• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تغريم مصر 2 مليار دولار لصالح شركة طاقة إسبانية
الموضوع اللي فات
700 قطعة أثرية مصرية ضمن الآثار المحروقة في متحف البرازيل

"اللي مايعرفوش الدين والفلسفة عن حياتك": الإنسان في مصر مسير ولا مخير؟

أنت فعلًا بتختار؟

آينشتاين قال في نظرية النسبية، إن المستقبل موجود وكامن في نقطة ما، وعليه فهو محدد ومش ممكن تغييره، وإن إحساسك بالقدرة على صناعة مستقبلك مجرد خدعة، عقلك بيشتغلك مش أكتر. الإنسان مخير أم مسير؟

"الصبح المترو كان عطان ومتأخر، فكرت اتحرك بتاكسي أو أوبر بس مافيش فلوس، ولو في فلوس هلاقي الطريق واقف. فضلت في المترو. تفتكر أنا كده اختارت؟!"

 الإنسان مخير أم مسير؟ الفكرة مش في خطوط حياتك العريضة والتفاصيل اللي الناس بتعرفك منها، زي جنسك ولونك ودينك وبلدك ولغتك، الفكرة في التفاصيل الصغيرة، الصغيرة أوي. بتاكل إيه وتشرب إيه؟ فلوسك ومواصلاتك، شغلك وعلاقاتك وأصحابك، لو ماكنتش أنت المتحكم في كل الاختيارات دي، تقدر تقول إنك مخير؟

"لو أنا طفل سوري أو فلسطيني كل اختياراتي دلوقتي بتنحصر ما بين إني أموت أو أعيش في خيمة أو أنط في البحر على أمل الوصول لأي مكان يفتحلي باب حياة، أنا كده مخير؟ ازاي تكون مخير لو بتختار بين وحش وأوحش؟ ازاي تعرف تختار لو عمر ما كانت كل الأوبشنز متاحة؟".

يعتقد أصحاب مذهب الجبرية إن ربنا خلق كل شيء ومافيش كائن أو حدث بيحدث في الكون ده غير ووراه ربنا وهو اللي صنعه، والأفعال زيها زي الكائنات بتتخلق، وعليه اللي فاكر نفسه إنه يقدر يخلق أفعاله بنفسه يبقى كمان يقدر يخلق كائنات. عشان كده الإنسان مسير مش مخير، وأي حاجة غير كده هتدخل في بند الشرك بالله.

"الفعل الذي يقع فيَّ والفعل الذي يقع عليَّ تلك هي منطقة التسيير وأما الفعل الذي يقع مني بمعنى أن أوجه إرادتي إلى فعل أفعله أو لا أفعله، ثم يرجح فكري الفعل أو اللا فعل، تلك هي منطقة الاختيار". الشيخ محمد متولي الشعراوي ردًا على سؤال هل الإنسان مخير أم مسير. طب ولو الأفعال اللي وقعت عليك اتحكمت في كل اختياراتك؟

"ماختارتش شغل أبويا.. ولأنه قسيس -رجل دين مسيحي- فأنا اتحطيت في قالب معين، لازم اتصرف بشكل معين، واتعامل بشكل معين عشان ميتقالش إن بنت القسيس بتعمل كذا. غير كل حاجة في الحياة، في اختياراتي وأفكاري ودنيتي، عشان لازم اختار اللي يناسب الوظيفة دي"

في مقابلة جمعت الصحفي الألماني – الأمريكي جورج فيريك بالعالم ألبرت آينشتاين، قال الأخير: "كل شيء مقدر بواسطة قوى ليست تحت سيطرتنا. أقدار كل الكائنات محتومة من الحشرات إلى النجوم والإنسان وحتى النباتات أو الغبار الكوني. إننا جميعاً نتراقص على لحن غامض قادم من بعيد يلعبه عازف لا نراه". ده مخالف للرأي الديني اللي بيتبناه أغلب الشيوخ والعلماء، استنادًا للقرآن والأحاديث، واللي بتبين إن الإنسان مخير ومسير معًا. شوف الرد الكامل هنا

"القوانين في البلد اللي بتمنع التصوير وبتفرض شكل معين، خلتني مسيرة في دايرة شغل أنا مش عايزة أكون فيها، بحبها بس لو القوانين دي مش موجودة كان يمكن أكون مخرجة أفلام زي ما كنت بحلم وأنا صغيرة واعمل اللي بحبه أكتر وامسك كاميرتي وانزل اصور. في جزء كسل، بس جزء تاني خوف من إني يتقبض عليا مثلا".

واصل بن عطاء، مؤسس مذهب "المعتزلة"، كان بيؤمن تمامًا بقدرة عقله على الوصول لمعرفة الله وفهم النصوص والآيات، إلى جانب إيمانه بإن الإنسان مخير تمامًا في كل شيء، ولو كان مسير وكل أفعاله مش باختياره، يبقى إذا هيتحاسب قدام ربنا ويدخل جنة أو نار؟ ماذا يعرف عم محمد حسن اللي ساكن في بيت متواضع بزهراء مصر القديمة ومرتبه 1500 جنيه ومعاه زوجة و3 أطفال عن مذهب المعتزلة؟ وهل محتاج يقرا فلسفة أو يرجع لشيوخ، عشان يحس إنه مش قادر يتحكم في تفاصيل حياته اليومية وماعادش له فيها اختيار؟

"البلد أجبرتني على حاجات، التعويم والظروف الاقتصادية خلتنا مجبرين على حاجات زي إننا نشغل علطول، ومناخدش إجازات طويلة ولا نسيب الشغل في أي وقت ولا نسافر بره كتير، وكوننا مصريين ده نفسه أكبر حاجة مخلينا مسيريين.  انا لما سافرت بره وقابلت اجانب هما بيقرروا يسافروا الشهر الجاي لو معاهم فلوس عادي، عشان معندهمش مشاكل الفيزا والحجوزات والحوارات اللي عندنا، لكن احنا نفضل نخطط وندخل جروبات ونعمل البدع وفي الآخر نترفض".

من وقت ما بتكمل 21 سنة بتعتبر مسؤول مسؤولية كاملة قدام الدولة، بس مسؤولياتك الدينية بتبدأ قبل كده بكتير. كمان الإيمان بمبدأ الثواب والعقاب بيعزز فكرة إنك مسؤوول ومخير، وإلا هتتحاسب ازاي؟ طب لو اتفرضت عليك اختيارات معينة، ده هيشفعلك وقت الحساب أو هيقلل حسابك؟ طب لو كان المجتمع والبيئة اللي اتولدت فيها بترسم كل خطوطك العريضة زي دينك واسمك وميولك، ولو شافك بتحاول تمسح الخطوط دي وترسم غيرها بيقفلك وممكن حتى يأذيك، ده بيخليك مخير؟ هل ده بيعفيك من أي مسؤوليات دلوقتي أو بعدين وبيحميك من عواقب ونتايج؟

  • طب بص أنا هجاوب على سؤالك، أنا معايا فلوس اركب أوبر بس أنا اختارت المترو عشان أسرع

    - ما أنت كده مختارتش؛ لو الطريق سالك ومش زحمة كان ممكن تختار تركب أوبر وبلاها قرف المترو

  • لا أنا اختارت، اختارت ما بين السرعة والراحة. كمان بحس التفاصيل دي مؤقتة، مش مضايقاني ومش دايمة وجايز أكون بعمل حاجات دلوقتي غصب عني عشان أوصل لحاجات تانية بعدين. اللي كنت مجبر عليه زمان مش بعمله دلوقتي، واللي مجبر عليه دلوقتي مش هبقى مجبر عليه بعدين.. وهكذا.

بيقول الدكتور مصطفى محمود ردًا على نفس السؤال، "إن الاعتقاد مثلًا بإن الجريمة دي ربنا كتبها علينا وخلاص وإن حياتنا مسيرة لا اختيار فيها، ده كلام غلط، لإن ربنا بيقول إنه لا يأمر بالفحشاء، الحكاية ومافيها إن ربنا علم بالأمر لكنه لم يأمر به، زي ما أنت بخبرتك كده بتقول إن ابني الفلاني ده هيسقط في الإنجليزي فهل أنت اللي سقطته؟ أنت بس فطنت للي هيحصل وربنا أفطن مني ومنك وأعلم منك ومنك، بس هو لا قهر ولا أمر ولا جبر"

ماحدش عاوز يفطن للي جاي ولا حد بيعرف هو هيكون فين بعد 5 سنين، دي أكذوبة اخترعها الHR وصدقها الموظفين. أكيد ربنا عارف وفاهم إن نص الحاجات اللي بتعملها ماكانتش أنت اللي مختارها أو على الأقل ماكنتش تتمنى تتحط بين الخيارين دول ودول بس، كان لازم تكون في حاجات تانية، جايز هيكون في بعدين. بس دلوقتي، أنت مخير ولا مسير؟ وبتتحكم في تفاصيل حياتك وعيشتك بنسبة كام في المية؟

Home
خروجات النهاردة
Home
Home