لو فتحت التلفزيون على مدار اليوم، هتلاقي برامج كتير بتخاطب المرأة وبتقولها ازاي تاخد بالها من مظهرها؛ غالبًا هتسمع خمس خطوات سرية للوصول للقوام المثالي وخلطة المايونيز لتغذية الشعر. "أنتي أحلى مع جويل" و"أنتي أحلى مع أمينة شلباية" وغيرهم برامج كتير بتتكلم في نفس الموضوع، لكن لو دوَّرنا على برامج بتكلم الرجالة عن شكلهم وجسمهم ومخاوفهم، هنلاقي كام؟

ولو شفت ولدين بيتكلموا عن مظهرهم وواحد فيهم بيشتكي للتاني من "فسفوسة" طالعة له مثلًا هاتحس إن الموضوع مريب أوي، رغم إنه ممكن بنتين يقعدوا يتكلِّموا لمدة مش قليلة عن مشكلة في مظهر واحدة فيهم بتضايقها والموضوع يبقى عادي وغير مستهجن خالص. ازدواجية المعايير دي سببها إن في مصر والعالم العربي، لو راجل اهتم بمظهره كتير، يا يبقى بيخون مراته يا يبقى عيل طري، مالهمش حل تالت.

الحمدلله إني بنت، طبعًا في مميزات كتير للموضوع مافيش مجال لذكرها هنا، لكن ميزة منهم، هي إن ولاد كتير ماتكسفوش يقولولي إيه الحاجات اللي بتضايقهم في شكلهم، غير المناخير، عشان دي بتضايقنا كلنا الحقيقة، غالبًا لو كنت ولد زيهم ماكانوش هيتكلموا بأريحية خوفًا من إني أقولهم "أسد ياله في إيه؟!".

*راسي بتنوَّر في الضلمة

قلة الشعر اللي غالبًا أسبابها بتكون وراثية، بتضايق رجالة كتير، "ك.أ" اللي بدأ شعره يقع بكثرة وهو عنده 25 سنة، بيقول: "أكتر حاجة بتضايقني إني هاتصلع قبل ما أخش دنيا، عايز أبقى بشعر في صور فرحي على الأقل يعني". الصلع مشكلة بيعاني منها نسبة مش قليلة في مصر، لدرجة إنهم في 2006 أسسوا رابطة ليهم. بغض النظر عن جمل المجاملة المفقوسة أوي، زي "الأصلع هو الأوسم" دائمًا، في حقيقة واحدة بتقول إن مافيش راجل أصلع مبسوط.

الموضوع بدأ بدري أكتر مع "ع.ع"، اللي بيقول إن شعره بقى يُقع من وهو 19 سنة، فـ لمَّا وصل للـ 28 كان الموضوع بالنسباله عادي وروتيني وجزء من شكله مابيضايقهوش بأي نسبة. "بقيت أحلقه بنفسي لمَّا يطلع ع الجناب كده، متعود على راسي كلها فاضية".

*شعر صدرك ده ولا حشائش السافانا؟

خير الأمور الوسط، زي ما قلة الشعر تغُم، كمان كثرته تضايق، وكما قال أعرابي حكيم "إيد الراجل المُشعر بتبقى شبه حشاش السافانا"، ده كده إيده بس وبلاش نتكلم عن مناطق مُشعرة أكتر بقى.

في الدول الغربية وبعض الدول العربية، مقبول مجتمعيًا إن الرجالة تشيل شعر جسمها الزيادة، أو اللي مش زيادة برضه، لو مضايقه، لكن في مصر الموضوع مرتبط بالمثليين بس، وده هتلاقيه في مشاهد سينمائية كتير، آخرهم في فيلم "طلق صناعي". المهم إن الرجالة في مصر لو اتولدوا مُشعرين بيبقوا بين خيارين، يا يشيلوه ويتقال عليهم ****، يا يرضوا بنصيبهم حتى لو شكل الشعر مضايقهم أو مضايق شركائهم.

"ي.ع." بيقول إنه أول مرَّة شال شعر صدره كان قبل المصيف، عشان بيتكسف يلبس مايووه وشعر صدره يبقى "منعكش" كده. "أول ما أمي شافتني بحاول أشيله سكتت خالص وطلعتني من الحمام. بالليل أبويا كان عرف وبيتناقش معايا، أول ما قولتله إني متضايق من شكلي ومن كتر الشعر ضربني وقاللي أختك بس اللي تتضايق من شكلها لكن أنت مش مهم شكلك".

"أ.ا" كان لسّه هيستفيض في قد إيه شعر جسمه مضايقه بس للأسف زمايله البنات بدأوا يحكوا عن مدى اشمئزازهم من الراجل أبو شعر كتير، واحدة مثلًا قالت قد إيه صعب تشوفي شعر صدر راجل من زرار القميص اللي فوق، وأنا أكاد أجزم إن وقتها "أ.ا" كان بيبُص على زرار قميصه وبيتأكد إنه مش المقصود! احنا آسفين يا صلاح. المهم بعد ما البنات خلّصوا وصلة الحكي اللي ماحدش طلبها منهم، "أ.ا" قال إن أكتر حاجة بتضايقه بعد وزنه اللي كان زيادة هي شعر جسمه.

على الرغم من إن البعض بيعتبر الشعر الزيادة دليل على الفحولة، وفي نجوم معروفين كانوا بيتعمدوا يظهروا شعر صدرهم، "ج.ر" بيتضايق من الصيف عشان بيتكسف يلبس مايوه، "صاحبت كذه بنت كانوا بيتضايقوا من الشعر الزيادة، فـ بقيت معتقد إن الشعر الزيادة ده عيب فيّا، وأي مرَّة بكون على البحر بفضل لابس التي شيرت عشان شعر صدري مايبانش".

مش مهم المجتمع شايفه دليل على إيه، طالما الموضوع مؤذي نفسيًا لبعض الرجالة ومحتاجين يشيلوه، امتى هتبقى إزالة الشعر الزائد للرجالة أمر عادي في مصر؟

*يادي الطول يادي الطول

يادي الطول يادي الطول، "ع.ع" و"م.س"، غالبًا محتاجين يسمعوا الإفيه ده كتير عشان يصدقوا إن طولهم ميزة للبعض وحاجة جذّابة جدًا. "م.س" اللي طوله 205 سم، شايف إن طوله لطيف ومش مضايقه في حاجة، بس بيقول "نفسي ألاقي هدوم مقاسي بسهولة!". "ع.ع." برضه مشكلته في المقاسات الكبيرة، رغم إن طوله مش كبير أوي، 188 سم، لكن مقاس رجله 48.. أيوة زي ما قريت. فـ طبعًا صعب يلاقيه، "و*** يعني ما أنا مش هافصّل كوتشيهات!".

رجالة كتير طول قامتهم محدود ممكن يشوفوا مشكلة "ع" و"م" تافهة، يعني على الأقل مافيش بنت بترفض عريس عشان طويل، بس للأسف في رجالة بيترفضوا عشان قصيرين، زي "ي.أ." كده.

*القصر خيبة؟

صعب تقنع واحد قصير بيتعرض للتريقة وبيتأذي نفسيًا طول عمره، إن القصر مش خيبة ولا حاجة، خاصةً لو التريقة كانت جاية من واحدة من الجنس الآخر، ويا سلام بقى لو الواحدة دي بيحبها!

"ي.أ" مش قصير أوي، 167 سم، بس بالنسبة لصاحبته اللي كانت 173 سم، كان الموضوع مُلاحظ. علامات كتير كانت بتقول لـ "ي" إن صاحبته عندها مشكلة مع طوله، بس كعادة المُحبّين كان بيكذب نفسه، "في الأول كنت بحسها مش عايزة نقف سوا في مكان عام فيه حد يعرفنا، ولازم نتصور واحنا قاعدين." في نقاش من ضمن النقاشات طلبت منه يفصّل جزمة بكعب لحفلة خطوبتهم بحيث يبان أطول شوية، الموضوع كان بالنسباله صغير بس مش مشكلة المهم هي تتبسط، لكن لمَّا ماقدرش يوصل للجزمة أم كعب، البنت صممت على طلبها، ولمَّا سألها بشكل صريح لو بتتكسف من طوله قالت له اه، "هنرقص إزاي سلو وأنت أقصر مني؟".

"ع.ا" بيقول إنه قصره مش مضايقه في المطلق، بس "نفسي البنات يبطَّلوا يربطوا بين طولي وبين قدرتي الجنسية، الأعضاء الذكورية حاجة وطول الجسم حاجة تانية خالص".

*عنده لامؤاخذة

من المتعارف عليه إن الصدر والمؤخرة من علامات الأنوثة وحاجات بنات بس، ولو ولد عنده منطقة من المنطقتين دول بارزة شوية، الموضوع بيبقى "مسخرة فشخ" زي ما قال "أ.إ". لما طلعت موضة الجواكت الطويلة للولاد، انتشرت بوستات تريقة كتير بتقول إنهم بيلبسوها عشان يداروا مؤخرتهم زي ما البنات بتعمل. بالنسبة لـ "أ.س" ده كان تريند سخيف جدًا، "معظم صحابي الولاد كانوا بيعملوا لي منشن في البوستات دي عشان مؤخرتي كبيرة والمفروض أضحك معاهم وكده".

رغم إن "أ.س" الموضوع كان بالنسباله سخيف، بس هو أكثر حظًا من "أ.ه" اللي بسبب ضخامة صدره وتريقة صحابه على الموضوع ده من أول ما بدأ يكبر، لمّا انتشر على الفيسبوك بوست "مافيش واحدة هتحب تصاحب واحد صدره أكبر من صدرها" اتصل بصاحبته يتحجج لها ولغى ميعاد مقابلتهم، "فضلت أقيس كل القمصان اللي عندي وأقلعهم ومش قادر أشيل من بالي إنها هتلاحظ إن صدري كبير وتسيبني".

"أ.ه" اتجوز نفس البنت وشافت حجم صدره وماكنش ليها تعليق عليه، "اكتشفت إني بقالي سنين بفشخ في نفسي من حاجة احنا اللي اخترعناها أصلًا، لا هي قالت حاجة ولا الموضوع يستدعي أصلًا الرعب اللي بنعيّش نفسنا فيه".

*الميزان عدو الإنسان

لمَّا بنتكلم على الأوزان، بيجي في بالنا أكتر التريقة على أصحاب الأوزان الكبيرة وأغلب الوقت بننسى إن أصحاب الجسم الأرفع من المتوسط بيتفشخوا برضه. "ن.ف" بيقول إنه في فترة كان مابيحبش يلبس مايووه وينزل البحر عشان طويل ورفيع. فـ يعني لا تخين سايبينه ولا رفيع سايبينه. "ف.ص" بيقول إن جمل زي "أقلع وريهم العار" منتشرة بين شلل الولاد اللي بيصيفوا سوا، عشان "كل شلة فيها واحد تعيس رفيع بيتسف عليه وبيضطر يسكت عشان مايقولوش عليه مابيقبلش الهزار ودماغه صغيرة".

*خدود يوغتي يوغتي

"أ.ا" قاللي إن في بنات كتير كانت بتقوله إن شكل خدوده المقلبظة مش حلو، وبصراحة دي كانت أول مرَّة أسمع فيها عن حد مابيحبش الخدود! بس بعد ما سألت كذه صديق، قالوا لي إن الموضوع منتشر بين الولاد. "م.م" حاول يفهِّمني أكتر عن الموضوع "اللي بيتخن من خدوده بيكون غالبًا مسخرة الشلة، بنشوفه Baby Face كده مش راجل بقى ويعجب ويجيب مع البنات. غالبًا البنات بيشوفوا كده برضه ومابيحبوش أبو خدود"

*الطاقية جزء لا يتجزأ من فترة التجنيد

في مصر اللي بيحلقوا زيرو نوعين، يا واحد ده ستايله وحابّه، يا مجند ربّنا يتولاه. "م.ص" كان من النوع التاني، ولمَّا سألته ازاي تفصيلة صغيرة زي دي تلاقي مساحة في تفكيرهم، قاللي "أنتي عارفة الجيش صعب قد إيه؟ تخيلي بقى إن وسط كل السحلة دي تلاقي وقت وتفكري في شكل ودانك لمَّا تنزلي أجازة".

الموضوع مكرر مع كل الصُلع تقريبًا، "ك.أ." مثلًا شايف إنه حفظ الإيفيهات اللي بتتقال على الودان من كتر ما بتتقال له، "لمَّا حد بيقوللي ودانك دي، باقاطعه وأقوله لا ودان اللي جنبي". ورغم إن الموضوع طفولي جدًا وفيه جزء من التفاهة، إلا إنها طريقة دفاعية بيتسخدمها "ك" وغيره عشان يوقَّفوا سيل الأذى النفسي اللي بيتعرضوا له من ناس هما كمان بيتأذوا نفسيًا وبيتبهدلوا تريقة على حاجات تانية في شكلهم.