• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
اكتشاف مزرعة في الجيزة بتبيع للمطاعم لحم خنازير وكلاب وحمير
الموضوع اللي فات
شركة النصر هترجع تنتج عربية مصرية 1500 سي سي

أجدادنا الحشاشين.. تاريخ المخدرات عند الفراعنة

الدماغ دي مش من فراغ

الإدراك والاستيعاب من الحاجات المهمة اللي بتخلي البني آدم بني آدم، وكل حضارة إنسانية جات على الكوكب، خصصت جزء كبير من مواردها علشان تجرب وتطور من طريقة شغل المخ، ده ممكن يكون بيحصل عن طريق الأديان والأدعية أو الصلاة، وممكن عن طريق المخدرات والطقوس الدينية الخُزعبلية، أو ممكن مزيج ديني وهمي من كل ده.

عموما اللعب في الوعي هو أهم حاجة بتميزنا كبشر، فلما تبقى عايز تقرا الفنجان أو تعرف حظك اليوم أو تحسم قراراتك من متابعة برجك، هيبقى أسهل عليك تعمل كل ده لو كلت كام حباية من نوع معين من عيش الغراب، أو تدخن شوية من أي نبات مُجفف بيعمل دماغ، ساعتها هتوصل للنجوم والحيوانات والكواكب أسهل وأسرع من التأمل أو الصلوات لوحدها.

على ذكر الحضارات، نعرف إيه احنا عن اللي الفراعنة كانوا بيعملوه بآخر 200 جنيه فرعوني في جيبهم ليلة الخميس؟ كانوا بيقضوا وقتهم ازاي؟ يبنوا معابد وأهرامات ومسلات بس؟ اللي اكتشفناه قبل كدة إن المصريين كانوا بيسكروا من وقت للتاني، بس مفيش أي معلومات عن أي حاجة تانية كانوا بيعملوها، تخليهم يتسوحوا وينفذوا كل الحاجات المجنونة اللي عملوها، ولا يمكن في؟

في ملحمة هومر الشعرية (الأوديسي)، بيحكي إن أوديسيوس وأصحابه كانوا راجعين بلدهم الأصلي اليونان بعد حرب طروادة الأسطورية، رحلة العودة خدت منهم 10 سنين مليانة بكل أنواع المغامرات، زي إن الإله بوسيدون –إله البحر- قفش عليهم واضطروا يركنوا السفن في شمال أفريقيا، وهناك قابلوا الكسالى، آكلي زهرة اللوتس، اللي بيقضوا وقتهم كله في مضغ الزهور المُخدِّرة.

مجموعة من أصحاب أوديسيوس بدأوا ياكلوا من الزهور بعد ما تم الضغط عليهم، وبقوا جزء من الكسالى الخربانين، ونسيوا كل حاجة عن بحثهم الأسطوري، وعن كل حاجة مهمة مفروض إنهم ينجزوها لما يرجعوا بلدهم. أوديسيوس ساعتها كان فصيل جدًا ورجعهم تاني للشغل. بيُعتَقد إن النبات المخدر اللي استخدمه آكلي زهرة اللوتس عبارة عن ""nymphaea caerulea"" أو المعروف على إنه اللوتس الأزرق النيلي، وهو ورد نيلي مُخدر ومُقدس.

زهرة اللوتس الزرقاء، موجودة برضه في أماكن معينة في الهند وتايلند، لكن أصل الزهرة في مصر. تأثير الزهرة دي عامل زي تأثير (الميثامفيتامين) أو (الإكستاسي)، أي حد بياكلها بيجيله شعور خفيف بالإيفوريا -انتشاء- وبتهدي الأعصاب. الزهرة بتغوص في نهر النيل بالليل، وترجع تتفتّح على السطح بالنهار، ودي الحاجة اللي كانت بترضي هوس الفراعنة المصريين بالشمس وبفكرة البعث بعد الموت. زهرة اللوتس كانت بتستخدم في القرابين الدينية وكانت مقدسة من وجهة نظر الكهنة، وكانوا بيستخدموا تأثيراتها النفسية علشان يتواصلوا مع الآلهة. وردة المياه الزرقا دي كانت مهدئة، وتأثيرها اللي كان شبه الأحلام، خلّاها محبوبة جدًا وسط الشباب الفرعوني "الرِوِش".

اللوتس في الرسوم الفرعونية كانت بتترسم مع العزا أو مع الحفلات اللي كلها هيصة ومسخرة، ودول الحالتين اللي البشر بيحبوا يعملوا فيهم دماغ. زهرة اللوتس الزرقا أكيد كانت الحاجة اللي وصّلت خيال الفراعنة للحياة اللي بعد البعث، يعني مثلًا فيه جملة في كتاب الموتى بتقول نصًا: "حول نفسك إلى زهرة لوتس".

أكيد الفراعنة ماكانوش بيمارسوا اليوجا ويتأملوا مثلًا علشان يكتشفوا كل ده! الجداريات الموجودة في مقابر الفراعنة بتصورهم على إنهم بيشموا الزهور، علشان يستردوا أرواحهم بقوة الإله رع، حتى في معبد الكرنك فيه أعمدة ضخمة في آخرها من فوق نقوش على شكل زهور اللوتس. الفراعنة ميزتهم إنهم ما كانوش مكسوفين من المخدرات اللي كانوا بيضربوها واللي كانت بتنمو على ضفاف نهر النيل.

لحد النهاردة فيه ناس بتستخرج المادة المخدرة من زهرة اللوتس المصرية الزرقا علشان يوصلوا بيها لأعماق روحهم، والمادة دي بتساعدهم يتواصلوا مع الوجود والهري ده، في حين إن الملوك القدامى والكهنة استخدموها وبنوا حضارات عاشت آلاف السنين، النهاردة شوية شباب مُخدّر مابيفهموش أغلب الكلمات الطويلة والصعبة اللي بيسمعوها في برامج التوكشوز هم اللي بيتعاطوا المخدرات دي. في نهاية الكلام، لما تقرأ ""الأوديسا"" تعالى احكيلي بقى أنت شوفت الكسالى اللي بياكلوا اللوتس دول في مين من أصحابك.

ترجمة: مصعب عامر

Home
خروجات النهاردة
Home
Home