• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
١٣٦٧ جهاز غسيل كلوي جديد في المستشفيات الحكومية
الموضوع اللي فات
مصر الخير خصصت عائد ماراثون زايد لمستعمرة الجذام

حوار مع فنانة مغربية بتستخدم أجساد الحوامل للتعبير عن مشاكل الستات العرب

عملت شخصية سمتها "سوبر أم"
أعمال الفنانة المغربية فاطمة

لو سألت أي ست عن تجربة الحمل، هتحكيلك قصص عن التعب الجسدي ونصائح الدكاترة وساعات التفكير في اسم المولود، بس لو اتكلمت معاها على الصعيد النفسي، هتلاقي قصص مختلفة جدًا. الفنانة المغربية الفرنسية، فاطمة مزموز، عبَّرت عن تجربة حملها من خلال عملها كمصورة اتنقلت طول حياتها بين الثقافة العربية والغربية، عشان تطلع بخليط مثير للبعض، بس مرهق جدًا ليها. على كرسي في قهوة من قهاوي وسط البلد، قعدنا معاها عشان تكلمنا أكتر عن مشروعها.

بدأت "فاطمة" كلامها بازاي الرجالة بيدمنوا التدخل والتحكم في تفاصيل حياة الستات وشكل أجسادهن ولبسهن، وعبَّرِت عن رأيها في ازاي الستات يقدروا يقاوموا. كل ده وصوتها منخفض بدرجة كبيرة، لدرجة إني شكيت إن جهاز التسجيل اللي معايا واصله صوتها أصلًا، عشان زي ما قالت: "مش عايزة كل الرجالة في الشارع يعرفوا أنا بقول إيه".

في  مدينة كازابلانكا سنة 1974 اتولدت "فاطمة"، قبل ما يسافر أهلها وهي بعمر تلات شهور للاستقرار في باريس، عشان تبدأ رحلتها المستمرة -لحد دلوقتي- بين بلدها الأصلي وباريس. الرحلة اللي أثَّرِت في تكوين وعيها وهويتها، واللي دفعتها للاهتمام بالفن. في البداية كانت هاوية، ودلوقتي أعمالها الفنية ومعارضها بتتعمل في المغرب، فرنسا، مدريد، أستراليا، ومؤخرًا في معهد "جوتة" الألماني بالقاهرة.

عمل "فاطمة" في حد ذاته انتقائي وصادم على مستويات كتير، بتعتمد فيه على التصوير الفوتوغرافي الذاتي، وبتدخل فيه عنصر الفكاهة والتريقة لإبراز الفكرة الصريحة اللي بتقدمها من خلال عدسات الكاميرا. بتفهمنا أكتر عن شغلها: "كل قطعة بقدمها هي أنا، وكل قطعة هي محاولة مني لمواجهة أنظمة القوة اللي بتسيطر على عالمي، الأنظمة دي تتمثل فيه كراهية النساء والدعوة ضد المساواة، الهياكل ما بعد الاستعمارية، والتاريخ القمعي اللي بتورثه الأنظمة لمجتمعاتها".

"فاطمة" عاشت نص حياتها في المغرب، ونصها التاني في فرنسا، وفي الاتنين اتعاملت كغريبة، بتوضح: "كنت عربية بزيادة للفرنسيين، وعمر ما المغاربة تقبلوني كمغربية أو حتى عربية". بتوصف "فاطمة" مشكلة الهوية اللي عندها بالحرب الأهلية الداخلية، "الحرب بتزداد سوء، بس حولتها لفن. وبعد سنين من التصوير، لفّيت الكاميرا وصوَّرت نفسي". بكل ما تحمله نفسها من تعقيدات، متمركزين في جسدها زي ما بتحب توصف، قررت تصوره تحت عنوان "سوبر أم". وقفت "فاطمة" وبطنها أمامها لمسافة مش قليلة بسبب الحمل، واتصورت بكعب عالي، قناع أسود أشبه بالنقاب، وبكيني، عشان تطلع الصورة وهي صادمة بشكل مش طبيعي. بتقول عن التجربة الأولى، "جمعت كل المتناقضات، كنت منقبة ومقاتلة وأم باعتبار ما سوف يكون وست سادية وسوبر هيرو، كل ده في صورة واحدة".

ومرة بعد مرة، وفي كل صورة فنية بتعملها، بتربطها بطريقة أو بأخرى بالحمل وأجساد الحوامل، "أنا حملت مرتين، وفي المرتين كنت بستخدم جسدي للتعبير عن نفسي". "فاطمة" سبق وكتبت كتاب مصور كامل حول الحمل، بتقول عنه: "ماشعرتش إن صوري فيها أمومة، شعرت إن فيها مرأة في صراع".

"لما كنت حامل حسيت إني حيوانة، بس برضه كنت حاسة إني ست، فـ قررت أعمل القطع الفنية دي وأعبر بيها عن كل الصور النمطية للستات بس وهما حوامل، زي اللبس اللي بيدي هوية نسائية، فـ خرجت القطع الفنية كعرض للتضاد بين الطبيعة المتمثلة في الحمل وشكل أجساد الحوامل والثقافة المترسخة للأنثى". بتوصف "فاطمة" الفترة دي في حياتها بإنها اتحولت لوحش، "مع العمل كل حاجة بتتغيير، أوقات النوم والاستيقاظ، ربط الجزمة، كل تفصيلة كنت بعملها بشكل أوتوماتيك أصبحت محتاجة ترتيب وتخطيط طويل".

"فاطمة" كانت بتشتغل أثناء حملها، ووجدت أن كل حاجة حواليها كانت مألوفة، بس عقلها كان شاغله حاجة واحدة بس، "المقاومة". بتوصف أكتر، "كان عندي شعور بالهامشية. شعور إني عايشة في مكان ما غريب، في جسد غريب. لإن ماحدش بيشوفك كما أنت أبدًا، أنا عايشة دايمًا في هيئة تانية، عايشة دايمًا في جسد الوحش".

"سوبر أم" اتحولت لرمز مقاومة عند "فاطمة". هي على صعيد بتحاول تغير أفكار الناس اللي بيرفضوا المساواة بين الجنسين وبيرفضوا طبيعة أجساد النساء سواء حوامل أو حائضات، وعلى الناحية التانية بتحارب عنف الحكومات والتضييقات اللي بيفرضوها على الستات.

في فيديو لمدة 27 ثانية، ظهرت "فاطمة" وهي لابسة لبس "سوبر أم" في حديقة أطفال مليانة لعب أطفال بتلعب بيهم بعنف، بتوصف الفيديو بإنه تشبيه لوضع اللاجئيين والمغتربين في الدول الأجنبية: "بيدونا حرية نلعب ونعيش، زي الطفل لما تأكله وتشربه وتسيبه يلعب، بس في الآخر فيه سقف وفيه حدود مانقدرش احنا، والأطفال، نعديها".

"فاطمة" ماتمنعتش لمرَّة واحدة من عرض شغلها في المغرب، حتى الصور العارية بشكل كامل، وصور الست الحامل واللي تعتبر تحدي صارخ ضد المفاهيم العربية للأمومة المحافظة، وتوقعات الجنسانية الشبابية والعاطفية، وغيرهم من المعتقدات الظالمة والصور الثقافية التقييدية، على العكس، اتعرضت للرقابة في فرنسا مرتين، لمَّا اتلغى عرضها في اللحظة الأخيرة من غير إبداء أسباب واضحة، بس "مازوز" بتعتقد إن المشكلة كانت مشكلة رقابية.

بتختم "فاطمة" كلامها: "الخطر الوحيد في شغلي هو حريتي الشخصية، في الآخر أنا جاية من ثقافة بربرية بتعتبر أخطر شئ على وجودها المرأة القوية، ولو ست متحكمة في جسدها ومابترجعش لذكر في تحديد حاجة تخص جسمها، ده بيمثل للبربر تهديد، وعليه، أنا كمان بمثل لهم تهديد".

شوف أعمالها أكتر من هنا.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home