• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السفارة الألمانية في مصر هتعمل كاس العالم للسفارات
الموضوع اللي فات
مصري حاول ينتحر من فوق هرم خوفو عشان مش لاقي شغل

حوار مع بسمة الجابري.. صاحبة أول مدرسة بتعلم سواقة "سكوتر" للبنات

بدأت في 2013

أخر علاقتي بالعجل كانت في 4 ابتدائي، لمَّا وقعت وأنا بسوق عجلة. مش دي المشكلة، المشكلة إنها كانت ببدالات كمان! بعدها اتعقدت من العجل وقررت أركز في مسلسلات فيفي عبده أفيد، ولحد ما وصلت الجامعة، ماكانش ليّا علاقة بالسكوترز والموتوسيكلات، ولا حتى صحابي بيستخدموهم، والمرَّة الوحيدة اللي سمعت فيها -لحد وقتها- عن ست بتسوق موتوسيكل كانت سماح أنور، وكان بيتقال عليها "البت المسترجلة اللي قاصة شعرها وبتسوق موتوسيكل".

لسَّه في ناس بتقول على البنت اللي بتسوق موتوسيكل أو سكوتر -والفرق بينهم إن السكوتر أوتوماتيك لكن الوتوسيكل مانيول- مسترجلة أو مش محترمة، بس بالرغم من ده، كل يوم في بنت جديدة بتقرر تتعلم سكوتر عشان تقضّي بيه مشاويرها. لأسباب مختلفة زي إنها ماعهاش فلوس كافية تجيب عربية أو شايفة البنزين هيبقى مُكلِّف كل شهر أو مستخصرة الساعات اللي هتضيع منها كل يوم في الزحمة. الخطوة الأولى اللي بتفكر فيها البنت قبل ما تسأل نفسها هتقابل مضايقات قد ايه في الشارع، هي "هاتعلم سكوتر فين؟". وصلت مدينة نصر ووقفت جنب أرض المعارض، مستنية "بسمة الجابري"، صاحبة أول مدرسة لتعليم السكوتر للبنات، تخلص تدريب.

"بسمة الجابري" كانت في يوم من الأيام زي البنات دي، عايزة تسوق سكوتر عشان توفَّر فلوس ووقت، قبل ما تاخد خطوة الشراء والتعليم، عملت بلوج Girls go wheels عشان تسأل البنات عن رأيهم وتجاربهم، لو في حد منهم جرّب سواقة السكوتر وقابلوا إيه في الشارع، بعدها اتشجعت واتعلمت وبدأت تنزل بيه. في 2013 قررت تعمل أول مدرسة لتعليم البنات سكوتر في مصر، بتقول إنها عملت مدرسة عشان "الموضوع كان ماشي بمبدأ الفهلوة، فـ حسيت إني عايزة أقولهم يعملوا إيه ومايعملوش إيه".

عاش يا مصر

لمَّا قابلت "بسمة"، كنت متوقعة إنها قابلت مشاكل في تقبل الناس ليها في الشارع وهي سايقة سكوتر، على الأقل في البداية، لكنها فاجئتني بإن العكس اللي بيحصل، بتقول "كنت خايفة من المضايقات في الشارع، لكن من يوم ما نزلت لحد النهاردة بشوف العكس! اللي يوسع لي واللي يقول لي جدعة". بتكمل وهي بتضحك "حتى المعاكسة بقت مضحكة وبقوا يقولوا لي يا وحش". وأحلى جملة اتقالت لها كانت "عاش يا مصر". كلام "بسمة" بيطمن بنات كتير من اللي بيروحوا يتعلموا معاها وبيشجعهم ياخدوا خطوة قريب هتبقى طبيعية وماحدش بيستغربها، الناس هتبقى بتبص للي سايقة سكوتر زي اللي سايقة عربية زي اللي ماشية على رجليها.

الظروف بتحكم

لو في واحدة بتخاف من حوادث الموتوسيكلات زيي وبتترعب لمَّا تشوف موتوسيكل ماشي سريع، "بسمة" بيبقى مجهودها مضاعف، فـ هي مش بس بتعلِّم البنت ازاي تسوق، لكن بتعلِّمها في الأساس تبطل تخاف من حركة السكوتر وتعرف توزن نفسها عليه. "لو البنت بتعرف تسوق عجل ده هيساعدني كتير، ولو مابتعرفش باقولها تتعلم لفترة عشان تعرف توزن نفسها وحركتها على السكوتر"، طول البنت برضه من العوامل اللي بتفرق في مدة تعليمها.

"بسمة" بتقول إن مافيش مدة محددة للتعليم؛ "في بنات بتحتاج يومين بالظبط وبنات بتقعد شهر". الفرق في المدة بيكون بسبب ظروف البنات مش مهاراتهم، "يعني لو واحدة عندها أولاد هتعوز تتعلم في يوم، لكن لو واحدة وقتها يمسح هتبقى عايزة تاخد وقتها وراحتها في التعليم".

وعلى الرغم من صعوبة التعلم لبعض البنات، إلا إنهم شايفين الموضوع يستاهل. لمَّا سألت "بسمة" عن مميزات السكوتر، قالت لي ورقة وقلم واكتبي ورايا يا ست الكل: "أولًا سعره رخيص نسبيًا، بيبدأ من 20 ألف، وممكن تفوّليه بـ 25 جنيه تفويلة تقعد معاكي 5 أيام وتمشيكي 150 كيلو، وبـ 150 جنيه تعمليله صيانة ويرجع عروسة، ده غير إن المشوار اللي بيخلص في ساعة ممكن تاخديه في تلت ساعة".

سكوتر "بسمة" يعتبر صديق قريب ليها، فـ هي بتستخدمه في مشاويرها الخاصة وشغلها الأساسي كمديرة حضانة، وفي حصص تعليم البنات سواقة السكوتر كمان. من على السكوتر في بنات كتير اتعلِّموا ازاي يسوقوا وده سهِّل عليهم حياتهم اليومية وفي بنات خدت الموضوع كمصدر دخل وفتحوا هما كمان مدارس للتعليم، جمعية ودايرة يابا.

عائلة "بسمة" كانت داعمة ليها بشكل كبير، سواء أخواتها البنتين اللي اتحملوا مسؤولية المدرسة أثناء فترات غياب "بسمة" بسبب الجواز، أو جوزها اللي اتعرفت عليه في مدرسة تعليم سكوتر ودلوقتي بيدعم مشروعها وبيساعدها في الجانب الميكانيكي من شغلها. بسبب سواقة جوزها للسكوتر من زمان، كان بيسمع كلام سلبي كتير يمكن حتى أكتر منها هي؛ "في الشغل كانوا بيقولوا له حد يسيب العربيات ويركب فيزبا؟!". مصطلح فيزبا بشكل عام بيضايق "بسمة".

البنات اللي بتتعلم مع "بسمة" جايين من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة، فيه اللي من إمبابة وفي اللي من الزمالك، الأم والعزباء. بنات مختلفين عن بعض لكن قرروا يوفَّروا وقتهم وفلوسهم ويتحرَّكوا بالسكوتر.

 

Video by: MO4 Network
Photography: Fares Zaitoun

Home
خروجات النهاردة
Home
Home