الفيلم مخرج. الفيلم الحلو لازمله كرو تمثيل قوي، ورق مكتوب كويس وإنتاج كبير، بس قبل كل حاجة بييجي المخرج، ده لو كان مخرج كويس يعني. المخرج هو الحبكة وهو الصنعة، هو اللي بيتحكم في أداء الممثلين وفي سير العمل كله، طب لو كان المخرج هو برضه المتحكم في الورق المكتوب بشكل كامل، لو كان المخرج هو المؤلف، الفيلم بتاعه هيروح لفين وهيطلع عامل ازاي؟ مش لازم تتخيل عشان تعرف تجاوب، التجربة موجودة في مصر ولو بشكل محدود، بس لو فكرت تقيم التجربة، لازم تبصم إن ال12 فيلم دول من أحسن الأعمال الفنية اللي مخرجينها ألفوها.

• العزيمة
  
  

هو غريب إن فيلم من سنة 1939 يكون بيتصنف كأفضل فيلم مصري لغاية النهاردة. بعض المصادر بتقول إن إيرادات "العزيمة" وصلت لربع مليون جنيه واستمر عرضه 38 أسبوع. الفيلم من بطولة فاطمة رشدي وحسين صدقي، بس الأهم بالنسبالنا هو المخرج والمؤلف –اللي هما نفس الشخص- كمال سليم.

كمال سليم تجربته الفنية مش كبيرة بحكم إنه توفي وهو شاب سنة 1945، بس كفاية إنه عمل "العزيمة". الفيلم ده يعتبر أول الأفلام الواقعية في تاريخ السينما وبيتناول علاقة الطبقات الأقل بالطبقات الأعلى، من خلال قصة حب محمد وفاطمة اللي بتصطدم بصراعات مختلفة مع طبقات أعلى، زي الصراع مع جزار الحتة والصراع مع نزيه باشا اللي محمد بيفتح معاه شركة تجارية.

الفيلم استخدم حاجات كانت جديدة وقتها، أصوت الحارة وديكوراتها والآذان والسحور في رمضان والأطفال اللي بيلعبوا في الشارع، وغيرها من مشاهد حاول بيها كمال سليم إنه يوصلك إحساس المكان وواقعيته.

• حياة أو موت
  
  

"إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل".

حياة أو موت إخراج وتأليف كمال الشيخ، المصنف كمخرج متميز في أفلام الإثارة والتشويق، ولو ماشوفتش الفيلم شوفه وهتفهم سبب التصنيف ده. الفيلم من بطولة عماد حمدي ومديحة يسري ويوسف وهبي ورشدي أباظة وحسين رياض.

"حياة أو موت" هيفرجك على شوارع القاهرة وشكل ترام العاصمة القديم وهيقدملك أحداث بتتصاعد وترفع ضربات قلبك معاها وأنت بتتفرج على خط سير البنت في طريق عودتها لأبوها بالدوا المسموم، كل ده بدون ما تشعر بأي ملل أو زهق وبدون مط أو تطويل وبحوار رشيق مكتوب سنة 1954 بس هتستمتع بيه وأنت بتتفرج في 2018. فيلم تشويق زي ما الكتاب بيقول.

• الاختيار
  
  

يوسف شاهين من المخرجين القليلين في مصر اللي بيكتبوا أفلامهم وبيعبروا عن كل أفكارهم ومخاوفهم في القصة والسيناريو، للحد اللي كان بيخلي الناس أحيانًا تتهمه إنه منغمس في ذاته أو إن أفلامه مش مفهومة. "الاختيار" قصة لنجيب محفوظ لكن سيناريو وحوار وقصة سينمائية ليوسف شاهين، الدماغين دول لما يختلطوا بعض هيطلعوا إيه؟

من إنتاج سنة 1971، وبطولة سعاد حسني وعزت العلايلي وهدى سلطان، قدملنا يوسف شاهين قصة الكاتب النجم الأرستقراطي، الباحث عن قاتل توأمه اللي على النقيض منه تمامًا. "الاختيار" فيلم سيكو دراما وبيتكلم عن صراعات الإنسان مع نفسه بالدرجة الأولى، والفترة الزمنية اللي خرج فيها الفيلم كانت فترة إحباط ويأس بشكل عام بالنسبة للمصريين، فتحس الفيلم واخد روح الفترة بتاعته.

• المومياء
  
  

"اعطني اسمي في البيت الكبير وأعد إليّ الذاكرة يوم أن تُحصى السنين".

 فيلم شادي عبد السلام اللي لازم بيكون موجود في أي تصنيف بيتناول أفضل الأفلام العربية في القرن العشرين. الفيلم من تأليف وإخراج شادي وإنتاج سنة 1969، بس ماشافش النور قبل سنة 1975. بيتناول "شادي" قصة أحداثها حقيقية، عن عيلة متخصصة في بيع وتهريب الآثار، ولما كبير العيلة بيموت، ولاده بيقرروا يبطلوا الشغلانة بس بيتعرضوا لضغوط توصل للقتل.

عظمة الفيلم وعظمة شادي عمومًا موجودة في جوانب تانية كتير، زي إنه كان بيرسم المشاهد بتاعت الفيلم الأول بعدين يختار الممثلين ويصور.

• المشبوه
  
  

سمير سيف جاب عادل إمام اللي كان مشهور كنجم كوميدي وعمل بيه فيلم درامي ممتاز وخلاه بطل قصاد سعاد حسني. المشبوه إنتاج 1981، قصة وإخراج سمير سيف، وكتب معاه القصة إبراهيم الموجي. بيحكي الفيلم عن الحرامي اللي قرر يتوب هو ومراته اللي اتعرف عليها أثناء عملها كفتاة ليل، بس الأسرة بتتعرض لضغوط من الناحيتين، من ناحية العصابة اللي عاوزة عادل إمام يرجع يشتغل معاهم، ومن ناحية ضابط الشرطة اللي مُصر ياخد تاره من عادل إمام اللي أذاه زمان.

• الأفوكاتو
  
  

رائعة رأفت الميهي عن حسن سبانخ، المحامي العُقر اللي بيلعب بالقانون لصالح تاجر مخدرات ولصالح واحد من مراكز القوى المنتهية. حسن سبانخ اللي قدمه رأفت الميهي هو شخص جاي يلعب ويهزر، بيحب اللعب للعب فبيلعب بكل حاجة وبأي حاجة وبيسوق لنفسه ولشغلانته حتى وهو مقبوض عليه في عربية الترحيلات. "الأفوكاتو" كوميديا هزلية وساعات كوميديا سودا، بتشوف فيها تريقة على كل أفراد المجتمع وقيمه ومظاهره.

الفيلم قصة وسيناريو وحوار وإخراج رأفت الميهي وإنتاج سنة 1983، من بطولة عادل إمام ويسرا وإسعاد يونس، وأي قايمة أو حتى مقالة بتتكلم عن أفضل الأفلام العربية، لازم هتتكلم عن "الأفوكاتو".

• البداية
  
  

النظام والقانون احنا اللي اخترعناهم وبنمشي عليهم عشان نضمن إننا مانكلش في بعض، بتظهر المشكلة لما شخص يقرر يفصل نظام وقانون لأغراض تانية ولخدمته. رائعة صلاح أبو سيف اللي التلفزيون فضل فترة طويلة مايعرضهاش عشان الرمزية فيها كانت واضحة بشكل يضحك.

"البداية" من تأليف وإخراج صلاح أبو سيف وبطولة أحمد زكي وجميل راتب ويسرا وصفية العمري. الفيلم بيحكيلك بشكل مبسط جدًا، ازاي شخص ممكن يلعب على حاجات الأشخاص وجهلهم وخوفهم وطمعهم أحيانًا، عشان يكرس سلطته هو بس ويخدم أغراضه. صلاح أبو سيف قدم كل ده في قالب كوميدي خفيف، ومانسيش في الآخر يقول إن رغم كل ده في أمل.

• أحلام هند وكاميليا
  
  

إيه أحسن حاجة في أفلام خان؟ بالنسبالي أحسن حاجة هي إن خان بيحكيلك قصة شخص عادي جدًا، زي جارك اللي بتشوفه في الشارع أو الشغالة اللي بتساعد جيرانك في شغل البيت أو الموظف اللي بتعدي كل يوم من قدام مكتبه، بس خان بيعرضلك تفاصيل من حياة الناس دي عمرك ما هتاخد بالك منها.

"أحلام هند وكاميليا" إنتاج سنة 1988 وبيتكلم ببساطة عن أحلام هند وكاميليا، بنتين بيطحنوا كل يوم وبيحلموا إنهم يغيروا ده وكل واحدة فيهم عندها تصور عن الحاجة اللي ممكن تغير حياتها وتوقف معاناتها، وكل واحدة فيهم بتحاول تحقق التصور ده. الفيلم قصة وإخراج محمد خان وبطولة نجلاء فتحي وأحمد زكي وعايدة رياض.

الراعي والنساء

مهما كانت المشاكل والظروف اللي بتمر على الجنس البشري، انجذاب الراجل للست والست للراجل، هو واحد من الثوابت اللي هتفضل موجودة تحت أي ظرف، عشان كده بتسمع عن قصص حب وجواز في المخيمات وفي الحروب وفي أي مكان خلقه ربنا. يحصل إيه لو 3 ستات أجبرتهم ظروفهم إنهم يعيشوا سوا في مكان منعزل، وفجأة ظهر في حياتهم راجل؟ دي قصة الروائي الإيطالي «أوجوبيتي» اللي حولها علي بدرخان سنة 1991 لفيلم "الراعي والنساء" من كتابته وإخراجه.

الفيلم من بطولة أحمد زكي وسعاد حسني ويسرا وميرنا وليد، وفي نسخة تانية منه بطولة نادية الجندي ومحمود حميدة، معروفة باسم "رغبة متوحشة". والحقيقة إن الفيلمين كانوا فيلم واحد، بس بسبب خناقة حصلت بين وحيد حامد وعلي بدرخان، قرر الاتنين إنهم ينفصلوا وكل واحد أخد نسخته من الفيلم وقدمها لوحده. بيركز بدرخان في نسخته أكتر على الجوانب النفسية والصراعات الداخلية اللي بيعاني منها أبطال الفيلم، عكس وحيد حامد اللي عمل خلطة مختلفة في فيلمه فخلاه يبيع أكتر.

• أرض الخوف
  
  

داود عبد السيد أو الأستاذ داود عبد السيد، واحد من المخرجين المؤلفين على حق واللي بيتقنوا الدورين بنفس البراعة. بيقدم داود قصة "يحيى المنقباوي" أو "آدم" اللي ربنا اختاره عشان ينزل لأرض الخوف ويقوم برسالة خطيرة بس بعد فترة بيحس إنه وحيد ومنفصل عن اللي كلفه بالرسالة دي. "أرض الخوف" بدون مبالغة هو أعظم سيناريو فيلم شوفته.

الفيلم إنتاج سنة 99 وبطولة أحمد زكي وحمدي غيث وعزت أبو عوف وفيدرا. داود عبد السيد له أفلام تانية كتير لا تقل عظمة ممكن تتحط في القائمة دي، ظي "الكيت كات"، "رسايل البحر"، "مواطن ومخبر وحرامي"، بس السيناريو والحوار في "أرض الخوف"  غير تمامًا.

• عرق البلح
  
  

إخراج وتأليف رضوان الكاشف. رضوان الكاشف إنتاجه السينمائي كمخرج 3 أفلام وبعدها توفى، بس 3 أفلام بحجم "ليه يا بنفسج"، "عرق البلح" و "الساحر". في عرق البلح بيقدم "الكاشف" قصة قرية قرر رجالتها إنهم يتغربوا على أمل أحوالهم تتعدل، وسابوا كل الستات لوحدهم مع الجد العجوز وحفيده الطفل اللي بيلعب دوره محمد نجاتي. الفيلم بطولة شريهان ومنال عفيفي وعبلة كامل وحمدي أحمد.

سيطرة رضوان الكاشف على كل خيوط العمل من كتابة وإخراج، خرجت نتيجته كويسة، ده غير ممثلين زي نجاتي ومنال عفيفي اللي عملوا أداء عظيم لأول مرة في حياتهم وغالبًا آخر مرة. الفيلم من إنتاج سنة 1999 وشارك في أكتر من مهرجان وكسب جوايز مستحقة.

• العاصفة
  
  

أحلى فيلم عمله خالد يوسف، كتابة وإخراج. خالد حكى إن يوسف شاهين قاله خلي أول فيلم تعمله يكون عن أكتر حاجة مزعلاك وشاغلة تفكيرك، وبما إن خالد يوسف معروف بميوله القومية والناصرية، فكان أول فيلم يعمله يكون عن حرب العراق والكويت ومشاركة مصر في الحرب دي.

بيحكي الفيلم قصة شقيقين اضطروا إنهم يقفوا قدام بعض في الحرب، الشقيق الأول راح مع قوات الجيش المصري والتاني كان بيشتغل في العراق وانضم للجيش هناك غصب عنه، ده غير أبوهم اللي كان بيحارب إسرائيل واختفى بعد صدمته من اكتمال الصلح بين مصر وإسرائيل اللي فضل يحاربها.

الفيلم إنتاج سنة 2000 وبطولة يسرا وهشام سليم وحنان ترك وهاني سلامة ومحمد نجاتي وتأليف وإخراج خالد يوسف.