التلات 24 أبريل – ليفربول وروما – ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

أول مرة اتحبس في المترو، السواق بيقول إنه لو كمل مشي المترو هيولع بسبب السيول. دقايق وماتش ليفربول وروما هيبتدي وبيني وبين المحطة بتاعتي دقايق، لو المترو اتحرك. بحكم العادة، تليفوني دايمًا عليه أبلكبشينز أشوف عليها الماتشات، بدأت اتفرج وشيلت من دماغي فكرة إني محبوس تحت الأرض في وسيلة مواصلات بيركبها كام مليون بني آدم كل يوم، مع ذلك هي مش مجهزة لاستقبال شوية مطر!

بعد ربع ساعة من الشوط الأول، كان المترو جاب جاز وفتح أبوابه عشان يقول للناس احنا مش ماشيين، اللي عاوز ينط يتفضل. قررت استنى لغاية ما الشوط الأول يخلص، والشوية اللي كانوا فاضلين في العربية أخدوا بالهم إن في واحد مشغل الماتش، فاتجمعنا وقعدنا نتفرج سوا ومن حوالينا ناس بتنط وبتجري على قضيب القطر في مشهد سينمائي عظيم.

شوف ماني ابن الو*** اللي ضيع الكورة عشان مايبصيهاش لصلاح؟

"صلاح بيلعب؟"، "شوف ماني ابن الو*** اللي ضيع الكورة عشان مايبصيهاش لصلاح؟"، "الواد ده مكانه في برشلونة خلاص أو ريال مدريد". ملخص لتعليقات الناس حواليا، وملخص لكل اللي بسمعه عن الفرقة من بداية الموسم. بنسى الماتش وبرجع فلاش باك لسنة 2003 لما كنت بلعب بليفربول في اسطوانة "كوريا واليابان"، العب بـ"ريزه" في النص عشان بيشوط جامد، "سميتشر" عليه سهم أحمر يعني سرعته 9، حطه في الجناح وأجري بيه وكل لما تتزنق باصي لـ"أوين".

مافيش حاجة بتفضل على حالها، حال جماهير ليفربول اتغير كتير بعد صلاح، كام مرة لفيت على تيشرتات الفريق ومالقيتش عشان مين مهتم بتيشرت ليفربول؟ وكام مرة صاحب القهوة غير القناة عشان الناس عاوزة تتفرج على الداخلية والإسماعيلي أو عشان يتفرجوا على ابننا محمد صلاح في ماتشه المهم مع روما ضد جنوى؟ السنة اللي فاتت وأنا لابس تيشرت الفريق، اللي متعود اشتريه كل سنة، وقفني واحد بضحكة سمجة وقالي: أنت بتشجع "لوزربول"؟ بعدها بسنة وبنفس التيشرت كانوا بيسألوني هو صلاح هيلعب أمتى؟ ولا دايم إلا وجه الله!

في المترو كان محمد صلاح بيجيب الجول الأول، الناس مبسوطة، محبوسين وسط سيول ومش عارفين هيرجعوا بيوتهم ازاي، بس جول صلاح حلو. قبل الشوط الأول ما يخلص ب5 دقايق، كان الموبايل بيفصل، كل اللي قاعدين سألوا كل اللي حواليهم عن باور بانك، فشلنا نلاقي واحد، ودعتهم ونطيت اكملها جري عشان ألحق الشوط التاني، وكل اللي كنت بفكر فيه إني ماكنتش متخيل إني اتحبس في مكان مع ناس ماعرفهاش وكل اللي يبقى فارق معانا إننا نتفرج على ماتش ليفربول! ده كان ممكن يحصل لولا صلاح؟ طب ده حلو ولا وحش؟

الناس اللي عاشت كل المرار اللي فات ده مبسوطين دلوقتي بعد ما بقى فريقهم أهم للناس العادية من الأهلي والزمالك؟

من كام سنة لما اكتشفت إن في رابطة رسمية لليفربول في مصر، كان شئ أشبه بالعثور على كنز، رغم إنهم موجودين من زمان، وفيهم ناس بتحب الفريق من التمانينات والتسعينات، طب الناس اللي عاشت كل المرار اللي فات ده مبسوطين دلوقتي بعد ما بقى فريقهم أهم للناس العادية من الأهلي والزمالك؟ "أنا بشجع ليفربول من 2001، القصة بدأت من جدي الله يرحمه، كان مشجع للفرقة، اتفرجت معاه على ماتش، ساعتها لاقيته بيحكيلى عن الفريق وتاريخه والملك كينى دالغليش وبوب بيزلي وراش وروبي فاولر وأساطير وتاريخ النادى وحادثة هيلزبرة ومن يومها بدأ حبي للفريق"، بيقولي علي محمد.

بيكمل كلامه: "مابزعلش من الناس بتوع باصي لصلاح، بالعكس حبيت كلامهم". بشكل عام مافيش أفضلية لمشجع على التاني، ولا اللي بيشجع من 2005 أحسن من اللي بيشجع من 2017، من حق الناس تنبسط، هل كان في حد يتخيل إن يبقى في لاعب مصري اسمه بيتحط جنب ميسي ورونالدو؟ أوقات مع شدة الماتشات والمنافسة، مابتكونش مستحمل حد بتكون مش مستحمل تسمع ناس بتشتم في الفرقة لأجل عيون صلاح اللي مش راضيين يباصوله عشان بيغيروا منه، أو كلوب الحمار اللي صلاح عمل منه مدرب، والفرقة التعبانة اللي ابننا حطها على خريطة الكورة في العالم! أو إحساسك إنك بتشجع فرقة مش لاعب، زيهم.

"احنا في مصر كنا لا برشلونة ولا ريال مدريد ولا حتى مانشيستر، الناس في مصر عارفة ليفربول بس عادي فرقة زيها زي غيرها"، بيقولي كريم الديب اللي بيشجع الفرقة من سنة 1984. "الأول كنت تروح القهوة ماحدش عارف يشغل ماتشات الفرقة دي، دلوقتي اه طبعًا كله عاوز يتفرج على محمد صلاح، هي المشكلة بس إنهم بيقلبوا القناة أول ما صلاح بيخرج"، بيوصف كريم إحساسه المتناقض تجاه الموضوع، "طبعًا فرحان عشان بقت في ناس أكتر بتشجع ليفربول، بس المشكلة إن الناس مش بتشجع ليفربول هما بيشجعوا محمد صلاح، تقعد مثلا تتفرج على الماتشات تلاقي الناس زعلانة لما ماني يجيب جول أو فيرمينيو يجيب جول! طب إيه يا جماعة مش كده يعني".

فريق ليفربول الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا 1984

تسويقيًا النادي بيستفيد، بيفتح لنفسه سوق جديد في بلد كبيرة، غير إن كل المشجعين الحاليين للنادي اللي سألتهم عن سبب تشجيعهم للفريق من الأصل كان بسبب لاعب حبوه أو ماتش مميز ماينسهوش، وأكيد الأجيال الجديدة هيطلع منها ناس كتير هتفضل تحب ليفربول وتشجعه وتجري ورا ماتشاته، حتى لو صلاح مشي أو اعتزل.

لو في ماتش برشلونة أو الريال، يبقى مستحيل اتفرج على ليفربول لإن دي فرق نازلة من عند ربنا مايصحش

الكلام ده مختلف تمامًا عن رأي مصطفى ممدوح، "كنت بتكسف أقول إني بشجع ليفربول لأني كنت مستطول الاسم ومسترخمه، القهوة لو كانت فاضية بشغل الماتش زي المحترم ولو في ماتش برشلونة أو الريال، طبعًا مستحيل أحضر الماتش بتاع ليفربول لإن دي فرق نازلة من عند ربنا مايصحش، مع صلاح بقت خرارة وطفحت، الناس عارفة إني بشجع الليفر من زمان، بدأت تقولي احنا هنلعب امتي وهنلاعب مين الماتش الجاي وحد مصاب في فرقتنا، وأنا مستغرب حرف النون ده جه منين؟"

"ردود الأفعال سواء على القهاوي أو على السوشيال ميديا حاجة بقت قمة الاستفزاز، ولو حلفت للناس علي الإنجيل إني بشجع ليفربول مش صلاح ماحدش بيصدق، بضطر اشتم الناس من كتر ما بيستفزوني، ثم أنا كنت بتفرج على ماتشات روما وفيورنتينا قبل كده على القهوة، دلوقتي خلاص، واحنا هنبقى زيهم بعد ما صلاح يمشي، مع ذلك أنا بفرح زي الأهبل وسط الناس، بس بعد ما بهدا بفتكر إنهم فرحانين لصلاح مش لليفربول فبرجع اتضايق". بيحكي مصطفى اللي كان حلمه وهو صغير يشتري التيشرت الأصلي لـ"جيرارد".

رابطة ليفربول في مصر موجودة من سنين وبيعملوا تجمعات في معظم ماتشات الفريق، عملوها قبل صلاح وهيفضلوا يعملوها بعد صلاح، لكن وجود صلاح وفرلهم اهتمام إعلامي وزودهم بأفكار مختلفة. في 2017 كان الرابطة الرسمية بتعمل انتخابات عشان تختار مجلس إدارتها اللي بيتغير بشكل سنوي، وكانت كل قايمة مترشحة بتقدم برنامجها وأفكارها، وطبعًا كل قايمة كانت بتحاول تستفيد من وجود صلاح عشان تجذب رعاة للرابطة في مصر، على اعتبار إن التجمعات هتكبر وتزيد بأعداد تجذب أي براند، كمان بقى عادي إن كل أسبوع يكون في كاميرات بتصور لقنوات مصرية وعالمية، آخرهم قناة ESPN اللي حضرت مع الرابطة تجمعهم في ماتش ليفربول وروما الأخير وعملوا فيديو عنهم.

"أول تيشرت أجيبه كان لديرك كويت سنة 2007 وكانت الناس بتستغرب لما تشوفني بيه. على القهوة الحياة ماكانتش سهلة، أقسم بالله كنت مره في قهوه في صقر قريش وغيروا القناة علشان الريال و بلد الوليد،  دلوقتي بقيت بتقعد في أي مكان بتتفرج علي تحليل قبل ماتش الليفر براحتك، بس الفتي والشتيمة في اللاعيبة والفرقة والمدرب هي اللي كارثة" بيرد محمد مجدي على سؤالي عن الفرق اللي حسه كمشجع لليفر قبل صلاح وبعده. تعليقات وردود أفعال كتير كانت على معاناتهم سنين كتير في تشجيع الفرقة وفي الآخر بقى بيتقالهم يا مشجعين صلاح.

الماتش قرب يخلص، ليفربول كسبان 5، جونين في الآخر عكننوا علينا، بس مش مشكلة مايجراش حاجة. روحت البيت مبلول وتعبان ومبسوط، إحساس بالرضا اليوم رغم كل اللي فيه، وتجز على سنانك لما تسمع تعليقات المصريين عن صلاح اللي نقل ليفربول لمكان تاني، وتتبسط لما تشوف صور الناس اللي لابسة مشمع وواقفة في التلج والشتا على باب القهوة عشان ماتفوتش الماتش. كلنا كنا بنجرب حاجة لأول مرة، واللي صلاح بيقدمه كلنا بنختبره لأول مرة، سواء كنا بنشجع ليفربول من التامنينات أو كنت من أطفال صلاح زي ما بيتقال عليهم.

الصورة الرئيسية:  Fethi Belaid / AFP