• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
خط ساخن جديد للشكوى من الزيادة في أجرة المواصلات
الموضوع اللي فات
الأمم المتحدة: مليون سوري سابوا بلدهم من بداية 2018

"حرب كرموز": ازاي تعمل فيلم بتكلفة ضخمة بس يطلع هندي؟

ايرادات الفيلم أول يومين عدت 5 مليون

أمك ممكن تشتريلك طقم صيني بـ 20 ألف جنيه، وتجيبلك مريلة مطبخ تركي مزركشة، وتحطلك تلفزيون في المطبخ عشان يسلّيكي، بس في الأخر لو انتي مابتعرفيش تطبخي يبقى فلوسها راحت في الأرض ويعوَّض عليها ربنا. الأفلام شرحه، حلو إنك تدفع فلوس كتير في إنتاج فيلم وتجيب نجوم عالمين وترشَّق الترر بأسماء بيتدفع فيها كتير والصورة تبقى بتبرُق والألوان زاهية، بس لو القصة عادية وتصاعد الأحداث مش منطقي والحوار ركيك يبقى الناتج النهائي وحش والمشاهد هيخرج من العرض مش مبسوط ويعوَّض عليك ربنا في الفلوس اللي دفعتها.

من ست سنين ظهرت شخصية "الألماني" اللي لعبها محمد رمضان في فيلم بنفس الاسم، واتحولت الشخصية دي لـ Character ونموذج ببيع ويحقق أعلى إيرادات، رقاصة ومخدرات وجدعنة ولاد البلد وقصة كفاح شاب طيب اتحول للنقيض بسبب ضغوطات المجتمع الفاسد. سنة في التانية في التالتة، من الألماني لحد قلب الأسد -و"حبيشة" و"الأسطورة" في الدراما التلفزيونية- التريند بدأ يخيّش والناس بدأت تمل. ومع ظهور موجة الإرهاب ومواجهته والتغيرات النفسية اللي بقى المصريين مهيئين ليها زي الرغبة في الانتقام والدفاع عن النفس، التريند القديم اختفى والآية اتقلبت، وبعد ما كان الشاب الفقير اللي اتحول لفاسد هو بطل الناس، بقى البطل الجديد ضابط بيحارب الإرهاب أو الفساد  وبيخاف على اخواته البنات وبيجيب حق الغلابة وهو شايل رقابته على كفه. بس برضه النوعية دي اتعملت كتير. بسيطة، نعمل فيلم بنفس الحبكة دي بس في الاربعينات، وبدل ما نحارب الإرهاب نحارب الاستعمار في إطار قومي وملحمي، بس نجيب باشا مصر يبقى البطل عشان جرَّبناه ونفع.

كده نقدر نقول مبروك، فيلم "حرب كرومز" شاف النور.

*فيه حرق لبعض الأحداث مش كلها، ومش للنهاية رغم إننا كلنا متوقعينها وعارفينها.

نخش في الموضوع على طول

الفيلم بيبدأ بالحادثة اللي بنشوفها في الإعلان واللي بتحرك كل الأحداث، وهي اغتصاب بنت مصرية من عساكر إنجليز، بيسمع صراخها 3 شباب مصريين وبيجروا ينقذوها لكن بيوصلوا متأخر، واحد منهم بياخد رصاصة في صدره ويموت والاتنين التانين بيمسكوا في العساكر.

مشهد درامي بحت وبدأ في اللحظة الأولى من غير مط ولا رغي كتير وكفيل يخليني اتأثر وأدخل في الموود، بس ده ماحصلش ولا بنسبة صغيرة لأسباب مختلفة، أهمهم الكروتة، فجأة كل حاجة حلصت وفجأة كل حاجة خلصت، صريخ البنت، اللي لعبت دورها "مايان السيد"، كان مفتعل ومشاهد صدمتها كانت مضحكة أكتر ما بتضايق، والحادثة رغم إنها حصلت في وسط مراكب خشب لازقة في بعض وفيه نار مسكت في سفينة منهم واتفحمت بالكامل، إلا إن باقي المراكب ماحصلهاش حاجة والأحصنة المربوطة ماحصلهمش حاجة! وطلع النهار والشابين المصريين وأسيرهم العسكري الإنجليزي لسه في مكان الحادثة قاعدين بيبصوا لبعض في ذهول .. الصباح رباح وهما كسلوا يهربوا بعد الحادثة غالبًا.

المؤثرات الصوتية من أقوى عناصر الفيلم، حتى المشهد الأول لو مأثرش فيك اللي شايفه المزيكا عملها "سيف عربي" هتخطف قلبك. بس الحلو مايكملش، المونتير "باهر رشيد" اشتغل بطريقة "الجَّزار" وقطع قطعات فجة وغير سلسة حتى على شريط الصوت كانت النقلات بتبقى غريبة، تاخدك من أقصى التراجيدية والحماس لحوار هادي خالص بيتم بين اتنين.

الشللية تحكم

من أول ما ظهر المخرج "بيتر ميمي" سنة 2012 وهو ليه "شلة" معينة بيفضل الشغل معاها، معظمهم نجوم شباب هو اكتشفهم وظهروا معاه للمرة الأولى في الأب الروحي زي "سارة الشامي" اللي أيًا كان رأيك في أدائها بشكل عام، الأكيد في الفيلم إن لكنة الإنجليزي بتاعها مايأهلهاش تلعب دور إنجليزية في الأربعينات، لو في العصر الحالي كان الموضوع ممكن يعدي خاصة إن ملامحها مش مصرية 100%.

نفس مشكلة الإنجليزي دي وقعوا فيها مع كل اللي اتكلموا إنجليزي في الفيلم، وسمعنا كلمات زي Fucken اللي بتتقال بمعدل كل تلات دقايق مرَّة.

"شلة" الأب الروحي ظهر منها "دياب" و"محمد عز" و"عمر زكريا فؤاد"، اللي أدوا دورهم بشكل كويس خاصةُ أول اتنين، لكن اللي مافهمتهوش في الدور اللي لعبه "عمر" -مترجم لنائب برلماني ومتعاون مع الإنجليز- هو ليه مربّي دقنه زي شباب الإخوان 2012 كده بطريقة حسستني إني دخلت مسلسل الجماعة؟ هل دي صدفة يعني وكانت موضة وقتها ولا المخرج كان عايز يبيبن إن الإخوان في الفترة دي كانوا حبايب الاستعمار؟ أيًا كان، شكله لوحده بالدقن كان غريب على جو الفيلم.

صاحب بالين كداب

الفيلم قصة "محمد السبكي" وسيناريو وحوار "بيتر ميمي"، ودي مش أول مرَّة مخرج العمل يشترك في البناء الدرامي للقصة، بس فكرة إنه يكتب بنفسه السيناريو والحوار كامل -زي ما التترات بتقول- غريبة شوية، والنتيجة بتاعتها طلعت ألشة. البناء الدرامي للشخصيات مافيهوش أي أبعاد، القوَّادة مستنية كلمة من أمير كرارة عشان تدمَّع وتتوب وطبعًا تبص له بتأثر وتقوله "ربنا يسامحك"، الطيّب طيّب على طول الخط، الشرير شرير وبأنياب، الكل بيكره الاستعمار وعايز مصر حلوة بس مستني الفرصة، إلخ.

في الفيلم هتلاقي "يوسف" وهو بيقنع زميله الضابط بعدم التعاون مع الإنجليز بيبص لبنته الصغيرة، ويقوله "لو بنتك كنت هتسيب حقها؟"، مش الغريب إنه قاله كده، الغريب إن الجملة كلت مع زميله فعلًا واتأثر بيها. كمان هتسمع كمية جملة بديهية بتتقال بشكل خطابي كأنها حاجات جديدة مش معروفة زي،"الحق مابيجبهوش المات، بيجيبوه اللي عاش".

حبوب شجاعة مجانية

بيومي فؤاد في أول مشهدين ليه طالع نائب برلماني مطاطي لقوات الاستعمار على طول الخط لدرجة إنه مابيتناقش في الكلمة اللي بتخرج من مندوب الحماية الإنجليزي، لكن بقدرة قادر في النص التاني من الفيلم، ومن غير ما يجد أي حاجة شخصية في حياته أو نشوف سبب للتغيير ده، بنلاقيه بيسف على المندوب في وشه وبيقوله "طب لما انتوا جامدين أوي كده ما تدخلوا تجيبوا الواد انتوا".

العساكر اللي في قسم كرموز كلهم في نفس واحد قالوا لأمير كرارة إنهم مستعدين يموتوا، وكلهم لنفس السببب -سبحان الله- إن ربنا موجود ومش هيسيب حقهم، من غير ما واحد فيهم تهزمه طبيعته البشرية ويتردد حتى لحظة في التفكير.

الشخصية الوحيدة اللي ظهر لها جانبين طول الفيلم، هي الشخصية اللي لعبها "فتحي عبد الوهاب"، في الأول كان ضابط خايف على نفسه من عصيان أوامر المندوب وتعريض نفسه لعقوبة الإعدام، لكن بعد حوار مع "يوسف المصري" -رغم إنه حوار ركيك وكلاشيهي- بيبدأ يفكر في مساعدته، وده اللي بيحصل فعلًا في الأخر.

حتى الأسماء جت كلاشيهية، ظابط وطني فشخ هيبقى اسمه ايه، "يوسف المصري" ، معروفة يعني، قوادة هيبقى اسمها إيه؟ "زوبة" وطالعة بحسنة وبتمدغ لبان طول الفيلم.

الأدوار الثانوية في أفلام البطل الواحد بتكون كتير بس المميز فيها إن يكون للشخصية تأثير في مجرى الأحداث. في الفيلم قابلنا شخصيات ثانوية غيابها ماكنش هيفرق بأي حاجة غير انه كان هيوفر للإنتاج. على سبيل المثال وليس الحصر، "إيمان العاصي" و"روجينا" طلعوا بس عشان يعرفونا ان "يوسف المصري" دمه خفيف مع اخواته، على الرغم من ان هزاره معاهم هزار ٢٠١٨ مش الأربعينات خالص. مشاهدهم كانت مالهاش تأثير، سلو مووشن ليهم وهما بياكلوا وبيغنوا، ومشهد صريخ طويل وقت إعدام أخوهم.

على ذكر الأدوار الثانوية والرئيسية، الفيلم فيه أسامي تقيلة وبتشيل أفلام لوحدها زي "غادة عبد الرازق" و"محمود حميدة"، طبعًا غير "أمير كرارة" اللي ده يعتبر أول بطولة سينمائية ليه. "أمير" أدائه كان كويس، ممكن نقول أحسن حاجة شوفناها منه لحد دلوقتي، التوب بتاعه، بس اللي اتفرج عليه في كلبش هيحس إن الفيلم تكملة للمسلسل وده راجع لطبيعة شخصية "يوسف" و"سليم"، الاتنين ضباط والاتنين بيحاربوا الفساد فـ طبيعي نلاقي نقط تشابه كتير. "غادة" أو "زنوبة" عملت دور قوادة برخصة، دور مش مختلف عن حاجات كتير قدمتها قبل كده بس لسبب غير مفهوم كانت قالبة على "لبلبة" وده كنت فاكراه رأيي لوحدي لحد ما شفت أكتر من حد بيقول نفس التعليق، والسن ظاهر عليها بدرجة كبيرة. "محمود حميدة" يمكن أحسنهم من ناحية الأداء، بس برضه مش شخصية جديدة عليه والإيفهات اللي بيحاول يرميها والشخصية بشكل عام متكررة وتقدر بسهولة تتوقع كل ردود أفعاله. 

انت فاكرني هندي؟

الأعمال السينمائية والدرامية ممكن تحتوي على جزء من الخيال وغير المنطقية، في الأخر هي محاكاة للواقع مش محاولة لعكسه بحذافيره، لكن في جوانب لو ماتراعتش واشتغل عليها صناع الفيلم بدقة واحترموا عقلية المشاهد فيها يبقى احنا دخلنا في مرحلة الأفلام الهندي وكمان شوية هيظهر أفلام الحبّيبة فيها هيطلعوا اخوات في أخر الفيلم، في فيلم حرب كرموز نهاية الفيلم جت هندي.

عشان نجاوب على سؤال النهاية كانت منطقية ولا لأ ومن غير حرق ليها، دلوقتي فيه ضابط خالف أوامر مندوب حماية دولة الاستعمار، واتستر على قتلة 2 عساكر إنجليز، وانفصل بقوات القسم بتاعه عن الداخلية وقوات الاستعمار لمدة ثلاث أيام، واتسبب في قيام ثورة عارمة في منطقة سكنية ضد الإنجليز ونتج عن ده إن عساكرهم اتدبحوا، لمَّا يتمسك عشان يتحاكم، هيتحاكم قدام محكمة مصرية ولا إنجليزية؟

ربع الكوباية المليان

يُحسب لمخرج الفيلم حاجات مش قليلة، منهم إنه رجع بالزمن لحادثة حقيقية حصلت يوم 25 يناير سنة 1952 في الإسماعيلية لمَّا قوات الاستعمار دكِّت قسم شرطة الإسماعيلية بعد ما ضباطه رفضوا تسليم أسلحتهم وإخلاء المبنى، وخرَّج القصة دي في شكل درامي أساسه قضية بيحبها المصريين أوي وهي الثأر للعرض. إجمالًا مشاهد الأكشن كانت كويسة والحركات القتالية لـ "سكوت أدكنز" كان لها طعم، بس ماعتقدش ده كان شكل الضرب والألعاب القتالية في الاربعينات، وبرضه بغض النظر عن إن "أمير كرارة" كل علقة محترمة بس هزمه برضه في الأخر.

مشاهد المجاميع، اللي حسب كلام مخرج الفيلم وصل عدد الكومبارس فيها لـ 3000 ممثل، أضافت بُعد ملحمي للفيلم، حتى مشاهد الثورة اللي جت فجأة من غير تمهيد مفهوم سببها وإنها ناتجة عن غضب سنين طويلة. اللي مش مفهوم ومش مبرر ومالهوش سبب غير إن المخرج عايز يطلع كل الناس طيبين هو تحوُّل كل أعوان الإنجليز في أخر لحظة لناس وطنية بتخطب في مسيرات الثورة!

"مصطفى خاطر" اللي عمل دور "عصفورة" كان من أقوى الممثلين في الفيلم، عمل دوره بخفة ومن غير افتعال ضحَّكنا، حتى انتقاله من الكوميديا للتراجيديا كان سلس ومقنع. بس بما إنه طالع في دور حرامي بيطلع مواسير وينط برشاقة وسهولة من سطح لسطح كان محتاج يبقى في جسم أرشق عشان يبقى مقنع أكتر، والميك آب في مشاهد تعذيبه كان سيء.

وبما إننا في مصر وده فيلم أكشن، طبيعي "أحمد السقا" يظهر فيه حتى لو مشهد دقيقتين بس بيخطب فيه ويتكلم عن الحق والخير والجمال، المشهد ده هيخليك تترحم على كل مشاهده الأكشن وتقول ياريته كمِّل فيهم أحسن من بدلة مصطفى محمود اللي لبسها في الفيلم ده.

لو عايز تدخل الفيلم أنا ماحرقتش فيه كتير، واللي قولته معظمه ظاهر في الإعلان الرسمي كده كده، اتأكد بس إنك بتحب مسرحيات الفنان "محمد صبحي" وكنت بتعيط في مشاهد حرق العلم الإسرائيلي في فيلم رحلة حب واعجبت برائعة كلبش واتوكل على الله، هتتبسط.

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home