• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
حكم ببطلان انتخاب محمود الخطيب رئيسا للنادي الأهلي
الموضوع اللي فات
حكم بوقف موقع "يوتيوب" لمدة شهر في مصر

إهانة ولا دليل شرف: ستات بيحكوا تجربتهم مع الدخلة البلدي

روحوا لابوها وانزلو له الخيمة بنت الأكابر شرفتنا الليلة

(1)

كلمة "بلدي" ليها معاني كتير حسب الكلمة اللي بتتربط بيها، ساعات بيبقى ليها معنى طبقي لو استخدمناها في جمل زي "لبسها بلدي" أو "بيتكلم بأسلوب بلدي" لكن لو اقترنت بكلمة "دخلة" هيبقى المعنى ايه؟ لمَّا اتعرض الموضوع للنقاش مع مجموعة شباب سنهم من 25-28 من الطبقة المتوسطة، فيهم متجوزين، عايشين طول عمرهم في القاهرة، ردَّوا على السؤال بعد ما استرجعوا ذكرى بعيدة أقرب للنسيان؛ "اه مش ده اللي كان بيحصل في الصعيد؟ بس هو مابقاش يحصل دلوقتي صح؟" الإجابة، للأسف، إنه لسَّه بيحصل حتى لو على نطاق أضيق شوية، والصادم إنه بيحصل وسط الـ 20 مليون اللي عايشين في القاهرة مش بس في قرى الصعيد.

الموضوع بيبدأ بزيارة من أم العروسة للسوق عشان تشتري "منديل العروسة" اللي بيبقى غالبًا معمول من الكريب أو الشاش وسعره بسيط في متناول الفئة الأكثر اقبالًا على شراءه.

(2)

قولو لابوها إن كان جعان يتعشى

روّْح يا بابا الدم بل الفرشه

(3)

وزارة الصحة خصصت قسم كامل اسمه "الأمومة والطفولة" عشان يعمل حملات توعية دورية في القرى والنجوع والمراكز ويوعّي الستات بحقوقهن الصحية، على الرغم من المجهود ده، وفي قلب فرع من فروع الوزارة لقينا عم "إبراهيم" عامل الأسانسير والمعروف وسط موظفين الفرع كله من أطباء وإداريين بإنه بيعرف يجيب "القابلة" لحد بيوت الأحياء المتوسطة والراقية في القاهرة، والقابلة ده المصطلح الدارج للست اللي وظيفتها تفض بكارة العروسة يوم فرحها. ليه ممكن حد يلجأ للقابلة في وجود العريس وأمه وحماته، ايه الحاجة ليها؟ بيقول "إبراهيم" إن مش كل الرجالة قلبهم جامد ويعرفوا يعملوا كده، الموضوع محتاج شجاعة. كمان كله بيحب الموضوع يخرج من ايده، حرفيًا، ويبقى فيه طرف تاني اللي عمل كده وعليه اللوم ممكن العروسة تكرهه براحتها.
بصفة عامة وعلى عكس المتوقع، بيقول إن الإقبال على القابلة بيكون أكبر في القاهرة "لو البنت فيها مشكلة أو في كلام عليها بتلاقي الأسرة عايزة تتأكد، بس العريس مش عايز يضايق مراته ويعمل كده هو، بيقوللها إنه مش موافق وبيطلع نفسه من الموضوع، وأمها زيه. فـ يفضل مين؟ القابلة اللي تييجي تعمل كده". حاولنا نتكلم مع القابلة، اللي ردت أول مرَّة وبعدين خافت، وبرر "إبراهيم" خوفها ده بهجوم الإعلام عليها وعلى وظيفتها بشكل عام.

كلامه عن كره العروسة للقابلة أو من يحل محلها خلَّاني أروح لسؤالي اللي بعده، بتعمل كده ليه طالما عارف الأذى الواقع على العروسة والضرر النفسي اللي ممكن يخليها تكره اللي ينتهكها بالشكل ده حتى لو جوزها أو أهلها؟ قبل ما اسأل السؤال ده كنت متوقعة إنه يكون بيعمل كده "أكل عيش" وبيبرر لنفسه بإن "أهلها عايزين كده" و"لو مش أنا اللي هاجييب الست هيبقى غيري"، لكن المدهش إنه كان ليه فلسفة خاصة كفيلة إنها تقنعه ينتهك حرمة السيدات اللي في حياته واللي بره حياته كمان. بيقول؛ "الموضوع فيه حماية للبنات فوق ما يتصوروا، الرجالة بقت غدَّارة ولو الموضوع مش قدام الكل وعلى عينك يا تاجر ممكن بعد مدة يطلع يشكك في أخلاقها، ساعتها هي هتعمل إيه؟ عشان كده أنا باحمي البنات بس هما مش فاهمين ده". بيسكت لحظات في تردد يكمَّل ولا لأ؛ "وبعدين ربنا مابيظلمش حد، لو مشيها تمام من الأول ماحدش هيطلب يتعملها ده ولا أهلها هيرضوا. بس الجزاء من جنس العمل".

عم "ابراهيم" طلب مننا عدم ذكر مكان الفرع اللي بيشتغل فيه.

(4)

شوفوا شرف البنت الفلاحة

أحمر وزى التفاحة

يحيا أبوها وشنبه

اللى محدش غلبه

(5)

في 2009 نزل السينمات فيلم "دكان شحاتة" اللي كان فيه أوضح مشهد سينمائي للدخلة البلدي، وقتها المخرج "خالد يوسف" اتهاجم، كالعادة، والجمهور وصف المشهد بـ "المقزز". طلع مخرج الفيلم وقتها يقول إنه حذف "شوتات" من المشهد ده، وطلَّعه بأكتر شكل لائق. بعد ما الدوشة دي كلها حوالين المشهد هديت وبدأ عرض الفيلم على قنوات التلفزيون، بدأت دوشة أكبر في دماغ ضحية للدخلة البلدي شافت المشهد برؤية مختلفة وصَّلتها إنها تروح لدكتور نفسي عشان تتغلب على آثار ما بعد الصدمة.

بتقول "آية" إنها اتجوزت في الفيوم وهي عندها 19 سنة، بمقاييس قريتها اللي بيجوزوا بناتها بعقود عرفية لحد ما يعدَّوا سن الـ 18 كانت وقتها كبيرة شوية، بتحاول تبرر اللي حصل معاها بإن والدها كان خايف عليها من كلام الناس بسبب موضوع السن، وبسبب إنها اتخطبت وفسخ العريس الخطوبة قبل كده. "موضوع المنديل بيحصل مع كل البنات في البلد، بس بيبقى فيه أسباب تخليه لازم يحصل، زي فسخ الخطوبة عشان بيكونوا فاكريين إن الراجل لما يفسخ يبقى غلط مع عروسته وسابها، فـ اللي جاي بعده لازم يثبت للناس العكس عشان يعرف يعيش وسطهم بكرامته".

ده كان رأي "آية" لحد ما اتنقلت للقاهرة مع جوزها، الحنين زي ما بتحب توصفه. في الجيزة، تحديدًا في فيصل، لمَّا كان بيحصل فرح كانت في الأول بتبقى مستنية مشهد المنديل الطاير من البلكونة والزغاريد. "أول كام مرَّة كنت بالاقي عرسان طالعين بعروساتهم البيوت ومافيش حاجة بتحصل، ماكانتش علاقتي باللي حواليا قوية إني اسأل. فـ مرَّة اتجرأت وقولتلهم بس الزفة عند البيت عندكم غير في البلد" جملتها البسيطة كانت سبب استغراب ودهشة جاراتها على الرغم من مستواهم الاجتماعي البسيط، "لمَّا واحدة فيهم سألتني انتي دخلتي كده؟ حسيت إني لو قولتلهم هيبصوا لي أنا وجوزي بصة وحشة، قولتلها لأ طبعًا فـ بدأت تتريق على اللي بيعملوا لهم كده، كلامها كان بيضايقني بس كنت باضحك عليه، كان صح وكانت أول مرة أسمع حد اعرفه بيقول إن دي عادة وحشة وفيها إهانة ليّا، كأنها قالت كلام كنت حاسة بيه بس مش عارفة إن مش حقي اقوله".

 بعدها شافت "آية" لقطة الدخلة البلدي في فيلم "دكان شحاتة"، سهرت تقارن رد فعلها برد فعل البطلة، "أنا ماكنتش باعيط ولا باقاوم زيها، كنت متضايقة بس شايفة إن ده الصح والعرف واللي بيحصل للكل. ماكنتش باقول إني مش عايزة عشان ماحدش يشك فيّا ولا أصغر أهلي". "آية" شايفة إن انتقالها للقاهرة من أهم أسباب "تفتيح عينها" على حقيقة اللي حصلها، ومعرفتها بحقوقها وحدودها. بنتها عنده 8 سنين، ورغم إنها ماقدرتش تقنع جوزها بعدم تختينها، إلا إنها شايفة إن وقت جوزها هتعرف تقنعه برفض الدخلة البلدي، "لو كنت في البلد ماكنتش هاعرف اقوله كده، بس هنا الدنيا متغيرة وممكن أحميها".

(6)

روحوا لابوها وانزلو له الخيمة

بنت الأكابر شرفتنا الليلة

(7)

دكاترة النساء والتوليد أكدوا إن نسبة البنات اللي بينزفوا مع أول تجربة  جنسية ليهم ماتتعداش الـ 15%، والمجلس القومي للمرأة مخصص أرقام للشكاوى والتدخل السريع لنجدة المرأة، بس ايه مدى صعوبة الإبلاغ عن حالات الدخلة البلدي لو الست مش على دراية كافية بحقوقها؟ ناشطات في المجتمع المدني كمان بيحاولوا يتطرقوا للموضوع ده، لكن التعتيم هو سيد الموقف.

العرسان كمان بيبقوا أحيانًا ماعندهمش دراية كافية بحقوقهم في رفض ممارسة العادة دي، بتقول "حنان"، صاحبة الشهادة الجامعية، إن جوزها كان رافض العادة دي لكن والدها صمم، "قاله ده شرفي أنا وأي حاجة حصلت في حياتها وهي في بيتي تخصني أنا ولازم أثبتها، فـ وافق جوزي عشان ماحدش يفتكر إن حصل بينا حاجة".

أنا شفت الكلام ده فين قبل كده؟

(8)

"خلود" عندها 32 سنة وعايشة في قرية في المنوفية، اتجوزت من 11 سنة وكانت الدخلة بلدي، المشهد كان عبارة عن سرير بمفارش بيضاء، عريس واقف على أهبة الاستعداد، مناديل قماش بيضاء كتير، وستات واقفين في الأوضة معاكي مستنينك تمارسي حياتك الجنسية للمرَّة الأولى، عشان يكتشفوا إنها فعلًا المرَّة الأولى. عملية التأكد دي خدت وقت وصل لساعتين، وصفتهم بـ "ساعتين رزع وتخبيط ماكانش باين لي فيهم صاحب". السبب، اللي عرفته بعدين في ولادة أول طفل ليها، هو نوع غشاء البكارة الخاص بيها. بصفة عامة أنواع غشاء البكارة سبعة؛ الحلقي، والمطاطي، والهلالي، والغربالي، والهدبي، والفستوني، والحاجزي.

بتكمَّل "خلود"، "لمَّا عصلج خالص روحنا الوحدة، هناك طبعًا ماقالوش للدكتورة إن الدخلة كانت بلدي، جوزي قالها إن في مشكلة والدكتورة اتصرفت بأداة طبية". يعني فيه طرف تالت في الموضوع كان ممكن تلجأ له، باسألها ليه ماقالتش للدكتورة على الوضع اللي كانت فيه؟ "خلود" شايفة إن أي دكتورة في وحدة في مركز عارفة إن أغلب البنات بيدخلوا بلدي، ورغم إن أغلب دكاترة الوحدة بيكونوا من نفس القرية، إلا إن "خلود" شايفة إنهم غراب عن عادات وتقاليد القرية ومش عارفيين طبيعية الأهالي. بتفتكر موقف شبيه مع دكتورة في نفس الوحدة، "العروسة كانت رافضة وجوزها ضربها، ولمَّا راحوا الوحدة وقالت للدكتورة اتصلت بأبوها وخلتهم يتكلموا ويتصافوا قدامها في الوحدة. لكن أول ما طلعوا الشارع جرَّوا العروسة لحد بيت جوزها بعلقة".

بتكمِّل "لو اتكلمت وعملت مشكلة هأذي أهلي وممكن اتطلق وأرجع لهم وأبقى طلعت على نفسي سمعة، وجع ساعة عند الدكتورة ولا وجع إني أصغر أهلي وابقى متطلقة ومشكوك في شرفي".

 (9)

خطوط الإبلاغ عن العنف ضد المرأة:

مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان: 01210009192

مكتب شكاوى المجلس القومى للمرأة:

01205575331

 01121997477

 01007525600

(10)

أحمر يا بلحنا

إحنا اللى نجحنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home