• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السعودية رفعت الحظر عن استيراد الجوافة المصرية
الموضوع اللي فات
طلبة مصريين في GUC فازوا بالمركز التاني في مسابقة عالمية لتصنيع العربيات

حوار مع مدحت بنزهير.. فنان بيعلم الناس يحولوا "الزبالة" لقطع فنية

الناس تقدر تغيّر

فنان ومصمم جرافيك بيسخر كل موهبته وخبرته عشان يعلم الناس ازاي ممكن يهتموا بالبيئة اللي حواليهم ويحافظوا عليها ويعيدوا تدوير مخلفاتها بشكل مثالي، ده مدحت بنزهير. لو واقف في مكان والأرض اللي تحتك مليانة "أعقاب سجاير" هتعمل إيه؟ لو وعيك البيئي مقطع بعضه، هتوطي وتبدأ تلمهم وترميهم في مقلب الزبالة، أو ممكن تجمعهم وتعمل منهم شكل فني عظيم عشان تحبب الناس في إعادة التدوير والمحافظة على البيئة، لأ وكمان هتطوع وتعلم ناس كتير ازاي يعملوا حاجات فنية من المخلفات، ده مدحت بنزهير، مين مدحت بنزهير؟ "أنا فنان بصري وبعمل حاجات بالمخالفات والزبالة وبعمل جرافيك ديزاين وعندي شركة اسمها (جرينش) بتهتم بالوعي البيئي وازاي نوصله للناس عن طريق الفنون".

للوهلة الأولى كلامه ماكانش واضح بالنسبالي، يعني إيه أوعي الناس بالبيئة عن طريق الفنون، فاهم الفكرة، بس هتعمل إيه تحديدًا يعني؟ بيوضح مدحت: "لما أقول لحد في احتباس حراري أو تغير مناخي بيحسوا إن ده بعيد عنهم أو إنه مش حاجة مهمة، بس العالم كله شايف إن دي حاجة مهمة، فكانت الفكرة إننا نربط الفن بالبيئة، فبدأنا نعمل ورش سواء للكبار أو الأطفال الهدف منه إن هما يبقى عندهم أكتر وعي بيئي عن طريق أنشطة فنية، فالناس تحس إنها مش زهقانة أو ومرتبطة بالموضوع أكتر وفي نفس الوقت بيعملوا فرق أو بيعملوا حاجة".

 أيوة برضه هنخلي الناس تعمل إيه أو هتعلمهم إيه؟ بيجاوب: "بطريقة بسيطة بنقول للناس إن واحدة من أهم أسباب الاحتباس الحراري هي الزبالة، ما تيجوا نشوف الزبالة دي ممكن نعمل بيها إيه؟ بنخلي الناس تجيب الزبالة بتاعتها والحاجات اللي في البيت مش محتاجينها، زي البلاستيك وزي الكنزات زي الأكياس البلاستيك وأي حاجة بنشيلها في البيت ومش عارفين قيمتها. بنعمل إعادة تدوير للمواد دي بشكل مختلف، هي خلاص مابقيتش زبالة هي ممكن ترجع تاني وتبقى حاجة فنية، قطعة فنية في البيت وحاجة فنية تستخدمها، ومن هنا الناس بتفهم إن كل حاجة حوالينا ليها قيمة".

بيضرب "مدحت" مثال بالبلاستيك، اللي فضل طول الحوار يعدد في أضراره، "من أكتر المواد الضارة في العالم كله وقبله كانت الناس عايشة كويس وبتحط حاجاتها في ازاز وخشب وفخار وعادي، مثلًا احنا كدولة بننتج 12 مليار كيس بلاستيك في السنة وده رقم مهوول، خصوصًا إننا مش بنعملها إعادة تدوير وبيفضل موجود، احنا بنفتكر إننا بنرمي الحاجة فهي اختفت خلاص، لا هي ماختفتش، هي موجودة حوالينا في الشوارع وفي البحار والأنهار، عشان كده بنقول للناس خلينا أوعى بالمواد ديه، نحاول نقلل الاستهلاك منها أصلًا ونبص للمخلفات بتاعتنا بشكل مختلف ونعيد تدويرها بشكل مختلف".

الأطفال بيشكلوا أولوية في شغل مدحت وشركته ومؤمن جدًا بقدرتهم على التغيير، بيقولنا عنهم: "الأطفال هما أكتر فئة بتقدر تستوعب اللي بنقوله بسرعة ويغيروا في تعاملاتهم اليومية، الطفل لو قولتله الحاجة بشكل بسيط وتبقى بتلعب معاه مثلا، هو هيستوعب كلامك ويطبقه، ويروح البيت ينفذ فأهاليهم كمان بقى بيحصلهم توعية بسببهم، وبقى الأهل بيعرفوا إن الحاجات اللي عندهم دي مهمة، الطفل بقى بيقول لأهله ماترميش الحاجة دي أنا هستخدمها تاني أو بلاش نشتري ده عشان بلاستيك وممكن نجيب حاجة بداله ورق أو قماش". الطفل من سن 8 سنين فما فوق، بيحضر ورشة مع مدحت وبينفذ مشروع أو منتج في نهاية الورشة، وده بيساعده أكتر عشان يثبت اللي اتعلمه، كمان بيكون فخور بنفسه.

"ارميها لينا" هي اسم الحملة اللي عملها مدحت عشان يحاول يوعي الناس بإن "الزبالة" اللي في بيوتهم ممكن ترجعلهم تاني بشكل أحسن ويستفيدوا بيها، بيشرحلنا أكتر: "كنا بنجمع الأكياس البلاستيك وبنعملها ضغط بالحرارة ونعمل منها شيتات أقرب للجلد وبعد كده بندخلها في حاجات كتير جدًا، ممكن مقالم وشنط للأطفال.. إلخ". مش دي الحملة الوحيدة اللي عملتها "جرينيش"، بيكمل مدحت: "عملنا كمان حملة 80% حوالين البحر الأحمر، روحنا 5 مدن نوعي الناس بمخلفات البحر بشكل عام. مع الأسف 80% من البحر ده دلوقتي ملوث، ومعظم المخلفات اللي بتلوث البحر بلاستيك، فكنا بنقول للناس اللي هناك ازاي المخلفات ضارة للبيئة والسياحة وازاي يتخلصوا منها بشكل كويس. كنا بنعمل حملات تنظيف ونستخدم المخلفات اللي طلعناها في عمل فني يتحط في المكان ده".

فين وزارة السياحة والبيئة والشباب؟ ليه تكون شخص عادي ماتملكش ربع الإمكانيات المادية واللوجيستية اللي غند الجهات دي، وتكون بتعمل شغل مفروض إنه شغلهم؟ أو على الأقل ليه مافيش تعاون؟ بيضحك مدحت ويرد: " في مشاريع معينة تواصلنا فيها مع وزارة البيئة ووزارة الشباب، لكن بشكل عام ماينفعش نفضل مستنيين إن جهات حكومية هي اللي تعمل ده، احنا مؤمنين جدًا إن الناس يقدروا يغيروا، احنا مهتمين بالبيئات الصغيرة، بيئتي أنا في المجتمع بتاعي في الحي بتاعي في الشارع في القرية في المركز في المحافظة، كل لما هنغير بشكل أصغر، الحلقة الصغيرة دي هتغير في الدايرة الأكبر منها، عشان كده بنشتغل مع الناس على طول على الأرض".

"جرينيش" اللي قايمة على شراكة ما بين مدحت بنزهير وشريكه شادي عبدلله، بدأت في 2015، لما كان مدحت بيعمل ورش توعية بيئية لوحده بشكل ذاتي، وكان شادي بيعمل ورش ليها علاقة أكتر بالفنون البصرية والمسرح، "فأنا كنت مهتم بفنون الرسم وهو مهتم بفنون الأداء والمسرح، فقولنا ليه مانعملش ده مع بعض؟ البداية إن كان عندنا وقت فاضي أسبوعين، قولنا هنلف محافظات مصر ونعمل ورش للأطفال، لاقينا الناس مرحبة جدًا، رغم إن احنا شخصين كده مش تبع أي هيئة ولا أي حاجة، بس الناس كانت بتفتحلنا مركز شباب ومدرسة وجمعية عشان نروح نشتغل معاهم ونعلمهم".

بعد أيام من حواري مع "مدحت"، عمل حادثة ودخل في غيبوبة انتهت بوفاته، اترددت إذا كنت أنزل الحوار ولا اعتبره كأنه لم يكن، واكتفي بوقت لطيف كنت محظوظ إني قضيته مع شخص عنده هدف ورسالة وماشي "يدلدق" بيهم على الناس كلها، كان القرار إن الحوار يتنشر، وإني أطلب من الناس تفتكر مدحت بنزهير بالشكل اللي يستاهله. الله يرحمك.

.Shoot by @MO4Network's #MO4Productions
.Photography by Ahmed Ashkor
 

 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home