"يابنتي إيه اللي بتعمليه ده؟ أنتي فاكرة نفسك في أوروبا ولا أمريكا؟" دي الجملة اللي سمعتها يارا شلبي وكانت بتدور في بالها في أول لحظة لمست رجلها شاطئ الأردن من سنتين. 

كانت أول مرة تسافر الأم اللي عندها 35 سنة، من سنتين لما طلعت في رحلة من طابا في سينا لحد العقبة في الأردن بقوارب الكاياك، -ولو أنت مش عارف اللعبة دي، هي أشبه بالتجديف-، مع 4 من نادي النيل للتجديف، الرحلة استمرت 8 ساعات وقدروا يجدفوا 20 كم في البحر وسط كل الرياح والتيارات اللي حواليهم، والسنة دي في نهاية شهر نوفمبر هتتكرر الرحلة تاني.

الفكرة كلها جت بشكل عشوائي لما كانت "يارا" في رحلة في مرسى علم في 2015 وفكرت إنها تسافر بالبحر من خلال القوارب بالتجديف، وعشان تحاول تعمل ده بجد، بدأت تتواصل مع مجموعات الـkayaking في مصر، واتواصلت مع نادي النيل للتجديف. أحمد ناير واحد من المؤسسين وعضو في التجديف قال: "لما يارا كلمتنا كنا على بعد 200 كم من الأقصر ورايحين أسوان، ويارا خلتنا نفكر ننقل الموضوع لمستوى تاني ونعمل رحلة بره مصر كلها".

بعد محاولات ومناقشات، قدرت يارا ومعاها 4 تانيين إنهم يجيبوا التصاريح ويبدأوا رحلتهم للأردن في أكتوبر 2016، كان هدفهم يخلوا الرحلة دي سنوية، وعلى الرغم من إنهم ماقدروش يعملوا الرحلة في ميعادها في أكتوبر 2017 بسبب الرياح غير المتوقعة، لكن بيرتبوا ليها عشان تكون في نهاية نوفمبر بنفس الحماس.

"أنت مش محتاج طيارة عشان تسافر من بلد لبلد تانية، ممكن تعمل ده بالتجديف" بتقول "يارا" اللي بتكمل، "واحد من أهم أهدافنا اننا نستخدم الرحلة دي كوسيلة لتنمية السياحة البيئية والرياضة البيئية في العالم العربي، ونفسنا نخلي الرحلة دي منتظمة وبتحصل كل سنة، ويقدر أي شخص يشترك فيها من خلال النت". 

فريق "الخروج" أو "The Exodus" عشان مشيوا في نفس طريق موسى لما عبر البحر الأحمر، بتقول "يارا": "مافيش حدود بين الناس والدول، شعور غريب لما تدخل دولة تانية بالتجديف بس وتطلع باسبورك وتاخد الختم بعد ما تنزل من المركب"، بيقول "ناير" واحد من الفريق، إن هدفهم الرئيسي هو الربط بين الدول المتجاورة وإننا مش محتاجين طيارة علشان نقرب من بعض.

السنة دي الرحلة هيكون فيها 15 شخص، أكتر 3 مرات من الرحلات الأخيرة، وهتنطلق يوم 30 نوفمبر وهيقضوا يومين في الأردن قبل ما يرجعوا لمصر عن طريق قوارب التجديف برضه، "بنتدرب لمدة شهرين كل أسبوع عشان نقدر على الرحلة الطويلة دي، الجزء الأصعب هو القدرة على التجديف طول المدة دي من غير توقف، لأنك لو حاولت تقف 5 دقايق التيار هيسحبك لورا، وطبعًا الرياح بتكون مجنونة وبتتغير كل شوية". السنة دي من ضمن المنضمين للرحلة عمر حجازي الشاب المصري اللي فقد رجله الشمال في حادث وقدر يسبح من العقبة لطابا.

عقبات كتير ممكن توقف الرحلة دي، نفسية ومادية، بس الفريق مصمم يكملها، بيقول "ناير": "فيه وقت بتحس إنك مش قادر تحرك دراعك وتجدف بسبب الرياح القوية لكن لازم تستمر في الطريق"، وبترد "يارا": "بس لما توصل الناحية التانية من الأرض شعور لا يمكن وصفه".

استنوا متابعة الرحلة على الاكونت عندنا يوم 30 نوفمبر. 

تقدروا تشوفوا يارا على فيسبوك من هنا أو تتابع أكونت نادي النيل من هنا. أو على انستجرام من هنا و هنا.