• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
دوري رياضي للمتعافين من تعاطي المخدرات في بورسعيد
الموضوع اللي فات
حضانات ومدارس القليوبية هتستبدل صور الشخصيات الكارتونية بصور الشهداء

"من مستعمرة الجذام لمهرجان كان" حوار مع مخرج ومنتجة فيلم "يوم الدين"

الفيلم عن كل المنبوذين والمهمشين في العالم كله

"أبو بكر شوقي" و"دينا إمام"، مخرج ومنتجة سمعنا اسمهم لأول مرة مع فيلمهم المصري "يوم الدين" في مهرجان "كان"، وقتها كل المهتمين بالسينما كانوا بيتكلموا عن الفيلم اللي مايعرفوش فيه أي حد. عمل أول للمخرج، ممثلين مش محترفين، وبيمثل مصر في المسابقة الرسمية في واحد من أهم مهرجانات العالم، وفاز بجائزة "فرنسوا شاليه" للعمل الأكثر إنسانية.

بعد شهور بيبدأ الناس تهتم أكتر بالفيلم ومع إعلان اختياره لتمثيل مصر في الأوسكار ومشاركته في مهرجان الجونة، بيزيد الاهتمام ده بيه. قابلنا أبو بكر شوقي ودينا إمام عشان يحكولنا كواليس صناعة الفيلم، ويعرفونا عن حلمهم من وقت ما كان بذرة صغيرة لحد ما بقى حديث مصر والعالم، ويشاركونا بأحلامهم الجاية.

فكرة الفيلم

أبو بكر شوقي درس إخراج في معهد السينما في مصر، وعمل ماجيستير في نيويورك وفيلم "يوم الدين" كان هو مشروع تخرجه، لكن حكاية الفيلم بدأت قبل كده بكتير، بيقولنا "أبو بكر": "من 10 سنين عملت فيلم تسجيلي قصير عن مستعمرة الجذام في أبو زعبل وقابلت ناس كلموني عن حياتهم وازاي اهلهم سابوهم وهما صغيرين، وكنت عايز اعمل فيلم مش وثائقي عن واحد قرر يدور على أهله في الصعيد ويسألهم ليه مارجعوتنيش وسيبتوني هنا، ولما قررت أخرج أول فيلم رجعت لفكرتي القديمة".

مستعمرة الجذام في أبو زعبل مكان أشبه بالسجن، موجود فيه مرضى جذام ومتعافين من المرض، مجتمع جوه المجتمع، وزي ما بيتقال في إعلان الفيلم "محدش هنا يعرف مين أهله".

المنتجة دينا إمام هي مصرية اتربت في نيويورك ودرست بيزنس واشتغلت في MTV  في الإنتاج، وبعد فترة حماسها وإيمانها بفيلم "يوم الدين" خلاها تقرر إنه يكون أول إنتاج بالكامل ليها، ورغم المخاطر اللي بتقابل فيلم من النوع ده في مصر، قررت "دينا" تدخل المغامرة دي وبتقولنا عنها: "أنا ماكنتش مركزة في الفلوس اللي هتيجي من الفيلم ده، أنا كنت عايزة أعمل فيلم مصري مختلف عن مصريين حقيقيين، اللي حمسني للفيلم قصته اللي بتلمسني أوي، وكان عندي إيمان بأبو بكر كمخرج، لأنه مهم إن يكون المخرج والمنتج عندهم نفس الرؤية والطموحات في الشغل".

ممثل لأول مرة وكان مريض جذام

"فر من المجذوم فرارك من الأسد" ده اللي بتسمعه في إعلان فيلم "يوم الدين" وده السائد بين كل الناس، بس أبو بكر شوقي مخرج فيلم "يوم الدين" قرر يتحدى كل ده ويعمل فيلم بطله مريض جذام، ويختار "راضي جمال" بطل الفيلم مريض جذام متعافي فعلًا، مابيعرفش يقرأ أو يكتب لكنه في أول تجربة تمثيل ليه شارك فيلمه في مهرجان "كان" وبيلف العالم، بيحكيلنا عنه "أبو بكر": "أنا قابلت راضي في بداية تحضيرات الفيلم وقعدت معاه 4 أشهر اقراله كل المشاهد عشان اتاكد إنه فاهم بالظبط اللي عايزينه واشرحله بنصور ازاي وبنقطع ونركب المشاهد ازاي، وكنت دايمًا عايزه يصدق إني مش بضحك عليه، احنا بنعمل فيلم سينما بجد وأنت هتمثل بجد، عشان هو كان شاكك إنه ممكن يمثل فعلًا".

فيلم بميزانية إنتاجية قليلة أبطاله مش نجوم، عمل أول للمخرج والمنتجة، لو أنت بره الصناعة يمكن تشوف ده أمر بسيط، بس لو جربت تشتغل في السينما هتعرف إن كل دي مشاكل بتقابلك، بيقولنا "أبو بكر": "احنا كنا بنصور في أماكن بعيدة جدًا ماكناش عارفين هنقدر نكمل الفيلم ولا لآ، كنا كل يوم بنفكر بس إننا عايزين نخلص يوم التصوير"، وبتكمل "المنتجة": "كل يوم كان بيقابلنا صعوبة مختلفة ودلوقتي بنقول يااه خلصنا الفيلم بس وقتها كان الموضوع صعب جدًا".

الفيلم عن مريض جذام قرر يسيب المستعمرة ويخرج يدور على أهله ويسافر في رحلة من أبو زعبل لقنا، مرورًا بمحافظات مصر، وعشان الفيلم يكون صادق، سافر المخرج أبو بكر شوقي بعربيته في بر مصر وشاف كل الأماكن بشكل واقعي، "أنا مكنتش عاوز ابقى واحد بيعمل فيلم عن مصر وهو مش عارف مصر كويس، كنت عاوز أشوف كل الأماكن واتعرف على الناس، وكنت عايز أخرج بره القاهرة ومركزيتها ونشوف محافظات الصعيد".

العرض الخاص الأول يوم 23 سبتمبر في المنيا

صناع الفيلم قرروا إن أول عرض خاص للفيلم يكون في المنيا مكان ولادة بطل الفيلم راضي جمال، والقرار ده أول مرة يحصل في مصر وهو قرار جرئ، خصوصًا بالنسبة لمنتجة بتبدأ مسيرتها المهنية في مصر،  بتقولنا "دينا": "السينمائين المفروض يسافروا، مصر مش بس القاهرة والإسكندرية، فيه محافظات تاني فيها ناس عايزة تتفرج على أفلام واحنا دورنا كسينمائيين إننا نروحلهم، يمكن دي حاجة إنتاجيًا مش أفضل قرار لكن احنا في الآخر فنانيين وعايزين نشارك الفن مع أكتر ناس ممكنة".

وتعليقًا على كلامها بيقولنا "أبو بكر شوقي": "واحنا بنصور واحد قالي يعني راضي ده هيبقى زي عبده موتة ويطلع في التليفزيون فعلًا، وقتها حلفت لنفسي إنه مش بس هيخلص، لكن كمان هيتعرض في السينما ويرجع بلده رأسه مرفوعة".

"احنا منبوذين دي حاجة مالهاش علاج لكن ماينفعش تستعر من نفسك" دي الرسالة اللي صناع الفيلم بيوصلوها بشكل واضح في كل أحداثه، بيقولنا "أبو بكر": "راضي وغيره ماعندهمش جذام خلاص هما بس عندهم آثار المرض، نفسي الناس تبطل تعاملهم وحش، ويعاملهم على طبيعة شخصيتهم مش على شكلهم، وفيه ناس ممكن تحس بالعار لو حد من أولادها عنده المرض ده ويخبوهم ويودوهم المستعمرة، لكن الحقيقة مش عيب إن الواحد يتصاب بمرض معين، والفيلم مش بس عن الجذام لكنه عن كل المنبوذين والمهمشين في العالم كله".

يوم 21 سبتمبر تم عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي وبعد العرض الجماهير وقفت تصقف لصناعه ربع ساعة، لكن أكتر لحظة كانت مؤثرة ومختلفة لما "أبو بكر شوقي" حضن "راضي جمال" وهناه على نجاح الفيلم وقال إنه من غير الممثلين اللي شاركوه العمل ده ماكنش هيقدر يعمل حاجة.

حلم أبو بكر شوقي ودينا إمام ماكنش حلمهم وحدهم لكن كان حلم جيل عايز يعمل حاجة مختلفة في السينما، من غير واسطة ومن غير شلة ومن غير أسامي كبيرة، يعمل حاجة هو مؤمن بيها وعايز يعبر عنها، ومستني الناس تصدق فيها.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home