التزمت (الجنسي بالأخص) هو أحد أبرز عناصر الصورة النمطية التي التصقت بالعرب أو المسلمين بشكل عام في عصرنا الحديث. إلا أن الذي يجهله الكثيرون ومنهم العرب والمسلمين أنفسهم، هو أن أجداد أجدادهم العباسيين لم يكونوا نشطين جنسيًا فقط، بل أن أنشطتهم الجنسية وصلت حدّ الشذوذ الفاجر، حيث قاموا بتجربة كل ما هو جنسي دون أن يتركوا شيئًا منه في المخيلة، حتى لو تعارض ذلك مع أبسط القواعد المجتعية الحضارية الحالية. فما هي أوجه الجماع الجنسي التي مارسها العرب؟

الجواري 
تشكل الجواري أكثر وجوه الرفاهية الجنسية لدى العرب معرفة في وقتنا الحالي، وأحلام الكثير من رجال هذا الوقت المشبعة لنوستالجيا زمن كن النساء يُبعن فيه مثل الأطعمة والأقمشة. الظاهرة الجنسية التي جُن لفضولها الرسامين المستشرقين كانت طبيعية ومتقبلة، حيث كان الرجال "يعاينون" جسد المرأة العاري في السوق، والتي تكون خُطفت أو أُهدت بأسعار معينة، وكنّ موجودات لإرضاء الطلبات الجنسية لدى مقتنيهن.

تبادل الزوجات
الظاهرة المنشرة الآن في كثير من البلدان الأوروبية وحتى في مصر في الخفاء وهي تبادل الأزواج أو "نكاح البدل"، كانت منتشرة أيضًا في العصر الجاهلي، حيث تبادل المتزوجون أزواجهم ومنهم من كان يجمع بين الأختين في الوقت ذاته.

نكاح السفاح (أو البورنو الحي)
البورنو ليس اختراعًا غربيًا أدمنه العرب سرًا وذموه في العلن. فنكاح السفاح كان يتمحور حول امرأة تختار أن تمارس الجنس مع كثير من الرجال في العلن، ويلتف الناس لمشاهدة العملية الجنسية التي كان يشارك فيها قرابة التسع رجال! يتناوبون على نكاح امرأة واحدة، وكانت المرأة هي من تشجعهم على ذلك وعلى الاحتفال الجنسي علنًا.

نكاح الرهط
نكاح الرهط قريب جدًا لنكاح السفاح، إلا أن الاختلاف هو أنه ليس علنيًا، حيث يتناوب الرجال على نكاح امرأة واحدة بقرار منها. يجدر الإشارة أن هذا النوع من الجنس الجماعي تمامًا مثل نكاح السفاح؛ يحصل باختيار المرأة، سواء كان ذلك للمتعة أو الدفع، ولم يكن نوعًا من العقاب أو الإرغام. وقد كانت المرأة التي تريد أن تُنكح تؤشر لذلك بعلم أحمر تنصبه في مسكنها للإشارة لذلك.

الغلمان
في العصور العباسية والأندلسية وحتى قبل ظهور الإسلام كان موجودًا- كما هو موجود اليوم- الممارسة "اللوطية" أو المثلية كما نسميها الآن كانت موجودة في العالم الجنسي للعرب والمسلمين. ما يختلف الآن عما سبق، هو أننا نسمي معظم ممارسات العباسيين والأندلسيين في هذا الجانب "بيدوفيليا" أو التحرش الجنسي بالقاصرين. فقد كان يُفضل من بين الغلمان، أو النسخة الذكورية من الجواري، من كان أمردًا بينهم أو بدون شعر اللحى (والذي يؤشر بالطبع لصغر سن الولد) بما أن الرجال كانوا يرون أن المرد قريبون للنساء. الشاعر "ابن نواس" وصف مغامراته الجنسية مع الغلمان، والتي نستطيع أن نرى منها بسهولة، كيف كان شعراء ذلك الوقت يتوجون اغتصاب القاصرين على أنه تجربة جنسية خيالية.

القيان
كان الرجال في العصر العباسي يتاجرون بالقيان (جمع قينة) وهي المرأة التي كانت تُشتري وتُهدى بين الرجال كأي غرض آخر. كثير من هذه النساء كنً يختطفن في صغرهن في الحروب الإسلامية، ومن ثم يُربين على الموسيقى والشعر والغناء والفلسفة حتى. قيل أن القيان كن يعشن في تلك الفترة، حياة أفضل من النساء الحرائر، بما أنهن كن مرغوبات وكن يتخذن كعشاق رجال بمراكز رفيعة، هذا غير أنهن كن يشاركن بمجالس الرجال ويتحدثن معهم ويناقشوهم. كل هذا لا ينفي أنهن عبدات جنسية للرجال بجشعهم الجنسي الشره.

الخصيان
الخصيان هم الرجال الذين كانوا يولدون إما بأعضاء تناسلية تالفة أو مخصية، أو الرجال الذين تم خصيهم حتى يُسمح لهم بالعمل في البلاطات الملكية والنشاطات الدينية، مثل التفريق بين الرجال والنساء في الصلاة. لكن ذلك لم يمنع الشره الجنسي لدى الكثير من الرجال الذين كانوا يجدون جاذبية جنسية وفرصة يجدر اغتنامها في الرجال المخصيين.

كثيرون سوف يرون (خاصة نسبة للمفاهيم الحالية بخصوص الحرية الفردية عامة والجنسية منها خاصة) أن العرب والمسلمين كانوا يتمتعون بحرية جنسية سيحسدها عليهم الأجيال الحالية، إلا أن ذلك لا يمنع أن الكثير من هذه السلوكيات مثل تعاملهم من الخصيان والغلمان لم تكن مسمية وقتها بالأسامي الحقيقية التي كنا لنطلقها عليهم الآن مثل "اغتصاب" و"تحرش" و "بيدوفيليا"". في نفس الوقت، تثبت هذه السلوكيات للإسلاميين المتطرفين الحاليين أن الأزمنة الإسلامية والجاهلية أيضًا لم تكن بهذا النقاء والطهارة والعذرية التي يعتقدون.

الصورة الرئيسية للفنان جون ليون جيروم