• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
التربية والتعليم هتعمل فحص طبي لـ ٦ مليون طالب للكشف عن ٥ أمراض
الموضوع اللي فات
َQuiz | أنت مين من شخصيات فيلم الكيف؟

في عيد ميلادها.. إيه الفرق بين "فيروز الأخوين رحباني" و "فيروز زياد"؟

من قلبي سلام لفيروز
فيروز

مهما كان سنك وقت قراية المقال ده، لو جيت تفتكر امتى أول مرة سمعت فيروز، هتلاقي نفسك فاكر الأغنية ومش ناسيها، وفاكر كل التفصيلات اللي صاحبت سماعك للأغنية دي، سواء كنت مستني معاها "ع هدير البوسطة" عشان تتغزل في عيون عليا، أو "من أجل مدينة الصلاة تصلي" مع كل هجوم على القدس، أو لما كنت بتفكر معاها "قد ايش كان في ناس" وقلبك وجعك "لما ع الباب تودعتوا".

ارتباط الناس صغار وكبار بفيروز بيعتبر من أغرب الظواهر اللي ممكن تمر عليك، بالذات مع خصوصية أغانيها، بحكم إن الغالبية العظمى منها باللهجة اللبنانية وكمان ستايل أغانيها اللي بيميل أكتر للموسيقى الغربية والجاز، بعيدا نوعا ما عن النوع الطربي الشرقي اللي بيعشقه أي شخص عربي وخصوصا المصريين، والأغرب ان حب الناس لفيروز ماتغيرش رغم إن فيرو نفسها -غيرت جلدها- إن جاز التعبير، لما انتقلت من كونها "فيروز عاصي" لـ "فيروز زياد".

"في مرحلة ما كنت متيمة ب فيروز (عاصي)، الفتاة الرقيقة الحالمة، المغرومة، اللي بتنطر ع المفارق وبتخاف حبيبها يفل وما يرجع، لكنني الآن أميل إلى فيروز (زياد) المتهكمة، القوية، العقلانية، اللي"تنذكر ما تنعاد، ونشوفك بالأعياد" و "ضاق خلقي يا صبي".

تويتة قابلتني بالصدفة على تويتر واستوقفتنى جدا، يا تري مين بفضل أكتر فيروز الحالمة الرقيقة الهشة ولا فيروز القوية الساخرة الواقعية واللي كلها عنفوان وطاقة؟

"حبيت صور عاصي ومطارحو، دخلت عليا وما عاد فيي اطلع منا، صارت هي عالمي. كانت حياتو قصيرة، بس ملياني شغل وتعب... ما كان يرتاح لا ليل ولا نهار... زيارتو عَ الدني كانت قصيرة زرع جمال، تركلنا جمال كتير وفلّ بكير... ترك مملكة من الجمال، عطاء كبير مهم كتير، بالمواضيع والألحان بكل شي".

ده اللي قالته فيروز عن زوجها عاصي الرحباني في لقاء نادر لإحدى الوسائل الاعلامية، حكاية فيروز بدأت مع عاصي سنة 1951 لما كان عمرها تقريبا بين الـ15 و الـ 16 سنة، وقتها عرضها الموسيقار حليم الرومي على الأخوين الرحباني ولحن لها "عاصي" أغنية "الغروب" اللي كانت بداية الشروق الحقيقي لملحمة فيروز والرحبانية

الأخوين "رحباني" اتعرفوا بحبهم الكبير بأغاني التراث والملاحم الشعبية والوطنية والموشحات، لكنهم حسب تعبير عاصي الرحباني في جملة شهيرة له قال: "الفولكلور ليس كله راقياً، نحن أخذنا منه الراقي، ونظفناه" واتعرفوا كمان حبهم الكبير للمسرح و مزجهم بين الشعر والموسيقى والأداء المسرحي اللي سابلنا أغاني عظيمة زي "حبيبي بدو القمر" من مسرحية "هالة والملك" سنة 1967.

ومن حبهم للتراث أعادوا توزيع أغاني لسيد درويش زي "أنا هويت" و"زوروني كل سنة مرة" في تجارب قليلة جدا للطرب من فيروز مع عاصي، ولو قارنت بين نسخة فيروز من الأغاني دي واللحن الأصلي ليها، هتلاحظ إن الايقاع في نسخة فيروز سرعته أكبر عشان تبعد عن "التطريب"، وده لأن الأخوين "رحباني" وبالأخص عاصي، كانوا بيعتبروا إن الطرب في الغناء بيخلى اللحن هو اللي يسيطر على المطرب ومش العكس وإن "الطرب مرض والنوع ده من الموسيقى والغناء يعتمد على تخدير وتسطيل المستمعين بشكل كبير عبر الارتجال والتطويل في الجملة الموسيقية" حسب ما نقله زياد الرحباني عن أبوه في واحدة من المقابلات التليفزيونية، كمان عاصي وأخوه كانوا بيعتقدوا إن فيروز قدراتها الصوتية، رغم جمال صوتها، ماتمكنهاش إنها تطرب و"تليّل".

واقتنعت فيروز برؤية "عاصي" واقتنعت إن أغانيه الخفيفة واللي اتميزت بمدتها القصيرة وبعدها عن الطرب الشرقي، رغم عربية الأغاني  واستخدام الآلات الشرقية طبعًا، هي المناسبة ليها بصوتها الملائكي الخفيف وإن الطرب مايناسبهاش، فاتميزت أغانيها مع الرحبانية بالجمل اللحنية القصيرة، وبقى الأسلوب الرحباني في فلسفة الأغنية من حيت اللحن والتوزيع أو الكلمات هو المسيطر على أداء فيروز واختياراتها، حتى لو تعاونت مع ملحنين تانيين كان لازم اللحن بيعدي على عاصي الرحباني وأخوه و هما اللي بيوزعوه فبيخرج برضه بلمستهم وعلى طريقتهم، ده غير إن أغاني عاصي لفيروز قدمتها دايمًا في صور الست الهشة الرقيقة اللي بتنتظر حبيبها واستسلامها التام له زي "أنا لحبيبي" و "بحبك ما بعرف" و "حبيتك والشوق انقال" فهتلاقيها دايما خايفة وبتتخيل حبيبها " في تكات الساعة" مستنياه.

لحد ما في السبعينات قررت فيروز تتمرد على "الهيمنة الرحبانية" وبدأ الخلاف بين فيروز وعاصي وفعلا انفصلوا سنة 1978، ومرض عاصي بشدة وراح يعيش عند قرايبه، وهنا ظهر نجم جديد صغير اسمه "زياد الرحباني" اللي أعاد اكتشاف أمه بشكل كبير رغم سنه الصغيره وخبرته القليلة ولحن لأمه "سألوني الناس" -المهداة لعاصي- بطابع شرقي مختلف فيه مساحة بسيطة من الطرب واللي بكت فيها فيروز عند جملة "بيعز علي غني يا حبيبي لأول مرة ما بنكون سوا"، وفي 1979 غنت فيروز من ألحان "فيلمون وهبي" وكلمات جوزف حرب أغنية "ياريت منن" بمساحة أكتر من الطرب والتطويل في الجمل وبتعتبر تجربة أقرب للكمال في محاولات فيروز للأغاني الطربية ولكن ماغنتهاش فيروز في أي حفلة على الإطلاق.

لحد ما جت الفرصة الكبيرة لزياد إنه يقدم نفسه ويقدم أمه بشكل مختلف في ألبوم "وحدن" اللي لحنه بالكامل سنة 1979 وضم 6 أغاني، منهم "وحدن" اللي اتميزت بطابع الجاز الشرقي وأغنية "حبيتك تنسيت النوم" اللي تعتبر طربية في المقام الأول، وقدم أغنيات طربية تانية زي "بعتلك يا حبيب الروح" و "سلملي عليه" وقدر يحقق لأمه حلم الغناء الشرقي الخالص مع لمسة من تعويذة الرحبانية اللي مابتفارقهاش.

زياد بتمرده الواضح من صغره نقل أمه من صورة الملاك الحالمة لحقيقة المرأة الواقعية القوية بشكل كبير، بعيدا عن الأحلام وانتظار الحبيب وغيّر رؤيتها للخرف والصباح والمساء، وحولها بألحانه وكلماته لأنثي قلبها قوي بتتخلى عن حبيبها لو ضاق خلقها وحتى لو قررت تتغزل فيه يبقى بعقل، زي ما قالت "عندي ثقة فيك، وبيكفيك" وحتى أغاني رفضت فيروز تغنيها لغرابتها بالنسبة لها، زي أغنية "كيفك أنت" اللي رفضتها فيروز 4 سنين وبعد كده غنتها، وأغنية "معلومات مش أكيدة" اللي في الآخر بقت من نصيب "لطيفة" لكن وأنت بتسمعها هتتمنى لو إن فيروز هي اللي بتغنيها وهتتخيلها بصوتها.

وقدملها زياد أغاني بموضوعات مختلفة وغريبة عنها زي "ان شالله ما بو شي" و"مش فارقة معاي"، نقلتها من البنت الصغيرة للست المستقلة القوية ومن الرومانسية الحالمة للرومانسية الواقعية بشكل كبير وجميل، للدرجة اللي غنت فيها أغنية بتودع فيها جمهورها وسماها "أغنية الوداع".  

قدم  زياد مع أمه 8 ألبومات آخرها سنة 2010  تحت اسم "إيه في أمل" وضم 8 أغاني منهم أغنية طربية هي "قل قايل"، ولكن بعد صدور الألبوم بفترة ظهرت خلافات بين زياد و فيروز بسبب تصريحاته عن آراء والدته السياسية، استمرت الخلافات حوالي 8 سنين بشرنا "زياد" بنهايتها بالصلح مع أمه وإنه هيكون في تعاون جديد بينهم.

 رغم لقاءتها التليفزيونية وكلامها القليل مع الجمهور، وسواء كانت "فيروز عاصي" أو "فيروز زياد"، هتفضل فيروز دون مبالغة صوت ملائكي زي ما وصفها عبد الوهاب، ومهما قابلت ناس يقولولك مابنحبش فيروز، أسألهم كده وخليهم يركزوا هتلاقيهم على الأقل بيحبولها أغنية أو اتنين. مين فينا ماراحش إسكندرية من غير ما تصاحبه "شط اسكندرية" زي المويسقى التصويرية طول الطريق؟ عشان كده هتفضل جارة القمر ومن دون شك واحدة من نعم ربنا على الأرض اللي بتساعد في تهوين حاجات كتير وبتعيشنا أوقات حلوة أكتر، وزي ما قالت الست فيروز " أنا قليلة الكلام.. لكن أحاسيسي وصلت منيح للناس"

Home
خروجات النهاردة
Home
Home