هل الناس العادية ممكن حياتهم تتغير بسبب المزيكا اللي سمعوها ولا ده صعب؟ لما بفكر وأدور فين المزيكا اللي حاولت تغير حاجات في مصر في آخر 30 سنة مثلا، مش بلاقي الصراحة. في أغاني اتكلمت وحاولت تأثر في الناس وتغير في السلوك الجماعي، بس فضلت بدون تأثير، أو ممكن نقول التأثير كان مؤقت ولحظي.

الصعوبات دي ماتنفيش إن في ناس شغالة وبتحاول تغير وتعمل حاجة بالمزيكا، زي المشروع اللي قدمه المخرج تامر عوض للأمم المتحدة عشان يتنفذ باسم "مزيكا للتغيير Music for change" والفكرة كلها إن خمس فرق موسيقية هما "فريق الميناء وفريق هاي دام وسحر الزغبي ومشروع ياسمين زكي"، وكلهم من الإسكندرية، هيلفوا محافظات مصر يحاولوا يغيروا سلوكيات غلط بمزيكتهم. عشان أفهم يعني إيه "مزيكا للتغيير" سألت تامر عوض صاحب الفكرة

                                                                                                     تامر عوض

إيه فكرة "مزيكا للتغيير" وجاتلك ازاي؟

"أنا اتعاملت قبل كده مع UN  في حملة "تحدي عبور مصر" في شهر يناير وفبراير اللي فاتوا وكنت أنا مخرج ومدير تصوير الفيلم الوثائقي للحملة، كنا في الحملة بنلف علي القري والمحافظات الفقيرة إلى حد ما، بهدف التوعية عن المشاكل السكانية والعنف ضد المرأة وختان الإناث والزواج المبكر والتحرش، وجاتلي الفكرة ساعتها عن إننا نعمل أغاني ونعمل حفلات للناس دي، هدفها التوعية بنفس الأهداف دي".

تفتكر فعلا الناس ممكن تفهم وتتغير من خلال المزيكا؟

"موضوع التوعية ده عاوز حاجات كتير عشان الناس تبدأ تفكر فيه، بس احنا بنعمل حفلات يتخللها أغاني وألعاب بسيطه بالأرقام عن أهداف الحملة والمشاكل السكانية، ده بيخلي الناس تركز وتبقي مستمتعة باللي بيتقال، عشان الموود بتاع الحفله عامة والأغاني. وبيطلع في الحفلة حد من UN علي الاستيدج ويقول شوية أرقام ويسأل الناس الأرقام دي بتعبرلكم عن إيه، زي مثلا رقم 55، في ناس بتقول أي كلام، فهو يرد عليهم ويقول إن مصر فيها شباب تحت سن 24 بنسبة 55% وهكذا".

                                                                                                            سحر الزغبي

ازاي تعرف إذا كان المشروع والفكرة نجحوا ولا لأ؟

"بص هو لو الناس لقيت كذا حاجه وطريقة بتتكلم عن المشاكل، زي مثلا "حاجات رياضيه _ إعلانات _ يفط في الشارع _ طبعا أغاني زي ما احنا بنعمل كده"، ساعتها ممكن المواطن المصري يبدأ تجيله فكرة إنه ممكن يتغير، فأنا شايف إن الحملة بتساعد وليها دور مع الحاجات التانية اللي شغاله على نفس الأهداف، لكن أكيد الحملة مش بتغير بنسبة 100%".

 عن نفسي بحب أعمل مقارنة بين مشهد الموسيقى المستقل والمشهد الموسيقى التجاري لما بينفذوا النوع ده من الأفكار، في الموسيقى التجارية بتلاقي في حادث كبير حصل فيقولوا يلا يا جماعة نعمله أغنية، هو يعني لازم حاجة تحصل؟ طب ما الحاجات دي موجودة باستمرار! لكن المستقل بيتكلم في العموم وباستمرار عن كل حاجة بتدور في دماغه و دماغكم. نرجع للمشروع، تامر عوض في الأول وفي الآخر مخرج ورؤيته للمشروع هتكون رؤية مخرج، عشان كده قولت اتكلم  مع "ريمو" مؤسس فريق "هاي دام" وواحد من الموسيقيين المشاركين في المشروع.

                                                                                            فريق هاى دام

تفتكر ينفع تأثر في الناس بالمزيكا؟

"أعتقد اه، يعني ممكن تكون دي ثقافة لسه مش موجودة عند الناس هنا، بس في أغاني معينة بتناقش مواضيع معينة بتعلق مع الناس أوي، وعمومًا المزيكا tool مفيدة إنك توعي الناس ومن الحاجات اللي بتعلق في دماغهم".

ليه فنانين زي تامر حسني و عمرو دياب ماعملوش مشاريع موسيقية من النوع ده أو حاجة زي كده؟

"مش عارف بالظبط بس من وجهة نظري دول POP Stars في منطقة تانية مختلفة عن المنطقة بتاعتنا، فهو القاعدة الجماهيرية بتاعته كبيرة وماعندوش اتصال أو تواصل مباشر مع المجتمع، يعني هما أغانيهم رومانسية، وده مش اللي احنا بنعمله، احنا أقرب للشارع وبنتكلم عن حياة الناس اليومية فسهل الناس تقبل مننا الكلام ده".

الناس في مصر بتعامل المزيكا كحاجة ترفيهية وغير مؤثرة.. تفتكر بعد كل السنين دي الفكر ده ممكن يتغير؟

"هو لازم يتغير، بس مش هيتغير غير لما القائمين على المزيكا يعملوا ده، يعني للأسف المنتج الموسيقي نفسه بيتعامل مع المزيكا على أساس إنها سلعة ترفيهية واه المزيكا هي entertainment بس برضه هي industry، وصناعة المزيكا دي ليها جوانب كتير وحاجات كتير منها ناقصة في مصر، زي قلة النقد و أي مشهد مافيهوش نقد ما بيطورش، كمان التعامل مع الموسيقى على إنها سلعة تجارية ودي مشكلة تانية، عشان الناس فاهمة المسمى بتاع "كوميرشال" ده غلط، اللي هو أنا عشان أعمل حاجة تجارية لازم تبقى رخيصة وده مش صح".

هل دور الأغاني  إنها تغير الناس؟

"المفروض، بص احنا 4 فرق "فريق الميناء وفريق هاي دام وسحر الزغبي ومشروع ياسمين زكي" احنا عملنا 5 أغاني، كل فريق عمل أغنية لوحده وفي أغنية متجمعين فيها كلنا، الكلمات كلها تأليف شاعرة غنائية من إسكندرية "أمار مصطفى"، يعني مثلا تراك "هاي دام" اسمه "اتنين x اتنين x اتنين" بيتكلم عن الزيادة السكانية وإنها أساس كل المشاكل زي البطالة ونقص الموارد والزحمة. عندك مثلا أغنية "ياسمين زكي" اسمها "عصفور" والأغنية بتتكلم عن قيود المجتمع على البنات والزواج المبكر. احنا بنحاول نخلي الكلام مش مباشر من نوعية "ما تعملوش ختان للبنات" أو "بلاش تتجوز بدري"، كل ده عقيم وماحدش يتقبله، فاحنا بنحاول نخلي الأغنية ممكن تتحفظ، ساعتها اللي حفظوها لما يفكروا في المضمون تفضل الرسالة في ودانهم".

                      
                                                                                                                  ياسمين ذكي                                                                                              

بعد ما خلصت مع ريمو كنت لازم اتكلم مع "امار مصطفى" اللي كاتبة كل الأغاني وهى شاعرة غنائية كتبت 14 أغنية قبل كده، منهم لـ "مسار إجباري" و"وسط البلد" وكتير غيرهم. قالتلنا: "أنا كتبت أربع أغاني بتدعم حقوق المرأة، وبتوعي بحاجات زي الختان والزواج المبكر وتهميش المراة والتعداد السكاني، وطبعًا ده بيحصل أكتر في محافظات غير إسكندرية والقاهرة. أغنية الختان دي بيغنيها فريق الميناء وفي الأغنية أنا مش بعتبره ختان إنما تشويه للأعضاء التناسلية للبنات، جزء من الكلمات بتقول:

عرفوا الإله بالعقل مش بالشوف

ولا بالعادات ولا باللي كان معروف

و في شرع مين قلبك يموت من الخوف

و في شرع مين يتشوه الإحساس

حق على الدنيا يا ست الناس

                                                                                              فريق الميناء

بعد ما اتكلمت مع أصحاب المشروع، ارجع لنفس السؤال اللي في الأول خالص: هو فعلا حياة الناس ممكن تتغير بسبب المزيكا؟ مش عايز أكدب و أقول اه هتتغير عشان الواقع حاجة والأحلام حاجة تانية، خصوصًا إن نوع المزيكا ده في مصر، محبوس في "خانة اليك"