• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
حوار مع المصور الفرنسي Denis Dailleux اللي بيوثق شكل الحياة في مصر من التسعينات
الموضوع اللي فات
محافظة الإسكندرية هتبعت للمواطنين رسائل موبايل بمخالفاتهم المرورية

"العصفور بـ2 جنيه وطعمه أحلى من الحمام": حكاية قرية نوبية بتصطاد الطيور المهاجرة

هواية متوارثة من الأجداد
صيد الطيور المهاجرة في أسوان

في واحدة من القرى النوبية الأصيلة، "صيد الطيور المهاجرة" هواية قديمة مش وظيفة ثابتة، شغف بيتوَّرث من الأجداد للأبناء، ولذلك كل يوم الساعة 6 الصبح بيتجمع 5 أشخاص أو أكتر، عشان يمارسوا هوايتهم اللي ورثوها عن أجدادهم، وتنتهي مهمتهم الساعة 12 الضهر برجوعهم للقرية ومعاهم صيد اليوم -من 20 لـ 30 طائر- هيبقوا غدا اليوم ويمكن أيام بعدها. 
 
قابلنا (ع.م) واحد من أهم صيادين الطيور وبيمارس الصيد من حوالي 20 سنة، وشرحلنا أسباب صيدهم للطيور المهاجرة: "إحنا كلنا هواة، وعندنا وظايف أساسية مختلفة لكن بنستنى شهر نوفمبر تحديدًا، لإنه الوقت اللي بتعدي فيه الطيور المهاجرة عندنا، لكن في العموم الموسم بتاعها في أسوان من فبراير وبترجع أوروبا في آخر نوفمبر.. احنا بننتهز الفرصة و"بنطير" ورا حبنا للصيد".

في بيان أصدرته وزارة البيئة في نوفمبر 2017، بتعلن فيه تحذيراتها من صيد الطيور المهاجرة اللي جاية من شمال أوروبا، سواء بالصيد أو القتل، وإن فيه مشروع قانون المحميات الطبيعية بيجري مناقشته لحد دلوقتي في البرلمان وعلى وشك إقراره، وبيتضمن تغليظ العقوبات على المخالفين.

الصيادين مابيصطادوش أي نوع من الطيور المهاجرة، وبيختاروا نوع معين وهو "الزرزور الأوروبي"، وعندهم مبرر للاختيار ده، بيشرحلنا (ع): "صيد النوع ده من الطيور مش بيضر بالتوازن البيئي، لإنها تعتبر آفة خطيرة ولو سِبناها هتأثر على المحاصيل وتاكلها، والنوع ده من الطيور بيتكاثر بسرعة، والطير الواحد ممكن ينتج 10 أو 20 في الموسم. أغلبنا عارفين إن اللي بنعمله أشبه بالصيد الجائر لإننا بنصطاد كميات كبيرة، لكن مافيش قانون بيمنعنا نعمل ده، حتى وزارة البيئة لو عرفت هتدينا مكافأة لمساعدتنا ليهم ولو احنا في دولة تانية هتساعدنا نصطادهم".

الناشط البيئي، ومراقب الطيور واتر البحري، بيقدّر عدد الطيور المهاجرة بمليار طائر سنويًا، وأنواعهم بتترواح ما بين 300 لـ 350 طائر، وفي رحلتهم بيستهدفوا 33 منطقة، أهمهم أسوان والمنيا والبحر الأحمر.

مراحل الصيد:

بيشرحلنا (خ.أ) صاحب خبرة 10 سنين في الصيد، عملية صيد الطيور بالتفصيل: "اللي بيحصل إن الطيور بتتجمع في أسراب بتتكون من أعداد كبيرة وبيبقى فيه شخص فوق في الجبل بيحدف طوبة عليهم، وهما من النوع اللي الحدايات بـ تصطادهم، فـ بيفتكروا إن فيه حِداية أو صقر بيهجم عليهم، فـ بينزلوا يمشوا على مستوى الأرض، والصيادين اللي تحت بيبقوا مستخبيين ورا ساتر أسمنت وقرب ما تعدي الطيور، بيفاجئوهم وبيرموا الشِبَاك عليهم ويتم اصطيادهم"، وبيكَّمل: "الشخص اللي قاعد فوق بيقول للصيادين السرب اللي جاي نوعه إيه، عشان احنا بنقسمهم، لو سرب أعداد الطيور اللي فيه متوسطة، بنقول عليه (تُندة) ولو سرب صغير بنقول (جالك) وده بيساعد الصيادين في معرفة حجم السرب وهيرموا الشِباك على بُعد قد ايه، أما بالنسبة للشِباك اللي بيتم الصيد بيها، هي هي نفسها شِبَاك صيد السمك".  

الشخص اللي بيبقى قاعد على الجبل مش شرط يكون متمرس أو موهوب، بالعكس المرحلة دي هي الخطوة الأولى في الهواية، "بنبدأ نعلم الأطفال من وهما في سن صغير، يعني بنخلي الطفل وهو عنده ١٠ سنين يبدأ من فوق، تبقى شغلته الجبل ورمي الطوب على الطيور، وينزل يتعلم صيد تحت لما يثبت جدارته".

مرحلة ما بعد الصيد:

في أول زيارة للقرية عرض علينا راجل إنه يبيعلنا العصفور بـ 2 جنيه، لكن في الزيارة التانية وقت كلامنا مع الصيادين نفوا بيع الطيور، وقالوا إن فيه أشخاص بيعملوا كده هنا وفي قرى تانية، لكن مالهمش علاقة بيهم، لكن على الجانب التاني، الصيادين بيقوموا بأكل الطيور المهاجرة، وبيشجعوا على أكلها بسبب قيمتها الغذائية الكبيرة، "عندنا هنا بنفضَّل أكل الطيور دي، لأن القيمة الغذائية لطير واحد، أعلى بكتير من الطيور التانية زي الحمام مثلًا، وده بيرجع لسبب تغذية الطائر ده على القمح والبلح العجوة".

لحد دلوقتي أهل القرية مش لاقيين مبرر أو قانون يمنعهم من صيد الطيور، وشايفين إن حواليهم قوات أمنية طول الوقت ومابيتعرضوش للصيادين. الصيادين شايفين إن اللي بيحركهم هو حبهم للهواية وشغفهم بيها، وعندهم استعداد يعلموا أي حد محتاج يتعلم.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home