لو عايز تفتح بيزنس في مصر دي مخاطرة، بس لو عايز تفتح بيزنس في مجال شائك وجزء مش قليل من المصريين رافضينه أو على أقل تقدير بيستغربوه، المخاطرة هتبقى أكبر. ستوديوهات رسم الوشم أو التاتوو، على الرغم من كونها لسَّه بتثيير استغراب البعض، إلا إنها موجودة مش بس في الحاضر، لكن من سنين طويلة كمان.

في قرى في صعيد مصر وفي حارات وسط البلد، محلات دق التاتوو خدت مكان. في الصعيد العادة بدأت مع النوبيين، سواء استخدموها كمظهر جمالي أو لأسباب قبلية، زي ما مسيحيين مصر بيدقوا صلبان في أماكن مختلفة من جسمهم.  اهتمام الناس بالتاتوو مش بس لتحريمه عند البعض أو اعتباره مظهر من مظاهر التبذير عند البعض التاني، فيه مجموعة من الناس قررت تهتم أكتر بالبيئة اللي بيتم فيها دق التاتوو، خوفًا من انتشار فيروس سي اللي ممكن يتنقل عن طريق استخدام أدوات دق غير معقمة.

سنة 2014 اتنشر تقرير بحثي من Iranian Journal of Public Health بيقول إنه في نفس السنة كان فيه 122 حالة مصابة بفيروس سي، نتيجة لعملية دق تاتوو غير آمنة. وسط ستوديوهات كتير لدق التاتوو في مصر، ومشاهير بيتسابقوا على لقب مين صاحب أكبر عدد من التاتوهات، الأماكن دي آمنة وصحية ولا لأ؟ اتكلمنا مع أصحاب 3 ستوديوهات عشان نعرف أكتر.

استوديوهات التاتوو في القرن الـ 21

من 10 سنين فاتوا، استوديوهات رسم التاتوو كانت تتعد على صوابع الإيد الواحدة، ومعظمهم في مناطق مستواها الاقتصادي فوق المتوسط زي الزمالك والمعادي، والرسامين المعروفين كانوا قليلن برضه، "تيمور رضا" و"أورني جيل" مؤسسين أول ستوديو لرسم التاتوو في مصر، Nowhereland Tattoo Studio

"عشان تبقى رسام تاتوو، في مصر بالذات، لازم تبدأ من بيتك". بيبدأ "عمر" صاحب ستوديو Project Murphy Inks، لمَّا سألناه ليه البداية بتكون من البيت، قالنا إن مافيش أماكن بتجمَّع رسامين التاتوو سواء هواة أو محترفين، فـ بيبقى صعب إنك تعرف كل حاجة عن الشغلانة و"تجيب آخرها".

جهاد الشيخ اللي درس فن رسم التاتوو في نيويورك ورجع بقى وفتح Gee Inks، عشان يوصل فنه عن طريق أجساد زبائنه، متفق مع كلام "عمر"، بس بيأكد إن على الرغم من صعوبة اقتحام المجال في مصر بشكل محترف، إلا إنه في بعض الخطوات اللي ممكن الواحد ياخدها، زي إيه؟ بيرد: "في البداية لازم تعرف إجراءات الوقاية والتنظيف والتعقيم. وبعد شوية أسابيع تدريب على جلود سميكة تشبه جلود البني آدم، بنرسم على أجساد حقيقية".

في السياق نفسه، محمود عبد الستار المعروف في المهنة بـ Star Inks واللي درس فن التاتوو في روسيا ورجع مصر لبدأ البيزنس الخاص بيه، شايف إن فيه فئة كبيرة جوا المجتمع المصري، بيوصفهم بإنهم مجتمع جوا المجتمع، شايفين فنون الجسد بشكل عام تابوه، "ماعندهمش مشكلة مع الحنّة، بس لو هترسم حاجة دائمة الكلام هيختلف".

حنّة اه تاتوو لأ

نسبة كبيرة من الراغبين في رسم تاتوو بيكون عندهم تخوف من رد فعل عائلاتهم أو المحيطين، اللي غالبًا هيبقوا مقتنعين إن "الوشم" الدائم حرام شرعًا. والنسبة الباقية بيبقوا خايفين بعد فترة يزهقوا من شكله، أو الذكرى الجميلة اللي رسموا تاتوو مرتبط بيها تروح وتتغيير والتاتوو يفضل باقي.

بيحكي لنا "عمر" عن محاولات زبائنه لإقناع أسرهم برسم تاتوو وبيقول: "فكرة وجود نجوم معروفين راسمين تاتوو زي عمرو دياب، بحروف كبيرة وخط واضح، بيقلل الفجوة بين الناس والتاتوو، وبيقلل استغرابهم ليه ورهبتهم منه. من 10 سنين ماكنتش هتلاقي شخصية عامة طالعة بتاتوو عادي". بيشرح لنا أكتر وبيقول إن حتى طبيعة الرسومات بقت مختلفة، أجرأ وفي أماكن ظاهرة ممكن أي حد معدّي جنبك في الشارع يشوفها.

"عمر" بيدين بالفضل في بداية البيزنس الخاص بيه لصاحبه اللي كان على صلة مباشرة بمجال رسم التاتوو في مصر، وفي المقام الأول لليوتيوب.  بعد ما بينتهي "عمر" من رسم التاتوو، في جلسة ممكن تستمر لأربع وخمس ساعات، بيتأكد إنها عاجبة صاحبها ووافقت توقعاته، وبعدها يبدأ يملّيه قائمة الممنوعات والحاجات اللي لازم يعملها.

في 2014 اتعمل أول مؤتمر لرسامين التاتوو، كان من تنظيم Nowhereland Tattoo. رسَّام التاتوو الشهير تيمور رضا قال في فيلم وثائقي سنة 2015، إن المؤتمر كان هدفه جمع أكبر عدد من رسامين التاتوو، "كنا عايزين نبني مجتمع من الشغوفين بالتاتووهات، سواء كانوا زبائن أو رسَّامين". وأضاف "احنا لسه مجتمع صغير، بس أنا سعيد إننا بدأنا ندعم بعض بدل ما نتنافس. دلوقتي بنتشارك في الأفكار لمجرد إسعاد الناس ونشر الفكرة". بس عشان الحلو مابيكملش، المؤتمر ماصمدش أكتر من سنتين بسبب الوصمة الاجتماعية اللي بتلاحق اللي بيدقوا تاتوو، على الرغم من شجاعة وثورية الأجيال الأصغر سنًا.

طبَّاخ السم مابيدقهوش

من ناحية الزبائن، بتقول هنا مشهور إن والدها طلب منها تشيل التاتوو من على دراعها، "والدي طلب مني أشيل التاتوو بس الموضوع مابقاش من منطلق ديني، هو خايف على سمعتي خصوصًا في ثقافة زي ثقافتنا الست فيها بتتعلم تتصرف وتتكلم بطريقة معينة عشان تحافظ على نفسها".

"عبد الستار" قالنا إن عمره ما هيدق تاتوو، على الرغم من إنها شغلته. "أنا شغلتي رسم التاتوو بس عمري ما هعمل واحد لنفسي عشان مافقدش احترام أبويا ليا".