• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تغيير أسماء شوارع في هولندا لـ"عهد التميمي"
الموضوع اللي فات
إسرائيل أفرجت عن أصغر أسير فلسطيني

حوار مع "أم وليد" اللي بتشتغل سواقة تاكسي بقالها 38 سنة

واحد قالها خليكي في المحشي أحسن

البنات في مصر بتخاف من التحرش، خصوصًا مع تصنيف القاهرة من أكتر الأماكن الخطر على الستات وبيتعرضوا فيها للتحرش، وعشان كده ظهرت مبادرات زي "بينك تاكسي" واللي بيكون سواقينها ستات وبيركب فيها بنات بس، عشان تبقى أمان أكتر وتحميهم من السواقين الرجالة، واللي ممكن يتعرضوا ليه لو ركبوا تاكسي أبيض عادي، ده وضع الركاب، لكن تخيل بقى لو قلبنا الآية وبقى سواق التاكسي هو اللي واحدة ست!

لما بدأنا نشتغل حملة #شغل_نسوان عشان نغير مفهوم الناس عن الجملة دي ونفهمهم قد إيه "النسوان" دول جدعان وبيشتغلوا أحسن من أي حد، واحنا بندور لاقينا "أم وليد" سواقة التاكسي، ومن اول ما شفت صورتها حسيت إني بتفرج على عبلة كامل في فيلم "سيد العاطفي" بس متجسدة قدامي بشخصيتها الحقيقية، اللي بتقابل الناس كل يوم وبتحتك بيهم، الفكرة المتاخدة عن الستات اللي بيشتغلوا مهن زي دي إنهم اكيد نزلوا بعد ما لقوا نفسهم لوحدهم، مش حقيقية في حكاية "أم وليد"، اللي بدأت شغل من 1979 ولما سألناها ليه؟ قالتلنا: "أنا مش مكملة تعليمي وكنت مطلقة وعايزة اشتغل، وعيلتي كلها سواقين وأنا بحب السواقة، هاشتغل إيه غير كده؟".

"أم وليد" من شبرا، وسكان المنطقة كلهم رجالة وستات عارفينها، وبيساعدوها، لكن في الأول قابلتها بعض الاعتراضات من أهلها عشان زي ما بتقولنا: "أهلي كانوا خايفين عليا من المشاكل اللي ممكن تقابلني، بس أنا قلتلهم لو حصل حاجة أنتم هتعرفوها وساعتها بلاش اشتغل، لكن أنا قدها وقدود وهسد فيها"، بعد شغلها في سواقة  التاكسي اتجوزت "أم وليد" وحسب كلامها: "كان سواق هو كمان وكنا بنتقابل في الشارع أنا وهو ونفطر سوا ونتغدى سوا ونروح مع بعض، هو اتجوزني وأنا سواقة وماينفعش يجي يقولي لأ بعدها".

في بداية شغلها كانت الناس بتستغرب في الشارع من وجود سواقة تاكسي ست، أغرب موقف حصل معاها حكته "أم وليد": "كنت في شارع شبرا وشاورلي راجل شيخ بعمة وكاكولا، لكن لما شافني واحدة ست مارضيش يركب معايا، وقتها قلتله تعال هنا قولي مش عايز تركب ليه، قالي عشان أنتي عربية ملاكي، قلتله لأ أنا تاكسي أجرة ومرخص، قالي برضه مش عايز اركب معاكي، هو تقريبًا معتقد إني هخطفه ولا حاجة، وشفت نظرة الاعتراض على شغلي في عينه"، الموقف ده ماكانش الوحيد اللي قابل "أم وليد"، لكنها رغم ده بتقولنا إنها ماتعرضتش لمضايقات كيتر وإن اللي بيضايقها هي بتعرف ترد عليه وإنها واثقة في نفسها أكتر من أي حد.

في سنة 1986، ركب مع "أم وليد" من شارع جامعة الدول "معلم بجلابية" –بحسب وصفها- "ركب جمبي  وأنا مابقولش لحد لأ، مشيت شوية لحد الفندق، لاقيته بيقولي ممكن أعزمك على إزازة بيرة؟ قلتله بس أنا مابشربش بيرة أنا عايزة خمرة"، مشيت "سواقة التاكسي" لحد ما وصلت لكمين عارفاه، "وقفت في وسط الأمنا والظباط وقالتلهم الراجل ده عايز يعزمني على بيرة أروح معاه؟ الظابط قاله دي منظر واحدة بتشرب بيرة ولا خمرة؟ واداني أجرتي وخلاني امشي".

كان بيدور في بالنا إيه رد فعل أولاد "أم وليد"، قابلين شغلها؟ بيكرهوه؟ بيحبوه؟ بيعلقوا عليه؟ لكن هي قالتلنا ببساطة: "أنا خلفت 4 من عيالي وأنا سواقة تاكسي، وكنت باخد ابني على إيدي في العربية واديله الببرونة وأنا بسوق، فلازم يقبلوه"، سألنا "أم وليد" عن أحلى حاجة في شغلها، قالتلنا: "أحلى حاجة في شغلي إني حرة نفسي، بنزل وبرجع براحتي وبسوق عربيتي في الآخر".

"أم وليد" مابتضايقش من الركاب، لكن دايمًا سبب مشكلتها هما السواقين الرجالة اللي مش بيقبلوا وجودها لما بتكون ماشية جمبهم في الشارع أو في منطقة مش معروفة فيها، فزي ما بتقولنا: "مرة واحد قالي روحي اعملي محشي أحسن من السواقة"، لكن "أم وليد" مكملة في شغلها ومش هتسيبه لأنها مالهاش غيره –بحسب كلامها-. 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home