لمدة سنتين، عاشت "جاغوار" قطة أحمد البدوي، المهندس البيولوجي المتخصص في حلول البرامج الطبية، معاه، بتلعب وتكبر وجزء مهم من حياته، لحد اليوم اللي تتعب فيه "جاغوار" وماقدرش "أحمد" يعرف إيه اللي حصلها بالضبط، ولا قدر يلاقي أي عيادة مفتوحة أو دكتور بيطري يلحقها وللأسف في اليوم ده ماتت "جاغوار".

وبسبب التجربة دي، قرر "البدوي" إن موت "جاغوار" لازم يكون له معنى ويكون في حل يلحق أي حيوان أليف يتعب فجأة، ومن هنا جت له فكرة إنه يبقى رائد أعمال ويأسس شركته Vet Code، عشان أصحاب الحيوانات الأليفة في مصر يبقى متوفرلهم حل ذكي وسريع يقدروا يوصلوا  بيه لمساعدة بيطرية بدوسة زرار.

Vet code  هو أبليكيشن فكرته إنك تلاقي أقرب طبيب بيطري ليك ورعاية منزلية للحيوانات الأليفة بسهولة وفي أي وقت، أو إنك تعرف فين أقرب عيادة بيطرية ليك عشان تروحلها بسهولة، وكمان إنك تبيع أوتشتري أو تتبنى حيوان أليف جديد وتدور على الحيوانات المفقودة.

بيحكي "البدوي": "أنا اشتغلت في شركات متعددة الجنسيات واكتشف طول سنين شغلي إننا بنهتم جدًا بالجانب الإنساني وبنهمل بشكل كبير الاهتمام بالحيوانات، ولما دورت أكتر وبحثت لقيت إن في اكتر من 240 مرض منتشر بين كل الحيوانات الآليفة والناس اللي بيربوهم".

بعد بحثه في الموضوع، بيشرح "البدوي": "اكتشف إن مصر فيها أكتر من 70 ألف دكتور بيطري وده بيعتبر رقم قياسي!  وإن  في الوقت الحالي مافيش حل يجمّع الدكاترة الكتير دول مع مالكي الحيوانات الأليفة في مصر، والمشكلة إن المصريين بتنقصهم ثقافة العناية والاهتمام الكامل بالصحة البدنية والعقلية والعاطفية لحيواناتهم الأليفة"، بس مش هي دي بس الأسباب اللي ألهمت "البدوي" عشان يحول قصته المأساوية  لـمشروع.

مصر تمثل 50 في المائة من الإنفاق الإقليمي على الحيوانات الأليفة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقا ل PETS الدولية. في السنة اللي فاتت أنفقت مصر أكثر من 450 مليون دولار في صناعة الحيوانات الأليفة ويعتقد البدوي إن العدد ده هيوصل لـ 600 مليون دولار في السنوات الثلاثة الجاية، ومع إنفاق 80 ألف دولار من استثمارات "البدوي" الشخصية على الأبليكيشن وبعد حوالي 10 شهور، زادت إيرادات الشركة الناشئة في أغسطس 2018 بنسبة 250% اعتبارًا من يوليو 2018، وده بيثبت إن الطلب على الشركة في السوق كبير. 

وفقاً للأرقام الصادرة عن الجمعية المصرية لمنع القسوة على الحيوانات (ESPCA)، في 8 مليون حيوان أليف بيتم جمعهم في المنازل المصرية، منهم 5 مليون قطة و3 مليون كلب. من ناحية تانية، الشوارع المصرية بتأوي حوالي 50 مليون كلب ضال، وأكثر من 100 مليون قطة ضالة، ودي بتعتبر مشكلة كبيرة بتأثر على التوازن البيئي في مصر، وبدعم من وزارة الزراعة ، تعاونت Vetcode مع ESPCA لمساعدة الجمعية على حل مشكلة الحيوانات الضالة في الشوارع المصرية.

بيقول  "البدوي": "من خلال الأبليكيشن الخاص بينا بدأنا في تفعيل فكرة التبني اللي للأسف مابتشكلش جزء من ثقافة المصريين واللي لسه بنعتبر إننا في مرحلة إننا نقنع الناس بيها، عادة اللي بيحصل إن الناس في مصر بتبيع وتشتري القطط  والكلاب، لكن احنا من خلال الأبليكيشن بنحاول نعزز ثقافة إن الناس تتبنى مش تشتري، عشان المبدأ ده هيساهم بشكل كبير في حل مشكلة الكلاب والقطط الضالة في مصر". بيضيف: "إحنا بنعلم الناس نماذج مختلفة للتبني وبعد كده بنفضل نتابع معاهم الحيوانات الأليفة اللي اتبنوها".

بيكلمنا "أحمد" أكتر عن الأبليكيشن وبيقول: "تم إطلاق Vetcode في 13 يوليو 2018، وهو أول تطبيق من نوعه في مصر، عشان كده كان التحدي الرئيسي اللي واجهته هو عدم وجود نموذج تجاري موجود بالفعل في السوق أقدر استخدمه كدليل أمشي وراه وابني عليه شغلي، عشان كده بدأت من الصفر وده كان صعب جدا، وماكانتش عندي قدرة مادية إن يبقى في موظفين أو  developers للأبليكيشن، علشان كده اعتمدت في تصميم وتشغيل الأبليكيشن على مطورين ومبرمجين freelance  للموقع، والأبليكيشن الأندرويد والـ IOS“.

قبل إطلاق الأبليكيشن في الفترة بين مارس ويوليو، "أحمد" وفريقه عملوا بحوث تسويق ميدانية خليتهم يعملوا في الأبليكيشن خدمة "Lost and Found" وهي عبارة عن مكان بيجمع الأشخاص اللي فقدوا حيوانتهم الأليفة أو اللي بيلاقوا حيوانات وبيعتقدوا إنها تايهة من أصحابها، لكنهم لما بدأوا يعملوا دعاية للخدمة، ماجذبتش اهتمام كفاية، ففي وقتها قرروا يأجلوا تشغيل الخدمة دي شوية، لكنهم لقوا رد فعل كويس على خدمة التبني، على الرغم من إنها تعتبر غريبة نوعًا ما على الثقافة المصرية، "مستخدمي الأبليكيشن بتاعنا وصل عددهم لـ 7 مليون، منهم حوالي 75 ألف مهتمين بخاصية التبني على مواقع التواصل الاجتماعي".

في يونيو 2017 وزارة الزراعة  قالت إن  مصر هي الدولة الوحيدة في العالم اللي تنتشر فيها كلاب الشوارع بأعداد كبيرة، تتجاوز الـ 15 مليون كلب، وفي حالة عدم السيطرة عليها ممكن توصل أعدادها إلى أكثر من 60 مليون كلب.

بينهي "البدوي" كلامه عن الأبليكيشن، وبيقول "معظم الإنفاق بيكون على تطوير وتحسين الأبليكيشن والخدمات الموجودة عليه، وإحنا انتهينا من ده تقريبا، لكن بيفضل في شوية مشاكل بسيطة زي الـ bugs اللي بتظهر من وقت للتاني وبتحتاج تحديثات مستمرة. وجزء صغير بيكون على العمليات الداخلية زي الكول سنتر، المتدربين وموظفين وخدمات العناية الصحية للحيوانات المختلفة". أما عن المرحلة الجاية، وضح "البدوي" إنهم هيهتموا أكتر بالتسيق الإلكتروني للأبليكيشن والدعاية، لأنهم عايزين يوصلوا لأكبر عدد ممكن من المستخدمين في أسرع وقت.

خلال  كتابة المقابلة دي كان الرئيس التنفيذي لـ Vet Code بيتقابل مع الرئيس التنفيذي لعواصم دول مجلس التعاون الخليجي، لتوفير مبالغ أكتر لتطوير الأبليكيشن وتوفير استخدامه على نطاق أوسع، ومن المتوقع إنه يعلن عن الأرقام قريبا.

أعرف أكتر عن خدمات الأبليكيش وإزاي تستفيد منه من هنا