لكن مؤلف الفيلم ومخرجه طارق صالح كان مصمم يجيب سيرتها زي المسلسلات اللي نزلت في رمضان 2011 اللي انتهت كلها بمشاهد الثورة، لكن أنا ماسمعتش الهتافات اللي اتعودت اسمعها سنة كاملة تقريبًا طول الفيلم، وكنت مستنية حاجة تفكرني بالماضي.

في كل مشاهد الفيلم عند الحلاق أو السوبر ماركت أو مبنى أمن الدولة، بتلاقي صور لمبارك، مش دي المشكلة أبدًا عشان أكيد صوره كانت منتشرة، المشكلة إنها ماكانش شكلها كده! يعني أنا مافتكرش إن مبنى أمن الدولة كان فيه موظفة محجبة وراها صورة كبيرة لمبارك بالمنظر ده! الموضوع كان متقن أكتر يعني، مبارك ماكانش بيمشي في الشارع يقول أنا ديكتاتور، ولا الشرطة بتمشي تقول احنا بنقتلكم ونسرقكم.

طول الفيلم المخرج عمال يقولنا أنا مصري! أنا مصري! أنتم مش مصدقين إني مصري وعارفكم؟ أنتم حاسين إن الفيلم متصور في المغرب ليه؟ طيب أنا هجيب لقطات الشوارع القريبة بليل وهشغلكم أغاني بتحبوها حتى لو مش وقتها، وهنشتم بطريقتكم وهنتكلم بطريقتكم .. كل الكلام ده حسسني إن الفيلم "متعرب" وإن فيه حاجة غلط.

الممثلين كانوا مصريين ودي نقطة تحسب الحقيقية، ما عدا فارس فارس، الممثل البطل اللي أصله لبناني وهو أداؤه كان حلو جدًا، لكن اللهجة كانت مشكلة أحيانًا، والممثلة التونسية اللي بتلعب دور تونسي أصلًا والممثلة السودانية اللي بتقوم بدور البنت اللي شافت الجريمة،  تقريبًا كانت أحسن واحدة في الفيلم.

ده مش مقال نقدي وعشان كده مقولناش الفيلم حلو او وحش .. شوفه واحكم بنفسك.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home