• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
محافظ مرسى مطروح منع دخول الفراخ للمحافظة
الموضوع اللي فات
فيلم "عيار ناري" هيشارك في ختام الدورة الثامنة من مهرجان "مالمو" للسينما العربية

الفرق بين الاستقرار والملل "شعرة".. عن موسيقى فريق "شهيرة والناس الخطيرة"

الشارع له مزيكته والناس الخطيرة لها مزيكتها

الصيف كله حفلات، من أول حفلات لفرق كبيرة لحد فرق مش معروفة، وأقصد بالفرق الكبيرة مش فنياً و لكن جماهيرياً.  على ذكر الحفلات، في نظرية بتقول إنك لازم تنزل الشارع عشان تكون ناجح، أنا مش شايف إن النظرية دي ينفع نطبقها على كل أنواع الفرق الموسيقية، عشان ببساطة الشارع له مزيكته، و في أنواع مزيكا في مصر ماينفعش تنزل الشارع، عشان ده مش مكانها، بس ليها أماكن معينة تتلعب فيها، والأماكن دي مزيكا الشارع ماينفعش تخش فيها برضو، بمعنى إن فكرة تقييم نجاح أو فشل باند على أساس هما معروفين وبينزلوا الشارع ولا لأ، دي فكرة مغلوطة. مثال على النقطة دي، باند "شهيرة و الناس الخطيرة"

الساعة 08:30 بليل في ROOM Art Space & Cafe والمكان شبه مزدحم و فريق "شهيرة و الناس الخطيرة" بيجهز بعد ما عمل بروفة وظبط الصوت عشان يبداْ يلعب، كل الناس الموجودة متابعين وساكتين وأخيرًا مستمتعين. بالنسبة للناس اللي حاضرة الحفلة، مش شرط يكون في رقص أو تنطيط أو أي شكل من أشكال النشاط الجسدي، الحفلة كانت مجرد لحظة استجمام موسيقية، تاخدك لحالة مزاجية غايبة عنك في جو القاهرة المليان تلوث ضوضائي وبصري وتبداْ الحفلة بأغنية "مشتقالك" وبعدها أغنية "إذا أردت"

أغاني "شهيرة و الناس الخطيرة" بتعبر عن حالة مزاجية مستقرة الناس نفسها تمر بها بشكل مستمر، زي أغنية "مالها الحياة"، حتى لو شهيرة بتعكس نظرتها الحياتية في الأغاني، فطبيعي جدًا إن النظرة دي بينتمي ليها كتير من الناس الباحثين عن السعادة مع ضغوط الحياة، بس السؤال اللي بسأله لنفسي لما روحت اتفرجت: هل الأغاني دي ينفع تتسمع بره المكان ده ولا إذا خرجت من المكان اللي بيمثل حالة مزاجية معينة تموت؟

في مزيكا لو خرجت من حالة معينة تفقد قدرتها التأثيرية على الناس وبالتالي تفقد قوتها الموسيقية، ده مش معناه إنها مزيكا وحشة، و لكن أنا بعتبرها معادلة بيدخل فيها المكان والإضاءة وريحة المكان ونوع المزيكا اللي بتتلعب والحالة المزاجية للمستمع.. إلخ، كل ده بيكوّن القوة التأثيرية للمزيكا على الجمهور.

يعني هو زي ما بقولوا "باكيدج"، وحاجة صحية جدا للمشهد الموسيقي إن يكون في نوع مزيكا موجود في أماكن معينة لها جمهور محدد مش كبير العدد ورايح للاستجمام، يعني مثلاً وأنا في الحفلة لاحظت واحد من الجمهور قاعد مش بيتفرج على الفريق وعمال يقرأ كتاب sense and sensibility ل jane austen فقررت أروح اسأله: "ليه دافع فلوس وجاي عشان تقرأ هنا وقت ما الفريق بيلعب" و كان رده إنه هو بيحب يقرأ على نوع المزيكا دي في الحفلات من النوع ده وإنه كده مبسوط.

لما "شهيرة والناس الخطيرة" لعبوا أغنية "كل حاجة بتعدي"، اللي غنتها شهيرة كمال مع "كايروكي"، الناس خرجت من حالة الرخاء و الصفاء الذهني إلى حالة (النوستالجيا)، الأغنية دي مرحلة مهمة في حياة شهيرة وكمان نقطة تحول فني، أو بمعنى تاني استقرار على شكل ما للأغنية. الناس اندمجت مش عشان الأغنية هي الأفضل عند "شهيرة"، ولكن عشان في علاقة زمنية (أحداث) بتربط الأغنية دي بالناس، وغير كده في لحن بيثير الشعور بالسعادة والفرحة، و"شهيرة" عندها القدرة الصوتية اللي تساعدها على كده.

لكن أغنية "مره قالولي" كان لها نفس التأثير على الجمهور، اللي هو إخراجه من حالة لحالة تانية، فالجمهور تفاعل أكتر بالتصقيف. نوعية الأغاني دي اللي بتتسم بالمرح، هي أغاني بتلاقي طريقها بسهولة للناس، بس الفريق بيفتقد النوع ده من الأغاني، يعني تركيزه الأكثر على حاجات بتخلي الجمهور قاعد ساكت ومسترخي، الخوف إن حالة الاسترخاء دي تقلب بملل وزهق، وهنا بقى المشكلة الأساسية اللي بتواجه الفريق، وهي إن معظم أغانيهم ماشية بنمط معين غير مرن وغير قابل للتغيير، فلو في غلطة في المعادلة اللي قولناها من شوية هتزهق وتمل وتحاول تهرب.

"شهيرة و الناس الخطيرة" فريق فني حلو، قد ينقصه التنوع، المقصود التنوع في الإنتاج الموسيقي، بمعنى إن لازم الناس الخطيرة دي تنتج أغاني بعيدة عن الهدوء والاسترخاء والاستجمام، مع الحفاظ برضه على الجزء ده في مزيكتهم، بس التنوع في الإنتاج الموسيقى مطلوب، مع الاحتفاظ بروح الفريق واتجاهه، عشان لما الناس تسمعهم مايقعوش في نقطة الملل والزهق، وعشان الفرق بين الاستقرار والملل شعرة.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home