• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
أبليكشن لحجز تذاكر قطارات السكة الحديد لأول مرة
الموضوع اللي فات
أول مهرجان للألعاب الإلكترونية في مصر من Insomnia UK

فيلم "عيار ناري": طبخة حلوة ناقصة رشة ملح

العمل الأول للمخرج والتاني للمؤلف
صورة من فيلم عيار ناري

في فيلم "فتح عينيك" خالد صالح كان له ماستر سين بيقول فيه "الدنيا عبارة عن مسرح كبير، والناس اللي فيها ماشين بيعمل كل واحد فيهم الدور اللي مكتوبله. لو أنت ناوي تغير دورك وتمد ايدك وتفتح الستارة، الله اعلم هتشوف إيه ورا الكواليس، بس اللي هتشوفه ممكن ميخلكش ترجع تشوف الدنيا زي ماكانت ولا تقدر تغمض عينك وتنام وانت بالك مرتاح تاني". اللي هتشوفه ورا الكواليس ممكن يبقى "الحقيقة"، بس هل ده يضمن إنها هتريح ضميرك وهتحقق ليك وللي حواليك للحق والخير والجمال؟ السؤال يبان عميق ومعقد، رغم كده طرحه بجرأة شديدة المخرج "كريم الشناوي" في أول عمل روائي ليه، بالتعاون مع المؤلف "هيثم دبور" في تاني فيلم طويل ليه بعد فيلم "فوتو كوبي".

الفيلم من أول الإعلان بيوضحلك إن فيه جريمة قتل ضحيتها "علاء" اللي بيلعب دوره أحمد مالك حصلت في نفس وقت مظاهرات لاظوغلي 2012 اللي بيقع فيها شهداء على إيد قناصة الداخلية. وبيبقى سؤال الفيلم "علاء" واحد من "الشهداء" ولا ورا قتله هو بس مشكلة تانية؟  

من اللحظة الأولى للفيلم المخرج بيرمي لك مفتاح يسهِّلك كشف اللغز ويعرفك إن مافيش بلوت تويست تجري وراه للنهاية. الجثة في بيتها مع الأم، "سيدات"، اللي بتلعب دورها عارفة عبد الرسول، و "خالد" أخوه اللي بيلعب دوره محمد ممدوح، بعد ما بنسمع صوت ضربة مسدس وبتقول "سيدات": "هنلم اللي اتكسر بعدين" ودي الجملة اللي اتكررت طول أحداث الفيلم بدون داعي إلا إن الصنُّاع حسوا إنهم هتضفي جو من الغموض للفيلم.

الفيلم بيبدأ بأم بتعمل ملوخية ببرود شديد وابنها سايح في دمه في الصالة، بعدها بنشوف حبيبة خايفة صوتها يتسمع وهي بتعيط على خطيبها اللي اتقتل! مشهد ورا التاني المشاهد هيبقى شبه مُتيّقن من حقيقة إن "علاء" مش "شهيد" وإن فيه سر ما، وبكده يبقى مافيش حبكة غامضة المخرج بيخلينا نلف وراها لآخر لحظة. لكن في المقابل فيه السؤال اللي بيدّعي صُناع الفيلم إنهم بيناقشوه، "الحقيقة بالضرورة تتوافق مع الحق؟". 

في حوارنا مع صناع الفيلم أكدوا إن فيلمهم بيطرح أسئلة مش بيجاوب عليها. 

عشان يتم طرح السؤال ده في قالب درامي وفي فيلم فيه أسماء نجوم كتير وإنتاجه تقيل بتشارك فيه شركة يملكها نجيب ساويرس وشركة تانية يملكها محمد حفظي، فيه عدة عوامل كان ممكن استخدامها بشكل أقوى من اللي شوفناه واللي كان مقبول بنسبة كبيرة مع الآخذ في الإعتبار إن ده العمل الأول للمخرج.

بتكلم مين؟

كل فيلم بيكون له شريحة جماهيرية مستهدفة حتى لو تمنى صُنَّاعه إنه يوصل لكل الناس ويعجب الناس كلها. عشان ده يتم بشكل سليم لازم يتم تحديد الشريحة دي من البداية، الفيلم بيناقش فكرة فلسفية والمشاهد كيّف السينما هيطلع مُحمَّل بالأسئلة الوجودية؟ ولّا اجتماعي بيخاطب المشاهد العادي اللي داخل ينسى مشاكله في فيلم ومحتاج الحقائق تبقى واضحة قدامه وضوح الشمس عشان مايشغلش دماغه كتير ويخرج من الفيلم والعدالة الإلاهية متحققة والخير منتصر وكله تمام؟

"عيار ناري" وقع في النص بين الشرحتين، ففي نفس الوقت اللي بنشوف فيه قصة تقيلة فيها مفاتيح لنقط إنسانية وفلسفية حقيقية ينفع تبقى قماشة لفيلم عظيم، بنشوف برضه مشاهد حاول المخرج فيها إنه يشرَّب المشاهد الأحداث بمعلقة على طريقة صديقك الرخم اللي بيشوف الفيلم قبلك ويصمم يقعد جنبك يحرق لك الأحداث. مثال على المشاهد دي، مشهد النهاية اللي بنشوف فيه الأحداث اللي حصلت فلاش باك وبنسمعها بتتوصف بصوت "سيدات"، في تغافل واضح للقاعدة السينمائية اللي بتقول Show, don't tell، كمان استخدام كل الأبطال تقريبًا لجمل زي "الحقيقة ولا الحق؟" وإن الحقيقة ليها أكتر من وجه وجانب، مع إن دي رسالة الفيلم ومحوره وشئ باين من غير ما يتقال نصًا في الحوار.

وجدت دراما بلا عياط

في مسلسل "بدون ذكر أسماء" اتعاون "الفيشاوي" مع "روبي" وعمل الاتنين دورين من أحسن أدوارهم لحد دلوقتي، في "عيار ناري" مش نفس الكيميا كانت موجودة على الرغم من إن الاتنين كانوا إلى حد كبير في مستواهم وعملوا اللي عليهم من غير إبهار. وده يرجعنا لإن المشكلة اللي قابلتهم هي نفسها المشكلة العامة اللي ظلمت باقي أبطال الفيلم، ضعف السيناريو وعدم وجود خلفيات ولا رسم واضح للشخصيات.

الفيلم فيه نجوم زي "الفيشاوي" و"ممدوح" و"عارفة" و"أسماء" و"روبي"، كل اسم منهم عمل على الأقل عمل درامي واحد حرَّك مشاعر المشاهدين وخلاهم يشتبكوا مع الشخصية اللي لعبها ويخلقوا خط تواصل معاها. وده إن دل على شئ، هيدل على قدراتهم التمثيلية اللي هي مش محل تشكيك. في "عيار ناري" القصة في ذاتها درامية ومخيفة، أم وأخ وحبيبة بيخفوا حقيقة قتل "علاء" وطبيب وحيد بيحاول يدافع عن سمعته المهنية وصحفية بتحاول تثبت إنها عملت شغلها صح، وكلهم في الآخر بيدَّعوا إنهم بيجروا ورا الحقيقة، المشكلة إن في ولا مشهد من مشاهد الفيلم اتعاطفنا مع شخصية واحدة منهم، اللهم إلا مشاهد "أسماء" الأولى اللي اعتمدت فيها على تعبيرات وشها بس، لكن مجهودها طول الفيلم ومشاعر الخوف اللي وصلتهم لنا كانوا أحسن كتير من مشهد الماستر سين اللي أدته ببرود ورددت الحوار كأنها بتسمَّعه.

مشاهد "سيدات" برضه كانت أقل من المتوقع، مشاعرها ناحية "خالد" كانت غامضة مش مختلطة، يعني ماتفهمش هي شاكرة ليه ولا غضبانة منه ولا بتداري عليه ولا خايفة منه. شخصية "خالد" نفسها كانت غامضة بطريقة تحسسك إنها اتكروتت، رغم إنه "نظريًا" أكتر شخصية ممكن نتعاطف معاها.

الدنيا بس ممكن تتخلق في 7 أيام

مش معنى إن ربنا خلق الدنيا في 7 أيام يبقى الأحداث اللي حصلت في الفيلم ينفع تحصل في 7 أيام برضه. لو قسمنا الفيلم لخط الدكتور "ياسين" والصحفية "مها" وعلى الناحية التانية خط "خالد" و"سيدات" و"سلمى"، هنلاقي إن الأحداث بالنسبة للخط الأول تسلسلها طبيعي، زي تحويل "ياسين" للتحقيق، لكن على الخط التاني، مابيحصلش إن أسرة شهيد تكسب عمرة وتاخد شقة من المحافظة وتحلق تشطبها وتاخد محل وتلحق تملاه بضاعة وتفتحه، كل ده في 7 أيام بس!

المبالغة في استخدام الرمزية ظهرت أكتر في الماستر سين اللي ظهر فين تجمُّع أهل منطقة زينهم كلهم على قلب وموقف رجل واحد. هل من المنطقي إن أهل منطقة كاملة يتفقوا على شئ محوري ممكن جدًا يضرهم حتى لو نيتهم خير؟

"عيار ناري" فيلم فنيًا جيد حتى لو مش عظيم ومش أحسن حاجة ممكن تطلع من قصة قوية وسهل تجذب الناس زي دي، وعلى مستوى الجدل القائم حواليه وحوالين حقيقة كونه بيشوه الثورة هو برضه مهم لطرح الأسئلة وفرض حالة النقاش المجتمعي في أهم حدث حصل في تاريخ مصر الحديث.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home