• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
ضرائب جديدة على الدخل والميراث وفاتورة الموبايل
الموضوع اللي فات
مصر هتعمل مدينة للبحث العلمي وصناعة الإلكترونيات

ثورة وحرب على الإرهاب.. ازاي مسلسلات رمضان بتقدم الأحداث السياسية؟

ثورة دي ولا إرهاب؟

لما المفكر والروائي –اللي مابحبوش- يوسف زيدان واجه الناس بروايات تاريخية مخالفة للي يعرفوه عن صلاح الدين الأيوبي، قامت الدنيا وماقعدتش، ووصل الموضوع لملاحقات قضائية أو تهديده بيها على الأقل. الروايات اللي قالها يوسف زيدان، وإن كانت موجودة في بعض كتب المؤرخين، فهي مش موجودة في كتاب الدراسات الاجتماعية، ومش موجودة في فيلم الأستاذ أحمد مظهر، يبقى الأستاذ أحمد مظهر منها براء وكل دي افتراءات.

لو كان "التاريخ ضمن الغنايم وبيكتبه الكسبان" فالحمدلله إننا مابنقراش أساسًا، هنا بتيجي أهمية الأعمال الدرامية اللي بتأرخ لمرحلة معينة أو بتكون متأثرة بأحداث سياسية ضمن الخط الدرامي الرئيسي أو حتى بتجسد شخصية تاريخية، عشان فيلم الناصر صلاح الدين معروف مليون مرة أكتر من كتب تاريخية بيحكيلنا منها يوسف زيدان، وكتاب البحث عن الذات عدد اللي قروه ممكن يكونوا أقل من اللي اتفرجوا على فيلم أيام السادات في يوم واحد بس.

من 2010 لازم تلاقي كام مسلسل رمضاني متأثر بالأحداث السياسية وبيتناولها عن قرب بشكل مباشر وبقت طريقة التناول تختلف كل سنة عن السنة اللي قبلها حسب المزاج العام للجمهور والتوجه العام للدولة كمان، ده عكس اللي كان بيحصل قبل كده. لو مسكنا جيل التسعينات وحللنا المسلسلات اللي اتفرجوا عليها كل رمضان، ومدى تأثرها بالأحداث السياسية، هنلاقي نتيجة شبه صفرية. الأحداث السياسية الأهم بالنسبالنا كانت متمثلة في الانتفاضة وأحداث 11 سبتمبر، بعدها أفغانستان والعراق، مرورًا بالحرب على لبنان ولبش هنا على لبش هناك، وشوية أكشن في مصر من تعديل الدستور وانتخابات في 2005 وحركة استقلال القضاة وبعدها أحداث 6 إبريل 2008. وصولا لخالد سعيد والربييع العربي.

السينما في نفس الفترة كانت عكس الدراما ولو على استحياء. الصراع العربي الإسرائيلي كانت هتشوفه بشكل غير مباشر أوقات، يعني محمد هنيدي في "همام في امستردام"، اللي بيواجه الإسرائيلي وبيتغلب عليه، أو فيلم "أصحاب ولا بيزنس" اللي جسد القصة بشكل أوسع، وارتبط مع الناس بمشهد العملية الفدائية من الجهادي الفلسطيني ضد قوات الاحتلال، الفيلم لولا المشهد ده ماكانش حد هيفتكره أصلًا، وكان عمرو واكد تخلص من جحافل المصريين اللي معتقدين إنه فلسطيني الأصل.

أحمد آدم وأحمد عيد قدموا السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط في بداية الألفية بشكل كوميدي، في أفلام "ليلة سقوط بغداد" و "معلش احنا بنتبهدل"، وعادل إمام نفسه عمل فيلم سطحي شوية –السفارة في العمارة- زي كل أفلام يوسف معاطي، لكن المقصود إن السينما كانت بتعكس التأثيرات السياسية في الفترة دي أكتر بكتير من الدراما. لو قررت تدور على مسلسلات رمضان سنة 2001 أو 2002 أو 2003.. إلخ، مش هتلاقي تداخل مع الأحداث السياسية غير في "فارس بلا جواد"، اللي جسد فيه محمد صبحي شخصية بطل بيقاوم الإنجليز وبالمرة بيقاوم الصهيونية في بداياتها وبيخطب في الناس وبيتحسر على أحوال العرب.. إلخ من خطوط درامية "صبحية".

ورجع صبحي تاني يتناول السيطرة الأمريكية بشكل رمزي لكنه مباشر، في مسلسل "عايش في الغيبوبة"، غير كده كانت المسلسلات آخرها تجيب مشاهد لمظاهرات الطلبة مثلًا بسبب فلسطين أو العراق، وكل حاجة بتكون بعيدة تمامًا في خطها الرئيسي عن أي أحداث سياسية داخلية، طب إيه اللي جرى يا جماعة؟ أمتى فجأة بقى عندنا ماسورة مسلسلات بتتكلم أكل عيشها هو الحرب على الإرهاب والأحداث الثورة والجماعات الإسلامية؟ سنة 2010 قدم وحيد حامد الجزء الأول من مسلسل "الجماعة" أو خلينا نقول اتكلف بكتابته، لكن لأن وحيد حامد "حريف"، قدر يقدم مسلسل متماسك فنيًا، ومايبقاش مجرد متحدث فج باسم الدولة أو أي جهة فيها، وخرج المسلسل من معضلة الفشل اللي هيقع فيها مسلسلات كتير بعده اكتفت بإنها تكون لسان المرحلة ولو الناس عاوزة ثورة تبقى الثورة حلوة، الناس قلبت ع الثورة تبقى الثورة وحشة.. وهكذا.

السنة اللي بعدها كانت سنة الثورة في مصر وبداية الربيع العربي عمومًا، فهتلاقي إن في 2011 و 2012 أي مخرج أو مؤلف مش عارف يقفل مسلسله ازاي، كان بيقفله بإن الثورة قامت، زي "خاتم سليمان" لخالد الصاوي، وده تحديدًا نهايته كانت أكتر حاجة ماعجبتش الناس فيه، وطبعًا "المواطن إكس" اللي يعتبر تجسيد غير مباشر لقصة تعذيب خالد سعيد، و"آدم" اللي قدم فيه تامر حسني الصراع بين مواطن غلبان وضابط أمن الدولة المفتري. "الهروب" لكريم عبد العزيز، "طرف تالت" لأمير كرارة وعمرو يوسف، كل دي مسلسلات لعبت على الظروف السياسية اللي كانت بتدور في مصر وقت عرض المسلسلات، زي أحداث الفترة الانتقالية اللي هنلاقيها في "طرف تالت" وأحداث ما قبل الثورة وحتى قيامها في "الهروب". هاني رمزي دخل يدلو بدلوه في "ابن النظام" وقدم النظام الفاسد في مصر بشكل كوميدي ساخر.

 

تأريخ الحاجة بشكل عام بيحتاج وقت. ببساطة شديدة رأيك في الأحداث وأنت جواها، مختلف تمامًا عن رأيك فيها دلوقتي أو بعد ما تنتهي بفترة عمومًا. المسلسلات كانت بتقدم شيء أقرب للهوجة، ده بان بشكل أوضح لما الموجة الثورية تراجعت، فقلب الخط الدرامي من الثورة والشهدا والفساد والنظام، للمؤامرة والإخوان والتمويلات الخارجية وتضحيات الشرطة.. إلخ، غير إنها فنيًا على قدها، بتركب الموجة مش أكتر.

في 2014، عمل خالد الصاوي مسلسل "تفاحة آدم"، واتعرض لهجوم كبير بسبب تناوله لأحداث ما بعد الثورة، باعتبارها مؤامرة وتمويلات خارجية وجماعات إسلامية.. إلخ، وهو نفسه كان واحد من المشاركين في تظاهرات 2011. فضل الموضوع ماشي بالتدريج لحد ما وصلنا السنة دي لإن في 7 أو 8 مسلسلات بتتكلم عن الحرب على الإرهاب، وده مش بيمثل مشكلة لو الجودة الفنية كويسة، بس كلهم بيتدرجوا ما بين التعبان للمتوسط، ومعظمهم بيحشر الأحداث السياسية حشر.

(كلبش – مليكة – نسر الصعيد – طايع – أبو عمر المصري – رحيم – أمر واقع – عوالم خفية ) كل دي مسلسلات في الموسم الدرامي لرمضان 2018، وكلها بتتناول الحرب على الإرهاب والأحداث السياسية من زوايا متشابهة ووجهة نظر واحدة. المسلسل في الآخر هو عمل فني، لو هتحط كل وجهات النظر المخالفة لوجهة نظري كمشاهد، بس في قالب فني حلو ومتماسك، هتفرج على المسلسل وأنا مبسوط، بس قلة الجودة الفنية بتخلي العمل مجرد مسلسل تاني زي أخواته بيركب موجة قريب أو بعيد هتنتهي.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home