الدكتور المصري "محمد حلمي" دخل كلية الطب في العشرينات، وسافر في بعثة لألمانيا للدراسة هناك واتخرج فعلا من معهد "روبرت كوخ"، لكن اتفصل سنة 1937 بعد انتقاده للنازية، واتمنع إنه يتجوز خطيبته الألمانية علشان مش من الجنس الآري، واتقبض عليه هو ومجموعة من المصريين، بس اُفرج عنه بعد كده بسبب حالته الصحية

الدكتور حلمي على يخته في ألمانيا

أثناء الحرب العالمية التانية، قدر "محمد حلمي" إنه ينقذ بنت يهودية اسمها "أنا بوروس جوتمان" 15 سنة، عن طريق إنه خباها، وضلل الجستابو طول سنين الحرب العالمية ولحد خروج النازيين من الحكم، ساعتها قدر يخرج البنت بشكل شرعي وتهاجر أمريكا.

خلال الحرب العالمية الثانية برضه، فضل يعالج مرضاه اليهود وغيرهم في عيادته ومنهم آنا، وساعدها تطلع أوراق رسمية جديدة، وقدر برضه يساعد والدها ووالدتها. "حلمي" اتجوز بعد الحرب من حبيبته الألمانية وفضلوا عايشين في ألمانيا لحد ما مات سنة 1982، وزوجته اتوفت سنة 1998، وفضلت "إسرائيل" تدور على أي حد من عيلته عشان تكرمه وتديله لقب "عزيز إسرائيل".

الدكتور محمد حلمي وعلى يمينه الست اليهودية اللي أنقذها وعلى شماله زوجته

إسرائيل قدرت توصل لشخص من عيلة الدكتور ونقلولهم رغبة الإسرائليين في تكريم اسم "محمد حلمي"، لكن العائلة رفضت بشكل تام ومازالت لحد النهاردة رافضة. حفيد أخته الدكتور "محمد ناصر القطبي" هو الوحيد اللي وافق يستلم التكريم لكنه اشترط إنه يبقى في أرض محايدة، فوصلوا في الآخر إن يبقى مكان التكريم هو مقر وزارة الخارجية الألمانية. 

الدكتور ناصر القطبي مع جده الدكتور محمد حلمي

الدكتور "ناصر القطبي" بيقول إن الدكتور حلمي حكاله عن البنت اليهودية اللي خباها في بيته وعيادته، وقاله إن عناصر الجستابو كانوا بيخطفوا البنات اليهوديات ويغتصبوهم، بعدين يودوهم معسكرات الاعتقال تمهيدا لحرقهم في الهولوكوست، هو قدر يسفر ناس كتير ويهربهم بره ألمانيا، لكن ماقدرش مع البنت عشان سنها صغير، عشان كده قدملها أوراق رسمية بتفيد إنها مصرية وإنها شغالة معاه في العيادة بتاعته عشان يخبيها عن الجستابو.

مع مراته الألمانية والسيدة اليهودية وأسرتها

أسرة الدكتور "حلمي" حاولت تخليه يرجع مصر بعد الحرب لكنه رفض، وقال إن بعد الحرب العالمية التانية وانقسام ألمانيا اتعوض واتكافئ بعد صبر طويل، وقدر يبني فيلا يعيش فيها مع مراته، وبقى من أهم أعضاء الجالية المصرية في ألمانيا.

طلب الدكتور "ناصر القطبي" من مؤسسة "ياد فاشيم" إنهم يحطوا الميدالية والشهادة في متحف خاص في برلين، عشان الناس كلهم يشوفوها، وتبقى شاهدة على التسامح الإنساني.