• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
استكمال بناء سد النهضة الأثيوبي هيتأخر عن ميعاده 4 سنين
الموضوع اللي فات
عراقية فازت بجائزة نوبل هتبني بقيمتها مستشفى لضحايا العنف الجنسي في العراق

التوحد والعنف وتأخر الكلام.. إزاي فيديوهات يوتيوب بتأثر على الأطفال؟

daddy finger daddy finger where are you؟
طفل يشاهد أغاني على يوتيوب

زمان لما كنا صغيرين، كنا بنخترع ألعابنا بنفسنا وندخل في قصص خيالية ونعمل بيوت من المخدات، وكان بيبقى يوم الهنا لو سمحولنا أهلنا ننزل نلعب في الشارع كل جمعة، بس دلوقتي مع مواليد أواخر الألفينات الوضع اتغير، وبقى اختراع الألعاب واللعب في الشارع حاجة تقريبا مش موجودة، واللعب دلوقتي بقى إن الطفل من عمر سنتين أو أقل بيمسك التابلت أو التليفون ويقعد يتفرج على فيديوهات على اليوتيوب أو يفضل قاعد يتفرج على طيور الجنة ومؤخرا قنوات زي كوكي ومودي.

ويمكن ده بيساعد الأمهات بشكل خاص من إنهم "يسكتوا العيل" ويريحوا دماغهم شوية من دوشته، فبيبقى الحل انه "هشغل للواد التليفزيون يلهيه" أو خد التابلت ولا التليفون اهه اتفرج على سبايدر مان و لا البيض اللي بيطلع ألعاب، بس اللي بيحصل انه –للأسف- كتير من الأمهات مابيبقوش مدركين ان إشغال الطفل بالمنظر ده بتكون خطيرة جدا لو كانت من غير حساب أو رقيب، لأن الموضوع مش مجرد إن الطفل بيتفرج على حاجة تسليه، لكن الأطفال من سن سنة بيتأثروا نفسيا واجتماعيا وأحيانا صحيا بشكل كبير باللي بيشوفوه واللي بيتلقوه، فلو ماكناش واخدين بالنا ومراقبين الوضع كويس الموضوع بتبقى عواقبه مش قليلة.


في  دراسة حديثة أجرتها "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" في 2017 قالت أن الطفل يقضي سنويًا في المتوسط حوالي 900 ساعة في المدرسة وحوالي 1023 ساعة قدام التليفزيون، وده معناه أن معظم الأطفال بيقضوا وقت أطول قدام التلفزيون يزيد عن اللي بيقضوه في فصولهم الدراسية.

بتبدأ "سهيلة" 30 سنة- دكتورة نساء وتوليد كلامها معانا عن ابنها، بتقول "لما كنت بشتغل في السعودية، ابني "أحمد" كان عمره سنتين وبسبب طبيعة شغلي كطبيبة كنت بسيبه لأوقات طويلة في البيت مع مربية أجنبية، وبحكم طبيعة شغلي كنت ممكن أقضي 12 ساعة بره البيت وأروح ألاقي الولد نام وكان ممكن أبات بره بالـ 24 ساعة طبعا، بعد فترة لاحظت انه ساكت على طول لا بيطلب أكل ولا بيزن على حاجة وأوقات كتير لما أنده عليه مايردش، فلاحظت انه انطوائي، أخدته لدكتور أطفال في المستشفى اللي بشتغل فيها سألني لو كان الطفل بيعاني من حالة توحد من فترة، ساعتها اتفاجأت جدا وقلتله إن ابني طبيعي وماعندوش توحد، فقالى إن الولد في مرحلة أولى أشبه بمرض التوحد ولازم يروح لدكتور مختص".

كملت "سهيلة" كلامها معانا إنهم بعدها فورًا قرروا ينهوا هي وجوزها كل أعمالهم في السعودية ونزلوا مصر عشان يعرضوا الولد على دكاترة متخصصين وفاهمين أكتر، "كذا دكتور أكدولي ان الحالة اللي وصلها الولد هي من كتر الفرجة على نفس القنوات طول الوقت وإنه بيتلقى نفس المادة ونفس المعلومات دون تجديد ولأوقات طويلة دون رقابة، ومابيبذلش أي مجهود فكري في لعب أو تفاعل مع حد، وكان الحل هو انه يبدأ تدريجيًا في التقليل من الفرجة على فيديوهات وقنوات الأطفال ويبدأوا يدخلوا أنشطة تانية في حياته ويروح حضانة يتعامل فيها مع أطفال تانيين من سنه".

بتختم "سهيلة" كلامها معانا "بعد سنتين من العلاج المستمر مع دكاترة نفسيين وأخصائيين تخاطب ابني دلوقتي 4 سنين واتحسن بشكل ملحوظ، وبقيت بسيبه يتفرج على التابلت أو التليفزيون بحد أقصى ساعة واحدة بس في اليوم".

من التليفزيون لليوتيوب

ياسمين- ربة منزل 29 سنة بتحكي، "لما خلفت ابني التاني انشغلت بيه جدا فبقيت بسيب بنتي وقت طويل ماسكة التليفون بتاعي بتتفرج على فيديوهات الأطفال، وبعد فترة اشتريتلها تابلت أطفال خاص بيها تتفرج عليه، بقيت بلاحظ انها خاملة جدا وقالولي في الحضانة انها عنيفة وبتضرب زمايلها، وبقيت لما أتكلم معاها انا أو والدها مابتردش علينا أو بترد بكلمات غير مفهومة وكأن اللي بيتكلم طفل عمره سنتين مش 3 وداخل على 4، بعد ما فشلت محاولاتي في انى اقلل من عنفها واخليها تتفاعل معانا في البيت، وديتها لدكتور أطفال قالى إن مشكلتها نفسية ووصاني أوديها لدكتور نفسي متخصص في طب الأطفال".

 كملت "ياسمين" كلامها وقالت "الدكتور بعد سؤالي عن عاداتها في البيت وصل ان السبب في حالتها هو الفرجة الكتيرة على فيديوهات الأطفال على اليوتيوب و على قنوات الكارتون، وانها عنيفة واتأخرت في الكلام و تعاملاتها الاجتماعية اتدهورت لأن بدأ يتطور عندها حالة أقرب للتوحد، بسبب انها بتقعد أوقات كتير جدا مابتتحركش ولا بتفكر ولا بتتفاعل لكن بتتلقى اللي بيوصلها من الفيديوهات دي بس". 

بنت "ياسمين" رجعت صفين دراسيين ودخلتbaby class  مرة تانية لأن الدكتور نصحها بدل ما توديها المدرسة ويبقى مستواها أقل من عمرها ومن زمايلها، فكان لازم  ترجع لصف دراسي أصغر عشان عقلها يقدر يستوعب المناهج، وكمان لأن تعاملاتها وتفكيرها أصغر من سنها فكان لازم تقضي فترة أطول في مرحلة التعامل مع الأطفال من عمرها االفكري والإجتماعي قبل ما تدخل الصف الدراسي  المناسب لسنها الحالي "4 سنين" وترجع تتعامل مرة تانية مع الأطفال من سنها.

ملينا وزهقنا وطفشنا شو هالحالة؟

في  دراسة لقسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى الرازي في تونس سنة 2017، وبسبب وجود حالات خطيرة تواجه سمع الأطفال كشفت عن ان السبب هو بقاء الأطفال ساعات طويلة بيشوفوا قنوات الأطفال بشكل متواصل ولأن القنوات دي بتعيد نفس الأغاني طول مشاهدة الأطفال لها.

وقالت الدراسة ان قنوات زي "طيور الجنة" و "براعم" كانت من أكتر القنوات اللي اتسببت في تدهور سمع الأطفال ودخولهم في أزمات نفسية وإصابتهم بحالات قلة التركيز، وكمان أثرت على الحالة الذهنية لعدد من الأطفال اللي تم فحصهم.

"آمال" 32 سنة أم لطفلتين 9 سنوات و 6 سنوات، بتحكي عن تجربة أطفالها مع مشاهدة قناة "طيور الجنة" المشهورة لفترات طويلة، وإزاي أثرت على بناتها، بتقول "بناتي مش صغيرين فكنت بسيبهم يتفرجوا على اللي هما عايزينه وخصوصا في إجازة الصيف، مع الوقت لاحظت ان طريقة كلامهم اتغيرت وبقوا يردوا عليا بلهجة لبنانية أو سورية وبكلمات زي اللي بيسمعوها في الأغاني، وكانوا بيتكلموا كده في المدرسة برضه، وكمان بقوا يرفضوا إنهم يشوفوا فيلم مثلا، وبقوا منعزلين شوية وممكن لو سيبتهم قدام القناة دي يقعدوا قدامها بالساعات مايزهقوش ولا يقوموا من مكانهم."

بتكمل "آمال" كلامها معانا وبتقول انها اضطرت في الآخر توديهم لدكتور تخاطب عشان يحسن من لهجتهم والطريقة اللي بيتكلموا بيها، وإن الدكتور نصحها إن العلاج إنهم يبعدوا تمام عن القناة دي بالتدريج ومايتعرضوش لأي مادة بتعرضها القناة دي أو شبيهه ليها، "عملت بكلام الدكتور فعلا وبقيت أقلل القت تدريجيا من ساعيتن لساعة ونص لساعة وهكذا، لحد ما شيلتها من على التليفزيون خالص ومابقوش يتفرجوا عليها، احنا لسه في مرحلة التخلص من آثار القناة دي وهما الحمد لله بيتحسنوا".

في دراسة لجامعة النجاح الوطنية في نابلس عن تأثير قناة طيور الجنة على مهارات الطفل الجتماعية والنفسية قالت نتائجها ان خطر متابعة قناة طيور الجنة لفترات طويلة وزيادة ساعات المشاهدة بيتسبب في بطء استجابة الأطفال والتأثير على ساعات نومهم، وانعزالهم.

Johny johny, yes papa

"عصام" -30 سنة- مهندس مدني وأب لطفلين "عمر" 6 سنين و"ندى" 4 سنين، بيحكيلنا إزاي بيتحكم في الوقت اللي بيقضوه ولاده قدام القنوات او في مشاهدة النوع ده من الفيديوهات، بيقول "لما لقيت انا نفسي بدندن الأغاني اللي هما بيتفرجوا عليها وأقعد –وأنا مش واخد بالي- أقول Daddy finger, daddy finger where are you، و johny johny, yes papa ، خدت بالي انه اذا كان أنا وكبير الأغاني دي علقت معايا ودخلت جوه دماغي، أمال تأثيرها إزاي على ولادي؟ فبقيت أنظم الموضوع أنا ومراتي انهم يتفرجوا على فيلم كارتون واحد في اليوم واحنا اللي نختاره أو يسمعوا أغاني معينة و تبقى تعليمية بس و لأوقات محددة، لكن مابقوش يقعدوا من غير رقابة أبدا".

كمل "عصام" كلامه معانا بأنه ولاده طبعا بيزنوا عايزين التابلت أو الموبايل، لكن هما بيشغلوهم بأنهم يلعبوا سوا أو يقرأوا قصة مثلا ومع الوقت وبشوية صبر بدأ زنهم على التابلت والموبايل يقل كتير وبقوا يلعبوا مع بعض أكتر.

الأمهات والأباء اللي اتكلمنا معاهم وصفوا احساسهم كلهم بالذنب لأنهم اعتبروا نفسهم سبب أساسي في الحالات اللي وصلوا ليها أطفالهم، سواء بسبب التأثيرات الصحية أو النفسية السيشة اللي حصلتلهم بسبب تعرضهم لفترات طويلة للنوع ده من المادة أو بسبب غياب رقابتهم عنهم بشكل ما لإنشغالهم بوظائفهم وشغلهم، لكن مهما كانت درجة الإنشغال مفيش شك ان الرقابة على المحتوى اللي بيتعرضوله  الأطفال مطلوبة ولابد منها، وإلا بتكون الواقب سيئة إلى حد كبير وفي معظم الأوقات مفيش أي طريقة لتفاديها.

*تم تغيير أسماء الآباء والأمهات والأطفال في الموضوع  بناء على طلبهم للحفاظ على خصوصيتهم

Home
خروجات النهاردة
Home
Home