• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
الإمارات الـ 10 عالميًا في كفاءة الرعاية الصحية
الموضوع اللي فات
العفو الدولية: عمال مونديال قطر ماقبضوش مرتباتهم من شهور

فيلم "يوم الدين": ازاي تعمل فيلم شبه الناس ويوصل مهرجان "كان"؟

نزل السينمات يوم 26

عدد الأفلام المصرية اللي وصلت مهرجان "كان" السينمائي في 70 دورة هو 25 فيلم بس. في 2018 وصل الفيلم المصري "يوم الدين"، دي معلومة عادية مش شرط تهم ناس كتير إلا محبيين السينما. بس لو عرفت إن الفيلم ده هو العمل الأول للمخرج في فئة الأفلام الروائية، الكلام هيتغيير، لو عرفت إن كمان أبطال الفيلم هما اتنين بس، راجل في الأربعينات عاش طول عمره في مصحة لعلاج مرض الجذام في معزل عن العالم الخارجي، وطفل، والاتنين أول مرَّة يقفوا قدام كاميرا أصلًا، هتلاقي الموضوع أكبر من كونه فيلم مصري وصل لمهرجان كان، هو حالة فريدة محتاجين نقف قدامها شوية ونحترم صُنَّاعها حتى من قبل ما نشوف المنتج النهائي اللي وصلوله ونقيمه فنيًا.

**الريفيو مافيهوش حرق للأحداث**

"بشاي" متعافي من مرض الجذام بس طول عمره عايش في المصحة في أبو زعبل ومايعرفش شكل الحياة براها إيه من وقت ما أبوه سابه فيها وقطع معاه وعد بإنه هيرجع ياخده، وطبًعا ماوفاش بوعده. بيبدأ الفيلم بلقطات قريبة لـ "بشاي" وهو بيشتغل في فرز القمامة في المستعمرة، يقع في إيده "ووكمان" رماه صاحبه وشاف فيه "بشاي" هدية مناسبة لمراته اللي عندها مرض عقلي، واللي هتمثل نقطة التحول في الفيلم. في المستعمرة فيه دار أيتام، موجود فيه "أوباما" اللي هيكون رفيق رحلة "بشاي" لمَّا يقرر الآخير الخروج للمرَّة الأولى من المستعمرة ومواجهة الناس غير المجذومين على أمل الوصول لأهله في قنا.

فيلم ينتمي لأفلام الطريق أو الـ Road trip Films، زي Little Miss Sunshine، بيبدأ في أبو زعبل بـ "بشاي" و"أوباما" وعربية كارو في طريقها لقنا. على الرغم من إن أي رأي في الفيلم مش هيكون حيادي بشكل كام، وأي حد يتكلم أو يكتب عنه هيكون متأثر بجمال التجربة في ذاتها وبإنسانية المخرج اللي ظهرت في الفيلم من أول لآخر دقيقة، إلا إنه في الآخر فيلم روائي مش وثائقي، وعليه يصلح للتقييم فنيًا على مستوى سرد الأحداث وتماسك القصة وتمكُّن المخرج من أدواته وطريقة إدارته للأبطال.

الفيلم أوروبي الطابع، بس كان فيه مشاهد وعظية ومباشرة بطريقة مُنفرة. وده عكس السمة الأهم للسينما الأوروبية اللي بتتوصف في الغالب بالتعالي عن المشاهد أو على أقل تقدير دفعه لإعمال عقله بدل ما تشرَّبه حكم ورسائل الفيلم بمعلقة في فمه. في "يوم الدين"، تحديدًا في مشهد النقاش بين "بشاي" والقزم رئيس مجموعة "الوحوش الأربعة" وفي الماستر سين بين "بشاي" ووالده، في المشهدين دول استخدم "أبو بكر شوقي" مخرج الفيلم وكاتب السيناريو الخاص بيه جمل مباشرة زي "كلنا هنبقى سواسية يوم الدين" و"احنا منبوذين"، رغم إن الجملتين معناهم واصل من مجرد مشاهدة إعلان الفيلم ومش محتاج يعيدهم لينا على مزيكا حزينة في محاولة لإرضاء مشاعر المشاهد.

على عكس المشهدين المباشرين دول، باقي مشاهد الفيلم بتتسم بالواقعية وممكن نوصفهم بالمشاهد التأملية اللي بيخاطب بيها المخرج يخاطب عقل المشاهد الناضج وبيراهن على تأملاته للحدث عن طريق مشاهدة حياة المجذوم عن قرب، في مكان شغله، نومه، عربيته الكارو، وبين الناس حتى وهما مابيتعاملوش معاه على اعتباره زيهم.

أي مشاهد عادي ماجتلوش فرصة القعدة مع "راضي جمال" البطل المتعافي من مرض الجذام واللي بيأدي دور "بشاي" هيفتكر إن اللي اتفرَّج عليه في شاشة السينما هو نفس أسلوب "راضي" في الواقع، وعليه مش هيدرك الجهد اللي بذله "أبو بكر" و"راضي" في التدريب على التمثيل. لو مش حاسس بالفرق ممكن تقارن بين "راضي" و"بشاي" بعد الفرجة على الفيديو ده.

إدارة "أبو بكر" لـ "راضي" و"أحمد" وتدريبه ليهم ظاهر في الفيلم، الاتنين اللي أول مرَّة يقفوا قدام كاميرا وصلوا مشاعر انسانية بسلاسة وانسيبابية شديدة بحوار مش كتير ويكاد في مشاهد يكون أقل من المعتاد.

لو هنقسِّم النص بالطريقة الكلاسيكية لبداية تمهيدية ووسط فيه ذروة الأحداث والعقدة ونهاية فيها الحل، هنلاقي إن مدة الفيلم اتقسمت على التلات أجزاء بشكل منطقي، ورغم قلة الحوار وكثرة التفاصيل اللي شفناها في كل كادر من كدرات الفيلم إلا إننا نقدر نقول إن الإيقاع ماوقعش والسرد ماكنش بطئ.

"بشاي" هو بطل الفيلم، وهو نقطة الجذب الأبرز للفيلم ككل باعتباره مجذوم متعافين، لكن على الناحية التانية تمثيل "أحمد عبد الحفيظ" اللي لعب دور "أوباما" كان سهل ممتنع، طفل يتيم يخلّيك تحبه وتتعاطف معاه بس مايصعبش عليك ويخلّيك تعيط وحدوته تلمسك بس مافيهاش صعبانيات. بصفة عامة الفيلم رغم إنه بيتكلِّم عن مشكلة انسانية حساسة وبيشتبك مع الظلم اللي بيقع على ناس بسبب شكلهم اللي ماختاروهوش، إلا إنك في ولا مشهد هتحس إنهم ضعاف أو حيلتهم قليلة، بدايةً من "بيشاي" اللي خد قرار مصيري جرئ بالخروج من المصحة، مرورًا على تفاصيل الرحلة الشاقة لقنا اللي عدّى فيها "أبو بكر" على لمحات حقيقية للمجتمع، وصولًا لـ "أوباما" اللي خد على عاتقه مواجهة أهل "بيشاي" بالنيابة عن الآخير.

الأفلام بتتعمل لغرض أو غاية، وطريقة تقديمها فنيًا بتكون الوسيلة اللي بيتقدم بيها الغرض ده. في "يوم الدين" ماكنش فيه اختلاف إن الغاية انسانية بحتة وإنه فيلم يحترم، وبعد مشاهدته أثبت "أبو بكر" شوقي إنه بعيدًا عن القصة الإنسانية للفيلم، مخرج واعد وجرئ رمى حجر جديد في نهر السينما الراكد في مصر، عشان يقول من خلاله إننا قادرين نعمل أفلام سينما بقصص مختلفة وممثلين شاطرين مش شرط يكونوا نجوم صف أول، وأثبت كمان إن الفيلم ينفع يبقى جماهيري قريب من الناس وفي نفس الوقت يوصل مهرجانات.

اتفرَّج على حوارنا مع مخرج الفيلم واقرأ الحوار من هنا.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home