• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مبادرة من جهاز حماية المستهلك لحل 13 ألف شكوى للمواطنين في أسبوع
الموضوع اللي فات
السعودية هتستضيف ١٠٠٠ حاج مصري من أسر شهداء الجيش والشرطة

حكايات تماثيل وسط البلد.. عاش "مفروم" ومات بطل

تمثال تمثال حد لاقي

تقريبًا كل اللي أعرفهم من المحافظات وكانوا جايين القاهرة، بيطلبوا حاجتين: عاوزين نروح كايرو زووم، عاوزين نروح وسط البلد، بتاخد وقت على ما تقنعه إن مافيش مكان اسمه كايرو زووم، بس رغبة الناس في زيارة كايرو زووم بالنسبالي مفهومة، بس ليه وسط البلد؟ خصوصًا لما تبقى مش محدد مكان معين تروحه، أنت عاوز وسط البلد وخلاص. إيه بيجذب الناس في مركز المدينة ومش موجود في شبرا مثلا أو المعادي أو شارع مصدق؟ ليه مابتروحوش الدقي؟ الدقي حلوة عادي! شخصيًا أول مرة ليا في القاهرة، كنت منجذب لوسط البلد لسببين: عاوز أشوف ميدان التحرير كمركز لثورة مهمة، وكشري أبو طارق علشان مش مستوعب فكرة الراجل اللي عامل عمارة من 5 أدوار مابيقدمش فيهم أي حاجة غير الكشري.

حاجة كمان بتجذبني لوسط البلد: الحكايات. حكايات الأماكن والشوارع والميادين، سواء كانت حكايات تاريخية أو حتى حكايات شعبوية عن الناس القديمة اللي عاصرت المنطقة دي في عزها، حاجة كدة شبة الماستر سين اللي قدمه عادل إمام في "عمارة يعقوبيان"، لما وقف وهو سكران في ميدان طلعت حرب، يتحسر على البلد اللي كانت أحسن من باريس. التماثيل كمان ليها حكايات، كل ميدان أو شارع كبير في محيط وسط البلد، هتلاقي تمثال، بيجمع بينهم كلهم، إنهم لناس عاشوا حيوات صعبة أو ماتوا موتات مأساوية، اللي اتقتل واللي اتخون واللي مات مفلس واللي اتنفى، مافيش حد منهم أخد باتنين جنيه كريدت على أي حاجة عملها، وبعد ما مات بقاله ميدان وتمثال. داهية لبعد كام سنة نلاقي تماثيل لسياسين حاليين!

1- قولهم يا عم طلعت:
كل اللي تعرفه عن طلعت حرب إنه حرر الاقتصاد وعمل بنك وعمل مشاريع.. إلخ. ماحدش قال إن البنك فلس والراجل اضطر يستقيل وساب القاهرة وراح يعيش في قرية يهوي دماغه من اللي حصله. بسبب الحرب العالمية التانية، الناس قلقت على فلوسها وودايعها وسحبوا كل حاجة من البنك، قام وزير المالية حسين سري، قال لطلعت حرب، سيب البنك واحنا هنحل الموضوع، اضطر طلعت يستقيل في الآخر وسلم للحكومة بنك على شفا الإفلاس وماحدش راضي يساعده. الراجل ماكانش له ذنب وعمل كتير، بس الفرخة كلت عيالها. بعد ثورة 52، الضباط الأحرار حبوا يكرموا طلعت باشا، فحولوا ميدان سليمان باشا لميدان طلعت حرب، واتحط في نص الميدان تمثال للباشا، عمله الفنان المصري فتحي محمود.

2- محمد فريد اللي في ميدان محمد نجيب
عند مترو محمد نجيب، هتلاقي تمثال محمد فريد، سبحان الله يعني بس هو كده. تمثال فريد عمله الفنان منصور فرج، أما فريد نفسه فكان حقوقي مصري، عارفهم أنت العيال اللي بيتقال عليهم خونة وممولين وعملا دول؟ هو برضه اتقال عليه كده من بتاع 100 سنة. فريد حياته مأساة، من أصل تركي بس صرف كل فلوسه على القضية المصرية، فضل يناضل وفي الآخر الثورة ماقامتش غير بعد ما مات، مات هربان في أوروبا ومفلس، لدرجة إن أهله ماكانش معاهم فلوس علشان يرجعوا جثته لمصر، قام تاجر مصري شهم شال الليلة وسافر أوروبا على حسابه، جاب جثة فريد ورجع. فريد كمان في التاريخ مابياخدش اهتمام كبير، بيعتبروه مرحلة ما بين مصطفى كامل وسعد زغلول، رغم كل اللي عمله.

3- أحمد ماهر: الله طب وأنا مالي يا لمبي
حرب عالمية بين ألمانيا وإنجلترا وكل واحدة فيهم معاها شوية دول، تتحشر مصر في النص بسبب احتلال إنجلترا لينا، ويتقتل رئيس الوزرا المصري علشان شايفينه متحالف مع الإنجليز ضد ألمانيا! علينا احنا إيه من ده كله؟ ده اللي حصل مع أحمد باشا ماهر، رئيس وزراء مصر سنة 1945. الحرب العالمية التانية كانت بتشطب وهتلر اتسوح بالدول اللي معاه، بس مصر قررت فجأة تنضم للحرب على دول المحور لصالح إنجلترا، طب ليه يا عم ماهر؟ قالك علشان إعلان مصر للحرب معناه إننا دولة مستقلة ومش تبع إنجلترا، وده هيخلينا بعد الحرب نقعد مع الدول الكبيرة راس براس، ونطالب باستقلال حقيقي ومكاسب دبلوماسية وحاجات كده. وأول ما أعلن أحمد باشا ماهر القرار، أخد طلقتين في صدره من شاب اسمه مصطفى العيسوي ومات.

ماهر جايز كان غرضه نبيل، بس طالته تهم التحالف مع الإنجليز والخيانة اللي تستوجب الموت. وزي ما اتمرمط واتخون واتقتل، اتعمله تمثال سنة 48، على إيد النحات محمد حلمي يوسف، ومحطوط في الجزيرة اللي عند كوبري الجلاء. التمثال تحسه عاوز يجري بس مش عارف، بس هو شبه المرحوم الحقيقة.

4- سعد زغلول.. مافيش فايدة
عند كوبري قصر النيل، واقف سعد باشا بتمثاله اللي عمله محمود مختار سنة 1928، تشوفه من بعيد تقول "بيصبّع"، هو شاف في حياته اللي يخليه يعمل أكتر من كده، واتبهدل بعد ما مات كمان. سعد زغلول اتنفى مرتين، وإعلان الاستقلال اللي بهدل نفسه علشانه، إنجلترا ضربتهوله بالشروط اللي حطيتها، وكل مرة مسك فيها رئاسة الوزرا، استقال بمصيبة، حتى بعد موته، رئيس الوزراء إسماعيل صدقي رفض إن سعد باشا يتعمله ضريح لوحده، وقال لصفية هانم، نخلي الضريح لكل الشخصيات العظيمة ونوفر والمكان شرح ويساع. صفية قفشت ونقل الجثمان للضريح اتأجل لغاية سنة 36. الراجل اتمرمط عايش وميت، وآخرتها اتعمله تمثال عند إشارة الأوبرا اللي مابتتحركش تقريبًا.

5- عمر مكرم.. الصحاب في أجازة
كل لما تشوف تمثال عُمر مكرم في ميدان التحرير، لازم تفتكر إن صاحبك هو أول واحد هيغدر بيك والصحاب في إجازة ويا صاحبي ليه بعتني.. إلخ من حكم التكاتك والميكروباصات، علشان الراجل ده أخد غدر الصحاب كله لوحده. حارب مع المماليك ضد الفرنساوين واتصادرت أملاكه وهرب من القاهرة، بعدها مشيت فرنسا فرجع تاني وساعد محمد علي لحد ما وصله لعرش مصر، بعدها حارب الإنجليز في رشيد، فمحمد علي كافأه ونفاه لدمياط. رجع تاني القاهرة وقال للناس خلاص أنا كبرت ومش عاوز حوار الزعامة ده، فالناس راحت ثارت على محمد علي بسبب الضرايب، فرد عليهم السلطان بنفي عمر مكرم!

عمر مكرم هيتخلد دايمًا في الذاكرة الجمعية للقاهريين، مش علشان التمثال بتاعه، بس يكفي إن أي حد مهم بيموت، لازم يعمل عزاه في دار مناسبات عمر مكرم. حتى المتظاهرين كل لما كانوا بيحبوا يعتصموا في الميادين، كانوا يربطوا كل الخيام في تمثال عمر مكرم. الله يرحمه طول عمره حمّال أسية.

6-  مصطفى كامل.. مبسوط إنك مصريًا يا باشا؟!
علشان كده أنت بطل وجامد ومهم وزعيم متخلد في كتب التاريخ، علشان رغم إنك مت وأنت شاب صغير، عملت كل اللي تقدر عليه لبلدك، وعملت أول حزب في مصر، هو اتحرق بعدين، بس مش ذنبك، وصحيح كل اللي عملته ماطلعش بفايدة، بس وأنت مالك؟ وأينعم ماحدش غيرك تقريبًا فرحان إنه مصري، بس ده مايعيبكش أكيد. المرحوم اتعمله التمثال بتكليف من تلميذه محمد فريد، واللي عمله فنان فرنساوي اسمه "ليوبولد سافان"، واتحط في وسط البلد علشان يكمل كولكشن التماثيل اللي أصحابها طلع ميتين اللي خلفوهم.

7- إبراهيم باشا.. حظ دكر
في مثل مصري مشهور بيقولك "الحظ لما يآتي يخلي الأعمى ساعاتي"، ده بالظبط اللي ماحصلش مع إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد علي الكبير. الراجل ده ماتبهدلش في حياته، كان قائد الجيش ومقضيها حروب وفتوحات وانتصارات في كل مكان، بس الحظ بقى نقول إيه؟ فجأة أوروبا قلبت على محمد علي وسحبت منه كل الأماكن اللي سيطر عليها وراح مجهودك يا عم إبراهيم، وبعدين جاتله فرصة تانية إنه يبقى حاكم مصر بعد ما أبوه لسع في أواخر أيامه، فربنا يفتكر إبراهيم بعد 7 شهور من توليه الحكم. مش مكتوبالك يا إبراهيم، ولولا تمثالك اللي في ميدان الأوبرا ده ماكانش حد افتكرك أساسًا، حتى تاريخ ثانوية عامة كاتبين عليك نص صفحة باين! بس التمثال حلو ومصروف عليه بأمانة.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home