• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر هتعمل أكبر مشروع إسكان للعشوائيات في حي السلام
الموضوع اللي فات
7 محطات لشحن العربيات الكهربائية في محافظات مصر

"أنا بلومه كل يوم وخايفة في الآخر اكرهه": معاناة ستات أزواجهم مغتربين

طعم البعاد صبار

لو كنت شفت مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، من بطولة يحيى الفخراني، إنتاج سنة 2009، هتفتكر معايا قصة "عباس الدميري" أو "لطفي الجنايني"، اللي زيه زي آلاف المصريين اللي سافروا عشان يشتغلوا ويحسنوا دخلهم ويقدروا يصرفوا على بيوتهم وعيالهم ويوفرولهم حياة كويسة. الحبكة الأساسية في المسلسل كانت إن عباس سافر العراق وأطفاله صغيرين لدرجة إنهم لما كبروا مش فاكرين شكله عامل ازاى أصلا، فلما رجع عباس وهو منتحل شخصية لطفي لا عيلته الحقيقة عرفته ولا عيلته المزيفة عرفته، بسبب إنه اتغرب سنين طويلة.

الأغنية المشهورة "علي بالي" لعايدة الأيوبي، اللي تم إنتاجها سنة 1991 لألبوم بنفس الاسم، فيها جملة بتقول: "لا يا مصري لا تهجر بلدك وتسيها، بلدك بيك أولى"، نجحت نجاح كبير وانتشرت، وده بيرجع بنسبة كبيرة لإن فى الفترة من أوائل الثمانينات ولحد منتصف التسعينات، حركة اغتراب المصريين في الخارج وخصوصًا في دول الخليج كانت كبيرة جدًا وكانوا المصريين بيسافروا بأعداد كبيرة لدول زي العراق والكويت والسعودية. غياب الراجل فترات طويلة عن البيت بيكون له تأثير عليه وكمان بيأثر على زوجاتهم.

الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في إحصائية التعداد العام للسكان والإسكان في 2017، قالت إن عدد المصريين بالخارج في نهاية 2016 وصل 9.5 مليون شخص، منهم 65.8% في المنطقة العربية وعددهم 6.2 مليون شخص، منهم 2.9 مليون شخص في السعودية بنسبة 46.9% من المصريين المقيمين في دول عربية.

 

 

"أنا مش قادرة أعيش بره البلد وخلاص اتعودت على غيابه الطويل ومابقاش مشكلة"

مي بتحكي إنها متجوزة وعندها 4 أولاد، أكبرهم في 6 ابتدائي، وجوزها مغترب في السعودية بقاله 7 سنين. بتقول:"في الأول كنا قاعدين معاه، لكن اضطريت انزل بالأولاد مصر لما خلفت أكتر من مرة وكبروا وبقوا محتاجين يدخلوا المدرسة، والتعليم في مصر مصاريفه أقل بطبيعة الحال، نزلت وبقى هو ينزلنا إجازات أو احنا نسافرله مرة في السنة، وطبعا تقريبا مايعرفش حاجة عن الولاد غير حاجات سطحية بالنسبة للي المفروض يعرفه أب عن أولاده، ورغم إننا بعدنا وهو بقى في بلد غيرنا، إلا إني ارتحت أكتر لما نزلت مصر بالأولاد".

بتكمل مي: "لما شغله هناك اتحسن قال إننا نرجع نعيش معاه تاني والأولاد يكملوا تعليمهم هناك، ساعتها أنا رفضت بشدة وقلتله إنى مش عايزة أسيب مصر، بس برده هو عاند وخلص ورق السفر، فبعتله الأولاد وفضلت أنا في مصر بحجة إني رجعت تاني أدرس وعندي امتحانات ومش هينفع أسافر، وفضلت استخدم الحجة دي كتير علشان ماسافرش وهو يفضل ييجي إجازات، ودلوقتي الأولاد سافروله عشان الاجازة وفضلت أنا هنا عشان اناقش الماجيستير، وناقشته وخلصت وبحاول ألاقي حجة جديدة عشان ماسافرش. ولادي بيوحشوني وهو كمان بيوحشني، بس أنا مش قادرة أعيش بره البلد خلاص".

"السفر في الأول له بهجة.. إحساس بالنشوة كده، لكن بعد أول يوم يومين الإحساس ده بيتقلب لخوف"

بتحكي داليا -29 سنة- إن هي وجوزها اللي بيشتغل معيد في طب جامعة القاهرة، في أول جوازهم سنة 2013 وبعد ما خلفوا أول طفلة، لقوا إن دخلهم مش مكفيهم ولما لقى معظم زمايله بيسافروا قرر إنه يحاول يسافر هو كمان وأول ما جات فرصة الشغل في السعودية مسكوا فيها بإيديهم وسنانهم.

بتقول:"المصاريف زادت وكان الشغل كتير والمقابل قليل جدًا، كان بيروح الكلية الصبح ويخلص يروح لعيادة كان بيشتغل فيها وكام زيارة منزلية، يعنى كان بينزل من 7 الصبح مايرجعش إلا واحدة بالليل وبرده كنا عايشين على الحُركرك ومش قادرين نعيش مرتاحين بعد ما مصاريفنا زادت بسبب الخلفة.

لما سافر الزوجين الوضع اتغير، بتشرح داليا: "في أول 3 سنين غربة كنا قاعدين مع بعض وماكنتش حاسه بفرق في حياتي أوى غير افتقادي الشديد لأهلي، لكن وجودنا سوا كان مهم، خصوصًا بعد ما ظروفنا المادية اتحسنت، لكن في السنة الرابعة اضطريت إنى ارجع مصر ببناتي، خصوصًا إن الكبيرة  فيهم كانت في سن الحضانة ولازم تتعلم، ونزلنا لأنه التعليم في المكان اللي أنا فيه كان سيئ بسبب ظروف الحرب بين الحوثيين والسعودية واحنا كنا عايشين في مكان بتوصله الصواريخ وبنسمع صوت الضرب".

لما رجعت مصر ببناتها، اكتشفت داليا إنها مش بس بعيدة عن أهلها، لكن كمان بعيدة عن جوزها، "في غيابه أنا الراجل والست في البيت ودايمًا حاسه إني في امتحان من أهله ومن أهلي، كلهم مستنيين إني أسقط فيه، ده بيخلينى تحت ضغط ومتوترة طول الوقت".

"حماتى اتخانقت معايا لأني مصممة أعالج واعلم ابني المريض في غياب جوزي، وفي الآخر طردتني من شقتي"

وفاء -31 سنة- بتقول:"اتجوزنا ووأنا حامل جاله عقد عمل وسافرنا على طول، ولدت هناك واكتشفنا إن ابني مصاب بمتلازمة داون، وبعد ما رسوم الإقامة في السعودية زادت نتيجة القوانين الجديدة، رجعت مصر بالولد وعشت في شقتي اللى موجودة في بيت أهل جوزي في واحدة من قرى الأقاليم، ولاقيت إني مضطرة اتعامل مع طفل محتاج معاملة خاصة وتربية وتعليم مختلفين. دخلته مدرسة وكانت مصاريفها عالية بسبب حالة الولد، غير إن تكاليف علاجه مرتفعة جدًا والتعامل معاه صعب بسبب سنه الصغير، وهنا بدأ الخلاف بينى وبين أهل جوزي لأنهم شايفين إنه الولد المريض ده مايستحقش يتعالج ولا يتصرف عليه، هو كده كده مش هيخف فمالوش لازمة وبدأت بينا الخناقات".

لما جوزها رجع من إجازته الدنيا هديت شوية، بس الحلو مايكملش، بتحكي وفاء: "بعد ما سافر بأسبوع اتخانقوا معايا تاني بسبب مصاريف ابني لإنهم شايفين إن أنا كده بضيع شقى وتعب غربة ابنهم على الفاضي، وحماتي طردتني من بيتي بالولد، ودلوقتي أنا قاعدة في بيت أهلي وبدور على شقة إيجار أقعد فيها، وهو ماقدرش ينزل يحل المشكلة بسبب ظروف الشغل، وطبعا ماقدرش يعمل حاجة مع أهله".

 بتواصل كلامها بنبرة زعل:"لو كان جوزي موجود يمكن ماكانش هيقاطع أهله بسببي، بس على الأقل كان كلامهم هيبقى معاه وكان هيقدر يحمي ابنه ويحاول يوفرله حياة يستحقها، لكن أنا في غيابه مش قادرة أعمل ده ومش حاسه إني قادرة أحمي ابني ولا أحمي نفسي".

ظروف السفر وبُعده عني بقت تخليني أبعد عنه كل يوم أكتر وخايفه في الآخر وبعد السنين دي كلها أكرهه

أما ماجدة -42 سنة- فهي متجوزة من زمان وعندها 3 ولاد وبنت وجوزها مسافر الإمارات من أكتر من 17 سنة وبينزل إجازات سنوية أو هما بيسافروله من وقت للتاني، بتقول إن الموضوع في الأول ماكانش صعب أوي، لأن الأولاد كانوا صغيرين وكانوا أهلها بيساعدوها في تربيتهم، لكن لما حالتنا المادية اتحسنت واتنقلنا نعيش في فيلا في كومباوند معروف في الشيخ زايد وبعدت عن أهلي، فمابقوش يساعدوني تقريبًا، وولادي كبروا ولما دخلوا في سن المراهقة بدأ يبقى في مشكلة لأنه الأولاد بدأوا يشوفوا نفسهم وصوتهم يعلى ومايسمعوش الكلام وبدأت أفقد سيطرتي عليهم و للأسف بدأوا يتطاولوا عليا.

بتقول ماجدة:"الفلوس الكتيرة والفيلا والعربيتين، ضيعوا مجهود سنين عملته في تربية الأولاد وبقيت بحس إن أولادي مابقوش بيحترموني ولا بيسمعولي كلمة والوضع ده بدأ يخليني أحس إني بفقد احترامي لنفسي وبقيت بلوم جوزي وأشيله ذنب الإحساس ده، ده غير إنى للأسف طول الوقت بشك فيه وحاسه إنه بيخوني، لدرجة إني من سنة سافرت وطبيت عليه من غير ما يبقى عارف عشان أتأكد، ولقيته لوحده في البيت، بس برضه بشك فيه ظروف السفر وخايفة في الآخر وبعد السنين دي كلها أكرهه".

 



 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home