• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السفارة البريطانية هتدعم التعليم في مصر بـ 12 مليون جنيه إسترليني
الموضوع اللي فات
أماكن تصوير غريبة في فيلم "عيار ناري"

"ازاي ممكن ربنا يحرم الجمال ده؟" حكايات ناس من تحريم الأغاني لإدمان الموسيقى

الاباجورة دي حرام
شيخ جاكسون

"في البدء كانت الموسيقى"

 "النفق الديني لابد منه"

كل الناس بكل الأديان بيمروا بمراحل مختلفة في التدين، ممكن يعدي منها موضوع خلافي زي الموسيقى والأغاني. القصة اللي اتبنى على أساسها كل الموضوع ده، كانت عن شخص انقطعت صلته بالأغاني طول طفولته، وفي الثانوية مر بأكتر تغيير في حياته، لما انضم للإخوان وبقى من أنصار إن الأناشيد اللي بدف كمان حرام، وكان ممكن يتخانق ويتنرفز عشان واحد بيسمع أناشيد بدف، لحد ما حصله حاجة بيعتبرها واحدة من أهم أحداث حياته، لما الكمبيوتر باظ والشخص اللي صلحه حطله عليه فولدر أغاني لفيروز ومحمد منير، ولأول مرة فتح الفولدر وسمع أغنية "فوق هاتيك الربى"، صوت فيروز وهي بتقول: "أناجيك في سري وفي القلب حسرة وفي العين دمع دافق وغزير" خلاه يسأل نفسه: "ممكن الصوت الملائكي ده يكون غلط؟ ممكن كل ده يكون حرام؟" وفضل 3 سنين بيسمع كل أغاني فيروز ومحمد منير وتاه فيها لدرجة إنه كان عارف أغانيها النادرة كلها.

ازاي ممكن أغنية واحدة تغير حياتك وتخليك تدور عن معنى حياتك؟ في فيلم "شيخ جاكسون"، البطل حياته اتقلبت لما عرف خبر موت مايكل جاكسون، مغنيه المفضل في طفولته ومراهقته قبل تدينه وتشدده، "شيماء" بتحكي حكاية بسيطة أكتر بكتير، بتقولنا: "أنا بطلت أغاني نوع من أنواع التدين، ومسحت كل أغاني من الموبايل وبطلت أنام على الراديو، وببساطة بعدها حنيت.. حنيت لصوت عمرو دياب بالتحديد"، "كل يوم بيعدي تزيد غلاوتك عندي واشتاقلك وأحبك"، تقريبًا ده كان حال "شيماء" مع عمرو اللي فضلت تعيد وتسمع أغنية "سنين"، وحسب ما بتقولنا: "كنت بقول طيب لو ده حرام أنا هسمعه وارجع أتوب عشان هو واحشني بس"، لكن مع الوقت -حسب كلامها- مابقيتش مقتنعة إنها حرام، "ربنا عمره ما بيحرم حاجة بالجمال ده".

طيب إيه شعورك وأنت مابتسمعش أغاني؟ حاسس بحاجة ناقصة؟ حاسس إنك احسن؟ بيقولنا "محمد": "أنا كنت مدمن أغاني ولما بطلت كنت حاسس إن فيه حاجة ناقصة، وفضلت أدور على أي حاجة تملى الفراغ ده والإحساس اللي بحسه لما بسمع أغاني بحبها، فبدأت أملاه بناس زي "ماهر زين" وحمزة نمرة، وبعد شوية بالتدريج رجعت اسمه محمد منير وقلت لنفسي اسمع رجالة بس وبلاش ستات".

في فيلم "بيروت الغربية" فيه مشهد أيقوني عن واحد بيقول لصاحبه إن أبوه بيحرم الموسيقى الروك أند رول والسينما لأنها خلاعية، فسأله طيب وأم كلثوم؟ قاله أبويا بيقول أم كلثوم معلش!

ام كلثوم معلش، فيروز صوتها ملائكي، منير بيعبر عن حياتنا، عمرو دياب عشنا معاه قصصنا، دايمًا فيه حد بنتعلق بيه بشكل شخصي وبنشوف عمرنا في أغانيه ومانقدرش نبعد عنه، في الرواية اليهودية والمسيحية لإبليس، إنه كان ملاك بيستخدم الموسيقى لتسبيح الإله الواحد، وبعد غروره وسقوطه بقى إبليس اللي بيستخدم الموسيقى لغواية البشرية، ومن هنا بدأت قصة تحريم الموسيقى.

محاولات للاندماج وسط الأصدقاء

في فترة المراهقة كانت "مريم" البنت المسيحية بتبدأ تتعرف على ناس متدينين أكتر بيقربوها من ربنا وتروح معاهم الكنيسة وتتكلم معاهم، ولأن دايمًا دواير الصداقة ليها شروط، فهما ماكانوش بيسمعوا أغاني، ونسمع ليه أغاني لما ممكن نسمع ترانيم؟ عندنا موسيقى وعندنا كلمات حلوة ليه نروح للغريب؟ بتحكي "مريم": "بطلت اسمع أغاني لأنها كانت بالنسبالي بتخليني أفكر في قصص مش موجودة وأعيش فيها وافضل افتكر ناس ومواقف، بس بالوقت بدأت أسمع أغاني الأندرجراوند اللي كانت بتقول كلام عن الحياة والدنيا غير الحب، واللي خلى ده ييجي في بالي، أغنية وشوش الناس لمحمد عدوية. بدأت أفكر الشعر مش غلط، والموسيقى مش غلط، ليه لما بنحطهم على بعض بيبقوا غلط؟"

السؤال ده بيختلف بالنسبة للي بيحرموا الموسيقى من الأساس، بس الموضوع ده خلى "مريم" تحفظ قصائد الشعر العامية والفصحى وبعدين تسمعها مغناة فتحبها أكتر وتتعلق بالموسيقى وتقرر إنها هترجع تسمع أغاني وتدخل في مناقشات عميقة عن صلاحية الأغاني دي، "دلوقتي بفضل اقنع الناس إن الأغاني دي بتخلينا أحسن، حتى لو بتلمس جروحنا فهي بتنضفها، بتعبر عننا من غير ما نتكلم".

الحكاية عند "منة" ماكانتش مختلفة كتير، بدأ إحساسها بالذنب لما دخلت مدرسة إسلامية وسمعت قصص عن عذاب القبر وإنها هتدخل النار لو فضلت تسمع أغاني وتشوف أفلام، فبطلت تشوف أفلام، لكن اللي خلاها تبطل تسمع موسيقى خوفها من رفضها في مدرستها الجديدة، ومحاولة للاندماج في وسط المجتمع الجديد، لكنها بتقولنا: "لاقيتهم هما نفسهم بيسمعوا أغاني فبدأت أسمعها بالتدريج، لحد ما لاقيت نفسي مابعملش أي حاجة غير إني بسمع أغاني وموسيقى أجنبي"، منة بتحكيلنا عن وضعها دلوقتي وبتقول: "أنا مش مقتنعة إن الأغاني حرام عشان حتى لو بتثير فيا مشاعر، عمر ما المشاعر دي كانت حرام، ومش الأغاني اللي بتلهيني عن العبادة، أنا ممكن اشغل وقتي بأي حاجة تاني".

هلحق أعوض اللي فاتني

في فترة عدم سماع الأغاني الحياة بتستمر، وكل الناس بتفضل تسمع أغاني تاني حواليك، وفي الوقت ده بينزل ألبوامات، وعشان كده كتير من اللي بطلوا سماع أغاني لفترات بقوا هما المراجع، "محمود" اللي أسس واحد من راديوهات الإنترنت المشهورة قالنا: "لما بطلت أسمع أغاني مكنتش أعرف أي حاجة عنها بسبب أهلي المتشددين، وفي لحظة ما سمعت أغنية للشيخ إمام، فتحتلي الباب على عالم ماكنتش أعرفه، ليه الناس دي بتغني في المظاهرات؟ وبدأت أدور والف وأقرا واسمع كل اللي بيجي تحت إيدي، حتى لو مش بحبه، بسمع كل حاجة وكل الأنواع وكل الأشكال، وده خلاني شخص حافظ كل حاجة".

"محمود" كان بيحاول يعوض اللي فاته لحد ما في يوم بقى عنده أكتر من 30 جيجا مزيكا، وناس بتيجي تطلب منه ترشيحات ومسؤول عن راديو أونلاين، وماحدش يعرف إن اللي بيعرفهم على كل المطربين دول هو نفسه ماكنش يعرف أي حاجة منهم في يوم من الأيام.

بعد ما رجعت تسمع أغاني لسه شايفها حرام؟

أحمد بيحكيلنا إنه اتربى في السعودية، حيث كل حاجة حرام، فماكانش بيسمع أغاني ولما رجع مصر كان بيتخانق مع سواقين الميكروباص لو مشغلين موسيقى، لكنه في مرحلة ما بدأ يسمع الأغاني الأجنبي: "كنت لما بلاقي البيت فاضي بشغل الأغاني بصوت عالي جدًا، ولما بكون لوحدي بحط الهاند فري واشغلها على أعلى صوت، بس كل ده في الدرا، مش قدام الناس عشان مشيلش ذنب حد، وببرر لنفسي ده إني بسمع الأغاني دي عشان اتعلم إنجليزي"، ولما سألناه شايفها حرام؟ "ساعات بحس إنها حرام بس مابقولش لحد مايعملش ده عشان أنا كنت بعمله".

"مي" بتحكيلنا إنها كانت بتكره الأغاني في طفولتها وبتضايقها ومابتحبش تسمعها، وفي 2012 عملت عمرة غيرت حياتها، لدرجة إنها لما رجعت سابت شغلها في إذاعة أغاني عشان تحافظ على الحالة الروحانية للعمرة، "واحدة واحدة رجعت أسمع بس بدأت بأغاني الثورة وبعد شوية رجعت أسمع قديم لحد ما انفتح قدامي عالم المطربات الفلسطينيات، لأني بحب الكلمات الحلوة وماقدرتش امنع نفسي من متعة الكلام الحلو والصوت الحلو".

"مي" مش مقتنعة إن الأغاني حرام وبتاخد برأي الشيوخ اللي بيقولوها إنها مش حرام، بس عشان تتفادى الغلط فبحسب كلامها، "مش برشح لحد أغاني أو اقوله يسمع حاجة". حرام أو حلال، صح أو غلط، يليق أو لا يليق، نبطل أو نرجع، دايمًا فيه أغنية بتلمسك.. احكيلنا عن الأغنية دي؟

Home
خروجات النهاردة
Home
Home