خلص الماتش، مصر خسرت بجول من ضربة ثابتة في الدقيقة 90. في الأول لازم تعرف إنك بتلعب مع بطل العالم مرتين، والمصنف رقم 13 عالميًا حسب آخر تصنيف للفيفا. أورجواي عندها لاعب أو 2 class A في كل خط من خطوطها. مصر داخلة المونديال بعد 28 سنة غايب، تشكيلة معدلها العمري صغير وخبرتها الدولية مش كبيرة وفي ناس لأول مرة بتلعب بطولة زي الشناوي مثلا، غير طبعًا إن نجمك الأول مصاب وكان في شكوك إنه هيلحق كاس العالم أصلًا.

كل اللي فات دي معطيات بتقول مصر هتنزل تخسر، وإنه ماتش سهل لأورجواي، ياريت بس ماتبقاش نتيجة تقيلة، كل المعطيات بتقول إنها  هتكون خسارة منطقية جدًا، بس سير اللعب وسيناريو الماتش هو اللي بيحكم أكتر بكتير من الأرقام المسبقة والظروف والأسماء، وبيحدد كمان إذا كانت خسارة منطقية ولا كان ممكن أحسن من اللي كان.

البداية: مفاجأة بس الحلو مايكملش

نزلت مصر بتشكيل معتاد، اتغير بس وردة مكان صلاح المصاب. الوينجين تريزيجيه ووردة بيقربوا جدًا من الباكين فتحي وعبد الشافي، والاتنين ديفندرات بيكون راس مالهم الأول هو تمركزهم قدام الاتنين المدافعين، مش بيزيدوا أو بيكونلهم دور في نقل الهجمة بسرعة. شافي وفتحي كانوا بيضموا على قلبين الدفاع هما كمان عشان دايمًا تكون في زيادة عددية في مواجهة كافاني وسواريز. المفاجأة كانت في الضغط العالي اللي طبقه كوبر وقرايته الكويسة جدًا للماتش. اللاعيبة كانت واقفة صح جدًا ومتمركزة في مناطق أعلى من المعتاد عن منتخب مصر.

يحسب للاعيبة والجهاز الفني إنهم واقفين على رجلهم ومش خايفين، شوفنا في ماتش السعودية امبارح لاعيبة الخُضر رجلهم بتخبط في بعض وهما بيواجهوا فريق أقل بكتير من أورجواي. ضغط كوبر العالي نتج عنه أكتر من غلطة في التمرير في نص ملعب الأورجواي، وده الهدف الأساسي من الضغط العالي، إنك تقدر تاخد الكورة في مناطق قريبة من مرمى الخصم، بالتالي تكون فرصتك في التهديف أفضل كتير. بعد ما تقطع الكورة لازم تستغل سرعات لاعيبتك وتنقل الهجمة بسرعة فربنا يكرمك وتخلق خطورة، هل ده حصل؟

الشوط الأول مر بسلام، أورجواي مش قادرة تخترق ومصر مش قادرة تتحول من الدفاع للهجوم

غياب صلاح قلل كتير من خطورتك ومن سرعتك، فاللي كان بيحصل إنك بتقطع الكورة في مناطق قريبة بس مش بتعمل بيها حاجة وبتنقل بشكل بطئ جدًا فكأنك يا أبو زيد ما غزيت. أو بتقطع الكورة في نص ملعبك أو عند منطقة جزاءك فبتحاول تنقل كورة بسرعة، سواء بالاعتماد على الكو الطويلة اللي كانت فاشلة جدًا أو باص لتريزيجيه ووردة اللي بيكونوا واقفين في مناطق دفاعية، وبيحاولوا يتحركوا لقدام بالكورة بشكل سريع. أورجواي من ناحيتها ماكانش ليها خطورة كبيرة، مافيش أي قدرة على اختراق الدفاعات، عدا الكور الثابتة والعرضيات، واللي هي مشكلة ثابتة في فريق كوبر. غير كده جبر وحجازي كانوا متمركزين صح معظم الوقت، والشناوي كان ثابت ثبات حارس بيلعب مباراته الدولية ال100 وشارك قبل كده في اتنين كاس عالم.

هل في فريق يقدر يستحمل ضغط لمدة 45 دقيقة بدون ما يستقبل أهداف؟

الشوط التاني بدأ، كوبر ذكي وكان عارف إن فريقه مش مصمم للعب بالضغط العالي، اللي بيحتاج لمجهود بدني كبير جدًا. ليفربول الإنجليزي مع يورجن كلوب، فريق متصمم عشان يلعب بضغط عالي كأسلوب لعب دائم، مع ذلك بتلاقي هبوط بدني كبير في النص التاني من الشوط التاني، فطبيعي إن فريق زي مصر بأسلوب لعب كوبر، ماكانوش هيقدروا يكملوا ضغط عالي لمدة 90 دقيقة. كوبر قسم الماتش على مراحل بشكل إلى حد ما كويس، ونزل الشوط التاني راجع لورا وقلل ضغطه العالي ووقف لاعيبته بشكل صح عشان يستعد لاستقبال ضغط الأورجواي اللي متوقع إنه يبدأ من أول دقيقة في الشوط.

هل في فريق يقدر يستحمل ضغط لمدة 45 دقيقة بدون ما تدخل فيه أهداف؟ اه عادي جدًا، في كام شرط بس، أولهم بلاش هفوات وغلطات فردية خصوصًا في نص ملعبك. طبيعي إن مهاجمين الفريق الخصم اللي هما من أحسن لاعيبة العالم، هيتفوقوا على دفاعك في المهارات الفردية والتحرك، بس أنت عامل حسابك ومقرب خطوطك من بعضها وبتحاول تقفل بسرعة وكله تمام. الشرط التاني إنك تسرع التحول من الهجوم للدفاع وتحسن جودة المرتدات بتاعتك، ولاعيبتك تاخد قرارات صحيحة لما توصل لنص ملعب أورجواي ولمنطقة جزاءهم، ده هيساعدك إنك تشكل خطورة نوعية كويسة رغم قلة استحواذك على الكورة، وهيساعدك كمان إنك تخف الضغط عن خط دفاعك وتزق أورجواي لورا شوية، أو تخطف جول وتركن عليه زي ما كوبر بيحب.

للأسف شكلنا الهجومي في الشوط التاني استمر بنفس الوضع، بطء شديد غير مبرر في نقل الهجمة، القرارات الهجومية على قدها وصانع الألعاب بتاعك يكاد يكون مش موجود وراس الحربة بتاعك ساقط لتحت وتحركاته قليلة وطريقتك الهجومية بتحصره وتقلل فاعليته، فاللي هيحصل إن الضغط هيستمر عليك، والشناوي يشيل شوية والدفاع يشتت حبة، وربنا يكرم برضه، بس في النهاية هفوات التمركز والرقابة في الكور الثابتة حسمت الموضوع في الدقيقة الأخيرة. المنتخب كان بيتعامل مع الكورة باعتبارها بططساية سخنة، كل واحد عاوز يرميها للتاني بسرعة، رغم التمركز الكويس جدًا اللي استمرينا عليه معظم أوقات الماتش.

تغييرات كوبر: هاشتاج بديهيات

سام مرسي نزل بدل طارق حامد للإصابة في بداية الشوط التاني، كهربا بدل مروان، رمضان بدل وردة. فيما عدا التغيير التاني، التغييرات عادية جدًا، الهدف منها مش تطوير شكل اللعب ولا إنك تاخد مجازفة هجومية ولا حتى زيادة تأمين دفاعي، لكن مواجهة الإجهاد وضخ دم جديد في الملعب، مركز بدل مركز مش أكتر، يحسب طبعًا لسام مرسي وكوبر إن الرتم ماوقعش مننا لما طارق حامد خرج.

تغييرة كهربا هي اللي طورت شوية في شكلنا الهجومي؛ كهربا مش مهاجم صريح هو أصلًا جناح، فلما ينزل يشارك مكان المهاجم الأساسي بتاعك ده هيخليه متحرك أكتر وبيستغل المساحات الواسعة في دفاع أورجواي، ويتحرك على الأجناب، ده اللي حصل فعلًا، بس التمرير دايمًا كان بطئ والقرارات الأخيرة عاوزة علاج.

لسه الأماني ممكنة بالمناسبة

كوبر أدار الماتش كويس فيما عدا جزء المجازفة، الكورة بتحتاج إنك تجازف أحيانًا بس هو مش بتاع الكلام ده، كان ممكن مثلًا عبدلله يدخل في نص الملعب جنب النني وكهربا ورمضان يشكلوا مع وردة ومروان الرباعي الأمامي، فيكون في نقل للكورة بشكل أحسن وأسرع ، لإن واحد من الديفندرات بتاعتك اتحول لصانع لعب متأخر.

هدف في الدقايق الأخيرة هو اللي بيخلي الموضوع سخيف ويزعل، بس لازم تحط في الاعتبار إن ده أقوى فريق في المجموعة وده أصعب ماتش وإن لسه في فرصة، صحيح هي صعبة شوية عشان أخوك بتاع شبه الجزيرة ساب روسيا تشرخ بفرق 5 أجوال من أول ماتش، بس يلا كله على الله ولسه الأماني ممكنة.

ملاحظات سريعة

- خلاص يا جدعان عرفنا إن الفيفا طلع بيان وهيجلد كل اللي سارق البث من Bein ممكن تبطلوا تقولوا الموضوع ده كل 3 دقايق؟

- ميدو خس جدًا، جدع يا ميدو.

- روسيا مش بالقوة دي، السعودية هي اللي بالضعف ده

- سواريز السوفت بتاعه معمول على إنه بيعمل نفسه ميت كل ما حد يلمسه فعادي ماناخدش في بالنا