• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مدرسة في العاصمة الإدارية الجديدة تكلفة الفصل فيها مليون جنيه
الموضوع اللي فات
الأزهر: التحرش حرام ولبس البنت مش مبرر

فيلم "البدلة": خسرت الحبكة ولم أربح الضحك

الأعلى إيرادات في أفلام العيد

"سرقة دي ولا اقتباس؟!" ده كان عنوان موضوع سابق اتكلم كاتبه باستفاضة عن الفرق بين سرقة العمل الفني واقتباس فكرة اتعملت قبل كده وتقديمها بشكل جديد، وحلل أنواع الاقتباس، سواء اقتباس الحبكة أو اقتباس الموقف الدرامي. ورغم إن لسَّه الحد الفاصل بين الاتنين مش واضح للكل، بس ماحدش بينكر إن اقتباس فكرة وطرحها للمرة التانية أو العاشرة حتى بشكل جديد ملائم لظرف الزمان ولمكان عرضها يعتبر شئ مقبول، لكن مشروط بطريقة تقديمه، وبيحصل كتير سواء في الأعمال السينمائية والأدبية. بكده يبقى المشكلة الأولى والأقل أهمية في فيلم "البدلة" -واللي هي اقتباسه لفكرة فيلم Let's be cops  اللي اتعرض سنة 2014- ماطلعتش مشكلة من الأساس، ياللا اللي بعده.

"وليد" وخاله "حمادة" اتنين من الفشلة دراسيًا وعمليًا واجتماعيًا اتولدوا في نفس اليوم، بيروحوا حفلة في زي تنكُّري، بدلة ظابط، على أساس إنها حفلة تنكرية، لكن هناك بيكتشفوا إنها "ديش بارتي". وبدل ما يصارحوا زملاء المدرسة بحقيقة موقفهم، بيحبوا الموضوع أوي ويقرروا يستمروا في الكدبة دي، خصوصًا بعد ما يشوفوا احترام من كل اللي حواليهم هما مش متعودين عليه، وبعد ما "وليد" بيلاحظ انجذاب من "ريم" حب طفولته اللي بتلعب دورها أمينة خليل.

**الريفيو مافيهوش حرق للأحداث**

مافيش بداية مافيش وسط مافيش نهاية

الفيلم تجاري درجة أولى وبيخاطب جمهور "تامر" في الأساس، وعشان الخلطة الدعائية تكتمل ماكنش فيه أحسن من أمينة خليل للعب دور بنت كيوت هتتحب و"تامر" هيغنّي لها أغنيتين تم اقحام واحدة منهم فجأة في نص الأحداث. وفي دور "حمادة" أكرم حسني كان اختيار تجاري هايل خصوصًا بعد نجاحه في مسلسل "الوصية" في رمضان 2018، الغريب إن التوليفة دي مع بعضها خرَّجت مستوى أقل من المتوقع من أي واحد فيهم منفرد.

لو حللنا الحدوتة في شكل keywords عشان نفهم الخط اللي ممكن الفيلم يمشي فيه، هيبقى معانا كلمات زي: ضباط في الشارع، كدب وتخفي، حب طفولة، علاقة غير تقليدية بين البطل وخاله، أم بتشتغل في تصميم ملابس في ماسبيرو. المفاجآة إن صنُّاع الفيلم رفضوا مد الخط ده على طول الفيلم عشان يخرج بشكل كوميدي رومانسي فقط، واعترضوا القصة الأساسية بخط دراما أكشن ماتقدمش بشكل مقنع، وهو ظهور الإرهابي "ماركوس" اللي بيلعب دوره ماجد المصري في حياة "وليد" و"حمادة". 

التضاد بيجذب، حتى في الشخصيات السينمائية. البطلين "حمادة" و"وليد" نسخة واحدة من بعض، نفس درجة الفشل، نفس طريقة التفكير، حتى الإيفيهات المتسخدمة وطريقة الهزار والألش كانت واحدة. وده كان سبب من أسباب غياب الكيميا تمامًا بين الاتنين. عشان تفهم الفرق افتكر شخصية "سلطان" وشخصية "نصة" في فيلم "غبي منه فيه"، على الرغم من إن الاتنين كانوا بيتوصفوا بالغباء إلا إنه كان في فروق شخصية بينهم، زي ميل "نصة" للتجربة والمغامرة في مقابل خوف "سلطان" الدائم، بتُستخدم كأساس للمواقف الكوميدية.

"وليد" اللي بيلعب دوره تامر حسني من المفترض إنه في أوائل التلاتينات من عمره، كذلك "حمادة" اللي بيأدي دوره أكرم حسني، الاتنين شكلهم كبير على الشخصيتين، سواء البنية الجسدية أو الأزياء وحتى طريقة الكلام. العلاقة اللي بينهم إن "حمادة" خال "وليد" اللي اتولد معاه في نفس اليوم، إيه لازمة إنه يطلع خاله؟ بمعنى تاني، ازاي تم استخدام الخط ده طول مدة الفيلم؟ مافيش مشهد واحد كان هيفرق لو "حمادة" صاحب "وليد" أو ابن خالته أو حتى جاره.

لو هنتكلم عن الخطوط الدرامية اللي صُنَّاع العمل كسِّلوا يستخدموها، فهما كتير. أبرزهم إن "حمادة" في أول الفيلم بنعرف إنه تم فصله من كلية الشرطة، ودي تفصيلة ماتمش استخدامها بربع جنيه في فيلم قصته عن انتحال صفة ظابط! مافيش نصيحة واحدة اتقالت من "حمادة" لـ "وليد" بصفته طالب شرطة سابق، مافيش لياقة بدنية بالحد الأدنى تقنعك إن الشخص ده عدى من قدام الكلية، حتى "البدلة" محور الأحداث كلها ماكنتش من دولاب "حمادة".

كان فيه جوانب غير منطقية وحاجات إظهر حاجات إختفي في الفيلم، مثلًا الحفلة اللي هي نقطة التحول الأولى في سياق الأحداث، المفترض إن "وليد" و"حمادة" فيها بيقابلوا زمايلهم في المدرسة اللي ماشافوهمش على الأقل من 7 سنين، لكن الحوار بينهم مابيقولش ده خالص وعلى العكس بيتكلموا بأريحية شديدة. ده إلى جانب الإيحاءات الجنسية اللي بتقولب التحرش في قالب مضحك، والـ 3 لقطات اللي اتخصصوا لمؤخرة "أكرم" عشان نسف عليها. 

بس التفصيلة اللي وقفت عندها كتير هي شكل "ماركوس" اللي الداخلية والمخابرات العالمية مش عارفة تحدده، رغم إنه في أول عملية ليه في مصر كان واقف على سطح عمارة مش عالية وقدامه 11 شاب كلهم كاشفينه وشايفين ملامح وشه عادي.

كفاية إرهاب بقى مش عارف أشوف عينيكي

لمخرج العمل السينمائي مطلق الحرية في تقديم فيلمه من الزاوية الأنسب له، الفيصل هنا هو جودة اللي هيقدمه ولأي مدى هو نجح في تقديم وجهة نظره اللي مش مهم نتفق معاها كلنا. بس لو المخرج محمد العدل قرر يقدم حدوتة شاب اتحول بالصدفة من شخص فاشل لشخص بيضحي بحياته عشان يمسك إرهابي بدل ما تمسكه الشرطة، كان الأجدر بيه يقدم ده بشكل منطقي. على سبيل المثال  وليس الحصر، "وليد" في أول الفيلم ماكنش عارف يمسك طبنجة للنيشان، وفي آخر الفيلم طلع من شباك العربية اللي هو سايقها يضرب نار على 2 إرهابين محترفين بيطاردوه. ده بالإضافة لمشاهد الالتحام البدني اللي دخل فيها نفس البطل اللي بيلعب دوره تامر حسني مع الإرهابي العالمي اللي بيلعب دوره ماجد المصري -وخد بالك هنا من الفرق في السرعات بين البطلين أساسًا- وبيهزمه فيها ويكتفه ويحطه في شنطة العربية، لا سحر ولا شعوذة.

موسم رمضان 2018 كان ضعيف دراميًا، وأرجع البعض السبب في ده لـ "حشر" صُنَّاع كل المسلسلات بلا استثناء لتيمة محاربة الإرهاب بدون داعي، الموضوع نفسه اتكرر في فيلم "البدلة" اللي كان ممكن يبقى رومانسي كوميدي بس بدون إضافة "تحابيش" ضعيفة الصنع وكلاشيهية للبعض. مشاهد ظهور محمود البزاوي في دور لواء الشرطة بشكل مطابق لدوره في فيلم "تراب الماس" ومن قبله مسلسل "كلابش" هتحسسك إنك لسَّه فطران وقاعد على الكنبة مستني ظهور أمير كرارة أو باشا مصر في أي لحظة.

الضحك أولًا

كل ده مش مهم عشان احنا بنتفرج على فيلم كوميدي، وفي الأفلام الكوميدية يمكن التغاضي عن قوة الحبكة وواقعية الأحداث والمواقف اللي بتقابل الأبطال عشان في الآخر الفيلم بيكون رافع شعار "الضحك أولًا" وبيكون هدفه الأساسي إمتاع المشاهد لمدة ساعتين. لكن لو الفيلم أساسًا مافيهوش ضحك سواء اعتمادًا على كوميديا الموقف أو خفة دمة الأبطال، يبقى كده خسرنا الحدوتة اللي نظريًا ممكن تكون كوميدية ولم نربح الضحك، أنا كده استفدت إيه؟

"أقعد خيلتنا، مافيش حاجة بتضحك أصلًا" الجملة دي اتقالت لبطل الفيلم "وليد" في واحد من مشاهد الفيلم، والمفارقة الكوميدية إنها تصلح لتعميمها على فيلم "البدلة" كله.

فيلم "البدلة" تجربة كوميدية سيئة، ممكن تطلع من الفيلم بأغنيتين لـ "تامر" لو بتحبه زيّ كمطرب، هتتأكد برضه إن مؤلف الفيلم أيمن بهجت قمر بقى فقير سينمائيًا جدًا وهتترحم على إكس لارج آخر أفلامه الكوميدية بجد.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home