• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
وزيرة الصحة: أي حد هيسجل في قوائم الانتظار هتتعمله العملية الجراحية خلال 48 ساعة
الموضوع اللي فات
التضامن: نسبة تعاطي المخدرات بين طلبة ثانوي 7.7%

"تبًا لك اذهب إلى الجحيم".. مين بيتحكم في ترجمة الأفلام الأجنبية للعرب؟

من أنيس عبيد لمترجمين الإنترنت

قبل ما الدش يكون في كل بيت في مصر، والإنترنت يبقى في إيد العيال الصغيرة، التليفزيون المصري كان بيورينا عالم جديد مانعرفش عنه حاجة، نادي السينما كل يوم سبت بيفرجنا على  ناس بتعيش وتتكلم وحياة تاني بنغرق فيها. أفلام أجنبي من خلالها بنشوف دنيا تانية، فيها جاكي شان بيضرب العصابات، وميل جيبسون بيحارب البريطانيين، وجون ترافولتا بيغير وشه، وفي نهاية كل ده بنقرا الجملة الشهيرة: “حقوق الطبع محفوظة لمعامل أنيس عبيد للترجمة”، مين أنيس عبيد؟ وإيه اللي بيحكم الترجمة اللي بنقراها دي؟ وازاي بتوصلنا؟ وإيه الفرق بين ترجمة دلوقتي وترجمة زمان؟ ده اللي حاولنا نوصله في الموضوع ده. 

تبًا لك

أنيس عبيد مهندس مصري اتولد سنة ١٩٠٩ كان بيعرف إنجليزي كويس، درس الهندسة وسافر باريس عشان يحضّر الماجيستير، لكن حياته اتغيرت لما شاف إعلان لدورة تدريبية بتعلّم كيفية وضع النص على الأفلام الـ١٨ مم، عشان يتقن الصنعة ويرجع مصر يحاول يقنع أصحاب السينمات والموزعين إنه يعمل كده مع الأفلام الأجنبي، وبعد محاولات بترجمة أفلام قصيرة يتم عرضها مجانًا، قدر يبدأ بأول فيلم مترجم طويل سنة ١٩٤٤ وكان فيلم “روميو وجوليت” اللي نجح في مصر نجاح ماحصلش قبل كده بسبب الترجمة، وبقى التتر مابيخلاش من علامة “أنيس عبيد”. 

قبل “أنيس عبيد” كانت الترجمة بيتم عرضها على شاشة منفصلة وكان المشاهد بيجاهد عشان يقدر يقراها ويتفرج على الفيلم في نفس الوقت، لكن بعد نجاح الطريقة الجديدة، منعت مصر عرض أي فيلم في دور العرض إلا لو كان مترجم، في البداية كانت شركات التوزيع بتدي المعامل الترجمة وهما بيطبعوها بس وبيكون فيها كلمات ركيكة، لكن بعد كده بدأ “أنيس عبيد” بإنشاء إدارة للترجمة بشكل كامل.

مع تحيات دكتور علي طلال

لما كبرنا وعرفت إيدينا طريق “التورنت” ومابقيناش مرتبطين بالتليفزيون المصري، اتمردنا على ترجمات “تبًا لك” واعترضنا على الـ”ستايل بوك” اللي حطه أنيس عبيد للترجمة في مصر، وبقينا ندور على اللي يدينا ترجمة على مزاجنا، وفضل سؤال مين بيتحكم في اللي بنقراه؟ مين بيختار ده ممكن يوصلنا وده ماينفعش يتقالنا زي ماهو كده؟ 

من أشهر المترجمين في عالم التورنت “الدكتور علي طلال” اللي بتلاقي اسمه على كل الأفلام تقريبًا، اتكلمنا مع الطبيب العراقي عشان نعرف حكايته مع الأفلام، وعرفنا إنه دكتور أعصاب ولسه بيمارس مهنته وبيحاول يوفق بينها وبين هوايته في ترجمة الأفلام، بيقولنا الطبيب العراقي: “أنا بدأت مشواري في الترجمة بشكل مفاجئ في ٢٠١٢ لما كنت عايز اتفرج على فيلم the accused 1988 ولكن مالقتش ترجمة ليه ووقتها قررت إني اترجمه، وبعدها وجدت الأمر ممتع فقررت أكمل المشوار بترجمة الأفلام بين الحين والآخر”. 

مترجمين الإنترنت بيستخدموا برامج معينة، فمثلًا فيه برنامج subtitle edit وده اللي بيتسخدمه علي طلال اللي قال في حوار سابق إنه بيلجأ لفايل الترجمة الإنجليزي قبل ترجمته بالعربية، عشان تكون الترجمة دقيقة ومافيهاش غلطات، لكنه ترجم حوالي ١٠ أفلام حواراتهم سهلة سماعي، وكانت ترجمتهم جيدة، لكن السؤال اللي بيجي في بال الجمهور “ايه اللي بيستفيده المترجم؟” وهل بياخد فلوس أو أجر، لكن “دكتور علي طلال” بيوضحلنا: “الاستفادة الأساسية هي المتعة، عشان الترجمة بالنسبالي زي الفن”. في حوار سابق قال المترجم العراقي إنه رفض الانضمام للمواقع لأنه بيحس إنه ملك للجمهور.

 من ألف فيلم يحملون اسم علي طلال، سألناه إيه أصعب الأفلام اللي ترجمها؟ ورد: “الأفلام اللي فيها حوارات إنجليزية قديمة أو زي ما بيتقال عليها "Anthology“ زي Macbeth 2015 expectations 2012 - Rob Roy 1995 -

Chariots of fire 1982.

بيختار علي طلال أفلامه على حسب البوكس أوفيس أو الأفلام المرشحة للأوسكار أو أبطالها نجوم صف أول، سألناه لو عنده “ستايل بوك” خاص بيه؟ كلمات معينة بيستخدمها وحكالنا: “أنا حاولت أستفيد من خبرات المترجمين اللي قبلي وقنوات التليفزيون الشهيرة وأضيف المصطلحات في مسودتي”، وفي حوار سابق قال رأيه في آراء المترجمين: "أنا أحب التوضيحات الضرورية اللي بتكون جزء من الفيلم، مش إضافة عليه، عشان من الأفضل إن المشاهد هو اللي يربط الأحداث ويحكم بنفسه".

في شركات التوزيع المصرية مافيش “تبًا لك” بس مافيش اختيار

على عكس علي طلال اللي بيختار الأفلام اللي بيترجمها، كان علاء أمين اللي بيشتغل في شركة Mad solutions للتوزيع السينمائي وبحكم شغله بيجيله أفلام يترجمها مابيختارهاش ومايقدرش يرفضها، سألنا “علاء” هل بيجيله فايل ترجمة إنجليزي ولا بيعمل الترجمة سماعي وقالنا: “لأن الشركة في الأساس بتسوق أفلام عربي، فأغلب الأفلام بتكون عربي لكن محتاجة ترجمة لأنها بلكنة صعبة أو مش مفهومة أو بيدخل فيها لغات تانية زي الفرنساوي في الأفلام التونسي والمغربي والبدوي في الأفلام الأدرني، لكن بنحتاج نترجمها فصحى عشان تناسب كل الجمهور العربي ويقدر يفهمها”، بحسب “علاء” الناس ممكن تعتقد إن ترجمة الأفلام العربي سهلة لكن هو بيصححلنا: “هي أصعب لأني مش مرتبط بفايل الترجمة الإنجليزي، لكن أنا لازم اسمع العربي عشان اكتب الجمل زي ما هي مش ترجمة حرفية”.

أحيانًا الأفلام مابيكونش ليها فايل ترجمة إنجليزي وبيضطر المترجم يترجمها سماعي، “علاء” حظه كان بيوقعه في أصعب الأفلام أسوأهم، زي ما حصل في فيلم وثائقي إماراتي ٨٠٪ من لغته انجليزي ولهجته بريطانية، “الفرق بين الترجمة السماعي وترجمة الفايل زي الفرق بين السما والعمى، لو معايا فايل بقرأ الجملة مرة واحدة واترجمها، لكن في السماعي مضطر تسمع الجملة ٥ مرات مثلًا، ويا سلام لو الصوت مش واضح أو الممثل بيكح أو تعبان” بيحكيلنا “علاء”.

الفيلم اللي أنت بتشوفه في ساعتين وبتزهق منه أحيانًا، بياخد اضعاف الساعتين دول في ترجمته فحسب ما بيحكي “علاء”: “لو شغال على الفيلم لوحده يومين كفاية بالمراجعة والتصحيح اللغوي، بس الوقت ده ممكن يطول لأسباب، زي إن الفيلم كلامه كتير، يعني الفيلم اللي مدته ساعة ونص ممكن يبقى ٧٠٠ لاين وممكن يبقى ألفين، ولو بترجم فيلم إنجليزي غير لما يكون فرنساوي، وموضوع الفيلم بيفرق في صعوبة ترجمته، يعني لو فيه رموز وأمثلة هقعد ألف وراها غير لما يكون حوار مباشر.

الاستايل بوك الأساسي اللي بيشتغل بيه أغلب المحترفين، هو ستايل بوك نتفليكس، وأغلبه تنسيقي مش في طريقة الترجمة، بحسب ما بيقولنا “علاء”: “لو شتيمة فصحى بكتبها زي ما هي زي “ولاد القحبة” مثلًا” لكن لو شتيمة خارجة أو المقصود منها إهانة أو هزار بنشوف ممكن نلف عليها ازاي، يعني “اتفو” في فايل الانجليزي بتتكتب fuck you وأنا أكيد مش هكتبها “عليك اللعنة”.

شغلك كمترجم ليه مميزات حكالنا عنها علي طلال، منها إن الترجمة عرفته على ثقافات جديدة لكن كمان ليها عيوب، يعني مش هتعرف تشوف فيلم ويعدي عليك إن ترجمته فيها مشاكل، بيقولنا “علاء”: “كتير بخرج من الفيلم اتكلم مع أصحابي إن فيه جمل مترجمة غلط أو ليها معنى تاني أو اثني على الترجمة بدل ما اتكلم عن حركة الكاميرا أو السيناريو”. 

شغل “علاء” كمترجم محترف خلاه يكوّن رأي في ترجمات غيره، “فيه مترجم بيكتب شرح أو الأغاني بلون تاني، أو يكتب قصة حياته تحت الترجمة، كل ده احترافيًا غلط تمامًا، وأنا ماينفعش اعمله، بس معنديش مشكلة معاه كمشاهد على الإنترنت”.

الأفلام الأجنبية اللي بتتعرض في سينمات مصرية أغلبها بيتم ترجمتها في معامل لبنانية، أما في مصر بيتم ترجمة الأفلام العربي بشكل أكبر، ودلوقتي مابقاش حد يرضى بترجمة أقل من توقعاته، لدرجة إن فيه ناس ممكن تسيب السينما وتخرج عشان الترجمة مش مناسبة لتوقعاتهم، وعلى الرغم من إن الرقيب بيشيل اللي عايزه، لكن المترجم رقيب تاني بيختار يترجم إيه ازاي؟ ويوصل إيه للجمهور بشكل صريح وإيه اللي محتاج يتفسر وإيه اللي محتاج يتدارى؟

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home