• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
ترامب هيعلن القدس عاصمة لإسرائيل النهاردة
الموضوع اللي فات
إقالة مسؤول سعودي أشرف على عرض أزياء حضره رجالة وستات

ازاي السينما والدراما صوَّروا الست اللي عايشة لوحدها؟

من بيت أبوكي لبيت جوزك لقبرك

عايشة لوحدك ومافيش راجل في البيت تبقي مسؤولة منه؟ قابلي بقى. سواء كنت بتتفرَّج على مسلسل سابع جار أو لأ، أكيد صادفت بوست على فيسبوك بيتكلم عن "مي" بطلة المسلسل مرَّة واحدة على الأقل. في الحلقات الأولى من المسلسل، ظهور "مي" هيبقى مش مفهوم ليك وهتسأل نفسك مين دي؟ هي شوية بتظهر في شقة لوحدها واضح إنها مكتب هندسي، بعدين بتلاقي الشقة نفسها بتتحول لمكان هي عايشة فيه، وشوية بتلاقي "هشام" -اللي مش هتكون عارف دوره إيه في حياتها- موجود معاها في الشقة، فجأة هتلاقي الاتنين في بيت أهلها بيتعشوا معاهم. وسط كل ده جيرانها والبواب بيتعاملوا معاها بريبة وبيبصوا لها بصّات غريبة، منين بيودّي فين بقى؟

كام حلقة كده وهتكتشف إن "مي" صاحبة مكتب هندسي في العمارة اللي بتدور أحداث المسلسل فيها، وفي نفس الوقت هي مستقلة عن أهلها -رغم إنه علاقتها بيهم كويسة جدًا- وعايشة في الشقة دي، و"هشام" بصفته شريكها وصديق مُقرَّب، بيبقى أوقات كتير معاها هناك.

 آخر جملة المفروض تكون فهِّمتك كتير من النظرات والأحداث اللي بتقابلها "مي" في المسلسل، شابة صغيرة مش متجوزة، عايشة لوحدها وفي راجل طالع نازل شقتها، تفتكر بيتقال عليها إيه؟

لو دققنا شوية ورجعنا بالذاكرة، هنلاقي إن "مي" مش الشخصية الوحيدة اللي بتورَّينا تفاصيل حياة الستات المُستقلات في مصر والصعوبات اللي بيقابلوها. من قديم الأزل السينما والدراما بيقدمولنا صور نمطية وقوالب عن الستات اللي اختاروا يعيشوا لوحدهم، بدون نظر لأسبابهم وأحلامهم. أنتي عايشة لوحدك؟ يبقى هربانة من أهلك عشان عاملة مصيبة أو شغَّالة في سكَّة مش تمام.

سنة 1956 في فيلم "شباب امرأة"، المخرج "صلاح أبو سيف" صوَّر تحية كاريوكا أو "شفاعات" كست مستقلة عندها فلوس كتير، الفلوس زودتها جبروت وشافت نفسها قادرة تشتري أي حاجة، حتى الناس. يا ترى شخصية "شفاعات" رسَّخِت في دماغ المشاهدين إيه عن الستات المستقلات اللي معاهم فلوس في الزمن ده؟

الست المستقلة اللي أدت دورها شويكار في فيلم "الكرنك" سنة 1975 كانت مختلفة عن "شفاعات"، بس مش متأكدة للأحسن ولا للأوحش؟ "علي بدرخان" مخرج الفيلم، رسم شخصية "قرنفلة" كصاحبة قهوة عايشة لوحدها وصاحبة راس مال برضه، بس على عكس "شفاعات"، كانت حنينة لأبعد مدى وبتحاول تحتوي الشباب والشابات الأصغر سنًا منها وتساعدهم، بس عشان الحلو مابيكلمش، الفيلم كان لازم يخبَّط في نموذج الست دي شوية، زيه زي المجتمع، فـ شفنا جيرانها وهما بيتكلِّموا في شرفها والأمن وهو بيستخدم علاقتها بـ "حلمي" لتهديده والتقليل منه ومنها.

 فيلم "الكرنك" بيفصله عن فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" أكتر من 18 سنة، بس في الـ 18 سنة دول نظرة المجتمع للست اللي عايشة لوحدها مافرقتش كتير. فـ زي ما "قرنفلة" كان المجتمع شايفها شمال، "اش اش"، اللي لعبت دورها يسرا، في فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" ماكانش المجتمع متقبلها برضه، وأبو حبيبها "أدهم" استغل كل علاقاته عشان يبعدها عن وحيده. "اش اش" كان عندها أوضة عازلة للصوت عاملاها مخصوص عشان تدخل تصرخ فيها وهي غضبانة. كام ست المجتمع لافظها وحاططها في قالب معين محتاجة الأوضة دي يا اش اش؟

نقدر نقول إن "عاطف الطيّب" كان طيّب في نظرته للست المستقلة، ففي فيلم "الهروب" سنة 1988، ركِّز على مشاعر "صباح" الرقَّاصة اللي عايشة لوحدها، تجاه بطل الفيلم "منتصر". ماهتمش بكونها رقَّاصة وموصمهاش، زي أغلب المصريين بسبب الموضوع ده. حتى لمَّا فتحت بيتها وقلبها لواحد غريب عنها ماتعرفش عنه غير كل شيء يخوِّف، وجريت وراه بين المحاكم. صوَّرلنا "الطيّب" الموضوع بحميمية وود ومن غير أحكام على كونها ست مستقلة أصلًا. امتى ممكن نوصل لوقت الستات بيتم التعامل معاهم فيه حسب شخصياتهم وأفكارهم، مش كونهم عايشين لوحدهم ولا مع عيلة؟

في معظم الأفلام اللي أظهرت علاقة الستات بالمخابرات والنظام، كانت الست بتطلع عايشة لوحدها، من جانب عشان تبقى تحركاتها أسهل وماحدش مركز هي شغلها أساسًا إيه، ومن جانب تاني ترسيخًا للصورة المرسومة عن الستات المستقلات إنهم مش محترمات وبيشتغلوا في مهن مش تمام. نبيلة عبيد في فيلم "كشف المستور" ويسرا في "دم الغزال" أمثلة صريحة للنقطة دي.

 اللي بيحاول يرضي الناس على حساب قناعاته، بيخسر نفسه ومابيرضيش حد برضه في الآخر، فلو أنتي بنت عايزة تستقلي بس خايفة من كلام الناس وبتفكري تغيري رأيك عشانهم، ماتعمليش كده، علشان في كل الحالات هيلاقوا مدخل يتكلموا منه عليكي. يعني ممكن تتجوزي وبعدها تضطري ترجعي تعيشي في بيت أهلك لأي سبب، وقتها المجتمع وحراس الفضيلة فيه مش هيسيبوكي، رغم إنك مش مستقلة بالشكل اللي بيضايقهم وليكي أسبابك، مش مصدقة؟ افتكري كلام الناس اللي كانت سعاد حسني بتهرب منه في فيلم "غريب في بيتي"، مع إنها ست غلبانة في نظر المجتمع وعايشة تربي ابنها، بس طالما عايشة من غير راجل مسؤول عنها، فالكلام مباح.

النقطة الإيجابية اللي مخلّية جوّه القلب أمل، هي إن في الكام سنة اللي فاتوا في كام فيلم عدَّوا بخفة على موضوع الست المستقلة وماركزوش فيه، وتناولوا الشخصية بعيدًا عن كونها عايشة لوحدها، زي شخصية علا غانم في "سهر الليالي" ونيللي كريم في "آخر الدنيا".

الدراما والسينما والإعلام بشكل عام بيشكل الوعي ولا بيعكس تصرفات الناس زي ما هي؟ طب لو بطَّلنا نصنف الستات المستقلات هل ده هيفرق في نظرة الناس ليهم ولا العمل هيبقى غير واقعي؟ هل القائمين على الأعمال الدرامية اللي بتصنّف الستات المستقلات، عارفين عددهم وصل كام ومشاكلهم اللي بتجبرهم يستقلوا؟ طيب هو دور مين أصلًا إنه يرفض التنميط والتصنيف والأحكام ويحد منها؟ ولحد ما نلاقي إجابات لكل ده، مين هيحاسب على المضايقات اللي بتقابلها كل واحدة مستقلة لمجرد إنها قررت تعتمد على نفسها؟

 

 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home