• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر هتنتج نوع جديد من السجائر يناسب محدودي الدخل
الموضوع اللي فات
مصر بتطلب نسبة من دخل الدول المتقدمة كمساعدات للدول النامية

ليه إسرائيل متأثرة بالعرب؟!

أنا اسمي دانيال، أنا ظابط في الموساد الإسرائيلي

الموضوع ده مش إعتراف بإسرائيل ولا لينا أي دعوة بالسياسة ولا هنتكلم فيها لكن ده عرض لواقع موجود هناك في فلسطين المحتلة، المسماة بإسرائيل.

جربت تسمع مزيكا إسرائيلي؟ فضولك خدك وفتحت يوتيوب شوفت مين المغنيين المعروفين عندهم، لو ده حصل مرة، أكيد لاحظت قد إيه هما متأثرين بينا –احنا العرب يعني-، كل الكلام المكتوب في الموضوع ده على الإنترنت بيتهمهم إنهم حرامية، وزي ما سرقوا الأرض سرقوا كمان الأغاني. بس الموضوع ده ليه وجه تاني من الحقيقة.

الحكاية بدأت لما بدأ المهاجرين اليهود يروحوا لفلسطين علشان يبنوا الدولة الجديدة "أرض الميعاد"، منهم اللي ساب بلده بمزاجه، ومنهم اللي اتضغط عليه علشان يسافر "إسرائيل"، في الآخر المجتمع اتشكل من جنسيات وأصول كتير، في منهم من الغرب "اليهود الأشكيناز" حوالي 30 %، ومنهم من الشرق والبلاد العربية، ودول حوالي 50%.

من بداية المجتمع ده وكان في صراع عربي معاه علشان فلسطين طبعًا، وده خلى يبقى في أوامر صارمة جوّه الدولة الجديدة، معلنة أحيانًا وغير معلنة أحيان تانية، إن ممنوع حد يتكلم عربي، ممنوع الدراسة بالعربي، ممنوع تسمعوا مزيكا شرقي وأغاني بكلمات عربية، لازم تتعلموا عبري! وده خلى اليهود اللي جايين من بلاد عربية زي مصر والعراق والمغرب، يتعاملوا مع تراثهم إنه شئ ممنوع بيتكلموا فيه جوّه بيوتهم ويخافوا حد يسمعهم.

في مقال كتبته يهودية إسرائيلية من أصل عراقي، بتقول ان كان صعب جدًا على جدتها لما هاجرت إسرائيل، تتكلم لغة غير العربي، أو إنها تتكلم عن العرب باعتبارهم أعداء، لأنها طول الوقت كانت بتعتبر نفسها يهودية عراقية عربية وإن ده عمره ما أثر على أي حاجة تخص دينها، الكاتبة دي بتحكي كمان إن الاضطهاد ليهم كعرب كان بيوصل إنهم بيفتكروهم فلسطينيين بسبب شكلهم أو لغتهم العربية، فبيضطروا يتكلموا عبري، ويسمعوا الأغاني العربي في السر في البيت.

الوضع ده جوّه الدولة الإسرائيلة اتغير بمرور السنين، -مافيش تاريخ محدد لده، ناس بتقول ستينيات وناس بتقول سبعينات-  بس المهم إنه بقى مسموح يعزفوا ويغنوا عربي، والأغاني بقت تتذاع في الراديو الرسمي كمان، فاليهود العرب ما صدقوا تقريبًا، وبقوا يغنوا كل الأغاني اللي اتربوا عليها، فعادي جدًا تلاقي إسرائيلي بيغني أنت عمري بالعربي أحيانًا وبالعبري أحيان تانية، وتلاقي كمان ألحان لأغاني عبدالحليم وغيره بتتقال جوّه المعابد اليهودية "الكنس" بكلمات عبرية فيها تسبيح لله أو تمجيد لشعب إسرائيل أو كلمات دينية مختلفة، يعني نقدر نقول إن أغاني كتير عربية "اتعبرت" يعني بقت بالعبري.

مش بس الأغاني اللي ليها ملحنين معروفين هي اللي بقت بالعبري، لكن كمان أغاني التراث، بشكل خاص العراقي، علشان كثرة عدد اليهود العراقيين، بقى فيه منها بالعبري، ومع تطور طريقة الدولة الإسرائيلية في التواصل مع العرب من خلال السوشيال ميديا، بقوا يستغلوا ده علشان يقولوا للعرب احنا اخوات ومافيش بينا مشاكل!

 الموضوع بقى قانوني، حتى إن مرة الصحف كتبت إن في حفل زفاف ابنة وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ديفيد ليفي، كان بيرقص مع بنته على أغنية فريد الأطرش "جميل جمال". اللى زود الأغاني العربية وألحانها جوّه المعابد كمان، إن حسب موقع المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية؛ فكرة "المُرتل" في المعابد دي أصلًا فكرة عربية، كانت عند اليهود الشرقيين، وغلب عليها الطابع الصوفي والتأمل، ده كمان بقى فيه جوه إسرائيل  مهرجان اسمه "الإنشاد الديني"، وحسب صفحة إسرائيل بالعربية، بيغلب على المهرجان ده التغني بالمقامات العربية وألحانها، وقالوا كلمتين ليهم علاقة بالتنوع الثقافي في الدولة الإسرائيلية.

من ضمن العراقيين المهاجرين إلى إسرائيل كمان، كان صالح الكويتي، وهو من أشهر ملحنين الأربعينات، وأخوه داود الكويتي، "صالح" كان ملحن مهم ومعروف لدرجة إنه عزف مع عبد الوهاب لما سافر العراق، وأم كلثوم غنت ألحانه، ورغم إنه فضل كتير ماحدش يعرفه في إسرائيل بعد هجرته ليها لكنهم اكتشفوا اهميته وعملوا معاه حوارات بالعربية، وبعد وفاته هو واخوه بسنيز اتسمى شارع في تل أبيب باسم "الأخوين الكويتي".

حفيد "داود" اللي اسمه دودو تاسا بقى مغني إسرائيلي معروف دلوقتي، ورجّع ألحان جدوده العربية ومزجها مع ألحانه علشان يقدم موسيقى عربية-عبرية، "دودو" حكى لـ BBC  في حوار معاه، عن أمه اللي كانت بتسمع موسيقى جده في السر وتخبيها، وإنه لما كمّل 15 سنة بدأ يدور في تراثه، رغم إنه مابيعرفش يتكلم عربي خالص.

في سنة 2015 فيه فرقة بتتكون من 3 بنات إسرائيليات من أصل يمني، عملوا أغنية عربية اسمها "حبيب قلبي"، والغريب إن الأغنية دي نجحت نجاح رهيب في إسرائيل، واللحن أصله تراثي يمني كانت بتغنيه جدتهم، واحدة من الفرقة قالت إنها كبرت على الموسيقى العربية في بيتها، وعمرها ما حست إن دي لغة أجنبية، بالعكس ده تراثها.

مش الأغاني بس اللي اتأثرت بيها الدولة الإسرائيلة، لكن كمان الأفلام العربي كانت بتتعرض في التليفزيون الرسمي لما كان مافيهوش غير قناة واحدة بس، كل يوم جمعة في وقت معين والناس بتستناه، وزي ما التوانسة حافظين إيفيهات عادل إمام، الإسرائيلين كانوا عارفين الممثلين المصريين كويس، وحافظين كلام عادل إمام برضه! المعلومة دي اتقالت في فيلم اسرائيلي وثائقي اسمه "فيلم عربي" وثق كل ده، الفيلم بيقول كمان إن موشى ديان كان بيحب الأفلام العربي جدًا.

ولو دخلت بقى على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلي هتلاقي مهرجان رقص شرقي علشان تشجيع الفن ده! وشايفين إنه جزء من تراثهم، وإنهم بيروجوا ليه.

يعني الحكاية كلها ولا طلعت سرقة ولا غلاسة، ومن غير أي تعاطف، بس فيه ناس بتحاول تدور على تراثها الضايع، خصوصًا لو هما من أبناء الجيل التالت والرابع اللي بيدوروا على موسيقى جدودهم، أو لو هما كبار في السن عندهم حنين لطفولتهم وشبابهم في البلاد العربية. هي بس المشكلة إن الدولة دي شعبها تراثه في دول تانية أساسًا، فماينفعش مثلا نقول إن الطعمية أصلها إسرائيلي؛ علشان الطعمية عمرها أقدم من البلد دي.

ورغم ده، في شوية أغاني مسروقة فعلًا جديدة بقى، زي مثلا لما سريت حداد غنت عبالي حبيبي لإليسا، أو لما تلاقي مغني إسرائيلي متأثر أوي وهو بيغني دايمًا دموع بالعبري، وطبعًا عمرو دياب وعمرو مصطفى كان ليهم نصيب الأسد في سرقة ألحانهم. وعشان نجاح الألحان العربية المغنيين هناك بقوا يستسهلوا ويلجأوا للألحان العربية؛ بس الحمدلله لسه معرفوش مزمار عبد السلام.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home